مرض كرون | التهاب الأمعاء الناحي

مرض كرون هو مرض مزمن يصيب الجهاز الهضمي، يسبب التهابه وتهيجه، غالبًا ما يصيب الأمعاء الدقيقة وبداية الأمعاء الغليظة، ولكن من الممكن أن يؤثر في أي جزء من الجهاز الهضمي.

يُعد داء كرون أحد أنواع مرض التهاب الأمعاء، ويطلق عليه كذلك التهاب الأمعاء الناحي، ويُعد أكثر شيوعًا بين الشباب.

في هذا المقال سنعرض لكم أهم النقاط التي تخص مرض كرون وكيفية علاجه.

التهاب الأمعاء (Inflammatory Bowel Disease)

التهاب الأمعاء هو مرض مزمن مجهول السبب، من الممكن أن يكون ناتج عن استجابة مناعية غير منظمة للبكتريا المعوية (Microflora).

يوجد لالتهاب الأمعاء له نوعان رئيسيان:

  1. التهاب القولون التقرحي (Ulcerative Colitis): وهو مرض يصيب الغشاء المخاطي للقولون.
  2. مرض كرون (Crohn’s Disease): من الممكن أن يصيب الجهاز الهضمي بكامله من الفم إلى فتحة الشرج.

 عادةً ما يرتبط التهاب الأمعاء بالإصابة بالإسهال الشديد، وشعور بألم في البطن، وفقدان الوزن.

قد يؤدي كل من مرض كرون والتهاب القولون التقرحي في بعض الأحيان إلى مضاعفات تهدد الحياة.

أسباب مرض كرون

لا يزال السبب الحقيقي لمرض كرون غير معروف، لكن هناك بعض العوامل التي تؤدي إلى تطوره، مثل خلل جهاز المناعة والجينات الوراثية.

أعراض مرض كرون

مرض كرون قد يُصيب أي جزء من الجهاز الهضمي (من الفم حتى فتحة الشرج)، لكنه في الغالب يُصيب الأمعاء الدقيقة وجزء من الأمعاء الغليظة، ويمكن أن يقتصر على القولون فقط.

تتراوح الأعراض من متوسطة إلى حادة، وهي عادةً تتطور بالتدريج، ولكن قد تظهر فجأة دون سابق إنذار، وفي بعض الأوقات لا يكون فيها أي أعراض.

وقبل عرض معظم الأعراض الشائعة سنلقي نظرة على أنواع مرض كرون.

هناك خمسة أنواع من داء كرون، تختلف باختلاف الجزء المصاب من الجهاز الهضمي، كذلك لديهم أعراض مختلفة قليلًا مما يساعد على التشخيص الصحيح.

فيما يلي نبذة مختصرة عن كل نوع وأعراضه:

أولًا التهاب القولون (Ileocolitis)

هو النوع الأكثر شيوعًا لداء كرون، ويؤثر في الأمعاء الغليظة ونهاية الأمعاء الدقيقة، يعاني أكثر من 40% من مصابي داء كرون هذا النوع.

غالبًا ما تتضمن أعراضه ألمًا وتقلصات في المنطقة الوسطى أو المنطقة السفلية اليمنى من البطن، كذلك يصاحبه إسهال وفقدان الوزن المفاجئ.

ثانيًا التهاب اللفائفي (Ileitis)

يصيب هذا النوع الدقاق أو اللفائفي (وهو الجزء الأخير الضيق من الأمعاء الدقيقة).

تتشابه أعراضه مع التهاب القولون، ولكن بعض المرضى أكثر عرضة للمضاعفات مثل النواسير والخراريج في الجزء السفلي من البطن.

التهاب القولون (كرون) (Crohn’s colitis)

يشير إليه الأطباء باسم التهاب القولون الحبيبي، ويصيب الأمعاء الغليظة فقط.

تتضمن أعراضه:

مرض كرون المَعِدي الإثني عشر (Gastroduodenal Crohn’s disease)

وفيه تلتهب المعدة والاثني عشر بشدة، تفيد الدراسات أن حوالي ثلثي الشباب المصابون بهذا النوع يعانون قرح في هذا الجزء من الجهاز الهضمي.

وتشمل أعراضه فقدان الشهية، وفقدان الوزن، والقيء، والغثيان.

التهاب الصائم (Jejunoileitis)

هذا النوع أقل شيوعًا، ويؤثر في النصف العلوي من الأمعاء الدقيقة (الصائم).

وتشمل الأعراض عادةً الإسهال، وتقلصات المعدة، و الانزعاج المستمر بعد تناول الطعام، وفي الحالات الشديدة الناسور.

