لماذا يرفض طفلي الرضاعة؟ لماذا يصرخ دائمًا ولا يستطيع النوم؟ ما هذا الدم في البراز؟ تساؤلات عدة منذ ولادة طفلي، وإجاباتها هي حساسية الألبان عند الرضع.
فلنتعرف عزيزي القارئ إلى حساسية الألبان عند الرضع، وما الفرق بينها وبين حساسية اللاكتوز، وأسبابها، وأعراضها، وتشخيصها، وعلاجها.
ما هي حساسية الألبان عند الرضع؟
حساسية الألبان عند الرضع هي رد فعل مناعي للجسم تجاه أحد البروتينات الموجودة في الحليب الحيواني، وغالبًا ما تنتج بسبب بروتين (Alpha S1 casein).
تتشابه حساسية الألبان مع عدم تحمل اللاكتوز نتيجة ً لبعض الأعراض المتشابهة بينهما.
يتسبب البروتين الحيواني الموجود باللبن بالإضافة إلى 7 أطعمة أخرى في 90% من حالات حساسية الألبان عند الرضع، وهذه الأطعمة هي:
- البيض.
- الفول السوداني.
- جذور الشجرة.
- الأسماك.
- المحار.
- القمح.
- فول الصويا.
ما الفرق بين حساسية الحليب وحساسية اللاكتوز؟
تنتج حساسية اللاكتوز عن غياب إنزيم اللاكتاز (lactase)، وهو المسئول عن تكسير سكر اللاكتوز (lactose) الموجود في الحليب ومنتجاته.
أما حساسية الألبان فهي كما ذكرنا سابقًا تنتج عن رد فعل مناعي للجسم تجاه بروتينات الحليب.
متى تظهر حساسية اللاكتوز عند الرضع؟
تظهر حساسية اللاكتوز عند الرضع بعد شرب الحليب أو أي منتجات تحتوي على الحليب، وتسبب الأعراض الآتية: مغص – غثيان – غازات – إسهال.
يمكن ظهور حساسية اللاكتوز عند الرضع في أي عمر، ويوجد أربعة أنواع من عدم تحمل اللاكتوز، وهم:
- الأولي.
- الثانوي.
- الخُلقي.
- النمائي.
عدم تحمل اللاكتوز الأولي
يُعد أكثر الأنواع شيوعًا، يقل إنتاج إنزيم اللاكتيز تدريجيًا حتى عمر الثانية، وهو وراثي.
عدم تحمل اللاكتوز الخُلقي
يُصاب به حديثي الولادة، وهو نوع وراثي نادر.
عدم تحمل اللاكتوز النمائي
يحدث في الأطفال الخدج، نتيجة ولادتهم قبل أوانهم، وعدم اكتمال نمو الأمعاء الدقيقة، ويختفي بمرور الوقت.
عدم تحمل اللاكتوز الثانوي
تُسبب بعض أمراض الأمعاء الدقيقة نقصًا في إنتاج اللاكتوز، مما قد يؤدي إلى الإصابة بعدم تحمل اللاكتوز الثانوي، ومن هذه الأمراض:
- مرض كرون (Crohn’s disease).
- الاضطرابات الهضمية.
- التهاب القولون التقرحي.
- التهاب المعدة والأمعاء.
أسباب حساسية الألبان عند الرضع
تنتج حساسية الألبان عند الرضع عن خلل في وظائف الجهاز المناعي.
يتعرف جهازك المناعي على بروتينات الحليب الحيواني على أنها أجسام ضارة، فينتج أجسامًا مضادةً للجلوبيولين المناعي (IgE) لكي يحارب هذا البروتين.
ترسل هذه الأجسام المضادة إشارات للجهاز المناعي كلما تلامست مع البروتينات، فينتج الجسم موادًا كيميائيةً مثل الهيستامين (Histamine)، فتظهر أعراض الحساسية.
يوجد نوعان من بروتينات اللبن الحيواني تتسبب في الحساسية في أغلب الحالات، وهما:
- الكازين (Casein).
يوجد هذا البروتين في الجزء الصلب المتخثر من اللبن.
- مصل اللبن (Whey).
يبقى بعد تخثر الحليب، وهو الجزء السائل.
قد يعاني طفلك حساسية الكازين أو مصل اللبن أو كلاهما معًا، توجد هذه البروتينات في كثير من الأطعمة المصنعة، لذا من الصعب تجنب تناولها.
عوامل خطورة الإصابة بحساسية الألبان عند الرضع
تزيد بعض العوامل من خطر الإصابة بحساسية الألبان عند الرضع، ومنها:
- الإصابة بحساسية أخرى.
