يتكون المخ من خلايا عصبية تتواصل مع بعضها البعض من خلال النشاط الكهربائي، عند حدوث أي شيء يقطع الروابط الطبيعية بين خلايا المخ تحدث نوبات الصرع الأطفال.
ما الصرع؟ وما أنواع نوبات الصرع عند الأطفال؟
الصرع عند الأطفال (Epilepsy in children)
يُعد الصرع من الأمراض الشائعة نسبيًا عند الأطفال.
يمكن أن يُشفى عديد من الأطفال من الصرع مع تقدم العمر(قبل سن المراهقة)، ويمكن أن يحتاج الطفل للعلاج مدى الحياة.
الصرع هو اضطراب في الجهاز العصبي إذ يصبح نشاط المخ غير طبيعي، ويتسبب في حدوث نوبات متكررة.
يمكن أن يصاب أي شخص بالصرع، ويؤثر في كل من الذكور والإناث من جميع الأعمار.
أنواع الصرع
يُسبب الصرع أنواعًا متعددة من النوبات التي على أساسها يُحدد الأطباء نوعه وعلاجه، من هذه النوبات ما يلي:
النوبات البؤرية
عندما تكون نوبات الصرع ناتجة عن نشاط غير طبيعي في منطقة واحدة من المخ فإنها تُسمى نوبات الصرع البؤرية (الجزئية) وتنقسم هذه النوبات إلى نوعين:
نوبات الصرع البؤرية دون فقدان الوعي
ينتج عنها تغير في المشاعر أو تغير في شكل الأشياء أو رائحتها أو ملمسها دون حدوث فقدان للوعي، يمكن أن تؤدي هذه النوبات إلى حدوث نَفضات لا إرادية في بعض أجزاء الجسم مثل: الذراع أو الساق.
تعرف نوبات الصرع البؤرية دون فقدان الوعي باسم نوبات الصرع الجزئية البسيطة (simple partial seizures).
نوبات الصرع البؤرية مع ضعف في الوعي
تشمل حدوث تغيير أو فقدان في الوعي والإدراك؛ فلا يستجيب الشخص لما يدور حوله وربما يصدر عنه حركات متكررة.
هذه الحركات، مثل: فرك اليدين، أو البلع، أو المضغ، أو المشي في دوائر.
تعرف نوبات الصرع البؤرية مع ضعف في الوعي باسم نوبات الصرع الجزئية المعقدة (complex partial seizures).
النوبات المُعممة (Generalized seizures)
تصيب النوبات المُعممة جميع أجزاء المخ وعادةً ما تسبب فقدان الوعي ويشعر الأطفال بالنعاس والتعب بعد حدوث النوبة، تنقسم النوبات المعممة إلى أنواع مثل:
نوبة الغياب (Absence seizures)
تعرف باسم نوبات الصرع الصغير وتسبب فقدان قصير للوعي، في أثناء النوبة يحدق الطفل أو يرمش بسرعة أو يعاني ارتعاش في الوجه.
تستمر النوبة مدة 10 ثوانٍ وهي أكثر شيوعًا في الأعمار من 4 إلى 14 عامًا ويُعرف بالصرع الصامت عند الأطفال (Silent epilepsy in children).
نوبة صرع ارتخائية (Tonic-clonic seizures)
يعاني الطفل توتر العضلات الذي يحدث فجأة مما يؤدي إلى الوقوع، وتستمر النوبة أقل من 15 ثانية وتسمى بنوبات السقوط.
نوبة توترية رمعية (GTC)
تعرف باسم نوبة الصرع الكبرى ويمر الطفل بمراحل تتمثل في، تقلص جسمه وأطرافه أولًا ثم، يستقيم ثم، يهتز ثم، تنقبض العضلات، وتسترخي، ويشعر الطفل بالتعب والارتباك.
تستمر النوبة مدة 1 إلى 3 دقائق ويمكن أن تسبب فقدان الوعي المفاجئ.
نوبة رمع عضلي (Myoclonic seizures)
تسبب النوبة اهتزازًا مفاجئًا في العضلات ولا تسبب فقدان للوعي وعادةً ما تستمر مدة ثانية أو ثانيتين.
