د.شيماء طه
فلورونا، يجب علينا أن نقف أمام هذا الفيروس الذي لم يكفيه فصيلة واحدة بل من حين لآخر يتحور لينتج فصيلة جديدة نقف أمامها عاجزين، تأخذ منا أحبابنا في لمح البصر. ولا نكتشف هذا الفيروس اللعين إلا بعد حدوث كارثة وفقدان بشري لم يكن في الحسبان.
بالطبع، الصحة هي مصدر قلق لنا جميعًا وكانت دائمًا موضوعًا مهيمنًا على وسائل الإعلام. تتصدر أخبار تفشي جائحة الأنفلونزا الأخيرة الذي أصاب العديد من البلدان. بالإضافة إلى الأوبئة، فإن الاكتشافات الجديدة للملوثات الخطرة في البيئة، والمواد المقاومة للسرطان الموجودة في الأطعمة المختلفة، والجينات التي تزيد من قابلية الشخص للإصابة بالأمراض.
يمكن أن تؤثر الأوبئة في أقوى النظم الصحية لكن الأشخاص الأكثر عرضة للخطر هم في المقام الأول أولئك الذين يعيشون في فقر أو عدم استقرار شديد. في هذه الحالات، تكون الظروف المعيشية محفوفة بالمخاطر، والرعاية الصحية غير متوفرة لكل من يحتاج إليها، وغالبًا ما يتم إيقاف أو تغطية التطعيمات الروتينية.
ماهو فيروس فلورونا؟
هو مصطلح طبي لوصف حالة الإصابة بفيروس “كوفيد-١٩” والإنفلونزا معًا في الوقت نفسه.
فلورونا ليس متحورًا جديدًا لفيروس كورونا “سارس كوف 2″، ولكن عند وجود فيروس الإنفلونزا وكورونا في الجسم في آن واحد، فإن الشخص يُعد مصابًا بمرض فلورونا.
ما مدى خطورة فلورونا؟
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يُعد كلًا من الأنفلونزا، وكوفيد-19 من أمراض الجهاز التنفسي التي يمكن أن تسبب أعراضًا متماثلة مثل السعال، وسيلان الأنف، والتهاب الحلق، والحمى والصداع والتعب.
ينتشر فيروس فلورونا من خلال الرذاذ والهواء الجوي عندما يتنفس الشخص المصاب أو يتحدث أو يسعل أو يعطس.
يمكن أن يكون الإصابة بكوفيد 19 والإنفلونزا في الوقت نفسه كارثيًا على جهاز المناعة. فنحن نشهد عدوى الإنفلونزا والفيروسات، لذا فإن معدل الوفيات سيكون مرتفعًا للغاية.
وتصادف تفشي فيروس كورونا الذي أدي إلي وفاة ما يقرب من ٥.٤٣ مليون حالة، ظهر لنا فيروس جديدا فريدا من نوعه يُسمي فلورونا الذي أودى بحياة أكثر من ٣آلاف شخصًا، وأصاب أيضًا ما يزيد عن ١٠٠ ألف آخرين مع موسم تفشي الإنفلونزا العادية التي تصيب عشرات الملايين وتؤدي إلى وفاة عشرات الآلاف كل موسم.
ماذا تعني العدوى المزدوجة؟
العدوى المزدوجة هو الاسم الثاني لفيروس فلورونا الذي أطلقه عليه العلماء بعد تسجيل أول حالة تجمع بين فيروس كورونا، وفيروس الإنفلونزا معًا في جسم واحد. وبينما تكافح كل الأنظمة الصحية في جميع أنحاء العالم فيروس كورونا، ومشتقاته من الفيروسات، فإن صمودهم أمام العدوى المزدوجة ستكون أصعب لأن الجسم يقاوم نوعان من الفيروسات في آن واحد.
كورونا والانفلونزا
كانت منظمة الصحة العالمية قد قررت في نوفمبر من العام الماضي منح اسم رسمي لفيروس كورونا هو “سارس-كوف-2″، بينما أطلقت على المرض نفسه اسم “كوفيد-19”.
الغريب في الأمر أن هناك الكثير من أوجه التشابه بين المرضين، على الرغم من أن العالم يعرف معلومات كثيرة عن الإنفلونزا لكنه لا يعرف إلا معلومات ضئيلة عن فيروس كورونا.
الفرق بين أعراض فيروس كورونا والانفلونزا
والجدير بالذكر أنَّ هذين الفيروسين يسببان أعراضاً متشابهة مثل الحمى والسعال والصداع وآلام العضلات والتعب.
- عند إصابة شخص بأي من هذين المرضين، يصاب المريض بحمى وهي حالة نادرة في الأنفلونزا ولكنها أساسية وشديدة لدى مرضى كوفيد-19.
- الأمر نفسه ينطبق على التعب والإرهاق، حيث يكونان خفيفين لدى مرضى الأنفلونزا، لكنهما أساسيان وشديدان ومكثفان لدى مرضى كوفيد-19.
- بينما تتطور الأعراض المفاجئة لدى مرضى الأنفلونزا العاديين ببطء بمرور الوقت، فإنها تتطور بشكل مفاجئ وسريع لدى المرضى المصابين بفيروس كورونا.