يزيد إصابة طفلك بحساسية الألبان، إذا كان يعاني نوع حساسية آخر.
- التهاب الجلد التأبني (Atopic dermatitis).
يمكن أن يزيد التهاب الجلد التأبني، ويُعرف بأنه التهاب جلدي مزمن من خطر الإصابة بحساسية الألبان عند الرضع.
- التاريخ العائلي.
قد يعاني طفلك حساسية الألبان، إذا كان أحد الأبوين أو كلاهما يعانيها أو أي نوع حساسية آخر.
- العمر.
تصيب هذه الحساسية في الأغلب الرضع، نظرًا لجهازهم الهضمي غير مكتمل النمو، ولكن مع النمو تنضج أجهزتهم الهضمية، وقد يقل تفاعل أجسامهم مع الحليب.
أعراض حساسية الألبان عند الرضع
تتطور أعراض حساسية الألبان عند الرضع غالبًا ببطء، مما يعني أن الأعراض تستغرق ساعات أو أيام حتى تتطور، ومن هذه الأعراض:
- المغص.
- الإسهال.
- الطفح الجلدي.
- سيلان الأنف.
- سعال متقطع.
- التهاب الجيوب الأنفية.
- اكتساب الوزن والطول ببطء.
- براز رخو يحتوي على دم أو مخاط.
قد تظهر الأعراض سريعًا في بعض الأحيان خلال ثواني إلى ساعات، ومن هذه الأعراض:
- القيء.
- انتفاخ الشفتين أو اللسان.
- الشعور بالحكة حول الشفاه.
- قشعريرة.
يعاني الطفل نادرًا من رد فعل خطير يعرف بالصدمة التحسسية (Anaphylactic shock)، وتظهر أعراضها كالآتي:
- صعوبة التنفس.
- انخفاض ضغط الدم.
- تورم الحلق والفم.
قد تؤدي الصدمة التحسسية إلى سكتة قلبية.
يجب معالجة الصدمة التحسسية على الفور باستخدام حقنة الإيبينفرين (Epinephrine).
أعراض حساسية اللبن الصناعي عند الرضع
تحتوي أغلب الألبان الصناعية على الحليب البقري، مما يجعلها سببًا في تطور أعراض حساسية.
تظهر أغلب أعراض حساسية اللبن الصناعي عند الرضع كأعراض هضمية، ومنها:
- القيء – مغص – إسهال.
- دم أو مخاط في البراز.
- عدم الراحة خلال أو بعد انتهاء الرضاعة.
- البصق المتكرر.
- البكاء المستمر.
- براز مائي ذو رائحة كريهة.
يجب استشارة الطبيب لاستبعاد أي مرض آخر قد يسبب هذه الأعراض واستبدال اللبن الصناعي بنوع آخر مضاد للحساسية.
مضاعفات الإصابة بحساسية الألبان عند الرضع
يزداد احتمالية تعرض أطفال حساسية الألبان لبعض المشكلات الصحية الأخرى، ومنها:
- حساسية تجاه بعض الأطعمة الأخرى
يصاب الطفل في بعض الحالات بحساسية أخرى، مثل حساسية: البيض – الفول السوداني – فول الصويا – اللحم البقري.
- حُمى القش (Hey fever)
تنتج عن وبر الحيوانات الأليفة، وعث الغبار، وحبوب اللقاح.
تشخيص حساسية الألبان عند الرضع
يصعب تشخيص حساسية الألبان عند الرضع، ويجري الطبيب كثيرًا من الاختبارات للوصول إلى تشخيص سليم، ومن هذه الاختبارات:
- التاريخ الطبي
يناقش الطبيب التاريخ المرضي لمعرفة الآتي:
- إذا كان أحد الوالدين يعاني حساسية الألبان.
- الأعراض الناتجة عن تناول الحليب أو منتجاته.
- اختبار الجلد أو الوخز
يتعرض جلد الطفل إلى الوخز وتوضع كميات صغيرة من بروتينات الحليب على هذه المناطق، قد يتكون نتوءً مرتفعًا في حالة حساسية الألبان، لكن لا يعد هذا الاختبار دقيقًا لتشخيص حساسية الألبان.
- اختبار الدم
يقيس اختبار الدم الأجسام المضادة للجلوبيولين المناعي E؛ لمعرفة رد فعل جهاز المناعة تجاه اللبن.
- اختبار الطعام (تحدي إدخال الطعام)
يهدف تحدي إدخال الطعام إلى تأكيد الإصابة بحساسية الألبان أو استبعادها، ويجرى هذا الاختبار بعد اختبار الدم واختبار الوخز.
