يحب الكثير الأجواء الشتوية لما يتخللها من النظر إلى الأمطار من النافذة، والدفء العائلي الجميل، والتجمع حول المشروبات الساخنة التي تعدها الأم بكل حب وحنان.
لكن يعاني الكثير منا أيضًا نزلات البرد بحلول فصل الشتاء، وهذا ما يزعجنا ويسبب لنا الاكتئاب والمزاج السيئ، لذا يجب أن نتجنب هذه النزلات لكي نستمتع بهذا الفصل الجميل.
ولذلك سنتكلم في هذا المقال عن نزلات البرد، وأعراضها، وكيفية علاجها والوقاية منها.
ما هي نزلات البرد؟
تُعرف نزلات البرد بأنها عدوى فيروسية تُصيب الأنف والحلق والجيوب الأنفية (الجهاز التنفسي العلوي).
وهي من أكثر الأمراض التي تصيب الجهاز المناعي في فصل الشتاء، وتستمر نزلة البرد عند معظم الناس من أسبوع إلى 10 أيام.
تُسبب عدة أنواع من الفيروسات البرد ولكن أكثرهم انتشارًا هو rhinovirus، ويدخل جسم المصاب عن طريق الفم، أو الأنف، أو العين.
ينتشر الفيروس عن طريق الرذاذ الخارج من المُصاب بالعطس، أو الكحة، أو في أثناء الكلام، وينتشر من الشخص المصاب للسليم بالتلامس، أو مشاركة أغراضهم الشخصية فيما بينهم.
ما الفرق بين نزلة البرد والإنفلونزا؟
لا تختلف أعراض البرد كثيرًا عن أعراض الإنفلونزا، فكلاهما يسبب سيلان الأنف، والعطس، وآلام الجسم، والإجهاد العام، ولكن أعراض الإنفلونزا أشد خطورة من أعراض البرد.
قد تسبب الإنفلونزا مضاعفات خطرة مثل التهابات الأذن والجيوب الأنفية، والالتهاب الرئوي، وتعفن الدَّم، لكن نادرًا ما يسبب البرد هذه المضاعفات.
وعلاج كلاهما بالراحة، وترطيب الجسم بالسوائل، والأدوية التي تؤخذ دون وصفة طبية لعلاج الأعراض.
ما هي العوامل التي تزيد من الإصابة بنزلات البرد؟
يوجد بعض العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة منها:
- العمر: الأطفال أقل من 6 سنين أكثر عرضة للبرد من غيرهم.
- ضعف الجهاز المناعي.
- فصول السنة: الكبار والصغار أكثر عرضة للبرد في فصل الشتاء.
- التدخين.
- البيئة المحيطة: إذا كنت في محيط كبير من الناس مثل المدرسة أو المطار، فأنت أكثر عرضة للبرد.
ما هي أعراض البرد؟
تظهر أعراض البرد خلال يوم أو 3 أيام من دخول الفيروس للجهاز التنفسي، ومن هذه الأعراض:
- سيلان الأنف.
- التهاب الحلق.
- احتقان الأنف.
- عطس.
- ألم بسيط في الجسم أو صداع بسيط.
- ارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم.
- كحة.
عندما يصبح السائل المخاطي الخارج من الأنف لونه أصفر، أو أخضر، أو سميك، فهذا لا يعني بالضرورة أن العدوى أصبحت بكتيرية.
نحتاج أن نذهب للطبيب للفحص في هذه الحالات:
- ارتفاع درجة حرارة الجسم عن 38.5.
- استمرار هذا الارتفاع لمدة 5 أيام أو أكثر.
- ضيق في التنفس.
- صفير في الأذن.
- التهاب شديد في الحلق.
- صداع أو ألم شديد في الجيوب الأنفية.
ماهي المضاعفات المترتبة على الإصابة بالبرد؟
تترتب على نزلات البرد العديد من المضاعفات الخطرة إن ساءت الأعراض، ومن هذه المضاعفات ما يلي:
- التهاب الأذن الوسطى الحاد: يحدث عندما يدخل الفيروس أو البكتيريا خلف طبلة الأذن مسببة ألم شديد في الأذن.
وفي بعض الأحيان يسبب خروج سائل مخاطي لون أخضر أو أصفر من الأنف أو ارتفاع درجة الحرارة بعد انخفاضها.
- الربو.
- التهاب الجيوب الأنفية الحاد.
- عدوى ثانوية أخرى: مثل الالتهاب الرئوي الحاد، أو الالتهاب البلعومي العقدي، أو التهاب الشعب الهوائية، والاختناق عند الأطفال.
وتحتاج هذه المضاعفات إلى تدخل الطبيب بسبب خطورتها على حياة المريض.
طرق الوقاية
الوقاية خير من العلاج، لذا ينصح الأطباء بعدة خطوات للوقاية من الإصابة بالبرد:
- الاهتمام بغسيل الأيدي بالماء والصابون بطريقة صحيحة، وإن لم يُتوفرا يُستخدم الكحول بديلًا عنهما.
- استخدام المناديل الورقية عند العطس أو الكحة لتجنب انتشار العدوى.
