يخشى الكثير ركوب الطائرات، ويتمنون لو استطاعوا السفر عبر القارات بالسيارة، ولكونه أمر مستحيل بكل تأكيد، يقف هذا الخوف أمام العديد من الناس ويحول بينهم وبين رؤية العالم، أواقتناص فرص عمل أفضل، أو اكتساب الكثير من الأصدقاء، وهذا النوع من الخوف شائع، والعبارة القائلة بأن “نسبة احتمالية وفاتك تزيد في حادث سيارة على حادث طائرة” -وإن كانت صحيحة- لا تهدئ من روع شخص لديه رهاب الطائرات.
لذلك، عزيزي القارئ، دعنا نتعرف معا في هذا المقال على أسباب هذا الرهاب، وأعراضه، وكيفية علاجه.
ما هو رهاب الطائرات؟
أحيانًا نشعر بالخوف من بعض الأشياء أوالأشخاص فهذا جزء من طبيعة الإنسان، ولكن عندما يتعدى الخوف الحد العقلاني فإنه يتحول إلى رهاب أو فوبيا. ويعد رهاب الطائرات أو الأيروفوبيا
(aerophobia) أو(aviophobia) هو نوع من أنواع الرهاب المحددة التي تنطوي على الخوف من الطيران أو السفر الجوي.
وفي بعض الأحيان يكون المحفز لرهاب الطائرات، بعض أنواع الرهاب الأخرى مثل:
- الخوف من الأماكن المغلقة: في بعض الأحيان يعاني الأشخاص المصابون برهاب الأماكن المغلقة من الخوف من الطيران بسبب الإحساس بضيق المكان.
- الخوف من المرتفعات: يعتقد أيضًا أن رهاب المرتفعات يمكن أن يؤدي أيضًا إلى الخوف من الطيران.
- الرهاب الاجتماعي أو الجراثيم: يعتقد أيضًا أن رهاب الطائرات، غالبا ما يصاب به الأشخاص المصابون باضطراب القلق الاجتماعي أو الخوف من الجراثيم، لاضطرارهم إلى قضاء فترات طويلة من الوقت مع الغرباء.
يمكن أن تساعد معالجة هذه الحالات من الرهاب في تخفيف أعراض رهاب الطائرات.
أسباب رهاب الطائرات
لا تزال الأسباب المتعلقة برهاب الطائرات غير معلومة إلى الآن، وترجح بعض الأبحاث أن الرهاب من ركوب الطائرات؛ يتأثر بمجموعة من العوامل الفسيولوجية والنفسية والاجتماعية التي تختلف اختلافًا كبيرًا من شخص إلى آخر.
وتشمل بعض هذه العوامل، على الآتي:
- التعرض لبعض أنواع الحوادث الصادمة: كالمرور بتجربة تحطم طائرة أو تجرِبة صعبة في أثناء السفر باستخدام الطائرات. بل في بعض الحالات من المرجح أن بمجرد مشاهدة تغطية إخبارية لحوادث تحطم الطائرات يمكن أن تكون كافيًا لإثارة رهاب الطائرات عند بعض الأشخاص.
- العوامل الوراثية: إذا كنت تنتمي إلى عائلة لديها تاريخ مرضي من رهاب الطيران، فربما تكون قد تأثرت بمخاوفهم.
- ظروف أخرى ذات صلة: قد يكون الخوف من ركوب الطائرة ناتجًا لعامل مختلف تمامًا.
على سبيل المثال، قد ينشأ الخوف من الطيران بعد مدّة من الترقية الوظيفية التي تتطلب السفر ويكون الخوف في هذه الحالة نتاج الضغط الذي تمثله تلك الوظيفة. وبالمثل، فإن الأطفال الذين يضطرون إلى السفر بشكل متكرر لزيارة الآباء المطلقين يصابون أحيانًا برهاب الطيران كآلية للتعامل مع صدمة الطلاق.
أعراض رهاب الطائرات
تتشابه أعراض رهاب الطائرات أو فوبيا الطيران مع أعراض الرهاب المحددة، وتنقسم تلك الأعراض إلى قسمين، منها الجزء الجسدي والنفسي:
أعراض نفسية:
- الارتباك.
- التفكير المشوش.
- الشعور بالانفصال عن الواقع.
- الخوف الشديد من الموت.
أعراض جسدية:
- ارتفاع معدل ضربات القلب.
- الشعور بالاختناق.
- الارتجاف.
- الدوار.
- صعوبة في التنفس.
- التعرق.
- اضطراب في جهاز الهضمي.
