إنزيم الأميليز هو أحد الإنزيمات الهضمية، التي تعمل على تكسير جزيئات الكربوهيدرات المعقدة (النشويات) إلى جزيئات أصغر يسهل هضمها.
يُفرز الجزء الأكبر منه من الغدد اللعابية والبنكرياس، ولكنه يفرز أيضًا بكميات قليلة من بعض الأنسجة الأخرى.
لكن قبل التحدث بالتفصيل عن إنزيم الأميليز، دعونا نعرف ما هي الإنزيمات وكيف تعمل.
ما هي الإنزيمات؟
الإنزيمات هي مواد كيميائية موجودة في الخلايا الحية، تعمل كعامل محفز خلال التفاعلات الكيميائية داخل الجسم.
تعمل الإنزيمات على تنظيم معدل التفاعل دون أن تدخل هي نفسها في التفاعل أو يحدث تغير في طبيعتها أو تكوينها.
بعض العمليات التي تنظمها الإنزيمات مثل: هضم الطعام مثل الكربوهيدرات والبروتينات والدهون، وعمليات نقل الطاقة داخل الجسم.
بل قد يؤدي نقص بعض الإنزيمات إلى بعض الأمراض الوراثية مثل: مرض المهق (albinism) ومرض بيلة الفينول كيتون أو البوال التخلقي (phenylketonuria).
أهمية إنزيم الأميليز
الأميليز هو إنزيم هضم النشا، إذ يؤدّي الدور الأبرز في عملية هضم وتكسير النشويات إلى جزيئات أصغر مثل المالتوز (Maltose)، الذي يتكون من جزيئين من الجلوكوز.
وينقسم إنزيم الأميليز ثلاثة أنواع هم:
- ألفا أميليز (Alpha Amylase): وهو النوع الأهم والأكثر انتشاراً بين الكائنات الحية، إذ يوجد داخل الجهاز الهضمي في الإنسان والثدييات الأخرى.
يفرز الألفا أميليز من الغدد اللعابية ويسمى في هذه الحالة بتيالين (Ptyalin)، ويفرز أيضًا من البنكرياس داخل الأمعاء الدقيقة ويسمى الأميليز البنكرياسي.
الوسط المثالي لعمل إنزيم ألفا أميليز هو في درجة حموضة ما بين 6.7 إلى 7.
تأثير إنزيم ألفا أميليز على النشا:
يختلط البيتالين مع الطعام داخل الفم ويعمل على تكسير النشويات، ولكن لا يظل الطعام في الفم مدة كافية لإتمام عملية الهضم.
ثم بنزول الطعام إلى المعدة يتوقف عمله؛ حيث الوسط شديد الحموضة.
تتراوح درجة الحموضة داخل المعدة بين 2-1، وهو وسط غير ملائم لعمل إنزيم ألفا أميليز.
لذا لا يستطيع البتيالين سوى تكسير ما يقارب من 30% إلى 40% فقط من النشويات المهضومة.
ثم بمرور الطعام للأمعاء الدقيقة وبتوافر درجة الحموضة المناسبة مرة أخرى، تكتمل عملية التكسير بمساعدة الأميليز البنكرياسي.
- بيتا أميليز (Beta Amylase): يوجد في الفطريات والبكتريا والنباتات وتحديدًا في البذور.
وينشط إنزيم بيتا أميليز في درجة حموضة 5-4.
- جاما أميليز (Gamma Amylase): تعمل على تكسير بعض الروابط الجليكوسيدية في درجة حموضة 3، داخل الأمعاء الدقيقة.
استخدامات إنزيم الأميليز
يعد الأميليز أحد أشهر الإنزيمات المستخدمة في المجال الصناعي، مثل الصناعات الغذائية والتخمير والصناعات الدوائية.
ويمكن الحصول عليه من النباتات أو الحيوانات أو الكائنات الحية الدقيقة.
وتكمن أهمية الأميليز في قدرته على تحويل النشويات إلى سكريات أبسط في تركيبها.
ولأن النشا هو مكون أساسي في غذاء الإنسان، فإن له أهمية اقتصادية في توفير العديد من المحاصيل الزراعية مثل القمح والأرز والذرة والبطاطس.
قد تؤدي بعض الحالات المرضية إلى حدوث تغيرات في مستوى الإنزيم في الدَّم.
أولاً: أسباب ارتفاع إنزيم الأميليز
في بعض الأحيان يكون ارتفاع مستوى الإنزيم في الدَّم إشارة إلى وجود واحد أو أكثر من الأمراض الآتية:
- أمراض البنكرياس.
- الاستسقاء (انتفاخ البطن بسبب تجمع السوائل داخله).
- فرط الماكروأميليز في الدَّم (وهي حالة غير سرطانية تتميز بوجود مادة تُدعى الماكروأميليز (macroamylase) في الدَّم.
- القرحات الهضمية المُثقبة.
- احتِشاء الأمعاء (موت جزء من نسيج الأمعاء).
- انسداد الأمعاء.
- الحمل خارج الرحم.
- الحروق.
- التهاب الصفاق (التهاب الغشاء المبطن للبطن.
- انتفاخ الغدة اللعابية.
- مرض فقد الشهية العصبي.
- الحماض الكيتوني السكري.
- تناول الكحوليات.
- النكاف.
- مرض التهاب الأمعاء.
- أورام البروستاتا.
