حشو الضرس | كم أكره الذَّهاب إلى طبيب الأسنان! بقلم د. آية أمين

أكره طبيب الأسنان، وأكره الجلوس على كرسي الأسنان، هذه كانت كلمات المريض بعد أن فحصته وأخبرته أن لديه تسوس ويحتاج إلى حشو الضرس.

يخاف المرضى علاج الأسنان لأنه مرتبط بالألم، وينتج الخوف أيضًا عن جهل المرضى بخطوات العلاج، فمن خلال عملي كطبيب أسنان وجدت أن شرح خُطَّة العلاج للمريض يمحو الكثير من الخوف ويطمئن المريض.

وهذا ما سوف نتناوله في هذا المقال، رحلة العلاج من التسوس إلى حشو الضرس.

ما هو تسوس الأسنان؟

تسوس الأسنان من أقدم الأمراض المزمنة وأكثرها شيوعًا.

ينتج تسوس الأسنان من تفاعلات معقدة بين البكتريا المنتجة للأحماض -الموجودة في اللويحة plaque- والكربوهيدرات.

 ينتج عن هذه التفاعلات زيادة نسبة الأحماض في البلاك، مما يؤدي إلى إذابة طبقة المينا على الأسنان وحدوث فراغات بها.

يسكن في هذه الفراغات المزيد من البكتريا، ويتجمع بها بقايا الطعام، ويحدث المزيد من التفاعلات ينتج عنها إذابة أكثر لمكونات الأسنان، وهذا هو تسوس الأسنان.

العوامل المؤثرة على تسوس الأسنان

لا يوجد سبب واحد لتسوس الأسنان ولكنها عملية معقدة تنتج عن أكثر من سبب منها.

موقع الأسنان

يحدث التسوس أكثر في الضروس الخلفية؛ وذلك لوجود الكثير من التجاويف بها مع صعوبة تنظيفها.

نوع الطعام والشراب

تتسبب الأطعمة التي تلتصق بالأسنان -مثل المثلجات، والعسل، والحلوى، والكعك- تسوسًا أكثر من الأطعمة التي يسهل تنظيفها باللعاب.

معدل تناول الوجبات الخفيفة

تناول الوجبات الخفيفة -خاصةً السكريات والمياه الغازية- تساعد البكتريا على تكوين أحماض أكثر حول الأسنان مما يؤدي إلى زيادة معدلات التسوس.

الرضاعة وقت النوم

إرضاع الأطفال وقت النوم -سواء طبيعيًا أو صناعيًا- يسبب تسوس أسنان الأطفال إذ يبقى اللبن على الأسنان مدة طويلة.

تنظيف الأسنان

عدم غسل الأسنان بالفرشاة والمعجون مباشرة بعد الأكل يؤدي إلى تكوين البلاك وهو أول خطوة في تسوس الأسنان.

عدم الحصول على الفلورايد (fluoride)

يمنع الفلورايد تسوس الأسنان ومن الممكن أن يوقف عملية التسوس في البداية.

يتوفر الفلورايد في مياه الشرب الطبيعية، ويوجد أيضًا في معجون الأسنان، لكنه لا يوجد في المياه المعدنية المعبأة.

العمر

يزيد معدل التسوس مع السن الصغير -الأطفال والمراهقين- والسن الكبير.

جفاف الفم

يلعب اللعاب دورًا هامًا في تنظيف بقايا الطعام والبلاك من على الأسنان؛ لذا يزيد جفاف الفم من فرصة تسوس الأسنان.

حشو الضرس القديم

يساعد وجود حشوات قديمة متهالكة أو مكسورة أو بأسطح خشنة على تكون بلاك أكثر، ويصُعب تنظيفها أيضًا.

ارتجاع المريء 

وصول أحماض المعدة إلى الفم، يؤدي إلى تآكل طبقة المينا على الأسنان ويعرضها للتسوس.

أعراضه

لا يوجد أعراض في بداية التسوس، ولكن مع تقدم عملية التسوس يمكن أن ينتج عنها:

  1. حساسية وألم مع السكريات والمشروبات الباردة أو الساخنة.
  2. في بداية التسوس يظهر على شكل بقع بيضاء أو بنية على سطح الأسنان
  3. تكون فراغات في الأسنان.
  4. مع تقدم التسوس ووصوله للب السن، وعدم تلقي العلاج قد يتكون خراج ومن أعراضه الألم، وتورم الوجه، وارتفاع درجة الحرارة.

ما هو حشو الضرس؟

ما إن يبدأ التسوس في الأسنان لا يُعالج إلا بإزالته، والاستعاضة عن الجزء المفقود من الضرس بمادة مناسبة بحشو الضرس.

الخطوات:

  1. يخدر طبيب الأسنان المنطقة التي يوجد فيها الضرس المُصاب.
  2. يزيل الطبيب الجزء المصاب بالتسوس باستخدام الأداة المناسبة -المثقاب الهوائي أو الليزر- بناءً على مهارة الطبيب وكمية التسوس.
  3. بعد تأكد الطبيب من إزالة كل التسوس، يُعِد الفراغ المتكون بالضرس حتى يكون مناسبًا بمادة الحشو.
  4.  بعد وضع مادة الحشو يشكلها الطبيب ويُلمعها لتأخذ هيئة الضرس الطبيعي.

هذه هي الخطوات العامة ولكن هناك خطوات إضافية تختلف حسب مادة الحشو.

