هل تعاني صباح كل يوم من تنظيف غرفة طفلك؟ هل يستيقظ طفلك دائمًا وقد بلل فراشه؟ أم هل لديك أحد أفراد أسرتك على الرغم من كبر سنه ما زال يبلل فراشه؟ إذََا عليك الاهتمام، فقد يكون يعاني التبول اللاإرادي أو ما يطلق عليه بالإنجليزية “Bedwetting”.
ما هو التبول اللاإرادي
هو تدفق البول دون وعي أثناء النوم خاصة في الليل، ومن الممكن أن يصيب الأطفال والكبار، ولكنه أكثر شيوعََا لدى الأطفال، فقد أثبتت الدراسات أن 2% فقط من البالغين يعانون عدم التحكم في عملية التبول أثناء النوم.
يجب التفرقة بين التبول اللاإرادي وسلس البول( urinary incontinence ).
سلس البول هو عدم القدرة على التحكم في عملية التبول. بمعنى أن يتبول الشخص دون الشعور بالحاجة إلى التبول، من الممكن حدوثه أثناء الضحك أو الكحة أو العطس ويزداد أثناء الحمل وبعد الولادة. وهو شائع بين النساء أكثر من الرجال.
كيف تتم عملية التبول الطبيعية
عندما تمتلئ المثانة البولية ( urinary bladder ) تنقبض عضلات المثانة، و ترتخي العضلة العاصرة البولية مما يسمح للبول بالتدفق إلى مجرى البول ويخرج من الجسم وهذا يحدث بإشارة من الجهاز العصبي.
التبول اللاإرادي عند الأطفال
تطور الاتصال العصبي بين المخ والجهاز البولي لدى الأطفال، يحدد في أي سن يستطيع الطفل التحكم في عملية التبول.
وفيما يلي جدول يبين التطور الطبيعي للتحكم في التبول لدى الأطفال.
عمر الطفل | 18 شهر | 18:24 شهر | 2:3 سنوات | 3:5 سنوات |
مدى التطور | لا يستطيع الطفل الشعور إذا كانت المثانة ممتلئة أم فارغة. | يبدأ الطفل بالشعور عند إفراغ المثانة. | يتطور التحكم في التبول عند معظم الأطفال وهو السن المناسب لتعليم الطفل استخدام الحمام. | يستطيع الأطفال في هذا السن أن يتحكموا في التبول نهارًا، وأثناء النوم ليلََا. |
ولذلك يُعد التبول اللاإرادي طبيعيًا إلى أن يتم الطفل 5 سنوات، فإن استمر لما بعد سن الخامسة نبدأ في البحث عن الأسباب وطرق العلاج.
أسبابه
توجد أسباب نفسية مثل القلق والتوتر وعدم الشعور بالأمان، نتيجة للتعرض لصدمات نفسية كما أن هناك أسبابًا فسيولوجية مثل:
- صغر حجم المثانة البولية، في هذه الحالة لا تستوعب المثانة كمية البول المُنتجة طوال الليل.
- عدوى المسالك البولية.
- حدوث خلل في العصب الذي يصل المخ بالجهاز البولي.
- تضخم غدة البروستاتا.
- متلازمة انقطاع النفس أثناء النوم(sleep apnea).
- الإمساك، وجود كميات كبيرة من البراز في المستقيم، يقلل من سَعَة المثانة البولية.
- خلل في الهرمون المضاد لإدرار البول(Antidiuretic hormone) يساعد هذا الهرمون على تقليل كمية البول المنتجة أثناء الليل، وهذا يساعد المثانة على الاحتفاظ بالبول طوال الليل.
- داء السكري، عند الإصابة بداء السكري ينتج الجسم كمية كبيرة من البول، وهذا يؤدي إلى التبول اللاإرادي لدى الكبار والأطفال.
- هناك عوامل وراثية تسببه، فقد أثبتت الدراسات أن 75% من الأطفال الذين يعانون التبول اللاإرادي، قد عانى آباؤهم نفس المشكلة في طفولتهم.
علاج التبول اللاإرادي
من المهم استشارة الطبيب للتشخيص السليم، فإذا وُجِدَت أسباب مَرضية، سيبدأ الطبيب بوصف الأدوية المناسبة للحالة مثل:
- مضادات حيوية، في حالة عدوى المسالك البولية.
- ديسموبريسين (Desmopressin)، يشبه في فاعليته الهرمون المضاد لإدرار البول ليلًا.
- الأدوية التي تمنع ثنائي هيدروتيستوستيرون (Dihydrotestosterone)، تقلل من تورم غدة البروستاتا.
- بعض الأدوية التي تساعد في التحكم في الأمراض المزمنة مثل داء السكري، ومتلازمة انقطاع النفس أثناء النوم.
ويجب أيضًا اتباع بعض الخطوات الهامة وتغيير بعض العادات اليومية، للتخلص من التبول اللاإرادي.
من هذه الخطوات:
- عدم تناول المشروبات المحتوية على الكافيين قبل النوم بعدة ساعات، الكافيين مادة مدرة للبول.
- الامتناع عن شرب السوائل قبل النوم بساعتين على الأقل.
- الذهاب إلى الحمام قبل النوم مباشرة، لإفراغ المثانة.
⇚عند علاج التبول اللاإرادي عند الأطفال، يجب على الآباء التعامل مع الطفل برفق، والتحدث معه وطمأنته أن هذه مرحلة طبيعية يمر بها أثناء النمو، وأنه مع اتباع الخطوات المتفق عليها سيتخلص من هذه المشكلة قريبََا.
أيضًا من الخطوات المهم اتباعها مع الأطفال، إيقاظ الطفل بعد نومه بساعة أو ساعتين، وذهابه إلى الحمام للتبول، ثم العودة مرة أخرى إلى فراشه.
في النهاية، نعلم جيدًا أن التبول اللاإرادي أمر مزعج للغاية، ولكن أنصحك عزيزي القارئ إذا كان أحد أفراد أسرتك يعاني التبول اللاإرادي، فتعامل معه برفق وهدوء، واستشر الطبيب لمعرفة إذا كان الأمر يستدعي العلاج الدوائي.