حقائق عن لقاحات الكورونا

ينتشر العبث مؤخرًا حول لقاحات فيروس كورونا؛ نظرً لعمق الأزمة التي نمر بها جميعًا منذ ما يقرب من العام ونصف، مما يوجب على كل متخصص التدخل لإيقاف هذا العبث.

تسود حالة من الارتباك في الوسط العلمي عامةً والوسط الطبي خاصةً؛ نظرًا لتفرّد الحدث الذي نمر به دون سابق إنذار وتسارع الأبحاث والدراسات.

تغلب فيروس كورونا المستجد (COVID-19) على مفهوم النجاح المطلق الذي كان يظنه البعض والشعور بالقوة المطلقة الذي راود الكثير من الدول الكبرى مسبقًا.

حصد فيروس كورونا المستجد (COVID 19) ملايين الأرواح حتى هذه اللحظة، ولا يزال يحصد بلا رحمة رغم التطور الملحوظ في بروتوكولات العلاج في أغلب دول العالم.

ما هو الحل؟ هل هو اللقاح؟ ماذا تعني كلمة لقاح؟ وهل اللقاح أفضل أم العدوى؟ ما هي أهم الحقائق عن لقاحات الكورونا؟

هيا بنا معًا نجيب عن هذه الأسئلة المربكة بشكل علمي، منعًا لكثرة الجدال مع غير المتخصصين الذين ينشرون الشائعات والمعلومات المغلوطة التي تربك القارئ غير المتخصص الذي يسعى جاهدًا للفهم.

نبذة عن تاريخ الأوبئة في العالم

حصدت الكثير من الأوبئة على مر التاريخ ملايين الأرواح، من الأمثلة على تلك الأوبئة:

الوفياتالنوع/ العائل الوسيطالفترة الزمنيةالاسم
5 ملايينيُعتقد أنه إما الجدري او الحصبة165- 180الطاعون الأنطوني
30- 50 مليوناليرسينيا الطاعونية/ الجرذان والبراغيث541- 542طاعون جستنيان
200 مليوناليرسينيا الطاعونية/ الجرذان والبراغيث1347- 1351الطاعون الأسود
أكثر من مليونبكتيريا ضمة الكوليرا1817- 1923أوبئة الكوليرا 1-6
12 مليون (الهند والصين)اليرسينيا الطاعونية/ الجرذان والبراغيث1885الطاعون الثالث
100000- 150000فيروسي/ الناموسأواخر القرن الثامن عشرالحمى الصفراء
40- 50 مليونفيروس H1N1/ الخنازير1918- 1919الإنفلونزا الأسبانية
25- 35 مليونفيروس/ الشمبانزي1981 حتى الآنالإيدز (متلازمة نقص المناعة المكتسبة)
200000فيروس H1N1/ الخنازير2009- 2010إنفلونزا الخنازير
770فيروس كورونا/ الخفافيش وقط الزباد2002- 2003سارس
11000فيروس إيبولا/ الحيوانات البرية2014- 2016إيبولا
850فيروس كورونا/ الخفافيش والجِمال2015 حتى الآنمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية
3182717 مليون تبعًا لتقديرات جامعة جونز هوبكنز في 1 مايو 2021    فيروس كورونا المستجد/ غير معروف حتى الآن2019 حتى الآنكوفيد- 19

كيف انتهت تلك الأوبئة؟

انتهت أغلب الأوبئة بأحد الخيارات التالية:

ومنذ اكتشاف اللقاحات وتطور الدراسات الخاصة بها غالبًا ما تكون هي طوق النجاة.

ما هو فيروس كورونا المستجد؟

يعد فيروس كورونا المستجد (COVID- 19) أحد أفراد عائلة الكورونا، التي ظهرت للعالم منذ عام 2002، ولكنها لم تظهر بذلك الوجه القبيح من قبل في حصد ملايين الأرواح.

يسبب فيروس كورونا المستجد أعراض تنفسية بسيطة أو متوسطة أو خطيرة، تُعالج الحالات البسيطة ببعض الراحة وتناول السوائل والعلاج تبعًا للأعراض وأحيانًا لا تحتاج أي تدخل طبي.

بينما تتطلب الحالات المتوسطة والخطرة الرعاية الطبية سواءً كان في المنزل أو المستشفى.  

يجب توخي الحذر في حالة كبار السن ومن يعاني أمراضًا مزمنة مثل السكر والضغط وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم ومن لديه تاريخ عائلي أو تاريخ سابق لتجلطات الدم. كما لا يوجد حتى الآن دواء فعّال معتمد ضد فيروس كورونا المستجد.

