سُنة الله في الكون تعاقب الليل والنهار كل منهما له خصائص ووظائف، النهار للعمل والسعي بكافة أشكاله لكل مخلوقات الأرض، والليل للسكون وساعات النوم، لكن هل دخلت في بعض الليالي إلى سريرك ولم يحالفك الحظ بوصولك للنوم؟ وصلت إليه ثم سُرق منك مجددًا؟
إليك أفضل الطُرق للحصول على ساعات النوم التي يحتاج لها جسدك.
أهمية النوم
تكمُن أهمية النوم في إعادة تهيئة الجسد ليوم جديد ورحلة جديدة، ولكن كيف يخوضها دون إصلاح ما أتلفه اليوم السابق؟ جميع المخلوقات تحتاج لمرحلة إعادة التهيئة، فكيف بمن خُلق ليعمر الأرض؟
تكمن أهمية النوم وعدد ساعات النوم المناسبة فيما يلي:
- تحسين المزاج.
- تقوية الذاكرة.
- إعادة إصلاح العضلات التالفة.
- التئام الجروح.
- تعزيز وظائف الجسم.
- تقوية جهاز المناعة.
- تحسين الحالة الذهنية.
- تدعيم صحة الجسد العامة.
- خسارة الوزن.
حقًا، النوم نعمة للأبدان والعقول، بدونها قد يتجه العالم نحو الجنون.
عدد ساعات النوم:
تختلف عدد ساعات النوم اللازمة لراحة البدن والذهن باختلاف المرحلة العمرية، فقد نشرت مؤسسة النوم الوطنية عدد الساعات التي تحتاج لها كل مرحلة عمرية كالآتي:
- الرُضع (4-11 شهر): 12 إلى 15 ساعة.
- الأطفال (6-13 عام): 9 إلى 11 ساعة.
- المراهقين (14-17 عام):8 إلى 10 ساعات.
- الشباب (18-25 عام): 7 إلى 9 ساعات.
- البالغين (26-64 عام):7 إلى 9 ساعات.
- كبار السُن (65 عام فأكثر): 7 إلى 8 ساعات.
تختلف أجسادنا واحتياجاتها بالتبعية، فالبعض قد يستغرق وقتًا أطول في النوم، والبعض الآخر أقل. فما السر وراء هذا الاختلاف؟
قد يرجع السبب إلى الجينات الوراثية غالبًا، فقد ينام شخص 7 ساعات فقط وتصبح طاقته في أوجّها، بينما يحتاج شخص آخر إلى نحو 10 ساعات لكي يباشر نشاطه اليومي بتركيز.
القلق خلال ساعات النوم
هل سبق ودخلت غرفتك وانتظرت النوم مرارًا ليزورك، فعزف عن ذلك ليتركك لأفكارك ومخاوفك وجسدك المنهك؟ هل عاندته وانتظرته حتى أتاك، ثم هرب مجددًا في أشد ساعات الليل ظلمةً؟
إنه القلق وما أدراك من القلق! يلتهم عقلك وينهك جسدك ليتركك وجهك ذابلًا، ويُهديك هالات تحت عينيك تُفصح عن ماهية ساعات النوم خاصتك، والليل وما فعله بك.فتسأل يائسًا عن الحل؟
أفضل 10 طرق لنوم هانئ
إليك أفضل الطرق للحصول على ساعات النوم الهانئة كاملة مكمَلة:
1.انفض الأفكار السلبية والمخاوف عن عقلك
قبل توجهك لسريرك حاول تفريغ عقلك من الأفكار التي تعصف به ليلًا ونهارًا؛ كي لا تستفرد بك أفكارك فتطيل مدة ما قبل ذهابك للنوم.
2.ثبت لنومك عدد ساعات محددة
تثبيت عدد ساعات محددة للنوم قد تزيد ساعة أو تقل ساعد فقط يعمل على تحسين الساعة البيولوجية لجسدك، ويمنحك راحة أكثر بعد مرور ساعات نومك.
3.التعرض لضوء الشمس
التعرض لأشعة الشمس يساهم في تحسين فترة ما قبل النوم مع الأشخاص التي تعاني الأرق بنسبة 83%، كما تساهم في إبقاء الجسم يقظًا، ولها تأثير على إفراز الجسد لبعض الهرمونات.
4.اجعل التمارين الرياضية جزء من روتينك اليومي
التمارين الرياضية تعمل على تفريغ الرأس من الأفكار المتلاطمة، وإزالة التوتر من الجسد وتركه في حالة من الهدوء، ولكن ليس قبل النوم مباشرة.
5.اجعل غرفتك مُعدة جيدًا لنوم هادئ
الإضاءة الخافتة أو الغرفة المظلمة مع ترتيب الغرفة وتنسيق الأثاث فيها وضبط درجة حرارة الغرفة، من شأنه أن يساعدك في الذهاب للنوم بسرعة والحصول على جودة نوم عالية.
