يصيب سرطان المثانة مئات الآلاف سنويًا؛ ولكي نتعرف إليه جيدًا، علينا معرفة دور المثانة البولية في الجسم.
المثانة البولية عضو أجوف مرن في أسفل البطن، يتكون جداره من طبقات عدّة، أكثرها طبقات عضلية.
والمثانة البولية هي المسئولة عن تخزين البول بتمدد العضلات الموجودة في جدارها حتى تمتلئ، ثم يدفعها ذلك الامتلاء إلى انقباض العضلات حتى تتيح الفرصة للبول للخروج من الجسم.
في بعض الأحيان يحدث تغيير في التركيب الوراثي لبعض الخلايا المُبَطنة للمثانة البولية مما يتسبب في حدوث السرطان. في هذا المقال، سنستعرض كل ما تود معرفته عن سرطان المثانة – تاسع أكثر أنواع السرطان انتشارًا في العالم!
ما سرطان المثانة؟
هو نوع شائع من السرطان، يحدث عندما تبدأ الخلايا المكّونة لجدار المثانة البولية بالانقسام والنمو بشكل خارج عن السيطرة. يبدأ ذلك الانقسام السرطاني عند حدوث طفرة في الحمض النووي للخلية، مكّونة ذلك الورم الذي يمكنه الامتداد لأنسجة عديدة في الجسم.
أنواع سرطان المثانة
يُحدد النوع بناءً على نوع الخلية التي بدأت النمو السرطاني، فنجد أنواعًا عديدة مثل:
- سرطان الخلايا الظهارية (Urothelial carcinoma) الذي كان يطلق عليه سابقًا سرطان الخلايا الانتقالية (Transitional cell carcinoma). يحدث ذلك النوع في الخلايا المُبطنة لجدار المثانة البولية.
- سرطان الخلايا الحرشفية (Squamous cell carcinoma): يحدث ذلك النوع بعد تحول الخلايا الظهارية المُبطنة لجدار المثانة البولية إلى الخلايا الحرشفية؛ نتيجة حدوث تهيَج مزمن للمثانة، كالذي يحدث عند استخدام قسطرة البول لفترة طويلة أو كالذي ينتج عن عدوى، مثل: البلهارسيا.
- السرطان الغدّي (Adenocarcinoma): أندر أنواع سرطان المثانة البولية، ويحدث في الغدد المُفرزة للمخاط في المثانة.
أسباب سرطان المثانة
هناك العديد من التقسيمات لأسباب سرطان المثانة؛ أبرزها:
أسباب يمكن السيطرة عليها
- التدخين؛ حيث يؤدي إلى تراكم المواد الضارة في المثانة التي تتسبب مع الوقت في تحول سرطاني للخلايا المُعرضة لتلك المواد في جدار المثانة البولية.
- التعرض المستمر لبعض المواد الكيميائية التي تؤدي إلى تغيير التركيب الوراثي للخلايا مثل: مواد الطلاء والمطاط والزرنيخ.
- عدم حصول الجسم على ما يكفي من السوائل مما يؤدي إلى تراكم المواد الضارة لفترة أطول في المثانة البولية.
- العلاج الإشعاعي لعلاج سرطان مسبق.
- الالتهاب المزمن للمثانة البولية الذي ينتج عن حصى المثانة أو عدوى طفيلية مثل البلهارسيا.
- وجود جسم غريب لفترة طويلة مثل قسطرة البول.
أسباب لا يمكن السيطرة عليها
- التاريخ العائلي؛ فوجود فرد في العائلة يعاني أو عاني في وقت سابق ذلك النوع من السرطان يزيد احتمالية حدوثه في باقي أفراد العائلة، إمّا لتعرضهم لنفس المُسبب الكيميائي أو لطفرة جينية في الحمض النووي تنشأ منها الخلايا السرطانية.
- التقدم في العمر يزيد من احتمالية الإصابة.
- الذكور أكثر عرضة من الإناث للإصابة بسرطان المثانة.
مراحل سرطان المثانة
يُعَد تحديد مرحلة السرطان خطوة ضرورية للوصول لأنسب طرق العلاج.
- المرحلة الأولى: ينمو فيها الورم في الخلايا المُبطنة لجدار المثانة البولية دون الوصول للطبقة العضلية.
- المرحلة الثانية: ينمو فيها الورم ليغزو النسيج الضام والطبقة العضلية الموجودة في جدار المثانة.
- أما في المرحلة الثالثة: يصل الورم إلى النسيج الدهني المحيط بالمثانة، وقد يصل إلى البروستاتا في الذكور أو الرحم في الإناث.
- المرحلة الرابعة: ينتشر فيها الورم بشكل كبير ويصل إلى أعضاء وأنسجة بعيدة عن المثانة، ويمثل ذلك أخطر المراحل وأضعفها استجابةً للعلاج.
أعراض سرطان المثانة
- ظهور الدم أو التجلطات في البول.
- الإحساس بألم عند التبول.
- الشعور بالحاجة للتبول أكثر من المعتاد.
- الشعور بألم في أسفل الظهر في نصف واحد من الجسم.