يلزمك هذا الاختبار بإدخال الطعام بترتيب معين تحت إشراف الطبيب، ويراقب الطبيب تحسس الجسم من الطعام ويظهر خلال 30 دقيقة إلى 3 ساعات، ويُعد هذا أدق تحليل لحساسية الحليب عند الرضع.
علاج حساسية الألبان عند الرضع
يُعد تجنب الألبان ومنتجاتها الطريقة الوحيدة لتفادي حدوث الحساسية، يوجد اللبن في عديد من الأكلات، لذا من الصعب تجنب تناوله.
أما في حالة الصدمة التحسسية فإن حقن الأدرينالين والذهاب إلى غرفة الطوارئ أمر لابد منه.
الوقاية من حساسية الألبان عند الرضع
لا توجد طريقة للوقاية من الإصابة بحساسية الألبان عند الرضع، لكن يمكن تجنب الأغراض الناتجة عنها، إذا امتنعت عن تناول الحليب ومشتقاته، يمكنك اتباع هذه النصائح للتقليل من تعرضك للحساسية:
- اقرأ دائمًا مكونات أي طعام أو شراب.
- تحقق من ملصق أي منتج تستخدمه في كل مرة.
- حذر أطفالك من قبول أي طعام من زملائهم.
- ارتد سوار طبي مدون عليه إصابتك بحساسية الألبان.
- احمل معك حقنة الأدرينالين في كل مكان تحسبًا لأي طوارئ.
كيف تتجنب التعرض لمسببات حساسية الألبان؟
تلزم إدارة الغذاء والدواء إدراج مسببات الحساسية على ملصقات الطعام بعبارات واضحة حتى يسهل التعرف إليها، ومن هذه المسببات:
- حليب البقر.
- فول الصويا.
- البيض.
- القمح
- الفول السوداني.
- الأسماك.
- المحار.
ما هي مكونات الأطعمة التي يجب تجنبها في حالة الإصابة بحساسية الألبان؟
هناك بعض المكونات التي يجب تجنبها، ومنها:
- الحليب سواء المكثف أو المبخر أو البودرة.
- الكازين والكازين المائي.
- كازينات، مثل كازينات الصوديوم.
- الزبدة، وتشمل كل من: نكهة الزبدة، ودهن الزبدة، وزيت الزبدة.
- لاكتالبومين (lactalbumin).
- الجبن والجبن الكريمي.
- الكاسترد – الزبادي – الحليب الرائب والقشدة الحامضة.
يُعد الحليب ومنتجاته من المصادرة الغنية بالكالسيوم وفيتامين د، لذا من الضروري تعويض هذه العناصر بتناول مصادر أخرى، مثل: البروكلي والسبانخ.
ما هي بدائل الحليب لأطفال حساسية الألبان؟
تجنب بروتينات اللبن الحيواني تقي الطفل من تطور أعراض الحساسية، لذا يمكن استخدام بعض بدائل الحليب لأطفال حساسية الألبان، ومنها:
- الرضاعة الطبيعية.
يوصى باستمرار الرضاعة الطبيعية لأطول مدة ممكنة في عمر الطفل، فبالرغم من انتقال البروتين الحيواني من الأم إلى الطفل، إلا أنها أفضل غذاء للأطفال المعرضين للحساسية.
لا يوجد أي تعارض مع حساسية الألبان والرضاعة الطبيعية، ولكن يحب امتناع الأم عن تناول كل المنتجات التي قد تحتوي على الحليب.
- اللبن الصناعي المضاد للحساسية.
تُنتج هذه الألبان باستخدام أنزيمات معينة لتفكيك البروتينات الحيوانية، ومنها أنواع فقد تكون متحللة جزئيًا أو متحللة على نطاق واسع.
تحتوي بعض الألبان الصناعية المضادة للحساسية على الأحماض الأمنية بدلًا من بروتينات اللبن، فالأحماض الأمينية أقل الأنواع تسببًا للحساسية.
- ألبان فول الصويا.
تحتوي هذه الألبان على فول الصويا كبديل للحليب، وتحتوي على العناصر الغذائية كاملةً، لكن أغلب أطفال حساسية الألبان يعانون حساسية فول الصويا أيضًا.
ختامًا عزيزي القارئ إن حساسية الألبان عند الرضع مرض يصعب تشخيصه والتعامل معه، لكن يمكن تجنب ظهور الأعراض بالابتعاد عن الحليب ومنتجاته.
اقرأ أيضًا
داء هرشسبرونج عند الرضع |كيفية التشخيص والعلاج