فيروس حمى النيل الغربي | مضاعفاته وأعراضه الخطرة

بالإضافة  إلى زنِّه المزعج، ولدغاته المؤلمة، يتسبب البعوض في نقل العديد من الفيروسات، ومن ضمن هذه الفيروسات؛ فيروس حمى النيل الغربي.

هل تخيلت أن لدغة بعوضة قد تصيب أحدهم بشلل دائم؟

يُعد البعوض السبب الرئيسي لنقل فيروس حمى النيل الغربي إلى الإنسان، وهو من الفيروسات القليلة التي تنقلها الحشرات ويمكنها الوصول إلى المخ والنخاع الشوكي مسببة العديد من المضاعفات الخطيرة.

أسباب الإصابة بفيروس حمى النيل الغربي (West Nile Fever)

ينقل البعوض فيروس حمى النيل الغربي -الذي ينتمي إلى فصيلة الفيروسات المصفرة (Flaviviridae)- من الطيور المصابة إلى الإنسان أو الحيوان، إذ يمتص دم الطيور المصابة بالفيروس، ثم ينقلها لدغًا إلى الإنسان أو الحيوان.

لا ينتقل الفيروس من شخص إلى آخر في أثناء التعاملات اليومية.

سُجل انتقال الفيروس من إنسان إلى آخر في حالات نادرة:

تنتشر الإصابة بفيروس حمى النيل الغربي في أثناء الطقس الدافئ، إذ ينشط البعوض الناقل للعدوى.

تبلغ فترة حضانة المرض -الفترة بين دخول الفيروس الجسم إلى ظهور الأعراض- من أربعة إلى عشرة أيام.

أعراض حمى النيل الغربي على الإنسان

لا تظهر أي أعراض على أغلب المصابين بفيروس حمى النيل الغربي، ولكن 20% تظهر عليهم أعراض خفيفة ومنها:

تتطور العدوى في 1% من المصابين، فتصل إلى الجهاز العصبي مسببة التهابات بالمخ أو الأغشية المحيطة به، والحبل الشوكي، وتظهر عليهم الأعراض الآتية:

تختفي الأعراض البسيطة للعدوى خلال عدة أيام، بينما تستمر الأعراض العصبية لعدة شهور، ويستمر بعضها إلى الأبد، كالضعف العضلي.

الأعراض العصبية على الخيول

مضاعفات حمى النيل الغربي

تتضاعف العدوى نتيجة فشل الجهاز المناعي في التصدي لفيروس حمى وادي النيل الغربي.

عادة ما يتغلب الجهاز المناعي على الفيروس، ولكنه يفشل في الحالات الآتية:

تعتمد خطورة الأعراض على الجزء المصاب من الجهاز العصبي (المخ- الأغشية المخية- الحبل الشوكي)، وبشكل عام يطلق على هذه المضاعفات مرض غرب النيل العصبي.

يهدد هذا المرض بالوفاة بنسبة 9% أو أكثر في الحالات الأكبر سنًا.

التهاب الدماغ (encephalitis) بعدوى فيروس حمى النيل الغربي 

هو العرض الأكثر حدوثًا من أعراض مرض غرب النيل العصبي. ويحدث عندما ينجح فيروس حمى النيل الغربي في عبور الحواجز الدموية المحيطة بالمخ -التي تنقي الدم الواصل للمخ- ثم يصل الفيروس إلى المخ ويسبب التهابات، فتظهر على المصاب الأعراض الآتية:

يعاني  30 % إلى 50% من المصابين شللًا أحادي (شلل في عضلات جانب واحد من الجسم). 

وقد يتطور الأمر لدى البعض منهم ويصل إلى مرحلة الشلل الرخو -تفقد العضلات قدرتها على الانقباض-

التهاب السحايا (meningitis)

يحدث عندما يسبب الفيروس التهابًا في الأغشية المحيطة بالمخ والحبل الشوكي.

يسبب نفس الأعراض الجسدية السابقة، لكنه لا يؤثر على الشخصية أو السلوك.

هناك أيضًا بعض الأعراض الشائعة:

التهاب السحايا والدماغ (meningoencephalitis)

يحدث عندما يؤثر الفيروس على المخ والأغشية المحيطة بالمخ والحبل الشوكي في آن واحد.

يتضاعف خطر الإصابة به في الأعمار فوق  60 عام بنسبة 20%، وتصل إلى 40% لدى أصحاب المناعة المنخفضة.

تتشابه أعراضه مع سابقيه ولكنها تكون أكثر حدة، وتستمر لفترات أطول، وقد تكون دائمة.

