التهاب وتر أخيل (Achellis Tendonitis) أو التهاب وتر العرقوب، هو التهاب ينشأ في الوتر الذي يربط الجزء الخلفي من عضلة ربلة الساق بعظمة الكعب.
التهاب وتر أخيل من الإصابات الناتجة عن زيادة استخدام هذا الجزء، مثلًا ما يحدث عند العدائين بعد زيادة وقت الجري أو المسافة المعتادة، كذلك يحدث للأشخاص في منتصف العمر من الرياضيين الذين يمارسون كرة السلة، أو التنس.
ما هي أعراضه، وعلاجه، وهل له مضاعفات؟ هذا ما سنجيب عنه في هذا المقال.
التهاب وتر أخيل ما هو وما مدى شيوعه؟
يحدث التهاب وتر العرقوب لأي شخص سواءً كان رياضيًا أم لا.
وتر العرقوب هو من أوتار القدم، ويُعد أكبر وأطول الأوتار الموجودة في جسم الإنسان، إذ يمتد من عظام الكعب إلى عضلة ربلة الساق.
يمكنك الشعور به كشريط من الأنسجة النابضة عند وضع يدك على مؤخرة كاحلك فوق الكعب، وظيفته أنه يتيح لك توجيه أصابع قدميك نحو الأرض أو رفعها.
من الشائع الإصابة بالتهاب في هذا الوتر، ويمكن أن تكون الإصابة خفيفة أو معتدلة إذ يشعر المصاب بألم حارق أو تصلب في هذا الجزء من الساق.
أما إذا كان الألم شديدًا، فربما يدل ذلك على تمزق جزئي أو كلي بالوتر.
أنواع التهاب وتر أخيل
هناك نوعان أساسيان من التهاب وتر أخيل هما:
التهاب وتر أخيل التدخلي: يؤثر في الجزء السفلي من الوتر الذي يرتبط بكعب القدم.
التهاب وتر أخيل اللاإرادي: ويشمل الألياف في الجزء الأوسط من الوتر، ويؤثر في الشباب الذين يمارسون الأنشطة الرياضية.
تساعد العلاجات المنزلية على علاج التهاب وتر العرقوب، ولكن، إذا لم ينجح العلاج المنزلي، فمن الضروري زيارة الطبيب.
إذا ساء التهاب الأوتار لديك، فربما يُسبب تمزق الوتر وفي هذه الحالة يحتاج إلى الجراحة لتخفيف الألم.
تمزق وتر العرقوب من أكثر أنواع تمزق الأوتار شيوعًا وله نوعان هما:
- التمزق الحاد: ويمكن تشخيصه وعلاجه بسهولة.
- التمزق الجزئي المزمن: عادة ما يعرف تمزق وتر العرقوب المزمن على أنه التمزق الذي يحدث في غضون 4 إلى 6 أسابيع بعد الإصابة.
أسباب التهاب وتر أخيل
السبب الرئيس هو الإفراط في ممارسة الرياضة أو المشي، أو زيادة شدة التمارين فجأة خاصة للرياضيين.
لكن تُوجد بعض العوامل غير المرتبطة بالتمارين الرياضية تساهم أيضًا في زيادة المخاطر مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والعدوى بالتهاب الأوتار.
أي نشاط متكرر يجهد وتر العرقوب يمكن أن يسبب التهاب الأوتار، تتضمن بعض الأسباب الآتي:
- ممارسة الرياضة دون تمارين الإحماء المناسبة.
- إجهاد عضلة ربلة الساق خلال التمرين المتكرر أو النشاط البدني.
- ممارسة الرياضات التي تضع مجهودًا على الساق فتتطلب التوقف السريع وتغيير الاتجاه مثل التنس.
- زيادة التمارين فجأة دون إعطاء جسمك فرصة التكيف على التمارين الجديدة.
- ارتداء أحذية غير مناسبة مثل ارتداء الكعب العالي يوميًا أو لفترات طويلة.
