د.إسراء صبحي
لا تختلف رائحة الفم وتنظيف الأسنان عن الاستحمام ونظافة الجسم والشعر والمظهر المرتب، كلها من أساسيات النظافة الشخصية التي لا غنى عنها في الحياة اليومية، سوف نتحدث في هذا المقال عن رائحة الفم الكريهة أسبابها وعلاجها وأهم الأمراض المسببة لها في الأطفال والكبار، بالإضافة إلى الدور المهم للماء في التخلص منها.
أسباب رائحة الفم الكريهة
تشمل الأسباب المحتملة لرائحة الفم الكريهة ما يلي:
التبغ
تتسبب منتجات التبغ في تغيير رائحة الفم، وتزيد احتمالية الإصابة بأمراض اللثة المسببة لرائحة الفم الكريهة.
جفاف الفم
يساهم جفاف الفم المزمن في تكون بيئة مناسبة لنمو الميكروبات المسببة للرائحة الكريهة
في الفم، فاللعاب ينظف الفم بشكل طبيعي وإذا كان الفم جافاً تتراكم الروائح الكريهة فيه.
يحدث جفاف الفم بسبب بعض الأدوية أو مُشكلات في الغدد اللعابية أو التنفس المستمر من الفم.
نظافة الأسنان
يضمن التنظيف بالفرشاة والخيط إزالة جزيئات الطعام الصغيرة التي تتراكم وتتحلل ببطء
وتسبب التسوس ورائحة الفم الكريهة.
تتراكم طبقة من البكتيريا تسمى البلاك (plaque) إذا لم تنظف الأسنان بالفرشاة بانتظام.
تهيج بكتيريا البلاك اللثة وتسبب التهاباً بين الأسنان واللثة يسمى التهاب دواعم الأسنان.
تتراكم البكتيريا أيضًا على أطقم الأسنان إذا لم تنظف بانتظام وبطريقة صحيحة، وتسبب رائحة
رائحة الفم الكريهة.
الأدوية
تتحلل بعض الأدوية وتطلق مواد كيميائية في التنفس. مثل النترات المستخدمة في علاج الذبحة الصدرية، وبعض المواد المستخدمة في العلاج الكيميائي،
وبعض المهدئات مثل الفينوثيازين، بالإضافة إلى تناول المكملات الغذائية مثل الفيتامينات
بجرعات كبيرة.
الغذاء
يتصدر البصل والثوم الأطعمة التي تسبب رائحة كريهة؛ لأن مركبات الكبريت ذات الرائحة الكريهة الموجودة في البصل والثوم تبقى في الفم وتخرج في الزفير. وتمتص المعدة الزيوت خلال هضم هذه الأطعمة ثم تنتقل إلى مجرى الدم ومنه إلى الفم وقد تظل الرائحة حتى ٧٢ ساعة.
كما أن شرب القهوة والمشروبات الكحولية تجفف الفم وتكون بيئة مناسبة لنمو البكتيريا ذات الرائحة الكريهة في الفم والبقاء لفترة أطول.
كما أن بعض الأنظمة الغذائية مثل: نظام الكيتو يؤثر على رائحة الفم.
علاقة الكيتو دايت برائحة الفم الكريهة
الكيتو دايت هو نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات يعتمد على البروتين والدهون. إذا قلل الإنسان تناول الكربوهيدرات، فإن الجسم مجبر على استخدام الدهون المخزنة فيه؛ للحصول على الطاقة بمجرد استنفاد مخزون الجلوكوز لديه.
تحدث الحالة الكيتونية عندما يكسر الجسم الدهون، تتحول الأحماض الدهنية إلى كيتونات، وتشمل: بيتا هيدروكسي بوتيرات، وأسيتو أسيتات، وأسيتون. تخرج الكيتونات في البول أو الزفير و تسبب رائحة الفم الكريهة.
الأمراض التي تؤثر في رائحة الفم
مثل أمراض اللثة وبعض أنواع السرطان وبعض أمراض الرئة وأمراض الكلى والكبد ومرض السكري واضطرابات المناعة الذاتية.
كذلك تحدث الرائحة الكريهة في الفم من المعدة بسبب الارتجاع المنتظم لأحماض المعدة عند الإصابة بمرض الارتجاع المريئي.
أمراض الأنف والأذن والحنجرة
أحياناً تتكون حصوات صغيرة مغطاة بالبكتيريا على اللوزتين في مؤخرة الحلق، وتسبب رائحة.
كما تسبب العدوى أو التهاب الحلق أو الأنف أو الجيوب الأنفية رائحة كريهة.
مرض الارتجاع المريئي
أسبابه:
يحدث عندما يتكرر تدفق حمض المعدة إلى المريء، نتيجة الارتخاء غير الطبيعي للعضلة العاصرة المريئية السفلى أو ضعفها، وتسبب تهيج بطانة المريء.
أعرضه:
- رائحة الفم الكريهة.
- ألم في الصدر.
- صعوبة البلع.
- حموضة معوية.
- النوم المتقطع.
- سعال مزمن.
- التهاب الحنجرة.
- الربو.
العوامل التي تزيد من الإصابة بالارتجاع المريئي:
- السمنة.
- فتق الحجاب الحاجز.
- اضطراب النسيج الضام.
- الحمل.
- تأخر إفراغ المعدة.
- التدخين.
