د.ياسمين نجم الدين
تنتج عديد من مشكلات المجتمع الصحية، بسبب ضعف البنية الجسدية؛ نتيجة سوء التغذية، وتؤثر الأغذية ومكونات الأطعمة في وظائف الجسم، وقدرته على محاربة الأمراض المختلفة، والصحة العامة.
هنا يأتي دور التغذية العلاجية، لكن ما هي التغذية العلاجية؟ وما الفرق بينها وبين النظام الغذائي العادي؟ هل تقتصر على المرضى فقط، أم تناسب الجميع؟
ما هي التغذية العلاجية؟
التغذية العلاجية هي نظام غذائي علاجي مطور من النظام الغذائي العادي، بإضافة أو إزالة بعض الأغذية المعينة، مع مراعاة حساسية الطعام، وعدم تحمل بعض الأطعمة، مثل اللاكتوز وغيره.
كذلك هي جزء من علاج مرض أو حالة طبية معينة، يصفه الطبيب ويخطط له اختصاصي التغذية.
يختلف النظام الغذائي العلاجي للمريض أو لشخص بعد مدّة من الزمن، حسب مدى استجابة المريض للعلاج، وتحسن حالته الصحية.
يكون في بعض الأحيان النظام الغذائي العلاجي مؤقتًا، وأحيانًا يكون دائمًا؛ بغرض الوصول لحياة صحية.
الغرض من التغذية العلاجية
الهدف من التغذية العلاجية هو تعزيز الصحة، بعمل تغييرات في النظام الغذائي وأسلوب الحياة.
بعد معرفة سبب المرض أو الحالة الصحية للمريض أو الفرد، يوصي الطبيب أو اختصاصي التغذية بنظام غذائي علاجي يتضمن أطعمة وعناصر غذائية ومكملات مناسبة.
يلعب النظام الغذائي العلاجي دورًا أساسيًا في علاج بعض الأمراض مثل مرض السكري، وفي بعض الحالات الأخرى يكون وقاية، أو مساعدة علاجية.
كما يلعب النظام الغذائي العلاجي دورًا هامًا في الحد والسيطرة على بعض الأمراض الأخرى، مثل: أمراض القلب والأوعية الدموية، والسمنة.
الغرض من النظام الغذائي العلاجي:
- المحافظة على التغذية السليمة.
- معالجة أي نقص غذائي.
- ضبط تناول الطعام مع وزن الجسم.
استخدامات التغذية العلاجية
تستخدم التغذية العلاجية في علاج المشكلات التالية:
- مشكلات في الهضم: الإمساك، والإسهال، والانتفاخ، والقولون العصبي، والارتجاع، والحساسية، وعدم تحمل الطعام.
- مشكلات في الوزن: زيادة الوزن أو عدم القدرة على إنقاص الوزن، والرغبة الشديدة في تناول السكريات، واختلال توازن السكر في الدَّم، ومرض السكري.
- حالات المناعة الذاتية: الألم العضلي الليفي، ومتلازمة التعب المزمن، والذئبة، والتهاب المفاصل الروماتويدي التي لا تستجب غالبًا للعلاج التقليدي.
- الأمراض الجلدية: حب الشباب، والأكزيما، والصدفية، وحب الشباب الوردي.
- صحة القلب والأوعية الدموية: ارتفاع الكوليسترول، وارتفاع ضغط الدَّم، ومتلازمة التمثيل الغذائي.
- الصحة النفسية: المِزَاج المتعكر، والقلق، والتعب، وضعف التركيز.
- الاختلالات الهرمونية وصحة المرأة: العقم، والدورة الشهرية، ومتلازمة تكيس المبايض، والانتباذ البطاني الرحمي، وأعراض سن اليأس، والقلاع المتكرر، والتهاب المثانة.
أهمية التغذية العلاجية
الأكل الصحي مهم، سواء كنت تعاني مرض ما، أو لا تعاني شيء، النظام الغذائي العلاجي مناسب للجميع.
تخفف من أعراض المرض، وتحسن الصحة العامة، يقيم اختصاصي التغذية التاريخ المرضي والصحة الحالية للشخص، يصف نظام غذائي مناسب لهم.
ترتكز التغذية العلاجية على الأطعمة الكاملة الطبيعية غير المصنعة، التي تحسن الصحة وتقي من الأمراض.
فوائد التغذية العلاجية
- الحفاظ على جهاز مناعي صحي.
- الحفاظ على توازن الهرمونات.
- تحسين الجهاز الهضمي.
- خسارة الوزن.
- يزيل التوتر من العقل.
- يحسن من نمط النوم.
- تحديد إذا كنت مصاب بعدم تحمل الطعام.
- يزيل السموم من الجسم؛ لذا يحسن من الأمراض الجلدية.
- زيادة مستويات الطاقة.
- تحسن عام في وظائف الجسم.
ما هو علم التغذية العلاجية؟
هو تطبيق علم التغذية؛ لبناء الأنظمة الغذائية، واختيار وإعداد الأطعمة المناسبة، سواء كان في المرض أو الصحة.
يرتكز علم التغذية العلاجية على علم التغذية، من أجل إيجاد طرق يمكن من خلالها الوقاية من الحالات الصحية مثل مرض السكري وأمراض السرطان.
الغرض الرئيسي من علم التغذية العلاجية هو تثقيف الجميع بأهمية اتخاذ خيارات غذائية سليمة وذكية.
من هو اختصاصي التغذية؟
اختصاصي التغذية هو مقدم رعاية صحية، متخصص في تعزيز الصحة، والوقاية من الأمراض، وعلاجها من خلال علم التغذية.
