يعاني الكثير من الأشخاص حساسية العين وما يترتب عليها من آثار جانبية، مثل: احمرار العينين والإحساس الحارق بهما إضافة إلى مشكلات في الرؤية، قد ترتبط هذه الأعراض بفصل معين من العام، ولكن الأسوأ أن تكون مسبباتها ليست موسمية، حينها يصبح الأمر أكثر إزعاجًا ويتطلب رعاية أكبر.
إذًا سوف نتعرف على كافة الجوانب المتعلقة بحساسية العين من أسباب وأعراض، وذلك للتمكن من التعامل معها وعلاجها بصورة صحيحة.
أسباب حساسية العين
تحدث الحساسية نتيجة رد فعل عكسي من الجهاز المناعي عندما تتعرض العين لمواد مُهيجَة تسمى مُحسسات أو مسببات الحساسية، فأثناء تأدية الجهاز المناعي لدوره في حماية الجسم من المهددات الخارجية ينتج مواد كيميائية مثل الهيستامين ضد هذه المُحسسات، ولكن احتمالية تأثر جسم مرضى الحساسية بهذه المواد ليست ضئيلة وسنذكرها لاحقًا.
من أمثلة مسببات الحساسية:
- حبوب اللقاح
منها ما يكون بصورة أساسية في فصل الربيع مثل الناتجة من أشجار الزان، والبتولا، والنخيل، والجوز، والصفصاف، ومنها الناتجة من الأشجار التي تستطيع الصمود في الشتاء مثل: التوت، والبلوط، والزوان، والقبقب.
- عث الغبار
هي حشرات متناهية الصغر، تعيش في الغبار المنزلي وتتغذى على خلايا الجلد الميتة، لذلك عند استنشاقها يقوم الجهاز المناعي بتحفيز الجسم على إنتاج أجسام مضادة مما يسبب أعراض الحساسية كالعطس والرشح.
- وبر الحيوانات الأليفة.
يحدث رد فعل تحسسي للبروتينات الموجودة في الخلايا الجلدية، أو لعاب، أو بول الحيوانات.
أعراض حساسية العين
قد تصيب الأعراض التالية عين واحدة أو كليهما:
- الرغبة المُلحة في حك العينين.
- إحساس حارق بهما.
- امتلاء العين بالدموع.
- احمرار العين.
- تَقشُر الجلد حول العين.
- انتفاخ الجفون ولا سيما في الصباح.
في بعض الأحيان تكون هذه الأعراض مصحوبة باحتقان، أو رشح، أو عطس مما يؤكد وجود علاقة بين حساسية العين والأنف، بالإضافة إلى أن حساسية الأنف المعروفة أيضًا بحمى القش تكون من أعراضها حكة العين واحمرارها، وكذلك تكَون الدموع وانتفاخ الجفون، فضلًا على أن مسببات كلًا منهما متشابهة.
التهاب الملتحمة عند الأطفال
يرجع سبب احمرار العين الناجم عن التهاب الملتحمة في الأطفال إلى عدوى فيروسية أو بكتيرية، أما الفيروسية فيشمل احمرار العينين وتحت الجفون، وتكون هذه الحالة مُعدِية وتظهر غالبًا عند الأطفال المتعافين من نزلات البرد أو ممن يعانون ضعف الجهاز المناعي نتيجة تعرضهم لمرض فيروسي أخر.
بينما تختلف العدوى البكتيرية بوجود إفرازات صديدية سميكة حول الجفون والرموش، وتٌلاحَظ غالبًا في الصباح بعد الاستيقاظ من النوم، وعلاجها ليس بالشيء العسير؛ فبمجرد وصف الطبيب لمضاد حيوي مع مضادات الحساسية يتحسن الوضع تدريجيًا، وربما يوصي بعمل كمادات دافئة لتهدئة العين وإزالة الإفرازات المتكونة.
العلاقة بين حساسية العين والعدسات اللاصقة
يتساءل معظم مرضى الحساسية عن سبب عدم الارتياح عند استخدام العدسات اللاصقة، وخاصًة في موسم الحساسية وما إذا كانت هي السبب في الحساسية، تظهر أيضًا هذه الشكوى عندما يستبدل الأشخاص العدسات المصنوعة من الهيدروجيل العادية بأخرى مصنوعة من الهيدروجيل السيليكون.
لكن أثبتت الدراسات أن حساسية العين المرتبطة باستخدام العدسات اللاصقة، ليس سببها التحسس للعدسات نفسها، وإنما بسبب تراكم ترسبات على سطح العدسات، نتيجة تغيير نوعها واختلاف خواصها الكيميائية عن العدسات السابقة، مما يسبب هذا الإحساس.
ينصح الأطباء الأشخاص الأكثر عرضًة لحساسية العين بالعدسات التي تُستخدَم ليوم واحد فقط، وذلك لتقليل الترسبات التي قد تتكون عليها، ويُفضل النوع المصنوع من الهيدروجيل السيليكون؛ لأنه يسمح بنفاذية أعلى للأكسجين من خلالها على عكس العدسات التقليدية.
