طفيل الإنكلستوما | كل ما تود معرفته عنه

عزيزي القارئ، هل سبق أن عانيت حكة شديدة مصاحبة باحمرار شديد تحت الجلد؟ هل سبق أن عانيت مرض فقر الدَّم مع وجود أعراض مثل آلام البطن المصاحبة بإسهال؟ هل سبق أن سمعت عن طفيل الإنكلستوما المسبب لكل هذه الأعراض؟

تنتشر حولنا العديد من الكائنات منها ما نراه بالعين والآخر قد لا يُرى بالعين المجردة، وتعد الطفيليات أحد هذه الكائنات.

سوف نتناول في هذا المقال طفيل الإنكلستوما، ودورة حياته، وأعراض الإصابة، وطرق التشخيص، وكيفية الوقاية والعلاج. 

طفيل الإنكلستوما

يعد طفيل الإنكلستوما (Ancylostoma duodenale) -أو ما يعرف بالدودة الشصية الخطافية- العدوى الطفيلية الأكثر شيوعاً بين البشر خاصة الأطفال.

تنتشر العدوى بالطفيل في المناطق التي تفتقر إلى المياه النظيفة والصرف الصحي.

يقدر معدل الانتشار -حسب دراسات العلماء- بحوالي خمسمائة مليون إصابة سنوية من بينهم ما يقرب من خمس وستين ألف حالة وفاة كل عام.

الإنكلستوما والدودة الشريطية

يعتقد البعض أن الطفيل ينتمي لفصيلة الديدان الشريطية، لكن الحقيقة أن طفيل الإنكلستوما ينتمي لفصيلة الديدان الأسطوانية تحديداً الديدان الخطافية.

مكتشف طفيل الإنكلستوما

يرجع الفضل في اكتشاف الطفيل إلى العالم الإسلامي “ابن سينا“، وأسماه في كتابه (القانون في الطب) بالدودة المستديرة، ووصفه أول مرة بالتفصيل موضحًا أعراض الإصابة.

الإنكلستوما تحت الميكروسكوب

تتميز ديدان الإنكلستوما أنها ديدان خيطية ثنائية الجنس، على شكل حرف S، تميل إلى اللون الأبيض الوردي.

يمتلك الذكور جراب جماعي خلفي واضح، يتكون من فصين جانبيين عريضين وفص ظهرى أصغر، وكلها مدعومة بأشعة متفرقة.

يمتلك كلاً من الذكر والأنثى أفواه متطورة بزوجين من الأسنان القوية.

يحتوي البيض الطازَج المفرز على جنين نامي في المراحل المبكرة من الانقسام.

دورة حياة الطفيل

يعد الإنسان العائل الأساسي لطفيل الإنكلستوما، حيث يعيش الطفيل بالأمعاء الدقيقة، ويعتمد في غذائه على دَم المصاب.

تمر دورة حياة الطفيل بالمراحل التالية:

  1. تبدأ دورة الحياة بتزاوج ذكر وأنثى الديدان البالغة، ثم تقوم الأنثى بوضع البويضات التي سرعان ما تصل للخارج مع براز الشخص المصاب. قد يصل عدد البويضات التي تضعها أنثى الدودة بين العشرة والثلاثين ألف بويضة في اليوم.
  1. تفقس اليرقات عند توافر الظروف المناسبة لنمو البويضات مثل (رطوبة، دفء، ظل) في غضون يوم إلى يومين، وتصبح حرة في التربة الملوثة.
  1. تدخل هذه اليرقات في طور الانسلاخ الأول والثاني خلال تواجدها بالتربة، حيث ينتج يرقات رابدية ثانية (second Rhabditiform larva).
  1. تنمو اليرقات الرابدية الثانية في مدة زمنية -تتراوح بين خمسة إلى عشرة أيام- لتصبح اليرقات الخيطية الفيلارية (Filariform larva) وتمثل الطور المعدي في حياة الدودة.
  1. تحدث العدوى بإحدى الطرق الآتية:
  1. تنتقل اليرقات عبر الأوعية الدموية إلى القلب ثم إلى الرئتين، وتصل إلى الشجرة القصبية ثم البلعوم لتُبتلَع وتصل إلى الأمعاء الدقيقة للمصاب.
  1. تستغرق اليرقات حوالي ستة أسابيع لتتحول لديدان بالغة، وتبدأ التزاوج ووضع البويضات؛ لتُكمل دورة الحياة.
  1. تُثبت الديدان البالغة نفسها عن طريق أفواهها المُسلَحة بشفرات حادة لتلتصق بالبطانة الداخلية للأمعاء الدقيقة، فتبدأ بالنمو، وتعيش بالأمعاء مدة قد تصل إلى خمسة سنوات.
  1. تتغذى الديدان الصغيرة والكبيرة على الدَّم من جدار أمعاء المصاب، حيث تستهلك الدودة البالغة ما يقرب من ربع مللي من الدَّم يومياً. يمتلك الطفيل مواد مضادة للتخثر يتم إفرازها لمنع تخثر الدَّم المتدفق من الجرح.