 في فترة نشاط المرض، هذه الأعراض الأكثر شيوعًا في كل أنواع داء كرون:

بعض الأعراض الأخرى:

 قد يعاني بعض المصابين بمرض كرون الحاد أيضًا:

راجع طبيبك إذا كان لديك نوبات إسهال مستمرة لا تستجيب لعلاج، أو إذا كان لديك أي من الأعراض السابق ذكرها.

عوامل الخطورة

 وهي العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بالمرض، وفي حالة مرض كرون تشمل:

العمر

يصيب مرض كرون الأصغر سنًا، إذ يُكتشف عند معظم المصابين قبل سن 50 عامًا، ولكن من المحتمل أيضًا أن يحدث في أي عمر.

الأصل العرقي

مع أن داء كرون يمكن أن يصيب أي عرق، لكن الأشخاص البيض أكثر عرضة للمرض وخاصة يهود الأشكيناز.

التاريخ العائلي

إذا كان لديك قريب من الدرجة الأولى (أب، أو أم، أو أخ، أو أخت) مصاب بداء كرون، فأنت أكثر عرضة للإصابة، فقد وجد أن 1 من كل 5 أشخاص مصابين لديه تاريخ عائلي للمرض.

مع ذلك لابد من الإشارة إلى أن غالبية المرضى ليس لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالمرض.

المنطقة السكنية

وُجد أن المرض أكثر انتشارًا في سكان المدن والمناطق الصناعية؛ لذا يعد هذا مؤشرًا على أن العامل البيئي من العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بداء كرون.

التدخين

يزيد التدخين من احتمالية الإصابة بالمرض، وكذلك من تفاقم حدة المرض ويؤدي إلى مضاعفات خطرة، مما يجعل احتمالية الاحتياج لتدخل جراحي أعلى.

الأدوية المضادة للالتهابات

تزيد الأدوية المضادة للالتهاب من احتمالية الإصابة بمرض كرون، وتشمل هذه الأدوية إيبوبروفين، ونابروكسين صوديوم، ديكلوفيناك الصوديوم وغيرها.

من المهم الإشارة إلى أن هذه الأدوية لا تُسبب المرض، إلا أنها من الممكن أن تُؤدي إلى التهاب الأمعاء مما يجعل المرض أسوأ.

مضاعفات مرض كرون

من الممكن أن يؤدي مرض كرون إلى واحد أو أكثر من هذه المضاعفات:

انسداد الأمعاء 

يُؤثر مرض كرون في سمك جدار الأمعاء، لذا بمرور الوقت من الممكن أن تتليف أجزاء منها وتضيق، يؤدي ذلك إلى صعوبة تدفق محتويات الجهاز الهضمي.

غالبًا ما يحتاج المريض إلى تدخل جراحي لإزالة الجزء المتليف من الأمعاء.

القرحة

يؤدي الالتهاب المزمن إلى ظهور تقرحات في أي مكان في الجهاز الهضمي، وغالبًا ما تكون القرحة في الفم أو المعدة أو الشرج.

الناسور

يمكن أن تمتد القرحة عبر جدار الأمعاء مما يُؤدي إلى حدوث الناسور، والناسور هو اتصال غير طبيعي بين أجزاء الجسم المختلفة.

من الممكن أن يحدث الناسور بين الأمعاء والجلد، أو بين الأمعاء وأي عضو آخر، ولكن الأكثر شيوعًا هي النواسير حول فتحة الشرج أو بالقرب منها.

في بعض الحالات يُصاب الناسور بالعدوى ويُكوِّن خُرَّاجًا، الذي من الممكن أن يُهدد الحياة إذا لم يُعالج.

شق شرجي

وهو تمزق صغير في الأنسجة المبطنة للشرج، أو في الجلد حول منطقة الشرج.

سوء التغذية

الإسهال المستمر وآلام البطن والتشنجات تجعل من الصعب تناول الطعام، وأيضًا من الصعب على الأمعاء امتصاص العناصر الغذائية الكافية.

من الشائع أيضًا الإصابة بفقر الدم بسبب نقص الحديد، أو نقص فيتامين ب 12، أو نقص حمض الفوليك الناجم عن المرض.

سرطان القولون

يزيد مرض كرون من خطر الإصابة بسرطان القولون؛ لذا يُوصي الطبيب المرضى بداء كرون إجراء تنظير للقولون كل عشر سنوات بدءا من سن 50 عاما.

جلطات الدم 

 يزيد داء كرون من إمكانية الإصابة بجلطات الدم.

مشكلات صحية أخرى

من الممكن أن يسبب مرض كرون مشكلات صحية أخرى، مثل فقر الدم واضطرابات الجلد، وهشاشة العظام، والتهاب المفاصل، والمرارة، وأمراض الكبد.

