يحاول البعض ممن يعتقدون أنهم يعانون السمنة التخلص من الدهون التي تتركز في بعض الأماكن في الجسم، مثل: الساقين والذراعين، ويتبع بعضهم أنظمة غذائية لإنقاص الوزن، لكن لا تجدي نفعًا ثم يبدءون في البحث عن أسباب أخرى لتراكم الدهون، فيكون التشخيص هو الوذمة الشحمية.
ما هي الوذمة الشحمية؟ وما أسبابها؟ وكيف تُعالج؟ هذا ما سنعرفه معًا -عزيزي القارئ- في هذا المقال.
الوذمة الشحمية
وصفت لأول مرة من قبل الأطباء (ألين وهاينز) في عام 1940 وعرفاها على أنها مقاومة ضعيفة غير طبيعية لمرور السوائل إلى الأنسجة من الدم مما يسمح بحدوث الوذمة.
يشير هذا التعريف إلى أنها اضطراب في النسيج الضام، إذ يسمح فقدان الارتداد المرن في الأنسجة الدهنية للسائل بالتجمع بدلًا من الخروج إلى الأوعية اللمفاوية.
تعد حالة مزمنة تحدث نتيجة تكون رواسب دهنية غير طبيعية، وتتميز بتوزيع غير طبيعي للدهون، غالبًا ما يكون في الساقين، وأحيانا تظهر في الذراعين، وهي حالة وراثية لأنه غالبًا ما يكون هناك أكثر من فرد واحد مصاب في العائلة.
تصيب النساء غالبًا، لكن هناك أبحاث نادرة جدًا عن ظهور بعض العلامات والأعراض المتشابهة عند الرجال، كانت لديهم حالات مرتبطة بارتفاع هرمون الاستروجين وانخفاض مستويات هرمون التستوستيرون، وقصور الغدد التناسلية الذكرية وأمراض الكبد.
ما أعراض الوذمة الشحمية؟
غالبًا ما تظهر الأعراض في سن البلوغ، وبصفة خاصة في أثناء الحمل وبعده، أو في سن اليأس.
تختلف الأعراض من شخص إلي آخر ويمكن أن تشمل:
- رواسب الدهون غير الطبيعية.
- كدمات.
- آلام في الساقين.
- جلد مترهل.
- تضخم مستمر في الأطراف السفلية ، حتى مع فقدان الوزن.
غالبًا ما تزداد الأعراض سوءًا مع مرور الوقت، لكن بعض الأشخاص تكون الحالة لديهم مستقرة، وتعرف بالوذمة الشحمية المستقرة.
أسباب الوذمة الشحمية
السبب الدقيق لها غير معروف حاليًا، لكن من المفترض أن العوامل الوراثية من أهم أسباب حدوث المرض.
أظهرت دراسة بحثية عام 2020 أن ما يصل إلى 60% من الأشخاص الذين يعانون الوذمة الشحمية لديهم قريب من الدرجة الأولى يعانيها أيضًا.
يُعتقد أيضًا أنه مرتبط بمستوي الإستروجين في الجسم، لأنه غالبًا ما يبدأ في أوقات التغيرات الهرمونية.
تشخيص الوذمة الشحمية
يمكن تشخيصها خطأ على أنها سمنة، التشخيص المبكر والدقيق أمر بالغ الأهمية للعلاج المناسب لها وتطورها.
كي تُشخص الوذمة الشحمية جيدًا، يجب أن يتكون الفريق الطبي من:
- أطباء طب الأوعية الدموية.
- أطباء الغدد الصماء.
- اختصاصي التغذية.
- جراح تجميل.
تُشخص من خلال مجموعة متنوعة من الاختبارات مثل:
- الموجات فوق الصوتية.
- التصوير بالرنين المغناطيسي.
- التصوير الليمفي.
علاج الوذمة الشحمية
يركز علاج الوذمة الشحمية عادةً على معالجة الأعراض، ومنع أي تقدم ، وتحسين الحركة ونوعية الحياة.
يعتمد العلاج على مستوي الوذمة الشحمية، ومدى الألم الذي تسببه.