أعراض الإنكلستوما الإثنى عشرية

ربما لا تظهر أي أعراض على الشخص المصاب بعدوى خفيفة، لكن قد يعاني المصاب بعدوى شديدة من الأعراض التالية:

مدى خطورة الإصابة

إذا استمرت العدوى لفترة طويلة، ربما يحدث فقر الدَّم الناتج عن الديدان الخطافية التي تتغذى على الدَّم.

في بعض الحالات النادرة، قد تشمل المضاعفات الأخرى نقص التغذية وحدوث فقدان للبروتين بشكل خطير، وتؤدي إلى تراكم السوائل في بطن المصاب المعروف بالاستسقاء.

في حالة إصابة بعض النساء الحوامل، يتسبب الطفيل في حدوث حالات الولادة المبكرة، أو قد يسبب عدم اكتمال فترة الحمل، مما يؤدي للإجهاض.

طرق تشخيص طفيل الإنكلستوما

يعتمد تشخيص طفيل الإنكلستوما على التشخيص الإكلينيكي والتشخيص المعملي.

التشخيص الإكلينيكي

يعتمد التشخيص الإكلينيكي على وجود أعراض وعلامات الإصابة بالإضافة إلى وجود تاريخ مرضي للمصاب مثل المشي حافي القدمين في تربة ملوثة و بيئة تفتقر للمياه النظيفة والصرف الصحي.

  1. طفح جلدي وحكة بالإضافة إلى أعراض رئوية.
  2. فقدان الشهية والإسهال وعدم الراحة في البطن.
  3. فقر الدَّم الناجم عن نقص الحديد.

التشخيص المعملي

يعتمد التشخيص المعملي على فحص عينة البراز وتحليل الدَّم.

  1. فحص عينة البراز:

يُعد فحص عينة البراز بطريقة الفحص المباشر الأكثر شيوعاً لتشخيص عدوى طفيل الإنكلستوما. 

يعتمد التعرف المجهري للبراز على وجود البويضات، إذا تأخر الفحص عن أربع وعشرين ساعة، قد تفقس البويضات وتظهر يرقات الطفيل.

يفضل فحص البراز بطريقة التركيز أو مزرعة البراز-في حالات الإصابة الخفيفة.

ربما يُظهر فحص عينة البراز بالمجهر وجود دَم خفي، في حالات فقر الدَّم الشديدة.

2. تحليل الدَّم:

قد تكشف صورة الدَّم وجود الآتي:

علاج ديدان الإنكلستوما

يعتمد العلاج على عدة عوامل منها:

سيصف لك طبيبك أدوية مضادات الطفيليات، مثل ألبيندازول (Albendazole) أو ميبيندازول (Mebendazole) أو بيرانتيل باموات (pyrantel pamoate) -الذي يعد آمنًا للحامل المصابة.

عادة ما تؤخذ هذه الأدوية بالفم مرة واحدة لعلاج العدوى.

قد يلجأ بعض الأشخاص للطب البديل بالأعشاب، وفيما يلي البعض المستخدم لطرد الطفيل:

  1. الثوم: يعد أقوى طارد للديدان المعوية، ويُفضل تناوله على الريق.
  1. البصل: يستخدم منقوع البصل في طرد الطفيل.
  1. الزنجبيل: يحتوي على خاصية طرد ديدان الإنكلستوما.
  1. الأناناس: يحتوي الأناناس على إنزيم بروميلين (Bromelain) المضاد للديدان.

قد يطلب منك طبيبك تناول مكملات الحديد إذا كنت مصاباً بفقر الدَّم.

الوقاية خير من العلاج

يمكن تقليل خطر إصابتك بعدوى ديدان الإنكلستوما باتباع وسائل الوقاية الآتية:

يمكن أن يؤدي تحسين الصرف الصحي إلى تقليل عدد الإصابات بالأماكن التي تنتشر بها العدوي.

وختاماً، عزيزي القارئ، قد يبدو الموضوع مخيفاً، لكن مع تجنب طرق الإصابة واتباع تعليمات النظافة العامة يمكنك تجنب الإصابة بالعدوى.

اقرأ أيضًا

حشرات الشعر | أشهر وصفات طبيعية للقضاء عليها

داء المشعرات المهبلية | أعراضه و كيفية علاجه

القمل | أنواعه وطرق علاجه

المصدر
ncbicdcparasite.orgemedicine
Exit mobile version