- تناول وجبات كبيرة.
- الأكل في وقت متأخر من الليل.
- تناول الأطعمة الدهنية أو المقلية أو شرب القهوة.
- تناول بعض الأدوية مثل الأسبرين.
علاج الارتجاع المعدي دون أدوية
يقترح الأطباء العديد من التغييرات في نمط الحياة والنظام الغذائي؛ لتقليل أعراض
الارتجاع المريئي مثل:
- تجنب الأطعمة والمشروبات التي يمكن أن ترخي العضلة المريئية السفلى مثل:
الشوكولاتة والنعناع والأطعمة الدهنية والكافيين.
- تجنب الأطعمة والمشروبات المهيجة لبطانة المريء التالفة مثل:
العصائر الحمضية والطماطم والفلفل.
- تناول حصص أصغر من الطعام.
- تناول الوجبات قبل النوم بساعتين على الأقل.
- الحفاظ على وزن صحي.
- تناول الطعام ببطء والمضغ جيداً.
- التوقف عن التدخين.
- رفع الرأس قليلاً في أثناء النوم.
- ارتداء ملابس فضفاضة.
أسباب رائحة الفم الكريهة عند الأطفال
- التهاب الجيوب الأنفية المزمن
يمكن التعرف على هذا السبب بالنظر إلى الأعراض الأخرى التي يعانيها الأطفال
المصابون بالتهاب الجيوب الأنفية المزمن مثل:
- سيلان الأنف لفترات طويلة.
- سعال.
- انسداد الأنف.
- ألم في الوجه.
- وجود حبة من الطعام عالقة في فتحة من فتحات الأنف.
- الإصابة ببكتيريا هيليكوباكتر بيلوري (Helicobacter pylori)
تصيب هذه البكتيريا المعدة وتسبب أعراض أخرى مثل آلام البطن والغثيان والقيء.
- الارتجاع المريئي
ليس من الأسباب الشائعة عند الأطفال، لكن إذا كان الطفل يعاني آلام في البطن أو غثيان أو قيء، فإن الارتجاع المريئي هو السبب المحتمل.
- التنفس الفموي
توجد العديد من الأسباب التي تجعل الأطفال يتنفسون من الفم مثل:
احتقان الأنف بسبب الحساسية، والزوائد الأنفية الكبيرة التي تسد مجرى التنفس.
يجفف التنفس الفموي الغشاء المخاطي للفم، ويؤدي إلى انخفاض تدفق اللعاب، ونمو البكتيريا.
كيفية التخلص من الرائحة الكريهة
تتلخص في التخلص من العوامل المسببة لها.
- تنظيف الأسنان:
احرص على تنظيف الأسنان بالفرشاة مرتين على الأقل في اليوم، ويفضل بعد كل وجبة.
يقلل التنظيف بالخيط من تراكم الطعام بين الأسنان. يجب تغيير فرشاة الأسنان كل شهرين أو ثلاثة أشهر.
- فرشاة اللسان:
تستخدم لتنظيف اللسان. عادةً تتراكم البكتيريا والطعام والخلايا الميتة على اللسان، خاصةً عند المدخنين أو الذين يعانون جفاف الفم.
- استخدام غسول الفم:
تقلل غسولات الفم من الرائحة الكريهة، خاصةً الغسولات التي تحتوي على الزنك.
- النظام الغذائي:
تجنب البصل والثوم والأطعمة الحارة، وتجنب الأطعمة السكرية أيضاً لأنها تسبب رائحة كريهة.
مضغ علكة خالية من السكر يزيل بقايا الطعام، والخلايا الميتة من الأسنان واللثة واللسان ويعزز إنتاج اللعاب.
تناول الفواكه والخضراوات الغنية بفيتامين ج مثل: الفلفل الأحمر والبروكلي، تخلق بيئة غير مناسبة لبكتيريا الفم.
كذلك لبعض الأعشاب والتوابل تأثير يزيل الرائحة غير المرغوبة في الفم مثل: البقدونس والقرنفل والينسون وبذور الشمر.
- تجنب جفاف الفم:
شرب الكثير من الماء وتجنب الكحوليات ومنتجات التبغ يجنب جفاف الفم.
مضغ علكة أو مص حلوى يحفز إنتاج اللعاب، ويفضل أن تكون خالية من السكر.
وإذا كان جفاف الفم مزمن، يصف الطبيب دواءً يحفز تدفق اللعاب.
إذا استمرت الرائحة الكريهة بالرغم من السيطرة على هذه العوامل، يستحسن زيارة الطبيب لإجراء بعض الفحوصات للاطمئنان من عدم وجود أمراض.
دور الماء في التخلص من رائحة الفم الكريهة
احرص على شرب ثمانية أكواب من الماء يومياً؛ لأن الماء له دور مهم، فهو يحافظ على رطوبة الجسم ويمنع جفاف الفم، ويحفز إفراز اللعاب على مدار اليوم، الذي بدوره يمنع نمو البكتيريا المسببة لهذه الرائحة الكريهة.
وختاماً، إذا كنت أنت أو طفلك تعانون رائحة الفم الكريهة، واتبعتم كل الطرق المذكورة للتخلص منها ولم تفلح أنصحك بزيارة الطبيب للاطمئنان على صحتكم ومعرفة السبب الأساسي لهذه الرائحة، ومعرفة أهي عرضٌ أم مرض.