أنواع المواد المستخدمة في حشو الضرس

 تتوفر اليوم العديد من مواد حشو الأسنان، يختار منها الطبيب على حسب رؤيته لموقع الضرس ومدى الضرر به أو التسوس والتكلفة التي سيتحملها المريض.

ومن مواد الحشو:

الأملغم (المملغم أو amalgam)

ويعرف أيضًا بالحشو الفضي.

المميزات: 

  1. يدوم لمدة طويلة من 10 إلى 15 سنة.
  2. يتحمل قوة المضغ.
  3. قليل التكلفة.

العيوب:

  1. لا يتناسب مع لون الأسنان الطبيعي.
  2. يتطلب في كثير من الأحيان إزالة الأجزاء السليمة من الضرس لتوفير مساحة كافية للحشو.
  3. يتمدد ويتقلص مع السوائل الساخنة والباردة؛ مما قد يسبب تشقق الضرس أو تكسيره.
  4. %1 من الناس لديهم حساسية من الزئبق الموجود في الأملغم.

الكمبوزيت (composite)

ويُعرف بالحشو الضوئي إذ يُسَلط عليه ضوء أزرق ليتماسك.

المميزات:

  1. حشو تجميلي؛ حيث يتطابق لونه مع لون الأسنان الطبيعي.
  2. يرتبط بالسن ميكانيكيًا مما يوفر مزيد من الدعم للضرس.
  3. متعدد الاستخدامات؛ إذ يستخدم أيضًا في إصلاح الأسنان المكسورة.
  4. الحفاظ على بنية الأسنان، إذ يتطلب التحضير له إزالة جزء أقل من الضرس مقارنةً بالمملغم.

العيوب:

  1. يَبلى أسرع من الأملغم إذ يدوم مدة خمس سنوات تقريبًا.
  2. يستغرق تحضيره مدة أطول -تصل إلى 20 دقيقة- من حشوات الأملغم.
  3. ممكن أن يتطلب إعداده أكثر من زيارة لطبيب الأسنان.
  4. تكلفة عالية؛ يمكن أن تصل تكلفته إلى ضعف تكلفة حشو الأملغم.

مركبات السيراميك (ceramic)

تُعرف بحشوات البورسلين. 

المميزات:

  1. حشوات تجميلية.
  2. تدوم لمدة طويلة (أكثر من 15 سنة).
  3. قدرة عالية لتحمل قوة المضغ.
  4. يستخدمها الطبيب في حالة الضرر البالغ للأسنان، عندما يكون الجزء المتبقي من الضرس غير كاف لاستيعاب مواد الحشو السابقة.

العيوب:

  1. تكلفة عالية؛ إذ يُعد الأعلى تكلفة من بين أنواع مواد حشو الأسنان.
  2. يتطلب إعداده وقت أطول، وأكثر من زيارة لطبيب الأسنان.

الحشو الزجاجي (glass ionomer)

يُستخدم بشكل شائع في الحشوات أسفل خط اللثَة، وأسنان الأطفال.

المميزات:

  1. يحتوي على عنصر الفلورايد؛ مما يحمي الأسنان من المزيد من التسوس.
  2. قليل التكلفة.
  3. لا يستغرق إعداده وقتًا طويلًا.

العيوب:

  1. أكثر عرضة للتآكل، وللكسر.
  2. يدوم لمدة أقل من خمس سنوات.

ولكن ما هو حشو العصب؟

ضرس

يُعرف أيضًا بعلاج الجذور أو علاج القنوات العصبية.

يمتد اللب (العصب أو pulp) من التاج (crown) في قنوات إلى آخر الجذر(root) في عظم الفك.

يحتوي اللب على نهايات الأعصاب، والأوعية الدموية، والنسيج الضام.

إذا تُرك التسوس دون علاج من المحتمل أن تصل البكتريا والمواد المتحللة إلى اللب وقد تسبب التهاب حاد في اللب، أو موته، أو تكون خراج.

في هذه الحالة يزيل الطبيب اللب من القناة العصبية ويعدها بشكل يناسب المادة الخاصة بعلاج الجذور (gutta percha).

ما هو حشو الأسنان بالليزر؟

يستخدم الليزر في طب الأسنان منذ 1994.

يستخدم الليزر في إزالة التسوس وإعداد الضرس لاستقبال مادة الحشو.

مميزاته

  1. يسبب ألم أقل.
  2. مفيد للمرضى القَلقين من استخدام المثقاب الهوائي.
  3. يحافظ على الجزء السليم من السن خلال إزالة التسوس.

عيوبه

  1. لا يستخدم في إزالة حشو قديم.
  2. لا يستخدم في إزالة التسوس الجانبي الموجود بين الأسنان.
  3. التكلفة العالية للغاية مقارنةً بالطريقة التقليدية.

ماذا عن الألم بعد الحشو؟

 يعاني العديد من الأشخاص الألم أو حساسية في الأسنان بعد حشو الضرس. في معظم الحالات تختفي هذه الأعراض في غضون أيام قليلة. في حالة استمرار الألم أو ازدياده يجب أن يتوجه المريض لطبيب الأسنان.

ختامًا تذكر أن الوقاية خير من العلاج، وأقل تكلفة أيضًا.

المصدر
healthlinewebmd.mayocliniccavitiesmedlineplus.govoral-health
Exit mobile version