كاواساكي | مرض قلب الطفل!

ترجع بداية القصة إلى اليابان وتحديدًا عام 1967، عندما نشر توميساكو كاواساكي تقريرًا عن المرض بعد رصد أول إصابة في يناير 1961.

 أشار توميساكو إلى احتمالية ارتباط أعراض المرض -المتمثلة في الطفح الجلدي والحمى المركبة- بمضاعفات قلبية في عدد من الحالات، مما أثار حالة من الجدل والتشكيك في النتائج -في ذلك الوقت- بين اختصاصيي علم الأمراض والأطباء، مؤكدين أن المرض محدودًا ليس ذي تبعات أو مضاعفات قلبية.

حسم الجدل أخيًرا في عام 1970، بعد إجراء مسح ياباني شامل لمرض كاواساكي رصدت فيه عشر حالات وفاة نتيجة أزمة قلبية مفاجئة بعد الإصابة بالمرض، مما دفع توميساكو إلى نشر بحثًا آخر عام 1974 ربط فيه بين داء كاواساكي وبين التهاب الأوعية الدموية في الشريان التاجي.

هذا هو تاريخ وبداية ظهور مرض كاواساكي، المرض الذي يصيب الأطفال مسببًا مضاعفات قلبية خطرة إذا ترك دون علاج، ونستكمل سويًا معرفة كل ما يتعلق بداء كاواساكي في السطور القادمة.. 

مرض كاواساكي

يعرف أيضًا بمتلازمة العقد الليمفاوية المخاطية الجلدية، ويسبب التهاب الشرايين والأوردة والأوعية الدموية، بالإضافة إلى تأثيره على العقد الليمفاوية مسببًا أعراضًا بالأنف والفم والحلق، وهو السبب الأكثر شيوعًا لأمراض القلب عند الأطفال.

يسبب مرض كاواساكي تورمًا في جدران الشرايين متوسطة الحجم في جميع أنحاء الجسم، وبالأخص الشرايين التاجية التي تمد عضلة القلب بالدم، مع كون الأطفال الفئة الأكثر إصابة.

تقدر مؤسسة مرض كاواساكي (KDF) عدد الإصابات بأكثر من 4200 طفل في الولايات المتحدة الأمريكية سنويًا، وتشيع الإصابة بين الأولاد أكثر من البنات، وكذلك الأطفال ذوي الأصول الآسيوية، إلا أنه يصيب -أيضًا- الأطفال والمراهقين من جميع الخلفيات العرقية.

يستغرق التعافي أيامًا قليلة مع العلاج دون ظهور مضاعفات، ونادرًا ما يحدث تكرار الإصابة، أما إذا تُرك دون علاج فيكون سببًا في مشكلات خطرة بالقلب.

أعراض ومراحل مرض كاواساكي

 ثلاث مراحل تتفاوت في العلامات والأعراض، وتشمل أعراض المرحلة الأولى ما يلي:

وفي المرحلة الثانية، يلحظ على الأطفال الآتي:

بينما تشهد المرحلة الثالثة من المرض اختفاء العلامات والأعراض ببطء ما لم تحدث مضاعفات. وتستغرق المراحل الثلاثة قرابة ثمانية أسابيع قبل عودة الجسم لنشاطه الطبيعي.

أسباب مرض كاواساكي

لم يجد العلماء سببًا واضحًا للمرض، فقد يكون هناك دور للجينات، أوالفيروسات، أوالبكتيريا. وكذلك الأشياء التي يحتك بها الطفل، مثل المواد الكيميائية والمهيجات.

تنشط الإصابة بالمرض فصلي الشتاء والربيع، ومما يبعث الاطمئنان كون المرض غير معدي، إلا أن هناك بعض العوامل التي تزيد من فرص الإصابة بالمرض، منها:

  1. العمر: الأطفال إلى عمر خمس سنوات هم الأكثر عرضة للإصابة.
  1. الجنس: الأولاد الأكثر عرضة للإصابة بمعدل 1.5 أكثر من البنات.
  1. الأصل العرقي: إذ تشيع الإصابة بين ذوي الأصول الآسيوية بمعدلات أكبر.

مضاعفات مرض كاواساكي

يأتي هنا الجزء الأهم والوجه الآخر للمرض الذي يظهر في حال عدم علاجه، ومكمن الخطورة في كون شرايين القلب هي المستهدفة.حيث يؤدي الالتهاب في الشرايين التاجية إلى ضعف أجزاء من جدرانها.

مع مرور الدم خلال الأجزاء الضعيفة من الجدران ونتيجة لضغط الدم، ينتفخ جدار الشريان للخارج مثل البالون في حالة يطلق عليها تمدد الأوعية الدموية. (Aneurysm)

تتسبب حالة تمدد الأوعية الدموية في معضلتين هما:

 – نوبة قلبية: نتيجة موت جزء من عضلة القلب بسبب نقص الأوكسجين.

