الفصال العظمي هو أكثر أنواع التهاب المفاصل شيوعًا، إذ يؤثر في ملايين الأشخاص حول العالم.
ماذا نعني بالفصال العظمي؟ وكيف يحدث؟ هذا ما سنتناوله بين طيات هذا المقال.
لنتعرف إلى الفصال العظمي، وبما أنه يحدث في مفاصل الجسم ينبغي لنا التعرف بطريقة مبسطة إلى تركيب المفصل أولًا.
ما هي المفاصل ومم تتركب؟
المفاصل هي المناطق التي تلتقي فيها عظمتان، أو أكثر بالجسم وهي مسؤولة عن الحركة، وتتكون المفاصل مما يلي:
الغضروف
نوع من الأنسجة يغطي سطح العظم عند المفصل، ويساعد في تقليل الاحتكاك بين العظمتين في أثناء الحركة ويسهلها.
الغضروف المفصلي
جزء منحني من الغضروف في الركبتين والمفاصل الأخرى.
الغشاء الزلالي
يبطن نسيج يسمى الغشاء الزلالي المفصل ويغلفه في كبسولة المفصل، ويُفرز الغشاء الزلالي سائلًا شفافًا ولزجًا (سائل زلالي) حول المفصل لتليينه.
السائل الزلالي
وهو سائل شفاف لزج يفرزه الغشاء الزلالي، ويساعد كذلك على تليين المفصل، وسهولة الحركة.
الأربطة
وتحيط الأربطة القوية بالمفصل (نوع من الأنسجة القوية الضامة) لتوفير الدعم وتحديد حركة المفصل، كما تربط الأربطة العظام ببعضها البعض.
الأوتار
وترتبط الأوتار الموجودة على جانبي المفصل بالعضلات التي تتحكم في حركة المفصل، وتربط العضلات بالعظام.
الجراب
أكياس مملوءة بالسوائل بين العظام، والأربطة، والعضلات وهي تساعد على تخفيف الاحتكاك في المفصل.
كيف يحدث الفصال العظمي؟
يحدث الفصال العظمي عندما يتحلل الغضروف الموجود بالمفصل مسببًا زيادة احتكاك العظام ببعضها، فتجعل الحركة مؤلمة، وصعبة ويحدث الالتهاب.
ويسمى الفصال العظمي التهاب المفاصل التنكسي، لأن المرض غالبًا ما يتفاقم مع مرور الوقت محدثًا مشكلات في الحركة وآلام للمريض، وربما يسبب تيبس المفصل.
أسباب الفصال العظمي
كجزء من حياة البشر اليومية تتعرض أجسامنا لقدر طفيف من الضرر، ويعمل الجسم تلقائياً على إصلاحه، ومن الأجزاء التي تتعرض للضرر اليومي المفاصل.
يُصلح الجسم الضرر اليومي بالمفصل طبيعيًا، ولا يختبر الشخص أي أعراض.
في الفصال العظمي يتحلل الغضروف المغلف لعظمة المفصل، وهذا الضرر لا يمكن إصلاحه، وربما تنمو بعض النتوءات العظمية التي تزيد الأمر سوءًا.
يمكن أن تتعرض جميع الفئات العمرية للفصال العظمي ولكنه أكثر شيوعًا في كبار السن.
هناك عدة أسباب أخرى لهذا المرض منها:
- تمزق الغضاريف.
- خلع المفصل.
- إصابات الأربطة، التي تحدث غالبًا عند الرياضيين.
- تشوه المفاصل.
- ضعف العضلات، تدعم العضلات حركة المفصل، والعضلات الضعيفة تضع مزيدًا من الضغط عليه.
- زيادة الوزن.
- النوع، إذ تكون النساء أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض من الرجال.
أعراض الفصال العظمي
تتفاقم الأعراض مع مرور الوقت ولا تبدأ بالظهور فجأة وتشمل هذه الأعراض:
- ألم في المفصل في أثناء الحركة، أو بعد فترة من الحركة.
- عادةً ما يعاني مريض الفصال العظمي من تيبس المفصل صباحًا، أو بعد فترة الراحة.
- يتأثر نطاق حركة المفصل، فلا يستطيع المريض ثنيه، أو فرده إلى آخر محوره.
- وجود أصوات طقطقة، عند ثني المفصل.
- تورم حول المفصل.
- ضعف العضلات حول المفصل.
- عدم استقرار المفصل، أو التواءه.
يمكن أن يؤثر الفصال العظمي في أجزاء مختلفة من الجسم مثل:
- الفخذين، الشعور بالألم عند مفصل الفخذين، أو في داخل الركبة.
- الركبة، شعور بعدم الراحة، والاحتكاك عند تحريك مفصل الركبة.