6.لا تنم جائعًا ولكن لا تأكل قبل النوم مباشرة
نومك جائعًا لن يساعد أبدًا في النوم بل قد يوقظك بعد عدة ساعات من النوم، تناول وجبة متوازنة قبل ساعتين من نومك سيكون له تأثير جيد على جودة النوم.
7.اشرب مشروبك الدافئ قبل فَترة من نومك
المشروبات الدافئة مثل: الينسون، والنعناع، والمرامية تعمل على تحسين الحالة المزاجية وتصفية الذهن وتساعد في تحسين جودة النوم، ولكن تجنب الشرب قبل ساعتين من النوم لتفادي استيقاظك المتكرر للذهاب للحمام، فمن شأن ذلك أن يؤثر على جودة نومك واستقراره.
8.خذ حمامك الدافئ
أخذ حمام دافئ قبل النوم يساهم بنسبة 57% في تحسين جودة ساعات النوم.
9.تجنب تناول الكافيين قبل ساعات النوم مباشرة
الكافيين يحتاج 6-8 ساعات ليتخلص الجسم منه، لذلك تجنب تناول مشروبات تحتوي على الكافيين بعد 4 عصرًا خاصة إن كنت تعاني صعوبات في النوم، فلها تأثير سلبي على جودة النوم.
10.قلل فترة القيلولة بقدر المستطاع
فترة القيلولة القصيرة توفر لك نوم الليل الهادئ.
ما الوقت الذي نحتاج للذهاب في النوم فعليًا؟
نحتاج إلى 10-20 دقيقة تقريبًا للذهاب في النوم فعليًا، ولكن إذا لم يحدث ذلك فمن الأفضل الخروج من سريرك، وفعل أي نشاط يساعد على تصفية الذهن حتى تشعر بالنعاس مجددًا، كالقراءة أو تمارين التنفس والاسترخاء، وتجنب استعمال الهاتف قبل النوم مباشرة، فلهذا الأمر تأثير سلبي على الجسم ويزيد من توترك.
متى كانت أخر مرة فكرت في تغيير مرتبة سريرك ووسادتك؟!
أثبتت دراسة قائمة على استبدال المرتبة القديمة بأخرى جديدة أن جودة النوم تحسنت بنسبة 60%، كذلك أعراض آلام الظهر انخفضت بنسبة 57%، لذلك تحرص الفنادق على توفير مراتب ووسائد بجودة عالية لضمان حصول نزلائها على نوم هانئ.
فهل اتخذت قرارك بتغييرها؟
الأحلام
هل تُصادف نفس الحلم في نومك مفجرًا أكبر مخاوفك؟ ترى نفسك تسقط سقوطًا حرًا يتبعه رجفة بجسدك توقظك؟ هل تكرر معك حلم ما أكثر من مرة؟ هل تساءلت في أي مرحلة من النوم نحلم؟ ومدة الحلم؟ هل جميعنا يحلم؟ ماذا لو لم نحلم؟
الحلم
يُعد الحلم مجموعة من الصور والقصص والمشاعر نراها بوضوح في مرحلة محددة من النوم.
متى يحدث الحلم؟
يحدث الحلم في مرحلة حركة العين السريعة (REM-rapid eye movement) بعد 90 دقيقة من الذهاب في النوم، أغلب الأحلام التي نتذكرها تحدث في هذه المرحلة.
كيف فُسرت ظاهرة الحلم؟
فسرها بعض العلماء أنها أحداث عشوائية يختلقها المخ، بينما رأى آخرون أنها مشاعر مكبوتة تخرج في هيئة حلم، أو حلول إبداعية لبعض المشكلات، أو رسائل من اللاوعي، تظهر في صورة تكرار حلم محدد تحتاج منا استجابة.
هل هناك فرق بين الكوابيس والرعب الليلي؟
أجل هناك فرق بينهما:
- الكوابيس: تصيب جميع الفئات العمرية، تحدث في مرحلة حركة العين السريعة، وتؤدي لاستيقاظ الشخص من نومه متذكرًا أحداثها.
- الرعب الليلي: غالبًا ما يصيب الأطفال في الفترة الأولى من الليل، لا يتذكر منه الطفل شيئًا ولا يؤدي لاستيقاظه، ولكن قد يصاحبه صراخ وبكاء شديد، وتنتهي أعراض الرعب الليلي في فترة المراهقة.
فائدة الأحلام
الحلم تفريغ لمشاعر لم يتمكن صاحبها من البوح بها أو حل لمشكلة تؤرقه؛ لذلك فالحلم يقلل من التوتر والاكتئاب والضغط النفسي، فالأحلام تنشط أجزاء في المخ لم تكن لتنشط لولا حالة سكون الجسد في النوم.
ساعات النوم من أكبر نِعم ورحمات الله على عقول وأجساد البشر لن يستشعرها إلا من حُرِم منها، فاحرص عزيزي القارئ على اتباع الطرق المذكورة أعلاه لتنعم بنوم هادئ وليالي هانئة.