الصرع عند الأطفال أثناء النوم
يعاني بعض الأطفال نوبات ليلية إذ يتحركون بحركات غريبة مثل حركات الكتفين أو الذراعين أو الحوض وتجعل الطفل يشعر بالتعب والارتباك في اليوم التالي.
تحدث النوبات الليلية بعد النوم مباشرة أو قبل الاستيقاظ مباشرة وترتبط النوبات الليلية بأنواع معينة من الصرع مثل:
- النوبات التوترية الرمعية عند الاستيقاظ.
- صرع الرمعي العضلي.
ترتبط النوبات الليلية بزيادة خطر الموت المفاجئ غير المتوقع في حالات الصرع ويُعد سبب نادر للوفاة لدى الأشخاص المصابين بالصرع.
أسباب الصرع عند الأطفال
لا يوجد سبب محدد لحدوث الصرع ولكن قد يرجع حدوثه إلى عدة عوامل تتمثل في:
صدمة الرأس
يمكن أن تؤدى الإصابات المؤلمة في الرأس إلى تلف المخ والإصابة بالصرع.
أمراض المخ
تسبب أمراض المخ مثل: أورام المخ والسكتة الدماغية تلفًا في المخ مما يسبب الإصابة بالصرع.
إصابة قبل الولادة
تؤدي بعض العوامل قبل الولادة مثل: إصابة الأم بعدوى أو سوء التغذية أو نقص الأكسجين إلى تلف الدماغ والإصابة بالصرع.
اضطرابات النمو
يرتبط الصرع أحيانًا باضطرابات النمو مثل: التوحد والورم العصبي الليفي (Neurofibromatosis).
التأثير الوراثي
وُجد أن بعض أنواع الصرع ترتبط بجينات وراثية محددة.
محفزات نوبات الصرع
يوجد بعض المحفزات التي تسبب حدوث نوبات لدى المصابين بالصرع، مثل:
- الاستثارة العصبية.
- قلة النوم.
- وميض الضوء.
- الضغط العصبي.
- الموسيقي أو الضوضاء العالية.
- عدم الالتزام بالأدوية المضادة للنوبات.
أعراض الصرع عند الأطفال
لعلكِ تتسائلين -عزيزتي الأم- كيف أعرف أن طفلي مصاب بالصرع؟
وللإجابة عن هذا السؤال يمكن القول أن أعراض الصرع عند الأطفال تظهر بوضوح، وتشمل الأعراض ما يلي:
- تصلب الجسم.
- التحديق.
- فقدان الوعي.
- مشكلات التنفس أو توقفه.
- حالة ارتباك مؤقت.
- حركات اهتزاز في الذراعين والساقين.
- فقدان السيطرة على الأمعاء أو المثانة.
تشخيص الصرع عند الأطفال
يحتاج الطبيب إلى إجراء مجموعة من الاختبارات التشخيص والتأكد من إصابة الطفل بالصرع، تشمل الاختبارات ما يلي:
الفحص العصبي
يختبر الطبيب في أثناء هذا الفحص سلوك الطفل وقدراته العقلية والحركية لتحديد نوع الصرع الذي يعاني منه.
اختبار الدم
يأخذ الطبيب عينة من الدم للتأكد من عدم وجود إصابة بعدوى أو أمراض وراثية تتسبب في حدوث نوبات صرع.
التاريخ الطبي
يسأل الطبيب الوالدين عن التاريخ العائلي لهما والتاريخ الطبي للطفل لمحاولة تشخيص المرض.
مخطط كهربية الدماغ
يُعد مخطط كهربية الدماغ أكثر الاختبارات شيوعًا لتشخيص الصرع، في أثناء الاختبار يوضع أقطاب كهربائية على فروة رأس الطفل ويطلب الطبيب منه أداء مهام محددة ويقيس الاختبار نشاط دماغ الطفل.
يشير ارتفاع نشاط المخ خاصةً في أثناء النوم إلى زيادة كهربية المخ، مما قد يعني وجود بؤر صرعية.
اختبارات التصوير
يطلب الطبيب عددًا من اختبارات التصوير لفحص مخ الطفل بحثًا عن أي تشوهات وتشمل هذه الاختبارات ما يلي:
1-الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب (CT).
