رهاب كورونا | عندما يصير الخوف أكثر عدوى من الفيروس

هناك الكثير من مسببات الخوف مثل المرتفعات أو الأفاعي أو غيرها، لكن ظهر نوعاَ آخر من الرهاب يسمى رهاب كورونا، نشأ حديثًا مع ظهور فيروس كورونا المستجد.

يعرف الرهاب بأنه اضطراب نفسي يتسم بالخوف الشديد المفرط من شيء ما أو شخص أو موقف. ويجعل الرهاب الناس يتجنبون مسببات الخوف، ويشعرون بالقلق والضيق.

تعرف معنا في هذا المقال إلى تعريف رهاب كورونا، وأسبابه، وكيفية التعامل معه. 

تعريف رهاب كورونا (Coronaphobia)

يعد فيروس كورونا المستجد (Covid-19) وباء عالمي. له عواقب نفسية، واجتماعية، واقتصادية.

فقد تسبب في ذعر العديد من الناس، ولا يقتصر الخوف من الفيروس على الإصابة بالمرض المعدي أو الموت، فالخوف نتيجة شائعة في أثناء الأوبئة، ولكن تطور الفيروس وتفشي المرض بسرعة يؤدي إلى مخاوف اجتماعية واقتصادية أيضًا.

لذلك يسعى العلماء إلى محاولة فهم الحالة النفسية الاجتماعية الناتجة عن رهاب كورونا، وتتبع عملية نمو هذا الخوف في ظل انتشار ذلك الفيروس المستجد.

أعراض رهاب كورونا

تغيرات فسيولوجية

يمكن أن يسبب القلق المستمر أعراضًا مثل:

اضطرابات إدراكية

قد يؤثر الخوف الشديد على الإدراك، فيصعب على الشخص التفكير في أي شيء بخلاف القلق الحالي. حينها  يركز على الصعوبات وتسيطر على الشخص بعض الأفكار السلبية مثل “سأموت إذا أصبت بالفيروس، أو سوف أفقد وظيفتي” أو غيرها من الأفكار التي قد تسبب الحزن والاكتئاب والشعور بالذنب.

تغيرات سلوكية

يحاول الشخص المصاب بالخوف الشديد تجنب مسببات الخوف، فتظهر هذه السلوكيات في الخوف من لمس أي سطح قد يحمل الفيروس، أو التواجد في الأماكن المزدحمة أو استخدام وسائل المواصلات العامة.

ثم إن الإفراط في غسل اليدين، وتطهير الأسطح بشكل مبالغ فيه وتكرار الفحص المستمر للجسم؛ للتأكد من عدم وجود المرض قد يؤدي إلى تعزيز الخوف.

الخوف الهستيري

يتطور هذا الخوف من الكورونا عند الكثير من الناس، وخاصةً مرضى الاكتئاب والوسواس القهري إلى الخوف الهستيري الذي يتمثل في نوبات ذعر وقلق ليلًا في أثناء النوم ظنًا منهم أنهم قد أصيبوا بالفيروس.

كما يدفع هذا الخوف الهستيري العديد  من البشر للتفكير بشكل عشوائي، والمبالغة في شراء السلع الغذائية والمنظفات والكمامات الورقية وتخزينها، خوفًا من عدم توافرها في وقت لاحق.

هل يؤثر رهاب كورونا على نفسية الأطفال؟

تؤدي بعض الظواهر الناتجة عن انتشار فيروس كورونا إلى التأثير على نفسية الأطفال. تكمن هذه الظواهر في إغلاق المدارس والأوامر بالبقاء في المنزل والتباعد الاجتماعي وتوقف الأنشطة الرياضية، مما يدفع الكثير من الشباب والأطفال إلى الشعور بالخوف والعزلة.

العوامل المسببة لرهاب كورونا

الشكوك التي لا تنتهي

يتفرد فيروس كورونا في كثرة التساؤلات عن طبيعة هذا الفيروس؛ كيف نشأ؟ هل نشأ بسبب انتقال حيواني أم فيروس معملي. 

كذلك الطفرات الجينية الغامضة للفيروس، وقدرته على التكيف مع البيئات المختلفة، فهناك حالات مرضية لا تظهر عليها الأعراض، وأخرى تظهر الأعراض بشدة، كما تختلف فترة حضانة الفيروس من شخص لآخر.