- نمو النتوءات العظمية في نهايات المفاصل، يمكن أن تسبب تورم الأصابع، واحمرارها، وإيلام شديد بها.
- في القدمين يكون الإصبع الكبير متورمًا، وربما يتورم الكاحل كذلك.
ويعدّ الأطباء الفصال مرضًا متطورًا لذلك يصفونه بالدرجات من 0-4، إذ تعني الدرجة 0 التمتع بمفصل طبيعي، والدرجة 4 تعني تفاقم الحالة، والتآكل التام للغضروف.
في حالات الفصال الشديدة، تكون الأعراض أكثر حدة، ومنها:
- زيادة التورم والالتهابات: تزداد كَمّيَّة السائل الزلالي داخل المفصل، يساعد هذا السائل على تقليل الاحتكاك في أثناء الحركة، ولكن تواجده بكميات أكبر يسبب تورم المفاصل، وربما تطفو شظايا من الغضروف المتحلل أيضًا داخل السائل الزلالي، مما يزيد الألم والتورم.
- زيادة الألم: يشعر المريض بالألم في أثناء فترة النشاط ولكن تتطور الحالة ليشعر بالألم في أثناء الراحة كذلك.
- نطاق الحركة المنخفض.
- عدم استقرار المفصل: يسبب التواء المفصل، أو خروجه من مكانه في حالات الالتهاب الشديدة.
- أعراض أخرى، ومع استمرار المفصل في التآكل، يحدث أيضًا ضعف في العضلات، ونتوءات في العظام، وتشوه في المفاصل.
لا يمكن تعويض تلف المفصل الناتج عن التهاب المفاصل الشديد، ولكن العلاج يمكن أن يساعد في تقليل الأعراض.
تشخيص الفصال العظمي
غالبًا ما يتطور مرض الفصال ببطء لذلك يصعب تشخيصه حتى يبدأ في التسبب بأعراض واضحة.
ربما يشتبه الطبيب في إصابتك بالفصال العظمي إذا:
- كنت تبلغ من العمر 45 عامًا أو أكبر.
- لديك ألم في المفاصل يزداد سوءًا كلما استخدمت مفاصلك.
ومن الوسائل التي تستخدم في التشخيص
- الأشعة السينية.
- الرنين المغناطيسي.
- ربما يُجري الطبيب تحاليل الدَّم لاستبعاد الالتهاب بسبب الروماتويد.
علاج الفصال العظمي
لا يوجد علاج قاطع لهذا المرض؛ لذا يتمثل علاج الفصال في التحكم بحدة الأعراض، إذ يُحدد الطبيب العلاج المناسب طبقًا لشدة الأعراض وتنوعها، وفي كثير من الأحيان يؤثر نمط الحياة في تطور المرض.
وتنقسم طُرق علاج الفصال إلى (طرق طبيعية، وأدوية لعلاج الأعراض).
من أمثلة طرق العلاج الطبيعية
- ممارسة الرياضة: إذ يقوي النشاط البدني العضلات حول مفاصلك ويساعد على تخفيف التيبس.
- فقدان الوزن: تؤدي زيادة الوزن إلى إجهاد المفاصل وتسبب الألم، فيساعد التخلص من الوزن الزائد على تخفيف هذا الضغط وتقليل الألم.
- النوم الكافي: تقلل راحة العضلات التورم والالتهاب.
- العلاج بالحرارة والبرودة: لتخفيف آلام العضلات وتيبسها، توضع كمادة باردة أو ساخنة على المفاصل الملتهبة لمدة 15 إلى 20 دقيقة عدة مرات في اليوم.
- يلجأ بعض المرضى إلى الأعشاب الطبية التي تخفف الأعراض، ومنها (زيت السمك، والشاي الأخضر، والزنجبيل).
كذلك توجد بعض العلاجات البديلة مثل
- العلاج بالإبر.
- العلاج الطبيعي.
- التدليك.
وكما هو الحال مع أي علاج يجب استشارة الطبيب عن نوعية العلاجات المسموح القيام بها قبل البَدْء بأي إجراء، وتساعد هذه الممارسات في كثير من الحالات على تخفيف الأعراض وتحسين نوعية حياتك.
الأدوية التي تساعد على العلاج
تساعد معظم الأدوية على تقليل الالتهاب الناتج عن الفصال العظمي، ولا تعالجه، إذ لا يمكن للجسم بناء الغضاريف المتحللة مرة أخرى، ومن هذه الأدوية:
- المسكنات الفموية: مثل الأسيتامينوفين (Acetaminophen) ومسكنات الألم الأخرى تستخدم للسيطرة على الألم.
- الكريمات الموضعية: المتوفرة بدون وصفة طبية توضع على المفصل المتضرر مباشرة، وهي تحتوي على مخدر موضعي يساعد على تخفيف الألم.
