يعاني الأطباء في هذا الوقت من كل عام تزايد حالات تسمم الفسيخ تزامنا مع أعياد الحصاد.
إذ كانت تلك الأسماك ترمز إلى الخصوبة والرفاهية آنذاك، وذلك لضمان موسم حصاد جيد.
لهذا السبب وعلى مر العصور اعتاد المصريون على ممارسة تلك العادة حتى أصبحت وجهً من أوجه الاحتفال بموسم الربيع.
على الرغم من التحذيرات المستمرة حول خطورة تناول الفسيخ، ومنها الإصابة بالتسمم، لكن يصر البعض على تناوله.
إليك -عزيزي القارئ- بعض الحقائق حول تسمم الفسيخ وأعراضه وكيفية الوقاية منه، لعل ذلك يكون عونًا في تجنبك الإصابة بالتسمم.
أسباب تسمم الفسيخ (fesikh poisoning)
يرجع سبب التسمم بالفسيخ إلى الطريقة التي تُعد بها تلك الأسماك. وهو نوع من الأسماك المملحة.
إذ تشمل غالبًا انتزاع أحشائها أو تركها كاملةً؛ مما يتيح فرصة نمو بكتيريا كلوستريديوم بوتولينيوم (مطثية وشيقية) (clostridium botulinum) الموجودة في الأمعاء، وأيضًا تكوين سمومها.
يُعد سم هذه البكتيريا من أخطر السموم على الإطلاق، فالجرعة المسببة للتسمم قليلة جدًا، وتقدر بمقدار 0.1 إلى 1 ميكروجرام.
رغم تلك الخطورة إلا أنه يوجد جانبًا مشرقًا حول هذا السم، إذ أنه يتكسر بالحرارة (Heat labile).
يُؤثر سم هذه البكتيريا على الجهاز العصبي مسببًا شللًا يمتد من الأعلى إلى الأسفل شاملًا عضلات العين، وعضلات البلعوم، وعضلات التنفس، وعضلات باقي الجسم الحركية (متلازمة غيلان باريه).
متى تظهر أعراض التسمم بالفسيخ؟
تظهر أعراض التسمم عمومًا ما بين 12 إلى 36 ساعة من تناول السمك الفاسد، ولكن من الممكن أن تظهر الأعراض في غضون 6 ساعات، أو ربما تتأخر لتصل إلى 10 أيام.
أعراض تسمم الفسيخ
تتشابه أعراض تسمم الفسيخ وأعراض التسمم الغذائي في بعض الأعراض.
تشترك الأعراض في الغثيان والقيء بالإضافة إلى الأعراض الخاصة بتسمم الفسيخ، ومنها:
- ضعف وتشوش الرؤية.
- تدلي الجفون.
- جفاف الفم وصعوبة البلع والكلام.
- آلام المعدة وتقلصاتها.
- الشعور بالإعياء والضعف.
- في الحالات الشديدة، قد تتفاقم الأعراض مؤديةً إلى فشل الجهاز التنفسي، والشلل، أو الموت.
الإسعافات الأولية عند الإصابة بتسمم الفسيخ
يساعد التدخل المبكر والإجراءات السريعة على تفادي المضاعفات الخطيرة للتسمم والحد من خطره، ويشمل ذلك بعض الإجراءات من قِبل الطبيب:
- غسيل المعدة (Gastric lavage).
- الحقنة الشرجية (Enema).
- إعطاء بعض الملينات، مثل (السوربيتول) (Sorbitol).
- الحقن الوريدي بمضاد سم البوتيولينم (Botulinum antitoxin)، في بعض الحالات.
- السوائل الوريدية (IV).
يمكنك اتباع بعض الإرشادات التي ستساعدك على التحكم في الوضع إلى حين الحصول على المساعدة:
- متابعة انتظام التنفس والتأكد من القدرة على التنفس.
- التهوية الجيدة لتجنب صعوبة التنفس.
- الحرص على شرب كميات كبيرة من الماء ولكن على دفعات، فشرب السوائل بكميات كبيرة وبسرعة يزيد إحساس القيء والغثيان.
- تجنب الأدوية المضادة للإسهال -في حالات الإسهال- لأنها تُبطئ عملية التخلص من السموم.
- تهدئة المريض والحرص على استقراره النفسي.
- التأكد من سلامة الدورة الدموية وذلك بقياس ضغط المريض.
- الاحتفاظ بعينة من قيء المريض، فقد يحتاج الطبيب إلى تحليل نوع السم.
متى تحتاج لاستشارة الطبيب؟
- قيء وإسهال مستمر.
- وجود إسهال مدمم، أو أسود.
- الحمى.
- الإغماء وتطور ألم البطن.
يجب التوجه إلى الطوارئ في حالة ظهور أعراض عصبية أو صعوبة التنفس.
الوقاية من التسمم
إذا كنت من الأشخاص المولَعين بتناول تلك الوجبة، فعليك إذًا توخي الحذر واتباع بعض التعليمات لتجنب خطر التسمم:
- الحرص على شراء سمك الفسيخ من أماكن موثوقة وجيدة السمعة، نظرًا لأن السمك المُسمم لا تظهر عليه أي علامات ملحوظة.
- الحرص على تسخين السمك لدرجات حرارة عالية (100 درجة مئوية لمدة 10 دقائق) وذلك للتأثير على السم وتكسيره.
- شرب كميات كبيرة من الماء.
وختامًا، حرصًا منا على سلامتك -عزيزي القارئ- ننصحك بتجنب تناول الفسيخ أو الأطعمة الغير طازجة، والبحث عن بدائل صحية لها، والتزام طرق الطهي السليمة لتجنب المخاطر.