- قشعريرة مفاجئة.
- الغثيان.
تظهر تلك الأعراض عند بعض الأشخاص في أوقات مختلفة، فالبعض تظهر لديه الأعراض، بمجرد وصولهم إلى المطار.وهنالك البعض لا يشعر بأي أعراض في المطار، ولكنه يبدأ في الشعور بها قبل ركوب الطائرة مباشرة، وتختلف قوة تلك الأعراض من شخص إلى أخر.
وتشير بعض الأبحاث أيضًا إلى أن بعض العوامل المحفزة مثل سوء الأحوال الجوية، والإقلاع والاضطرابات الجوية، وتأخر الرِّحْلات، من الممكن أن تكون من الأشياء المحفزة لظهور أعراض رهاب الطائرات.
علاج رهاب الطائرات
يعتمد الطبيب في علاج هذا الرهاب على محورين رئيسين تبعًا لحدة المرض وتأثيره على حياة المريض، فينقسم العلاج إلى نفسي ودوائي.
- العلاج النفسي، ويشتمل على الآتي:
- العلاج المعرفي السلوكي (Cognitive behavioral therapy): ويُعد الخط الأول للعلاج، ويهدف إلى مساعدة المريض على إدراك الأفكار السلبية المسببة للخوف، واستبدالها بأفكار إيجابية.
- علاج التعرض (Exposure therapy): في هذا النوع يلجأ الطبيب إلى تعريض المريض لمصدر خوفه (الطيران) باستخدام طرق مختلفة مثل: استخدام الواقع الافتراضي، أو محاكاة الطيران، أو الالتحاق في بعض الدورات التدريبية التي تقدمها شركات الطيران للتغلب على رهاب الطائرات.
- إزالة التحسس المنتظم (Systematic desensitization): هو نوع من أنواع العلاج بالتعرض، يتضمن ذلك العلاج التعرض التدريجي لجسم أو لموقف الذي يثير الخوف، ويستخدم غالبًا لعلاج أنواع الرهاب المختلفة مثل رهاب الطيران.
- العلاج باستخدام التنويم المغناطيسي.
- العلاج الدوائي
توصف الأدوية أحيانًا كعلاج مؤقت لأعراض الرهاب، مثل القلق والغثيان. عادة تُؤخذ هذه الأدوية قبل وقت قصير من الرحلة. وتشمل:
- الأدوية المضادة للقلق مثل: الديازيبام أو الألبرازولام.
- دواء دوار الحركة مثل: ديمينهيدرينات.
قبل استخدام تلك الأدوية لا بد من استشارة الطبيب أولًا، ولا يُنظر إليها إلا على أنها حل قصير المدى. وذلك لأعراضها الجانبية، التي تصل إلى حد الإدمان.
هل استخدام الأدوية المنومة في رِحْلات الطيران مفيدة؟
يمكن استخدام حبوب النوم في الطائرة، مثل دواء زولبيديم، الذي يعتقد أن له تأثير في التحكم في رهاب الطيران.
نصائح للتغلب على رهاب الطيران
قد تتغلب على رهاب الطيران باتباع بعض النصائح التالية:
- حافظ على تركيزك: تنفس بعمق، ضم كاحليك ويديك أمام صدرك.
- تخلص من المشتتات المجهدة: ابتعد عن الجلوس بجوار النافذة واختر مَقْعَد في المنتصف ولا تنظر إلى الأسفل الطائرة على الإطلاق.
- توقع قلقك: مارس تمارين اليقظة والتأمل يوميًا قبل أسبوع أو أسبوعين من الرحلة.
- الابتعاد عن المنبهات قدر الإمكان خلال الرحلة.
- حاول مواجهة مخاوفك: قد يكون الأمر غريبا، لكن أفضل طريقة للتغلب على قلقك نحو شيء ما هي مواجهته.
- حاول استكشاف بعض الطرق لتهدئة التوتر الناتج عن رِحْلات الطيران.
- ممارسة تمارين الاسترخاء.
وفي النهاية -عزيزي القارئ- أنت الآن على علم بكل ما يمكنك فعله لتخطي رهاب الطائرات، لذا ابدأ في حجز رحلتك الأولى، فإن الطيران تجرِبة مميزة لا تجعلها تفوتك نتيجة هذا الرهاب، وحاول اتباع النصائح التي قدمناها إليك اليوم، التي من شأنها مساعدتك في التغلب على الشعور بالتوتر والخوف من الطائرة وحاول الاستمتاع بتجربة الطيران بقدر الإمكان.
ونتمنى لك رحلة سعيدة.