عدم القدرة على توقع الأحداث

ما زلنا لا نعرف كيف سنتأثر بالفيروس، وكم سيستمر هذا الوضع، وكيف يمكن أن تسوء الأمور،

وإلى متى البقاء في المنزل؟ مما يصيب الإنسان بحالة من الذعر والرعب.

تصريحات المنظمات الدولية

 يتأثر أغلب الناس بالتصريحات التي تٌلقيها الدولة، فقد وصفت الكثير من المنظمات أن فيروس كورونا من أسوأ الأزمات العالمية اقتصاديًا وصحيًا.

إصابة القادة والمشاهير بفيروس كورونا 

إن مشاهدة الكثير من القادة والمشاهير وقد أصيبوا بهذا الفيروس؛ قد يزيد القلق ويولد شعورًا بالعجز وعدم الأمان لدى المواطنين.

من بين هؤلاء : الأمير تشارلز وجاير بولسونارو(رئيس البرازيل)، وبوريس جونيون (رئيس وزراء المملكة المتحدة) وغيرهم…

وجود الكثير من المعلومات المضللة التي تثير القلق.

يحدث التضخيم الاجتماعي للمخاطر في أثناء الأوبئة، إذ ينشأ الرهاب نتيجة تناقل المعلومات حول المخاطر -التي قد تحدث نتيجة الإصابة بالفيروس- من خلال مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك.

كذلك لابد أن تتحقق وكالات الأنباء من أي أخبار تنقلها للمواطنين.

عوامل أخري

بعض النصائح للتعامل مع رهاب كورونا

إليك عزيزي القارئ بعض النصائح التي يجب اتباعها لكيفية التعامل مع رهاب الكورونا:

لا تتابع الأخبار بقلق شديد

من المهم أن تكون على دراية بما يحدث حولك من أخبار؛ حتى تتمكن من اتباع احتياطات السلامة لمنع انتشار الفيروس. كذلك يُنصح بتوخي الحذر فهناك الكثير من التضخيم الإعلامي، والتغطية المثيرة التي تثير الخوف والقلق.

التركيز على الأشياء التي يمكنك التحكم فيها 

 يجب ألا تقلق بشأن تصرفات الآخرين، التي لا يمكنك التحكم فيها مثل عدم ارتداء الكمامات أو التواجد في الأماكن المزدحمة، فلا ترهق نفسك بأشياء خارجة عن سيطرتك.

فعندما تشعر بالخوف مما قد يحدث حاول تغيير مسار تركيزك إلى أشياء يمكن التحكم فيها مثل الالتزام بارتداء الكمامات، وعدم لمس الوجه والبقاء في المنزل قدر المستطاع وغسل الأيدي جيداً لمدة 30 ثانية بالماء والصابون وتعزيز جهازك المناعي بالأغذية الصحية والمشروبات الدافئة. 

البقاء على اتصال بالآخرين 

بالرغم من أهمية التباعد الاجتماعي والبقاء في المنزل لمنع انتشار الفيروس بشكل أسرع، إلا إنه قد يعزز القلق ويسبب الاكتئاب؛ لذا يجب الحفاظ على الاتصال بالأصدقاء للحصول على الدعم المعنوي المطلوب، وذلك عن طريق الهاتف أو وسائل التواصل الاجتماعي.

كما يجب انتقاء الأشخاص الذين تحاول الاتصال بهم في هذا الوقت الصعب، وتجنب الحديث عن الفيروس مع الأشخاص الذين يميلون إلى التفكير السلبي مما يؤدي ذلك إلى تعزيز مخاوفك.

الاعتناء بالجسد والتوازن الداخلي

يجب المواظبة على روتين يومي ببعض العادات التالية لتقليل الشعور بالقلق:

وفي الختام، ليس كل شعور بالخوف يصيب الإنسان بالقلق والاكتئاب، فالقليل منه مرغوب لنتمكن من الالتزام بوسائل الوقاية بما يوفر لنا السلامة من هذا الوباء. فالخوف استجابة طبيعية لوجود خطر ما. لكن احذر أن يتحول هذا الخوف إلى خوف مرضي، واتبع النصائح السابقة لتجنب الإصابة برهاب كورونا.

المصدر
helpguidesciencedirectncbi
Exit mobile version