- الإصابة بالنتوءات العظمية في القدم.
- التقدم في السن، إذ يضعف وتر العرقوب مع تقدم العمر.
- مشكلات القدم بعض الأشخاص الذين يولدون بأقدام مسطحة (أقدام تنحرف إلى الداخل خلال المشي).
يسحب القوس المسطح عضلات الربلة ويجعل وتر العرقوب تحت ضغط شديد، فيُسبب هذا الضغط المستمر على الكعب والأوتار الالتهاب، والتورم.
- زيادة الوزن والسمنة المفرطة تضغط على عضلات الساق والأوتار وتُسبب التهاب وتر أخيل.
- المضادات الحيوية مثل الفلوركينولونات (Fluoroquinolones)، وُجد أن استعمال هذا النوع من الدواء يُصاحبه التهاب وتر أخيل، أو التمزق الجزئي للوتر بعد فترة قصيرة من تعاطي الدواء.
أعراض التهاب وتر أخيل
توجد عدة أعراض لهذا المرض منها:
- ألم أو تورم في الجزء الخلفي من الكعب.
- شد في عضلات الربلة.
- ضيق نطاق الحركة عند ثني القدم.
- الإحساس بسخونة أو دفء جلد الكعب عند اللمس.
تشخيص التهاب وتر أخيل
يسأل الطبيب عن الألم أو التورم في ربلة الساق، ربما يطلب الوقوف على باطن القدم ليراقب مدى الحركة والمرونة.
يفيد كذلك كشف الطبيب اليدوي على هذه المنطقة في تحديد مكان الالتهاب والتورم، وربما يُساعد التصوير بالأشعة على التشخيص ومنها:
- الأشعة السينية: توفر صورًا لعظام القدم والساق.
- الرنين المغناطيسي: تكشف عن تمزقات الأوتار وتنكس الأنسجة.
- الموجات فوق الصوتية: تُظهر حركة الأوتار والأضرار والالتهابات.
- اختبار ضغط ربلة الساق: يركع المريض على كرسي أو يستلقي على بطنه على سرير الفحص، ثم يضغط الطبيب برفق على ربلة الساق السليمة سيلاحظ أن القدم تتحرك نتيجة لشد الوتر.
أما في الساق المصابة لن تتحرك القدم لأن عضلة ربلة الساق لن تكون متصلة بالقدم بسبب تمزق وتر العرقوب.
مضاعفات التهاب وتر أخيل
يُعد الإحساس بالألم وصعوبة المشي وممارسة الرياضة من المضاعفات الأكثر شيوعًا لالتهاب وتر العرقوب، كذلك تشوه عظام الكعب أو القدم.
وجود تمزق كلي أو جزئي في وتر العرقوب، وفي هذه الحالة، يحتاج المريض إلى جراحة لإصلاح التمزق.
يمكن أن تزيد المضاعفات إذا لم تتبع تعليمات الطبيب للعلاج.
علاج التهاب وتر أخيل
تختلف وسائل العلاج لالتهاب وتر أخيل فهي تبدأ من العلاجات المنزلية، مثل الراحة والأدوية المضادة للالتهابات في الحالات الخفيفة، وتمتد إلى العلاجات الأكثر توغلًا، مثل حقن الستيرويد وحقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية (Platelets rich plasma) والجراحة.
ومن الأشياء المفيدة في علاج التهاب وتر العرقوب الآتي:
- الراحة أو خفض النشاط البدني.
- تمرين عضلات ربلة الساق برفق لتقويتها.
- عمل كمادات باردة على منطقة الألم بعد التمرين أو عند الشعور بالألم.
- رفع القدم خلال الاستلقاء أو الجلوس على وسادة لتقليل التورم.
- ارتداء دعامة أو حذاء خاص يحد من حركة الكعب.
- الذَّهاب إلى طبيب العلاج الطبيعي.