- تعقيم البيئة المحيطة بالمصاب بالمطهرات.
- استخدام أغراضك الشخصية وعدم مشاركتها مع أشخاص آخرين.
- تجنب التعامل على قدر الإمكان مع شخص مصاب بالبرد.
- الاهتمام بصحتك بتناول الأكل الصحي، وممارسة الرياضة، والنوم الكافي، وتجنب التوتر، فهذا يساعد على تجنب الإصابة بالبرد.
كيفية العلاج من نزلات البرد
توجد مرحلتين للعلاج من البرد، بداية نترك للمناعة العَنان في القضاء على الفيروس المسبب للبرد، ثم نبدأ في رحلة علاجات البرد بالأدوية.
أولًا: العلاج المنزلي
علاج المصاب بالزكام في المنزل باتباع النصائح التالية:
- الراحة التامة.
- التغذية الصحية الجيدة: بتناول الأطعمة المقوية للمناعة.
- شرب السوائل بكمية وفيرة: مثل الماء، والعصائر، والليمون الدافئ من أفضل الاختيارات وتجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين لأنها تسبب الجفاف.
- تناول حَساء الدجاج: فهو مهدئ رائع لالتهاب الحلق.
- غرغرة بمحلول الملح: ويُحضر بإذابة ½ معلقة من الملح في كوب ماء دافئ لعلاج التهاب الحلق.
- عمل حمام بخار مضاف إليه الزيوت الطيارة: مثل النعناع واللافندر لعلاج احتقان الأنف.
- ضبط درجة حرارة ورطوبة الغرفة: تكون الغرفة دافئة، وإذا كان الجو جاف فيُستخدم بخاخ مرطب فهذا يساهم في تخفيف الكحة والاحتقان.
ثانيا:العلاج بالأدوية
لا يوجد علاج لنزلات البرد، ولكن تعالج الأعراض فقط بأدوية دون وصفة طبية، مثل مسكنات للألم، مضادات للاحتقان والكحة.
- مسكنات الألم: تُستخدم لعلاج ارتفاع درجة حرارة، والصداع، والتهاب الحلق مثل الباراسيتامول، والإيبوبروفين.
الحذر من أخذ الأسبرين للأطفال أقل من 16 عام لأنه يزيد من احتمالية الإصابة بمتلازمة راي.
- بخاخ أو قطرات لاحتقان الأنف: مثل السودوافدرين يمكن استخدامه لمدة خمس أيام، ولا تُستخدم لمدة أطول حتى لا يعود الاحتقان مرة أخرى. ولا ينصح باستخدامه إلا باستشارة الطبيب، إذ يسبب مشكلات عند الاستخدام لمدة طويلة.
ولا يُنصح باستخدامها للأطفال أقل من 6 سنين، ولا يُستخدم لمرضى الضغط العالي والقلب لأنها لها أثر سلبي على حالتهم.
أشربة مثبطات الكحة: مثل دكسترومثورفان تُستخدم عندما تكون الكحة في أسوأ أحوالها ولا يستطيع المصاب النوم بسببها، ولا يُنصح استخدامها للأطفال أقل من 4 أعوام.
- أدوية فيتامين ج والزنك: مهمة لتقوية المناعة.
- ولا يجب أن تُستخدم المضادات الحيوية في العلاج إلا إذا أصبحت العدوى بكتيرية وتحت إشراف الطبيب.
نزلات البرد عند الأطفال
تُصاب الأمهات بالقلق على أطفالهم بحلول الشتاء من أن يصابوا بالبرد خاصة أنهم يذهبون إلى المدارس صباحًا بالجو البارد، ويختلطون بزملائهم كثيرًا مما يزيد احتمالية الإصابة بالمرض.
لا تختلف أعراض البرد عند الأطفال عنها عند الكبار، لكن أحيانًا نحتاج للفحص عند الطبيب في بعض الحالات منها:
- إذا بلغت درجة حرارة الجسم 38 درجة مئوية عند الرضع أقل من 12 أسبوع.
- استمرار ارتفاع درجة الحرارة إلى أكثر من يومين لأي عمر للطفل.
- إذا ساءت الأعراض ولم تتحسن.
- أزيز في الصدر.
- ألم في الأذن.
- دوار.
- فقد للشهية.
تنصح منظمة الغذاء والدواء بعدم استخدام الأدوية للأطفال أقل من 4 أعوام، لذا يُستخدم العلاج المنزلي لشفائهم من البرد عن طريق:
- الراحة وعدم الذَّهاب للمدرسة.
- ترطيب الجسم بالسوائل جيدًا مثل الماء والشاي حتى لا يحدث جفاف.
- الطعام الصحي: يصبح الحساء والمشروبات الساخنة هما أفضل خيارين للأطفال بسبب فقدهم الشهية عند إصابتهم بالبرد.
- الغرغرة بمحلول الملح لتهدئة التهاب الحلق.
- الحمام الدافئ لخفض درجة حرارة الجسم ولعلاج آلام الجسم الطفيفة.
وفي الخاتمة ننصح كل مريض بتقوية المناعة فهي السلاح الأول لصد هجوم نزلات البرد خاصة في عصر الكورونا.