تشخيص مرض كرون

لا يوجد اختبار محدد لداء كرون؛ لذا من الأرجح أن يُشخصك الطبيب بعد استبعاد الأسباب المحتملة الأخرى للأعراض.

قد يُجري الطبيب فحوصًا تأكيدية للمساعدة على تشخيص مرض كرون مثل:

الفحوص المخبرية

أهم الاختبارات التي يطلبها الطبيب هي:

الإجراءات

قد تُساعد بعض الأشعة والإجراءات التنظيرية على تشخيص مرض كرون، وأكثرها استخدامًا ما يلي:

علاج مرض كرون

لا يوجد علاج حالي لمرض كرون؛ لذا يهدف العلاج المستخدم لتقليل الالتهابات والسيطرة على الأعراض، كذلك يساعد على تحسين حالة المريض على المدى البعيد من خلال الحد من المضاعفات.

أولًا العلاج الدوائي

أدوية مضادة للالتهابات

تستخدم الأدوية المضادة للالتهابات كخطوة أولى لعلاج أعراض داء كرون، وتشمل:

مثبطات جهاز المناعة

تستهدف هذه الفئة من الأدوية الجهاز المناعي؛ إذ أنه هو المسئول عن الالتهابات. 

مثبطات المناعة الشائع استخدامها مع داء كرون هي:

المضادات الحيوية

تساعد المضادات الحيوية على علاج النواسير والخراريج، وأيضا تساعد على الحد من البكتيريا المعوية الضارة التي تنشط جهاز المناعة المعوي.

أهم المضادات الحيوية المستخدمة في داء كرون هي سيبروفلوكساسين (ciprofloxacin) وميترونيدازول (metronidazole).

أدوية أخرى

بالإضافة إلى السيطرة على العدوى وتقليل الالتهاب في الأمعاء تساعد بعض العلاجات الأخرى على تخفيف بعض الأعراض، من هذه الأدوية:

يجب الحذر من تناول أي أدوية دون استشارة الطبيب.

العلاج الغذائي

يوصي الطبيب باتباع نظام غذائي خاص يعطى عن طريق أنبوب التغذية (التغذية المعوية)، أو عن طريق الوريد، بما يسمح براحة الأمعاء لفترة؛ وذلك لتقليل الالتهاب.

كذلك يوصي الطبيب باتباع حمية غذائية قليلة الدهون والألياف؛ للحد من الأعراض.

الجراحة

قد يحتاج 66% إلى 75% من مرضى داء كرون إلى جراحة واحدة على الأقل، ويلجأ إليها الطبيب إذا لم يستجب المريض للعلاج أو مع تفاقم المرض وحدوث مضاعفات.

تهدف الجراحة لإزالة الجزء التالف من الأمعاء وإعادة توصيل الأجزاء السليمة مرة أخرى، تساعد الجراحة كذلك على علاج الخراريج والنواسير.

عادةً ما تكون الجراحة مؤقتة، وغالبًا ما تعود الإصابة بالقرب من النسيج المعاد توصيله، لذا للحصول على أفضل نتائج لا بد من اتباع الجراحة بتناول أدوية للحد من خطر رجوع المرض.

ثانيًا العلاج غير الدوائي

قد تساعد بعض التغييرات في نظامك الغذائي ونمط حياتك على التحكم في الأعراض وتقليل النوبات.

ومن أهم هذه التغيرات:

أولًا الحمية الغذائية

ثانيًا التدخين

يوصى الطبيب مرضى داء كرون بالتوقف تمامًا عن التدخين؛ حيث أن التدخين يزيد من تفاقم أعراض المرض.

ثالثًا الضغط العصبي

لا يسبب الضغط العصبي مرض كرون، ولكن قد يزيد من تفاقم الأعراض والتعرض إلى نوبات؛ لذا ينصح بتقليل التوتر والضغط العصبي.

ممارسة الرياضة

تساعد الرياضة على تقليل التوتر والضغط العصبي؛ لذا تساهم في تقليل الأعراض والحد من النوبات، وبناءً عليه ينصح المريض بممارسة الرياضة ولو حتى التمارين الخفيفة.

يُنصح أيضا بممارسة بعض تمارين الاسترخاء والتنفس مثل اليوجا.

ختامًا عزيزي المريض، مرض كرون هو مرض مزمن؛ لذا لا بد من تغيير نمط حياتك إلى نمط أكثر صحية وابتعد تمامًا عن التوتر والضغط العصبي.

اقرأ أيضًا 

الدليل الشامل لأمراض القولون المختلفة والعلاج

الذئبة الحمامية الجهازية | أسبابها و طرق علاجها

الأمراض المزمنة | الصديق الإجباري!

المصدر
mayoclinicniddk.webmdmedicalnewstoday
Exit mobile version