 – أمراض القلب: نتيجة انقطاع إمداد القلب بالدم.

يمتد التأثير أيضًا إلى الشرايين الرئيسية الأخرى مثل الشريان العضدي (الجزء العلوي من الذراع)، أو الشريان الفخذي (الجزء العلوي من الفخذ).

تلتئم بعض تمددات الأوعية الدموية تلقائيًا بمرور الوقت، أو تنفجر مسببة نزيف داخلي حاد، وذلك في حالات نادرة.

لا يجب أبدًا الاستهانة بالمضاعفات القلبية المرتبطة بمرض كاواساكي، التي تكون قاتلة بنسبة من 2-3 % من الحالات التي لا تُعالج بالكامل.

الرضع -بعمر عام أو أقل- معرضون بشكل أكبر لخطر الإصابة بمضاعفات كاواساكي، وحوالي 25% من الأطفال المصابين ولم يعالجوا بسبب خطأ التشخيص -كسبب- تستمر معهم المضاعفات المرتبطة بالقلب.

العلاج

يُفضل بدء العلاج في أقرب وقت ممكن، والتركيز على خفض الحمى والالتهابات، وأيضًا منع مضاعفات تلف القلب، ويشمل العلاج الآتي:

  1. البروتين المناعي الجاما جلوبيولين: بطريقة التسريب عبر الوريد، لتقليل مخاطر مشكلات الشريان التاجي.

 2. الأسبرين: إذ تفيد الجرعات العالية من الأسبرين في علاج الالتهاب، وأيضًا الحدّ من آلام المفاصل والحمّى.

تنص القاعدة على عدم إعطاء الأسبرين للأطفال، نتيجة لارتباطه بمتلازمة راي (Reye Syndrome). إلا أن علاج كاواساكي هو استثناء لتلك القاعدة وذلك تحت إشراف المختصين.

بعد زوال الحمّى، يحتاج الأطفال إلى تناول جرعة مخفضة من الأسبرين لمدة ستة أسابيع أو أكثر، وذلك في حالات الإصابة بتمدد الأوعية الدموية في الشريان التاجي لمنع التجلط.

قد يشمل علاج المضاعفات مثل حالات تمزق الأوعية الدموية؛ الأدوية المضادة للتخثر أو تركيب الدعامات.

يستمر مرض كاواساكي لمدة اثنى عشر يومًا في حال عدم علاجه، وتتحسن الحالات فور تلقي علاج الجاما جلوبيولين، إلا مضاعفات القلب التي قد تستمر لفترة أطول.

متابعة الرعاية

هناك إجراءات مهمة يجب الالتزام بها بعد الإصابة بكاواساكي، وذلك لمتابعة تحسن حالة الأوعية الدموية التاجية منها:

أمراض أخري تتشابه في الأعراض مع كاواساكي

نتيجة لعدم وجود اختبار للكشف عن مرض كاواساكي، يجب أن يتضمن التشخيص استبعاد الأمراض التي تُحدث علامات وأعراض مشابهة مثل:

اختبارات تساعد على تشخيص كاواساكي

  1. تحاليل الدم: إذ يعد ارتفاع عدد خلايا الدم البيضاء ووجود فقر الدم من علامات كاواساكي.
  1. اختبار مادة الناتيوريتيك بيبتيد النوع (ب): تُطلق عندما يقع القلب تحت الضغط، وتفيد في تشخيص المرض إلا أنها تحتاج إلى المزيد من البحث لتأكيد نتائجها.
  1. تخطيط القلب الكهربي: توصيل أقطاب كهربائية بالجلد لقياس النبضات، إذ يسبب كاواساكي مشكلات في نظم القلب.
  1. مخطط صدى القلب: استخدام صور بالموجات فوق الصوتية للكشف عن جودة عمل القلب، وتحديد أيضًا مشكلات الشرايين التاجية.

بالنظر إلى حساسية بشرة الأطفال التي تكون عُرضة للطفح الجلدي من وقت إلى آخر، إلا أنه يجب الانتباه عندما يظهر الطفح الجلدي مصحوبًا بأعراض أخرى كالحمّى، فقد تكون هذه الأعراض بدايات لمشكلات أكبر والتدخل الطبي السريع -في ذلك الوقت- هو قارب النجاة، لحمايتهم والحفاظ على صحتهم.

أقرأ أيضًا

المراض حيوانية المنشأ | كيف تنقل الحيوانات الأمراض؟

المصدر
pediatrics.aappublicationsymptom & causeskids healthkawasaki syndrome
Exit mobile version