- فرط ثلاثي غليسريد الدَّم.
- عقب حدوث إصابة أو إجراء جراحة في البنكرياس.
- عقب إجراء تنظير القنوات البنكرياسية والصفراوية.
أعراض ارتفاع إنزيم الأميليز
تختلف الأعراض باختلاف المرض ومنها:
- آلام في الجزء العلوي من البطن.
- فقدان الشهية.
- حمى.
- غثيان وقيء.
ثانياً: أسباب انخفاض إنزيم الأميليز
- التهاب البنكرياس المزمن.
- القصور الكبدي.
- التّليف الكيسي.
- تسمم الحمل.
فحص إنزيم الأميليز
يستخدم هذا الفحص في تحديد مستوى الإنزيم سواء في الدَّم أو البول؛ وذلك للكشف عن ما إذا كان مستواه في معدلاته الطبيعية أو هناك خلل في مستواه بالزيادة أو النقص.
يُجرى هذا التحليل إما بسحب عينة دَم من المريض، أو بتجميع عينة بول على مدار ساعتين أو 24 ساعة.
تشير التغيرات في مستويات الأميليز إلى وجود خلل في البنكرياس مثل:
- كيس البنكرياس الكاذب.
- خراج البنكرياس.
- سرطان البنكرياس.
دواعي إجراء فحص إنزيم الأميليز
يستخدم هذا الفحص للكشف عن إحدى الحالات المرضية الآتية:
- التهاب البنكرياس: يستخدم الفحص في الكشف عن حالات التهاب البنكرياس الحادة، وفيها يعاني المريض أعراض حادة لفترة قصيرة من الوقت.
فحوص أخرى لتشخيص التهاب البنكرياس:
- الفحوص التصويرية مثل الأشعة المقطعية، ومسح الرنين المغناطيسي، والتصوير بالموجات فوق الصوتية.
- فحص إنزيم الليبيز (Lipase) في الدَّم: وهو إنزيم هضمي آخر يفرز من البنكرياس، وتشير التغيرات في مستوياته إلى وجود خلل في البنكرياس.
- سرطان البنكرياس: أشارت بعض الدراسات بوجود ترابط بين التهاب البنكرياس المزمن وزيادة خطر الإصابة بسرطان البنكرياس، ولا سيما لدى الأشخاص المدخنين.
يستخدم فحص كُلًّا من إنزيمي الأميليز والليبيز في تشخيص سرطان البنكرياس.
- سرطان المبيض: ربطت بعض الدراسات بين المستويات المرتفعة من إنزيم الأميليز -خاصة في اللعاب- والإصابة بسرطان المبيض.
- سرطان الرئة: قد يساعد فحص مستويات الأميليز في تشخيص سرطان الرئة.
إذ ربطت بعض الدراسات بين ارتفاع مستوياته في الدَّم والإصابة بسرطان الرئة.
- بعض الحالات الأخرى:
- التهاب المرارة.
- تكيسات البنكرياس.
- اضطرابات الجهاز الهضمي.
- أمراض الكلى.
- إذا خضع المريض لعملية زراعة كلى مؤخرًا.
- التهاب الزائدة الدودية.
- النُكاف (التهاب الغدد اللعابية).
- الحماض الكيتوني السكري.
- اضطرابات الأكل.
- الحمل.
- بعض الأدوية.
بعض الاحتياطات الواجبة قبل إجراء الاختبار:
- التوقف عن تناول الكحوليات.
- إخبار الطبيب بالأدوية التي تتناولها؛ لأن بعض الأدوية قد تؤثر على نتائج التحليل ومنها:
- الأسباراجينيز.
- الأسبرين.
- حبوب منع الحمل.
- حمض الإيثاكرينيك.
- الأدوية الكولينية.
- مثيل دوبا (methyldopa).
- الأدوية الأفيونية مثل، الكودين والمورفين والميبيريدين.
- مدرات البول الثيازيدية.
نتائج اختبار إنزيم الأميليز
المستوى الطبيعي لإنزيم الأميليز في الدَّم هو من 30 إلى 110 U\L.
ملحوظة: قد تختلف المعدلات الطبيعية لنتائج التحاليل من مختبر إلى آخر؛ لذلك يجب استشارة الطبيب للتأكد من النتائج.
علاج ارتفاع إنزيم الأميليز
يعتمد العلاج في المقام الأول على تحديد سبب ارتفاع الإنزيم.
فكل حالة ذُكرت مسبقاً تختلف عن الأخرى ولذلك تختلف أيضاً طرق العلاج؛ لذلك فإن العلاج يكون بناءً على إرشادات الطبيب.
لكن، إليك بعض النصائح لتجنب ارتفاع مستوى الأميليز في الدَّم:
- تجنب تناول الكحوليات.
- اتباع نظام غذائي يتسم بانخفاض نسبة الدهون واللحوم الحمراء، ويتميز بارتفاع نسبة الألياف.
- شرب كميات وفيرة من الماء.
إنزيم الأميليز هو أحد أهم وأشهر الإنزيمات الهضمية، يُفرز من الغدد اللعابية والبنكرياس، ويؤدي فحص مستوياته في الدَّم أو البول إلى التشخيص والكشف عن العديد من الأمراض، من أشهرها أمراض البنكرياس.
اقرأ أيضًا
فوائد الزعتر (Thyme) وأهم استخداماته