العلاج بالتدليك
قد تكون هناك حاجة للعلاج بالتدليك بانتظام للمساعدة في تقليل التورم.
العلاج بالضغط
يساعد هذا العلاج، الذي يُجرى أحيانًا عن طريق ارتداء ملابس ضاغطة على تخفيف الألم.
العلاج الطبيعي والتمارين الرياضية
يساعد العلاج الطبيعي والتمارين الرياضية على تخفيف الألم.
يفضل ممارسة التمارين في الماء، وذلك لأن الماء يخفف الضغط على المفاصل، وكذلك ضغط الماء يساعد على التصريف الليمفاوي.
العلاج النفسي
تساعد الاستشارة النفسية في التعامل مع تأثير المرض.
تثقيف المريض
يمكن أن يساعد تثقيف الأفراد المصابين بالوذمة الشحمية حول الحالة وعلاجها على التعامل مع الحالة وطلب الدعم عند الحاجة.
إذا لم تنجح جميع العلاجات السابقة في التعامل مع أعراض الوذمة الشحمية فعندها يكون شفط الدهون خيارًا متاحًا.
في المراحل المتقدمة من الوذمة الشحمية، خاصةً إذا كانت مصاحبة بالوذمة الليمفية المرضية، لا يكون شفط الدهون فعالًا، وقد يكون التدخل الجراحي ضروريًا، وهذا ما يسمى استئصال الشحم الليفي.
الوذمة الليمفاوية هل تشبه الوذمة الشحمية؟
تحدث الوذمة اللمفاوية (lymphedema) نتيجة تجمع السائل الليمفي في الأنسجة ويؤدي إلى التورم.
بينما تنتج الوذمة الشحمية عن تراكم غير طبيعي للدهون، وتحدث غالبًا في الساقين، وقد تتطور إلى وذمة ليمفاوية.
تصيب الوذمة الشحمية عادةً الساقين، وتكون الإصابة متماثلة، أما الوذمة الليمفاوية تصيب عادة ساق واحدة وعندما تحدث في الساقين لا تكون الإصابة مماثلة
الفرق بين الوذمة الشحمية والسيلوليت
قد يبدو السيلوليت والوذمة الشحمية متشابهتان، بالنظر إلى كيفية تأثيرهما في الشكل الجمالي للجلد.
مع ذلك هناك عدد قليل من الاختلافات الرئيسة بين هاتين الحالتين، بما في ذلك المظهر، والأعراض والأسباب والعلاج.
الوذمة الشحمية | السيلوليت | |
المظهر الخارجي | الجلد منتفخ وغير متجانس مع وجود تورم. | الجلد غير متجانس مع عدم وجود تورم. |
الأسباب | تراكم وترسب غير طبيعي للخلايا الدهنية. | تدفع الأنسجة الدهنية والضامة الجلد وتشد. |
الأعراض | تورم الساقين أو الذراعين.ظهور كدمات على الجلد.ألم مزمن. | لا يسبب عادة أي أعراض إضافية |
العلاج | التحكم في الوزن.شفط الدهون. | تغيير نمط الحياة.ممارسة الرياضة .شرب كمية كافية من الماء. العلاج بالليزر. |
دور التغذية في علاج الوذمة الشحمية
تلعب التغذية الخاصة دورًا رئيسًا في تحديد متى وكيف قد يصاب الجسم بالوذمة (التورم)، ويعد النظام الغذائي للاضطراب الدهني (المعروف أيضًا باسم حمية RAD)، من أفضل الأنظمة المستخدمة حاليًا في المساعدة على علاجها.
توصي مراكز البحوث باتباع حمية (RAD)، وهو نظام غذائي يساعد على الحفاظ على مؤشر نسبة السكر في الدم للحد من حدوث الالتهابات، وارتفاع مستوى السكر في الدم خلال اليوم.
يوصى بتجنب النشويات، والسكر، والحلويات المصنعة، ومن المثير للاهتمام أن الخبراء أفادوا أيضًا أن تجنب النشويات وحده لن يمنع الأعراض من التطور، بل يفضل أيضًا تقليل تناول الغلوتين قدر الإمكان.
