لقاح كورونا

استيقظت ذات يوم وأحسست بأن حرارة جسمي مرتفعة، وعندي كحة شديدة، وعند تناولي لفطوري لم أستطع أن أتذوق الطعام؛ فتسلل الشك إليّ أني أصبت بفيروس كورونا، ولا سيما أني لم أتبع الاحتياطات اللازمة في الفترة الأخيرة.

وقررت أن أعزل نفسي، وأذهب لعمل التحليل للتأكد، وأردت أن أعرف ماذا سيحدث حتى نستطيع التخلص من هذا الفيروس، والرجوع إلى حياتنا الطبيعية من جديد.

لذا سنتحدث في السطور القادمة عن فيروس كورونا، ولقاح كورونا الذي ينتظره العالم لإنقاذ البشرية من هذا الفيروس الفتاك.

فيروس كورونا

انتشر فيروس بسرعة مذهلة في الصين، عرف باسم كورونا أو كوفيد 19 في ديسمبر 2019، ثم انتقل إلى دول العالم الأخرى في أوائل عام 2020.

وحسب آخر الإحصائيات بلغ عدد الإصابات 60 مليون حالة، ووصل عدد الوفيات إلى 1.3 مليون حول العالم، والعدد في تزايد مريع كل يوم.

وتتراوح فترة حضانة الفيروس من يومين لأسبوعين قبل ظهور الأعراض، وقد لا تظهر أي أعراض على بعض حاملي الفيروس.

سبب الانتشار السريع للفيروس أنه ينتقل من إنسان لإنسان عن طريق الرذاذ، أو تلامس سطح عليه الفيروس.

ما هي أعراض فيروس كوفيد 19؟

يشعر المصاب بفيروس كوفيد 19، ببعض الأعراض منها ما هو شائعًا، ومنها الأقل شيوعََا:

الأعراض الشائعة

ضيق في التنفس.
ارتفاع حرارة الجسم.
الكحة.
الإعياء الشديد.

الأعراض الأقل شيوعََا

القشعريرة والرعشة.
التهاب الحلق.
الصداع الشديد.
فقدان لحاسة الشم والتذوق.
ألم في الجسد.

وتصبح الحالة طارئة، إذا لوحظ زرقان في الشفاه أو الوجه، مع عدم القدرة على التنفس، أو ضغط على الصدر، أو غيبوبة، وتصل الحالة في أحيان كثيرة إلى العناية المركزة، وتُوضع على جهاز التنفس الصناعي.

ما هي مضاعفات الإصابة بفيروس كوفيد 19؟

الالتهاب الرئوي من أكثر المضاعفات انتشارًا بين مصابي كورونا؛ ولهذا السبب يموت حوالي 4.3% من مصابي كوفيد 19 في العناية المركزة.

ويوجد مضاعفات أخرى أقل انتشارًا وهي:

متلازمة الضيق التنفسي الحاد.
السكتة القلبية.
عدم انتظام ضربات القلب (arrhythmia).
آلام عضلية شديدة (myalgia).

عندما يهاجم أي فيروس أو بكتيريا جسم الإنسان، يُنتج الجهاز المناعي أجسام مضادة للقضاء عليه، واللقاح يعمل بنفس الآلية، إذ يحفز جهاز المناعة ليصنع أجسام مضادة ضد عناصر ضعيفة أو ميتة من الفيروس، وعندما يهاجم الفيروس مرة أخرى يعلم الجهاز المناعي ما عليه فعله.

كيف يعمل لقاح كورونا؟

تعتمد صناعة تطعيم كورونا على فاعليته في القضاء على الفيروس، بالإضافة إلى سلامته، وعدم وجود آثار جانبية خطيرة له على المريض.