- تناول الأدوية المضادة للالتهابات، مثل الأسبرين (Bufferin) أو الأيبوبروفين (Advil)، لفترة محدودة وتحت إشراف الطبيب.
- ارتداء حذاء خاص لإزالة التوتر من الوتر.
يشمل العلاج المنزلي ثلاث خطوات وهم:
- الراحة: عدم الضغط على الوتر، عادة ما يشفى الوتر بشكل أسرع إذا لم يُوضع إجهاد إضافي عليه خلال هذا الوقت.
ربما يُفيدك استخدام العكازات، إذا اضطررت إلى قطع مسافات طويلة خلال مدة العلاج.
- الثلج: ضع الثلج في كيس، ولف الكيس بقطعة قماش، ثم ضع كيس الثلج الملفوف على الوتر لمدة 15 إلى 20 دقيقة، عادة ما يجعل الثلج الالتهاب أو التورم ينخفض بشكل أسرع.
- الضغط: لف ضمادة أو شريطًا ضاغطًا حول الوتر للضغط على الإصابة، كذلك يمكنك أيضًا ربط قطعة من الملابس حول هذه المنطقة.
يمنع هذا الوتر من التورم أكثر من اللازم، لكن ينبغي مراعاة عدم لف أو ربط أي شيء بإحكام شديد حول الوتر، إذ يمكن أن يحد من تدفق الدَّم ويزيد الأمر سوءًا.
الجراحة
إذا لم تكن العلاجات السابقة فعالة، ربما تكون الجراحة ضرورية، لعلاج الالتهاب، إذا ساءت الحالة وتُركت دون علاج، فهناك خطر أكبر لحدوث تمزق وتر أخيل، الأمر الذي يتطلب تدخلًا جراحيًا، ويكون هذا الوضع مؤلمًا للغاية.
ربما يوصي الطبيب ببعض الخيارات لجراحة تمزق الأوتار بناءً على مدى شدة التمزق وما إذا كان المريض تعرض للتمزق من قبل.
يستشير الطبيب جراح العظام ليُقرر الإجراء الأفضل للمريض.
إحدى الطرق الجراحية تسمى الإصلاح المفتوح، في هذه الجراحة، يفتح الجراح فتحة صغيرة في الساق فوق عظم الكعب ثم يخيط جانبي الوتر الممزق معًا ثم يُغلق الفتحة.
مدة التعافي من التهاب وتر أخيل
يستغرق الشفاء من التهاب الأوتار بضعة أيام، مع اتباع تعليمات الراحة والعلاج المنزلي، بينما يستغرق وقتًا أطول بكثير إذا واصلت الضغط على الوتر أو لم تغير عاداتك في ممارسة الرياضة لمنع الإصابة أو التمزق.
عند الخضوع للجراحة تبلغ مدة التعافي بعد الجراحة من بضعة أسابيع إلى بضعة أشهر.
سبل الوقاية من التهاب وتر أخيل
إليك عزيزي القارئ بعض الخطوات التي تقيك إلى حدٍ بعيد من الإصابة بالتهاب وتر أخيل:
- أداء تمارين الإطالة المناسبة لشد عضلة ربلة الساق في بداية اليوم لتحسين الحركة ووقاية وتر العرقوب.
- خفف من التمارين عند الإحساس بأي ألم في هذه المنطقة، والزيادة من كثافة التمارين تدريجيًا.
- الجمع بين التمارين عالية ومنخفضة التأثير، مثل كرة السلة والسباحة، لتقليل الضغط المستمر على الأوتار.
- اختر أحذية داعمة للقدم وتحقق أن الكعب مرتفع قليلاً لإزالة التوتر من وتر العرقوب.
- خفض ارتفاع الكعب إذا كنتِ من مرتدي الكعب العالي لتخفيف الضغط على الوتر.
ختامًا التهاب وتر أخيل سهل العلاج عند الانتباه إليه، واتباع تعليمات الطبيب، كذلك لا ينبغي استخدام أي أدوية أو وصفات دون استشارة الطبيب.