يزداد معه أيضًا خطر الوفاة ويصل بين %12 إلى %15، ويزداد بين كبار السن ليصل إلى 35%.

شلل الأطفال (poliomyelitis) بعدوى فيروس حمى النيل الغربي

فيه يفقد المصاب السيطرة على حركته. وعلى عكس الأعراض العصبية السابقة، لا يصاحب هذا الشلل الأعراض الشائعة الأخرى للعدوى كالحمى أو الصداع.

تتميز الحالة بالظهور المفاجئ للشلل الرخو على جانب واحد من الجسم، وغالبًا دون فقد الإحساس،  

ويسبق الشلل إحساس بألم ثم يظهر خلال يومين إلى ثمانية أيام.

قد يؤثر على الجهاز التنفسي ويحتاج المريض إلى التنفس الصناعي.

قد يصل تأثيره إلى العضلات العاصرة، فيؤدي إلى سلس البول أو البراز.

وفي حين أنه في أغلب الحالات يؤدي إلى عجز دائم، قد تتعافى بعض الحالات الخفيفة، إذ تستعيد الخلايا العصبية بناء الروابط بينها تدريجيًّا.

وكلما كانت الأطراف المصابة أقل ظهر التحسن أسرع، وغالبًا تتحسن الحالة خلال 6 إلى 8 أشهر بعد ظهور الأعراض.

الشلل الانعكاسي بعدوى فيروس حمى النيل الغربي (West Nile Reversible Paralysis)

على الرغم من أنه حالة غير مفهومة حتى الآن، يُعتقد أنه يحدث بسبب إصابة الجزء نفسه من الحبل الشوكي -القرن الأمامي للنخاع أو Anterior horn- الذي يسبب شلل التهاب سنجابية النخاع ومرض لو جيهريك.

يختلف عن شلل الأطفال في أنه أقل حدة ومؤقت، وبشكل أولي يكون عميقًا، ثم تُسترجع الاستجابات الانعكاسية مع ضعف واضح في الحركة. 

تشخيص حمى النيل الغربي 

يشخص الطبيب فيروس حمى النيل الغربي باختبار عينة الدم، حيث يمكن تحديد المادة الوراثية للفيروس، أو تحديد الأجسام المضادة التي ينتجها الجسم لمكافحة الفيروس.

في الحالات الشديدة تصل الإصابة للمخ، فيتطلب التشخيص أخذ عينة من سائل النخاع الشوكي (البزل النخاعي) حيث يعمل الفيروس على زيادة كمية كريات الدم البيضاء، ومن هنا تؤكد الإصابة.

يكشف أيضًا التصوير بالرنين المغناطيسي وغيره من الفحوصات التصويرية عن أثر الإصابة على المخ.

العلاج

كونه مرضًا فيروسيًا، فلا يوجد له علاج، ولكن تستخدم المسكنات العامة، مثل: الإيبوبروفين، والأسبرين، لعلاج الأعراض الخفيفة مثل الصداع وآلام العضلات.

في المضاعفات العصبية، تُستخدم المحاليل والأدوية الوريدية، لتقليل خطر العدوى.

يجري العلماء الأبحاث لتطوير علاج مستخلص من المواد التي يفرزها الجهاز المناعي لمكافحة الفيروس، وهناك نتائج واعدة.

الوقاية من فيروس حمى النيل الغربي

تعتمد الوقاية من هذا الفيروس على الوقاية من لدغات البعوضة.

إليك بعض النصائح:

لدغات البعوض أكثر شيوعًا في أواخر أغسطس إلى أوائل سبتمبر. تنخفض مخاطره خلال الأشهر الباردة لأن البعوض لا يستطيع البقاء في درجات الحرارة الباردة.

يمكن للطيور الميتة أن تنقل فيروس غرب النيل بسهولة إلى البعوض، الذي بدوره ينقله إلى البشر حتى ولو بلدغة واحدة.

رغم وجود لقاح ضد الفيروس للخيول، لا يوجد لقاح للإنسان حتى الآن.

وختامًا اتباع سُبل الوقاية هو الطريق الوحيد للنجاة من الأمراض الفيروسية.

حفظنا الله وإياكم من كل سوء. 

اقرأ أيضًا

حمى الوادي وحمى الوادي المتصدع

داء شاغاس (Chagas Disease) | داء المثقبيات الأمريكي

حمى النفاس | الأسباب والعلاج

حمى الجبال الصخرية المبقعة 

المصدر
verywellhealth.mayoclinicwhooie.int
Exit mobile version