يستخدمون الطعام والتغذية لمساعدة الأشخاص من جميع الأعمار على التحكم في أوزانهم وحالاتهم الصحية والحساسية الغذائية.
يعمل أخصائيو التغذية في العديد من الأماكن، بما في ذلك المستشفيات والعيادات، ومرافق الرعاية، والوكالات التعليمية والبحثية والمجتمعية.
يقتصر عمل اختصاصي التغذية على التالي:
- يقيم التاريخ الصحي للمريض والنظام الغذائي الحالي وممارسات النشاط البدني.
- يعلم ويرشد المرضي حول عادات الأكل الصحية، وخيارات نمط الحياة.
- يوصي باستراتيجيات التغذية المختلفة، ويتابع تقدمك، ويُعد النظام الغذائي العلاجي الخاص بك.
- يصمم وينفذ علاج التغذية الطبية، مثل: مكملات النظام الغذائي، والتغذية بأنبوب التغذية، والتغذية الوريدية (IV).
- يطلب تحاليل خاصة بالتغذية، ويفسر نتائجها.
- ينصح الرياضيين وغيرهم من المهتمين بالتمارين الرياضية، بشأن الدور الذي تلعبه التغذية في لياقتهم وأدائهم وصحتهم عمومًا.
- يشرف على عمليات خدمات الطعام في المستشفيات، ومنشآت الرعاية الصحية الأخرى، والكافيتريات المدرسية، ومراكز الرعاية، وشركات الطعام، والمرافق الصحية.
التغذية العلاجية للسمنة
التغذية العلاجية للسمنة هو نوع من العلاج للأشخاص الذين يعانون زيادة الوزن، وكذلك للأشخاص الذين يعانون حالات صحية معينة.
يعرف العديد من الأشخاص أنهم بحاجة إلى إنقاص الوزن، لكنهم غير متيقِّنين من كيفية عمل ذلك، يمكن أن يعمل اختصاصي التغذية معك لمعالجة مشكلاتك، والكثير من الناس يجدون هذا مفيدًا.
خلال جلسة التغذية، سيبحث اختصاصي التغذية من كثب في عاداتك الغذائية، وسيساعدك على تحديد أهداف غذائية جديدة.
سوف تلتقي باختصاصي التغذية الخاص بك عدة مرات، سيتتبع تقدمك في كل زيارة، ويمكن أن يساعدك اختصاصي التغذية على تحديد أهداف واقعية لفقدان الوزن.
يجد معظم الناس أن التغذية العلاجية الطبية مفيدة لفقدان الوزن، سيخبرك اختصاصي التغذية بالنظم الغذائية الخاصة بك.
سيخبرك بعدد السعرات الحرارية التي ينبغي تناولها يوميًا لفقدان الوزن بشكل ثابت وآمن، ويمكنه مساعدتك على التخطيط لنظام غذائي صحي ومغذي، ويمكن أن يساعدك هذا على إجراء تغييرات إيجابية، تدوم في نمط الحياة.
لماذا تحتاج إلى اختصاصي تغذية؟
ربما لا تدرك أنك بحاجة إلى تجنب بعض الأطعمة أوتناول المزيد من الأطعمة الأخرى، أو ربما كنت تتناول فعلًا الأطعمة الصحيحة، لكن أحجام وجباتك كبيرة جدًا، يمكن أن يساعدك العلاج بالتغذية الطبية على إجراء تغييرات دائمة.
يمكن أن يساعد علاج التغذية الطبية أيضًا الأشخاص الذين يعانون مشكلات صحية أخرى، وهذا يشمل الذين يعانون اضطرابات الأكل، والذين خضعوا لجراحة السمنة، والمصابون بالسرطان أو مرض السكري.
إذا كنت تعاني زيادة في الوزن فمن المهم أن تفقد الوزن، إذ يزيد الوزن الزائد من فرصك في الإصابة بالعديد من المشكلات الصحية، وتشمل هذه:
- داء السكري.
- التهاب المفاصل.
- ارتفاع ضغط الدم.
- أمراض القلب.
- السكتة الدماغية.
- توقف التنفس في أثناء النوم.
- مرض الكبد.
- العقم.
- أمراض الرئة.
- بعض أنواع السرطان.
- الأمراض العقلية.
كورس التغذية العلاجية
لحسن الحظ، يوجد العديد من كورسات ومحاضرات التغذية العلاجية عبر شبكة الإنترنت؛ مما يوفر الوقت والمال، مع إمكانية مشاهدة المحاضرات في الوقت المناسب لك.
كما يتيح لك أخذ كورس عن الأنظمة الغذائية العلاجية من أفضل الأماكن في العالم، وأفضل الجامعات، لكن يوجد نوعان من الكورسات عبر شبكة الإنترنت، نوع مجاني، وآخر مدفوع.
فيما يلي أفضل مواقع ومنصات لكورس التغذية العلاجية:
- الغذاء العلاجي المجاني من منصة إدراك باللغة العربية.
- الكورس المدفوع على منصة كورسيرا من جامعة ستانفورد الأمريكية.
- التغذية العلاجية والصحة من منصة Alison.
- دبلومة مدفوعة عن التغذية العلاجية الأساسية.
- كورس مجاني من منصة edx عن الغذاء العلاجي لأمراض القلب ومرض السكري، لكن الشهادة غير مجانية.
لا تقتصر التغذية العلاجية على علاج الأمراض، ولكن للوقاية منها أيضًا، لذا أنصحك بتجربتها أو دراستها؛ للحفاظ على صحتك وصحة أسرتك ومن حولك.
اقرأ أيضًا
فوائد البروكلي الذهبية | كنز الفيتامينات والمعادن