اعتمدت هيئة الغذاء والدواء الريمديسيفير للاستخدام الطارئ؛ حيث تبيّن من الدراسات السريرية أنه يقلل الفترة اللازمة للتعافي. 

ما هي فوائد أخذ لقاحات الكورونا؟

متى يمكن التخفيف من الإجراءات الاحترازية للشخص الملقّح؟

يجب اتخاذ كافة الاحترازات من الكمامات والتباعد الاجتماعي حتى مرور أسبوعين من تلقي الجرعة من اللقاحات المختلفة.

يجب الالتزام بالكمامات والتباعد الاجتماعي والبعد عن الأماكن المكتظة حتى تتوفر عملية التلقيح للجميع نظرًا لإمكانية نقل العدوى لفرد غير ملقح.

كما يوجد العديد من الحقائق عن لقاحات الكورونا تكتشف يوم بعد الآخر، مما سيطور من تعاملنا مع الوضع أولًا بأول.

ما هي آلية عمل لقاحات الكورونا الحالية؟

يوجد أكثر من آلية لعمل لقاحات كورونا المستخدمة حاليًا منها:

التقنيات القديمة

اللقاحات الميتة (killed vaccines)

تعمل عن طريق قتل الفيروس أو تعطيلة بالحرارة أو المواد الكيميائية أو الأشعة، ثم حقنه بالجسم ليستحث الجهاز المناعي، مثال عليها سابقًا لقاحات الأنفلونزا.

تعمل لقاحات سينوفارم الصينية بهذه الآلية.

أعلنت الإمارات عن فاعلية تصل 86% بعد تجارب المرحلة الثالثة التي أجريت بمستشفياتها.

التقنيات الحديثة

لقاحات الحمض النووي (mRNA)

تعد من التقنيات التي تستخدم للمرة الأولى في العالم نظرًا لقلة التمويل فيما سبق، رغم وجود الدراسات عليها بالفعل منذ أعوام في أدوية السرطان.

أعيد الاستثمار فيها بشكل موسع عقب الجائحة بمساعدات دولية موسعة من مجموعة العشرين التي أُسست وقتها.

يعمل عن طريق أخذ الحمض النووي من البروتينات الشوكية لفيروس كورونا وتغليفه بغلاف دهني وحقنه في الجسم.

ثم يدخل الحمض النووي داخل الخلية، ثم يكوّن قطعة من البروتين في السيتوبلازم الخاص بالخلية.

بعد تكوّن البروتين تتحلل الخلية وتخرج التعليمات الوراثية منها، ثم تعرض الخلية قطعة البروتين على سطحها فتكتشف الخلايا المناعية الأخرى أنه يوجد دخيل في الجسم.

يبدأ الجسم في الاستجابة المناعية وصنع الأجسام المضادة لهذا البروتين الغريب، مثلما يحدث عندما يتعرض الجسم للعدوى.

يعد لقاحي شركة فايزر وشركة موديرنا الأمريكيتين من أمثلة هذا النوع من اللقاحات، بفاعلية تصل 95% للقاح فيزر/بايونتك وفاصل زمني بين الجرعتين ثلاثة أسابيع، و94.1% للقاح موديرنا بفاصل زمني أربعة أسابيع بين الجرعتين.

كان لقاح فايزر أول من حصل على التصريح الطارئ للاستخدام من لقاحات فيروس كورونا المستجد.

لكن تعد مشكلة تخزينه هي الأبرز حيث يخزن في درجة حرارة -80 حتى -60 درجة سليزيوس مما يرفع من سعره ويجعله صعب الوصول للدول النامية، وتعمل الشركة حاليًا لحل هذه المشكلة.

تعطي الجرعة الأولى استجابة مناعية ضد فيروس كورونا المستجد، بينما تطيل الجرعة الثانية فترة الاستفادة بتلك الاستجابة المناعية.

لقاحات الناقل الفيروسي (viral vectored vaccine)

تستخدم هذه التقنية فيروس آمن يعمل كحامل لأجزاء من فيروس كورونا المستجد، يُدخله داخل الجسم ليستحث الجسم لتكوين الأجسام المضادة.

استُخدمت تلك التقنية مسبقًا في لقاح فيروس إيبولا.

استخدمت شركة أسترازينيكا بالتعاون مع جامعة أوكسفورد هذه التقنية، كما استخدمت في لقاح كان ساينو الصينية، وشركة جونسون الأمريكية، واللقاح الروسي سبوتنيك- ف (sputnik-V).

يعتبر لقاح أسترازينيكا/ أوكسفورد من أكثر اللقاحات انتشارًا فهو يباع حاليًا بسعر التكلفة، حيث تلقاه أكثر من 18 مليون في اوروبا، كما استخدم في الإمارات والسعودية ومصر حاليًا.