كيفية التشخيص
يسأل الطبيب المُختص المريض عدة أسئلة للوصول إلى التشخيص السليم كالآتي:
- التاريخ المرضي السابق.
- الأعراض.
- بداية ظهور الأعراض، ومدة استمرارها.
بعد هذه الخطوة يجري الطبيب اختبار وخز الجلد وذلك لتحديد مسبب الحساسية، ويعتمد على وخز الجلد بكميات صغيرة من المسببات المُحتمَلة للحساسية، ومتابعة رد فعل الجلد. فظهور نتوء أحمر ومتورم دليل على تفاعل تحسسي لهذه المادة، وبالتالي يسهل تحديد العلاج المناسب.
الوقاية من تدهور حساسية العين
هناك بعض الطرق التي ينصَح الطبيب باتباعها لتجنب تدهور الحساسية مثل:
- تجنب حك العين قدر المستطاع.
- تقليل استخدام مستحضرات التجميل.
- وضع كمادات باردة على العينين.
- غلق النوافذ بإحكام، وتشغيل مكيفات الهواء خاصة في فصل الربيع والصيف.
- ارتداء النظارات الشمسية في فصول الحساسية؛ لتجنب دخول حبوب اللقاح للعينين.
- تنظيف المنزل بممسحة مبللة، والحفاظ على مستوى الرطوبة من ٣٠ – ٥٠%، وذلك في حالة الحساسية من عث الغبار.
علاج حساسية العين
يستخدم الطبيب بعض الأدوية لتخفيف أعراض الحساسية مثل:
مضادات الهيستامين عن طريق الفم
تساعد على تخفيف حكة العينين، ولكن في المقابل قد تسبب جفاف العين والنعاس مما يؤدي لسوء الأعراض.
مثل: لوراتادين، ودايفنهيدرامين.
مضادات الاحتقان
تستخدم كقطرة لحساسية العين؛ إذ إنها تقلل الاحمرار عن طريق انقباض الأوعية الدموية بالعين، ولكن لا يجب استخدامها لأكثر من ثلاثة أيام لتجنب ارتداد الاحتقان، إضافة إلى أن استخدامها على المدى الطويل يُزيد من أعراض التهيج.
مثل: قطرة حساسية العين المحتوية على سودوإفدرين، وأوكسي ميتازولين.
قطرات مثبتات الخلايا البدينة ومضادات الهيستامين
تمنع الجسم من إنتاج المواد الكيميائية المسببة للحكة مثل الهيستامين، ونظرًا لأنها تحتاج عدة أسابيع لتحقيق الفعالية القصوى لها، فيفضل استخدامها قبل بدء موسم الحساسية لتقليل حدة الأعراض، ويمكن استخدامها مرة أو مرتين يوميًا.
مثل: كيتوتيفين، وكرومولين.
مضادات الالتهاب غير الاستيرويدية
يصف الطبيب هذا النوع من القطرات لتقليل التورم، والالتهابات، والأعراض الأخرى المرتبطة بالحساسية.
مثل: كيتورولاك.
الكورتيكوستيرويدات
يستخدم في صورة قطرات لتخفيف حدة أعراض الحساسية، ولكنها تُوصف بأمر الطبيب فقط وعلى المدى القصير؛ لما يمكن أن تسببه من آثار جانبية خطيرة مثل:
- ارتفاع ضغط العين.
- الجلوكوما (المياه الزرقاء).
- الكاتاراكت (المياه البيضاء).
أمثلة لذلك: بريدنيزون، لا يستخدم إلا بوصفة الطبيب مع الالتزام التام بالجرعة والمدة التي يحددها، حفاظًا على سلامة العين.
القطرات المُرطِبة (الدموع الاصطناعية)
تساعد على تخفيف الحساسية موقتًا؛ إذ إنها تُنظف العين من مسبب الحساسية بالإضافة إلى قدرتها على الترطيب، مما يخفف من تهيج وجفاف العين، يمكن استخدامها حتى ست مرات يوميًا، على أن تكون خالية من المواد الحافظة.
مثل: القطرات المكونة من بوفيدون، وجليسرين، وكحول البولي فينيل.
جرعات العلاج المناعي
يلجأ الأطباء لهذا العلاج كمرحلة أخيرة في حالة عدم استجابة الجسم للأدوية السابقة، ويعتمد على إعطاء المريض كميات بسيطة من مسبب الحساسية. وتزداد هذه الجرعة تدريجيًا حتى يتكيف الجسم مع هذا المسبب، مما يسهم في تقليل حدة الأعراض.
إذًا وبنهاية هذا المقال وإيضاح كل ما يتعلق بحساسية العين، وكيفية التعامل معها وطرق العلاج. فهي ليست بالحالة المستحيلة؛ فعند اتباع النصائح السابق ذكرها، والالتزام بالأدوية يمكن السيطرة عليها وتقليل حدتها.