لقاح كورونا يتكون من الكود الجيني للفيروس MRNA، ويعمل على تحفيز الخلايا لإنتاج البروتين الموجود في كوفيد 19، وبالتالي يحفز المناعة لمهاجمة الفيروس المُخلّق دون أي إحساس بالتعب؛ لذا سوف يقلل لقاح كورونا من انتشار الفيروس حول العالم؛ وبالتالي ستقل أعدد الحالات والوفيات.

مراحل تطور صناعة أي لقاح جديد

تقوم صناعة أي لقاح جديد على 7 مراحل وهي:

أولاً مرحلة الاكتشاف: يحدد فيها ما الذي سيعتمد عليه اللقاح في القضاء على المرض.

مرحلة ما قبل الاختبارات السريرية: يختبر العلماء لقاح كورونا على حيوانات كالقرود والفئران.

الاختبارات السريرية: يُختبر اللقاح على الإنسان، من حيث الفاعلية والأمان، وتنقسم هذه المرحلة إلى ثلاث مراحل أولََا يختبر اللقاح على أقل من 100 متطوع، ثم على مئات المتطوعين، ثم على آلاف من المتطوعين.

مرحلة المراجعة والموافقة: إذا مر اللقاح بالمراحل السابقة، تؤخذ الموافقة من منظمة الغذاء والدواء، على إعطاؤه لباقي الأفراد.

مرحلة التصنيع: يُنتج فيها اللقاح.

نهاية بمرحلة رقابة الجودة: يراقب فيها العلماء نتائج اللقاح على المرضى، حتى يتأكدوا من سلامته.

لقاح كورونا لشركة فايزر

تنافست 8 شركات للأدوية منها استرازنكا، ومودرنا، وفايزر في صناعة أول لقاح لفيروس كورونا، ولكن سبقت شركة فايزر هذه الشركات وصنعت أول لقاح لفيروس كوفيد 19.

يتكون لقاح فايزر لفيروس كوفيد 19 من جرعتين، تؤخذ الجرعة الثانية بعد 21 يوم من الجرعة الأولى.

أثبتت المرحلة الأخيرة من تجارب اللقاح أنه فعال بنسبة 95%، وفي انتظار موافقة منظمة الغذاء والدواء عليه في خلال أيام.

تطمح شركة فايزر إلى إنتاج 50 مليون جرعة من لقاح كورونا، قبل نهاية 2020؛ لذا سيصل اللقاح إلى 25 مليون شخص من الصفوف الأولى الأحق بالتطعيم، ويٌتوقع أنها ستنتج حوالي 1 بليون جرعة في 2021.

المشكلة التي تواجهنا تجاه لقاح فايزر، أنه لابد أن يُخزن في درجة حرارة 94 تحت الصفر، وهذا صعب تحقيقه لأنه يحتاج إلى معدات وظروف خاصة للتخزين والنقل، ويمكن تخزينه في البراد المنزلي لمدة 5 أيام فقط.

لقاح كورونا لشركة مودرنا MODERNA

يتكون لقاح كورونا من جرعتين، تؤخذ الجرعة الثانية بعد 4 أسابيع من الأولى، وأُجريت تجارب اللقاح وأثبتت أنه فعال بنسبة 94%.

يُخزن في درجة حرارة 4 تحت الصفر لمدة 6 أسابيع؛ لذا سيصبح من السهل تخزينه في أي براد منزلي.

وتطمح شركة مودرنا إلى إنتاج 20 مليون جرعة بنهاية عام 2020، والمتوقع أنها ستنتج 500 مليون إلى 1 بليون جرعة خلال عام 2021.

لقاحات أخرى

توقفت تجارب اللقاح في شركة استرازنكا، عند المرحلة الثالثة؛ بسبب إصابة أحد المتطوعين بالتهاب النخاع الشوكي. وهذا التوقف لا يعني توقف إصدار اللقاح، ولكن يضمن المراجعة الدقيقة لجميع التجارب السريرية الجارية على سلامة اللقاح.

وأنتجت شركة جونسون لقاح من جرعة واحدة، وهذا ما يميزها على بقية الشركات.