هل تسبب لقاحات الناقل الفيروسي الجلطات؟

تفوق الفوائد العامة لللقاح الآثار الجانبية نادرة الحدوث؛ نظرًا لخطورة عدوى الكوفيد- 19 وانتشار التحورات مؤخرًا، لذا يجب الاستمرار في إعطاء اللقاحات المنتمية لعائلة الناقل الفيروسي.

كذلك ظهرت بعض الحالات من تجلطات الدم ونقص الصفائح الدموية لدى نسبة من السيدات تقدر ب 7 كل مليون ضمن الفئة العمرية 18- 49 سنة حسب وكالة الدواء الأوروبية (EMA)، وقد أدرجتها تحت الآثار الجانبية شديدة الندرة.

يجب أن يتابع الأطباء ومتلقي اللقاحات من هذا النوع حدوث أي أعراض للتجلطات أو نقص الصفائح الدموية خلال أسبوعين من تلقي الجرعة وطلب الرعاية الطبية العاجلة عند ظهور أي من أعراضه.

وقد أُعيد استخدام لقاح جانسين/ جونسون يوم 32 أبريل 2021 في الولايات المتحدة الأمريكية بعد تعليقه لفترة بسبب تأثيره التجلطي مثل باقي عائلة لقاحات الناقل الفيروسي مع أخذ الاحتياطات ومتابعة متلقيه.

يجب أن تطلب الرعاية الطبية الفورية في حالة ظهور أي من الأعراض التالية بعد تلقي اللقاح من مجموعة الناقل الفيروسي:

هل تحمي لقاحات الكورونا من السلالات المتحولة؟

أُجريت العديد من التجارب السريرية على اللقاحات المتاحة حاليًا على السلالات المتحولة في جنوب أفريقيا، حيث ثبت قلة الأجسام المضادة المتكونة مما يوجب عمل تعديلات فيها لكي تعطي حماية أعلى.

كان ذلك من أكثر الحقائق عن لقاحات الكورونا التي أثارت القلق والزعر، ولكن مع التطور السريع في تقنية اللقاحات نتوقع تعديل اللقاحات للتعامل مع تلك التحورات.

ما هي علامات الحساسية من اللقاحات؟

يعد الشرى (Urticaria)، القيء، وصعوبة التنفس (ضائقة الجهاز التنفسي) من علامات الحساسية من اللقاحات وتحدث خلال من ربع ساعة إلى 4 ساعات.

كذلك يُطلب من متلقي اللقاح الانتظار لمدة نصف ساعة تحت الملاحظة بعد تلقي اللقاح للاطمئنان عليه.

يجب طلب المساعدة الطبية الفورية في حالة حدوث أي من تلك الأعراض.

هل الألم في الذراع يدل على فاعلية اللقاح؟

لا.

هل يجب علي أخذ لقاح كوفيد 19 حتى لو أصبت به سابقًا؟

يجب أخذ الجرعة التنشيطية من اللقاح بعد مرور ستة أشهر من التعافي من العدوى.

ختامًا، أصبح أخذ اللقاح ضروري قبل زيادة التحورات وازدياد الأمر سوءًا، خذ اللقاح المتوفر في وطنك بغض النظر عن النوع. ومهما كانت أخطار اللقاح فهي محسوبة ويمكن تداركها، ولكن تحورات الفيروس ستعيدنا لنقطة الصفر من جديد.

كانت تلك بعض الحقائق عن لقاحات الكورونا، أرجو أن تكون أجابتك حتى عن القليل من تساؤلاتك، تلقّي اللقاح واجب إنساني، خذه وانقذ نفسك ومن تحب!

اقرأ أيضًا 

كورونا في الهند | سلالة متحورة ترعب العالم

التعافي من كورونا | إلى متى تستمر الأعراض؟

رهاب كورونا | عندما يصير الخوف أكثر عدوى من الفيروس

مرض الفطر الأسود (Mucormycosis) وعلاقته بفيروس كورونا

المصدر
https://patientsafetymovement.orghttps://www.cdc.gov/vaccineswww.visualcapitalist.comhttps://www.who.int/news-room/www.cdc.govhttps://www.history.comhttps://www.ema.europa.eu/en/news/astrazenecas-www.cdc.gov/coronaviruswww.health.harvard.edu/www.cdc.gov/coronavirus/2019www.cdc.gov/media/releases/2021/fda-cdc-lift-vaccine-usehttps://www.cdc.gov/coronavirus/2019-ncov/vaccines/expect/after.htmlhttps://www.who.int/health-topics/coronavirus#tab=tab_1https://coronavirus.jhu.edu/map.html
Exit mobile version