يوجد الغلوتين عادة في القمح والشعير والذرة،
تأكد من أن نظامك الغذائي يركز على الأطعمة الغنية بأحماض الأوميجا 3، الدهنية والألياف لمساعدة الجسم على حرق الدهون ومكافحة الالتهابات.
تناول أوميجا 3 ، وبصفة خاصة أحماض DHA وAPE، وليس حمض لينولينيك (كيميائيًا نوع من أحماض الأوميجا 3، لكن دون تأثيرات مضادة للالتهابات).
من المنطقي الامتناع عن تناول فول الصويا والأطعمة التي تحتوي على الإستروجين، بالنظر إلى أن فرضية أن الإستروجين يزيد الحالة، بينما لا توجد علاقة مباشرة مع الكوليسترول وزيادة الأعراض.
أمثلة على حمية RAD
الفطور
أضف شيئًا من هذه الأصناف إلى شريحة خبز الكامل كل يوم:
- أفوكادو وبيض.
- زبدة الفول السوداني الطبيعية والموز.
- العسل، والفراولة، وبذور الشيا.
الغداء
تشمل وجبة الغذاء حصة بروتين، وحصة خضار، وحصة كربوهيدرات.
البروتين مثل: سلمون، أو تونة، أو دجاج، أو ديك رومي، أو بيض، أو لحوم أخرى قليلة الدهن.
الخضار مثل: البروكلي، أو السبانخ، أو الملفوف، أو الخس ، أو الباذنجان، أو القرنبيط، أو الجزر، أو الفاصوليا خضراء.
الكاربوهيدرات مثل: الحبوب، أو البطاطس، أو الكينوا والأرز البني، والبطاطا الحلوة، والحبوب الكاملة.
الوجبات الخفيفة
المكسرات: الفول السوداني، اللوز، البندق.
الفواكه والفواكه المجففة: كلما كانت الألوان أكثر، كان ذلك أفضل، مثل المانجو، والكرز، والتوت، والكيوي، والزبيب.
العشاء
حاول أن تحتوي وجبة العشاء على نسبة عالية من الألياف الطازجة في شكل سلطات.
بعض المكملات الغذائية الأخرى اللازمة للمريض
فيتامين د 3
يعاني مرضى الوذمة الشحمية عادةً من نقص فيتامين د، وهو مكمل أساسي يلعب دورًا مهمًا في نظام المناعة، كذلك يحافظ على صحة العظام والعضلات والجهاز العصبي.
ينصح مرضى الوذمة الشحمية الذين يعانون نقص فيتامين (د)، بأخذ ما يصل إلى 4 أضعاف الموصى به يوميا.
السيلينيوم
السيلينيوم هو أحد المكملات التي يمكن أن تساعد في عملية التمثيل الغذائي اليومية، إذ يساعد على تقليل التورم، الذي يكون غالبًا مؤلمًا لمن يعانون الوذمة الشحمية.
يوجد السيلينيوم في المكسرات؛ تناول 2 فقط من المكسرات يوميًا كافيًا للحصول على الاحتياجات اليومية من السيلينيوم.
ديوسمين Diosmin
ربما يكون المكمل الغذائي الأكثر فاعلية هو ديوسمين ، وهو مركب بايوفلافونويد يوجد عادة في الحمضيات.
يحتوي على خصائص مضادة للالتهابات، ومضادة للأكسدة، ومنشطة للغدد الليمفاوية التي تساعد في علاج أعراضها.
نظام الكيتو والوذمة الشحمية
برنامج آخر استخدام بنجاح هو نظام الكيتو، وهو برنامج غذائي مبني على استخدام كمية محدودة من الكربوهيدرات (أقل من 30 جرامًا في اليوم أو أقل من 10% من إجمالي السعرات الحرارية).
في الختام إذا لاحظت بعد الحمل أو بعد أي تغيرات هرمونية في الجسم، زوائد دهنية غير طبيعية مع وجود بعض الألم فيجب عليك مراجعة طبيب الأوعية الدموية، وذلك لتشخيص الحالة تشخيصًا جيدًا مع ضرورة اتباع نظام حياة صحي متكامل للحد من تدهور الأعراض.