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية: مثل أدفيل (Advil (Ibuprofen وأليف (Aleve) تساعد على تقليل التورم والألم.
- الكورتيكوستيرويدات (Corticosteroids)، يمكن أخذها بالفم، أو بالحقن مباشرة في المفصل.
- البلازما الغنية بالصفائح الدموية، يحقن الطبيب هذا النوع من البلازما، وهي غنية بمضادات الالتهاب.
لكن لا تؤخذ أي من هذه الأدوية دون وصفة طبية، فالطبيب هو وحده القادر على تشخيص الحالة ووصف الأدوية التي تناسبها دون أن تسبب أي مضاعفات.
بعض وسائل الوقاية من الفصال العظمي
بعض العوامل المؤدية للفصال العظمي لا يمكن التحكم بها مثل التقدم في السن، وعوامل الوراثة ولكن يمكنك تقليل فرصة إصابتك به إذا اتبعت الخطوات الآتية:
- إضافة الأسماك الغنية بأوميجا 3 لنظامك الغذائي فهذا الحمض الأميني يساعد على تقليل الالتهاب.
- التحكم في الوزن: وفقًا للدراسات فإن أي وزن زائد بالجسم تتحمل الركبتين أضعافه فمثلًا
إذا زاد وزنك كيلوجرام واحد فإن الضغط الواقع على ركبتيك يعادل من خمسة إلى ستة كيلوجرامات.
- ممارسة الرياضة: فهي لا تخفض الوزن فحسب، بل تقوي العضلات حول المفاصل وتدعمها.
- تجنب الإصابة: حدوث الإصابة خلال أي نشاط مثل ممارسة الرياضة، أو القيام بحركات غير محسوبة، تعرض الغضروف للضرر وتجعل عملية التآكل أسرع.
الأطعمة المفيدة في هذه الحالات والأطعمة التي ينبغي للمريض تجنبها:
لا يمكن لأطعمة معينة أو مكملات غذائية علاج هشاشة العظام، ولكن وفقًا للدراسات، يمكن لبعض الأنظمة الغذائية أن تحسن الأعراض.
تتمتع بعض الأطعمة بقدرات مضادة للالتهابات يمكن أن تساعد على تقليل الأعراض بينما تؤدي بعض الأطعمة الأخرى إلى زيادتها.
الأطعمة التي ينبغي تجنبها:
- السكر.
تحفز السكريات المصنعة على إطلاق السيتوكينات (Cytokines)، التي ترسل إشارات الالتهاب في الجسم.
- الدهون المشبعة.
الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة، مثل البيتزا واللحوم الحمراء، تسبب التهاب الأنسجة الدهنية.
- الكربوهيدرات المنقاة.
تعمل الكربوهيدرات المنقاة، مثل الخبز الأبيض والأرز الأبيض ورقائق البطاطس، على إنتاج مواد تحفز الالتهاب في الجسم.
الأطعمة التي ينبغي تناولها لتقليل التهاب المفاصل
- الأسماك الزيتية مثل: السردين، وسمك السالمون، والتونة الطازجة.
- بعض الزيوت: زيت الزيتون البكر، وزيت الأفوكادو لديهم خصائص تماثل الأدوية المضادة للالتهابات.
- الألبان: تحتوي منتجات اللبن والجبن والزبادي على الكالسيوم، وفيتامين د تقوي العظام وتدعم المفاصل.
- الخضروات الورقية الداكنة مثل: السبانخ والكرنب، تحتوي على مضادات الأكسدة وفيتامين د فتقلل الالتهاب وتمنع العدوى.
- البروكلي: يحتوي على مركَب يسمى سلفورافان (Sulforaphane) الذي يعتقد الباحثون أنه يبطئ من تطور التهاب المفاصل.
هذه الخضر غنية أيضًا بفيتامينات ك – ج وكذلك الكالسيوم المقوي للعظام.
- الشاي الأخضر: يحتوي على البوليفينول (Polyphenoles) وهو من مضادات الأكسدة التي يعتقد الخبراء أنها قادرة على تقليل الالتهاب وإبطاء معدل تلف الغضاريف.
- الثوم: يعتقد العلماء أن الثوم يحتوي على مركبات تعمل ضد الإنزيمات في الجسم التي تتلف الغضروف.
- المكسرات: المكسرات مفيدة للقلب وتحتوي على مستويات عالية من الكالسيوم والمغنيسيوم والزنك وفيتامين هـ والألياف. كما أنها تحتوي على الأوميجا 3 الذي يعزز جهاز المناعة.
في النهاية فإن الكلمة السحرية للوقاية من جميع الأمراض هي الالتزام بنظام حياة صحي، والانتظام على الحركة، فهي تساعد الجسم على تأدية عمله على خير وجه.