لكن هذه الأعراض لا تثبت بالضرورة الإصابة بسرطان المثانة، وقد تنتج عن أمراض أخرى مثل حصوات الكلى وغيرها من الأمراض. على كل حال، فإن هذه الأعراض تستوجب زيارة الطبيب المختص.
مضاعفات سرطان المثانة
- انتشار الخلايا السرطانية ووصولها إلى أنسجة حيوية في الجسم، مثل: المخ والرئة والعظام والعقد الليمفاوية.
- فقر الدم (Anemia).
- تضخم الحالب والكلية (Hydronephrosis).
- حدوث تضيق إحليلي (Urethral Stricture).
- سلس البول.
- ضعف الانتصاب عند الرجال.
- العجز الجنسي عند النساء.
كيفية تشخيص سرطان المثانة
- استخدام المنظار لفحص المثانة ومتابعة أي تطورات غريبة تطرأ على الخلايا المبّطنة لها.
- إجراء خزعة بأخذ عينة من المثانة وفحصها خارج الجسم.
- فحص عينة البول التي قد تُظهر خلايا سرطانية وبعض الخلايا الأخرى التي قد تساعد في التشخيص مثل خلايا الظهارة البولية.
- استخدام التقنيات التصويرية الحديثة، مثل: التصوير المقطعي.
علاج سرطان المثانة
يعتمد العلاج بشكل كبير على مرحلة السرطان، كما يعتمد على الصحة العامة للمريض وإذا كان يعاني أمراضًا أخرى.
يتضمن هذا العلاج:
التدخل الجراحي
يهدف إلى إزالة الأجزاء المتضررة بالخلايا السرطانية التي قد تصل إلى استئصال المثانة البولية بأكملها، بالإضافة إلى الأعضاء الأخرى التي وصل إليها النمو السرطاني.
العلاج الكيميائي
يستخدم الطبيب المختص الأدوية الكيميائية ويعطيها للمريض إمَا بحقنها في الوريد أو في المثانة البولية بشكل مباشر.
العلاج الإشعاعي
يعتمد على استخدام حِزَم من الطاقة؛ لاستهداف الخلايا السرطانية.
العلاج المناعي
يعتمد على استخدام بعض المواد لتعزيز مناعة الجسم ومكافحته للنمو السرطاني.
طرق الوقاية
- البعد عن التدخين.
- الحرص على عدم التعرض للمواد الكيميائية المُسرطنة، مثل: المطاط والجلود ومواد الطلاء والزرنيخ.
- شرب ما يكفي من السوائل يوميًا.
- اتَباع نظام غذائي يحتوي على مضادات الأكسدة.
سرطان المثانة الحميد
هو نوع من الأورام التي تصيب المثانة البولية، ولكن على عكس الأورام الخبيثة، فإنه لا ينتشر لأنسجة الجسم الأخرى.
هناك العديد من الأورام الحميدة التي يمكن أن تصيب المثانة البولية، منها:
ورم حليمي (Papilloma)
هي بشكل عام غير ضارة، وغالبًا ما تبدأ في الخلايا الظهارية المُبطنة لجدار المثانة البولية.
ورم عضلي أملس (Leiomyoma)
نادرًا ما يصيب ذلك النوع من الأورام المثانة البولية، و ينشأ ذلك النوع في خلايا العضلات الملساء.
ورم ليفي (Fibroma)
ينشأ في خلايا النسيج الضام الموجودة في جدار المثانة.
ورم وعائي دموي (Hemangioma)
تنشأ عندما تتراكم الشعيرات والأوعية الدموية بداخل المثانة.
ورم شحمي (Lipoma)
ينشأ في الخلايا الدهنية، ولكنه لا يسبب ألمًا في معظم الأحيان إلّا إذا تضّمن بعض الأعصاب، مما قد يؤدي إلى الشعور بالألم.
ورم عصبي ليفي (Neurofibroma)
هو نوع نادر جدًا يصيب خلايا النسيج العصبي للمثانة.
هل سرطان المثانة مميت؟
لا يمكن تحديد ذلك بشكل قاطع، لكن يعتمد ذلك على المرحلة التي وصل إليها النمو السرطاني؛ إذ إن اكتشاف السرطان في مراحله المبكرة يرفع بشكل كبير من نسب الاستجابة للعلاج والشفاء.
أثبتت الدراسات أن 90% ممن يعانون سرطان المثانة تمكنوا من العيش لمدة 5 سنين على الأقل من بدايته، أمَا أولئك الذين عانوا انتشار الخلايا السرطانية من المثانة إلى أنسجة الجسم الأخرى، تمكّنوا من العيش لمدة تتراوح بين 12-18 شهر، قد تزيد أو تنقص باختلاف كل حالة عن الأخرى.
ختامًا، بالرغم من شراسة سرطان المثانة، وأنه أكثر سرطانات الجهاز البولي شيوعًا، إلَا أن طرق الوقاية منه كثيرة وفعَّالة، كما أن اكتشافه في وقت مبكر يساهم بشكل كبير في القضاء عليه، فما علينا إلَا الاهتمام بأجسادنا ومتابعة كل ما نتعرض له وزيارة الطبيب المختص فور ملاحظتنا لأي تغير يطرأ علينا، وإن كان بسيطًا.