2-التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
3-التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI).
4-التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET).
العلاج الدوائي للصرع عند الأطفال
أدوية الصرع عند الأطفال
لا يوجد علاج للصرع ولكن يوجد بعض الأدوية التي تساهم في السيطرة على الأعراض.
يحتاج معظم الأطفال إلى أدوية مضادة للصرع للسيطرة على الأعراض ويمكن أن تمنع الأدوية حدوث النوبات ولكن لا يمكن للأدوية أن توقف النوبات بعد بدئها.
من هذه الأدوية المضادة للصرع ما يلي:
- ليفيتيراسيتام (Levetiracetam).
- كاربامازپين (Carbamazepine).
- توبيراميت (Topiramate).
يجب ألا يتوقف الأطفال عن العلاج دون استشارة الطبيب؛ إذ يؤدي التوقف إلى عودة النوبات أو ازدياد سوءها.
يوصي الطبيب بتقليل كمية الأدوية إذا كان الطفل يعاني من النوبات لعدة سنوات.
العلاج غير الدوائي للصرع عند الأطفال
أهمية النظام الغذائي الكيتوني لعلاج الصرع
يُعد نظام الكيتو دايت من الأنظمة الغذائية التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون ونسبة قليلة من الكربوهيدرات يوصي بعض الأطباء باتباع نظام الكيتو مع الأطفال إذا لم تكن الأدوية كافية للسيطرة على النوبات.
تتوقف النوبات عند بعض الأطفال عند اتباع هذا النظام الغذائي.
الجراحة
يوصي الطبيب بإجراء عملية جراحية لقطع أو إزالة جزء من المخ إذا كان الطفل يعاني من نوبات متكررة وشديدة، ويمكن أن تكون الجراحة فعالة في أنواع معينة من الصرع يحددها الطبيب.
التحفيز العصبي
يُستخدم جهاز لإرسال تيارات كهربية صغيرة إلى الجهاز العصبي وتساعد هذه التيارات على تنبيه الأعصاب، يوصي الطبيب باستخدامه في حالة عدم استجابة الطفل للأدوية.
يوجد ثلاثة أنواع من التحفيز العصبي لعلاج الصرع مثل:
- تحفيز العصب المبهم.
- التحفيز العصبي المستجيب.
- التحفيز العميق للدماغ.
هل يشفى الطفل من الصرع؟
يُشفى بعض الأطفال من الصرع مع تقدم العمر عند الالتزام بالأدوية التي يصفها الطبيب للسيطرة على حدوث النوبات، ولكن البعض الآخر يحتاج إلى العلاج مدى الحياة للسيطرة على التشنجات.
تختلف مدة علاج الصرع عند الأطفال حسب الأعراض التي تظهر عليهم، بعض الأطفال الذين لا تظهر عليهم أعراض يمكن أن يتوقفوا عن تناول الأدوية والبعض الآخر يحتاج إلى فترة أطول.
كيف أساعد طفلي على التعايش مع النوبات؟
يوجد بعض الوسائل التي يمكن من خلالها مساعدة الطفل المصاب بالصرع والتي تتمثل في:
- تشجيع الطفل على الحصول على وقت كافٍ من النوم والالتزام بمواعيد الأدوية.
- يجب على الأم الاهتمام بالقراءة أكثر عن نوع الصرع الذي يعانيه طفلها.
- التأكد من ارتداء الطفل خوذة عند ممارسة الرياضة للحفاظ على سلامة الرأس.
- اصطحاب الطفل دائمًا لرؤية الطبيب وإجراء الفحوصات الطبية بانتظام.
- دعم الطفل ورفع ثقته بنفسه.
ختامًا، -عزيزتي الأم- أقدر حجم القلق الذي تشعرين به ناحية طفلك وخوفك الشديد عليه، ولكن لا بد أن تعلمي أن الصرع عند الأطفال يمكن التغلب عليه والشفاء التام لطفلك مع تقدم عمره.
كوني دائمًا -عزيزتي الأم- دعمه وسنده حتى يجتاز فترة مرضه؛ كي لا يشعر بأنه عبء على أحد وتحدثي معه عن الصرع ونوباته عند وصوله لسن معين حتى يتفهم حالته.