- جدير بالذكر أن المصابين بفيروس كورونا لا يعانون احتقان بالأنف أو نزلات برد، بينما يعاني مرضى الإنفلونزا احتقانًا بالأنف أو نزلات برد، وتختفي الأعراض خلال أسبوع.
- قد يكون الصداع من الأعراض الشائعة في كلا المرضين، ولكنه بسيطًا ونادرًا في حالة الأنفلونزا العادية، و شديد ومستمر في حالة كوفيد-19.
- في حين أن العطس والتهاب الحلق شائعان بين الأشخاص المصابين بالأنفلونزا، إلا أنهما نادران الحدوث بين المصابين بـ كوفيد -19.
- السعال شائع في كلا المرضين ولكنه مصحوب ببلغم في حالة الأنفلونزا العادية ويكون حادًا دون بلغم أو حاد وجاف في مرضى كوفيد 19.
- يعاني الأشخاص المصابون بالفيروس بشكل أساسي آلامًا شديدة، ولكن في الأشخاص المصابين بالأنفلونزا المتكررة، يكون ألمًا خفيفًا ونادرًا.
- يُعد ألم الصدر وثقل في الجهاز التنفسي أمرًا شائعًا في كلا المرضين، ولكنه يكون خفيفًا إلى متوسطًا في مرضى الإنفلونزا وشديدًا ومكثفًا في مرضى كوفيد-19.
مضاعفات فلورونا
تظهر أعراض الأنفلونزا بعد 3 أو 4 أيام، بينما قد تستغرق أعراض الفيروس المزدوج من 2 إلى 14 يومًا لتظهر.
في حين أن الأعراض متشابهة، يمكنك فقط معرفة الفيروس باختبار (PCR) في معمل التحاليل.
يمكن أن ينتشر كلا الفيروسين بين الأشخاص الذين هم على اتصال وثيق (في نطاق ستة أقدام أو مترين). كنا في حالة من الخوف والذعر مع خروجنا من عام 2021 عندما أُعلن عن سيدة حامل أصيبت بفيروس كورونا والانفلونزا.
يمكن أن تسقط الجزيئات الدقيقة من الفم أو الأنف،أو يتم استنشاقها. عادة ما تستغرق الأعراض من 2 إلى 10 أيام لتظهر بعد دخول الفيروس الجسم ،ويزداد خطر انتشار الفيروس في الأيام القليلة الأولى.
أعراض فلورونا
يتسبب فيروس الإنفلونزا وكورونا بأمراض تصيب الجهاز التنفسي ولهما أعراضًا متشابهة، ومع ذلك تختلف الأعراض من شخص لآخر.
الأعراض الأكثر شيوعًا
- ارتفاع درجة الحرارة بصفة مستمرة.
- الكحة.
- الإرهاق الجسدي.
- فقدان حاسة التذوق والشم.
الأعراض الأقل شيوعًا
- التهاب الحلق.
- الصداع.
- آلام المفاصل.
- الإسهال.
- طفح جلدي.
- احمرار العينَين أو التهابها.
- ضيق التنفّس.
- عدم القدرة على الكلام أو الحركة .
- ألم في الصدر.
بعض الأعراض الشائعة التي لوحظت في جميع أنحاء العالم هي
- فقدان التذوق والشم.
- البرد والسعال.
- ضيق التنفس.
- فقدان الشهية.
- ألم الصدر المستمر.
تفادي فيروس فلورونا
لا توجد إجراءات جديدة، ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية يجب على الجميع الاستمرار في اتباع الاحتياطات المعتادة منذ بداية الوباء، مثل الحفاظ على مسافة متر واحد على الأقل بين الناس.
بالإضافة إلى ذلك، ارتدي كمامات مناسبة عندما يتعذر التباعد، وتجنب الأماكن المزدحمة سيئة التهوية، وافتح الأبواب و النوافذ لتهوية الغرفة، واغسل يديك بشكل متكرر.
وهذا الفيروس الذي يسمي فلورونا له آثارًا ضارة طويلة المدى على جسم الإنسان، لذلك إذا أُصيب الشخص بفيروس كورونا وفيروس الأنفلونزا، فإن جسمه سيجد صعوبة في محاربة الاثنين.
وأخيرًا أتمنى أن أكون قد ناقشت موضوعًا غاية في الأهمية ويشغل كل المنظمات الصحية، وينشر الرعب بشكل سريع بين المجتمعات، وينبغي على كل فرد من أفراد المجتمع الواحد أن يُحافظ على نمط الحياة الصحية من خلال الممارسات التي من شأنها أن تُحافظ على صحتك في المقام الأول. ويجب علينا جميعا أن نعمل جاهدين على مواجهة هذا الوباء الذي لم يفرق بين كبير وصغير بيننا.
إقرأ أيضا عن :
التهاب الحلق | أسبابه وعلاجه وعلاقته بفيروس كورونا
كل ما تريد معرفته حول تحور فيروس كورونا
ريمديسيفير- Remdesivir | فعاليته في علاج فيروس كورونا
سر عسل المانوكا (Manuka Honey) | تقوية مناعة الجسم ضد فيروس كورونا