عامل ريسس RH والحمل

بقلم د.دينا رجب
عامل ريسس والحمل في أثناء مدة الحمل تُجري السيدات الحوامل العديد من الفحوصات، ولعل أحد أهم هذه الفحوصات هو اختبار العامل الريزيسي RH أو عامل ريسس (Rhesus factor).

سُمي عامل ريسس بهذا الاسم نسبة إلى القردة التي اكُتشف بها أول مرة في عام 1937،
على يد العالمين (كارل لاندشتاينر) و(ألكسندر فيبر).

سوف نتحدث في هذا المقال عن عامل ريسس “RH”؛ ما هو،
ومتى يشكل خطرًا على الحمل، وكيفية التعامل معه في حالة عدم توافق العامل بين الأم والجنين، وكيف يمكن علاج هذه المشكلة؟

صور عامل ريسس RH 

ما هو عامل ريسس (RH factor

عامل ريسس هو بروتين يوجد فوق سطح خلايا الدم الحمراء. 

في حالة وجود هذا البروتين في دم الإنسان فإنه يكون “موجب العامل الرايزيسي”،
وهذه الحالة هي الأكثر شيوعًا بين البشر. 

أما في حالة عدم وجود هذا البروتين في دم الإنسان فإنه يكون “سالب العامل الريزيسي”، وهذه الحالة لا تُعد حالة مرضية إلا أنها قد تؤثر في الحمل.

وراثة عامل ريسس RH 

ينتقل عامل ريسس (RH) من الآباء إلى الأبناء عن طريق الجينات الوراثية، فإذا كان:

عامل ريسس RH والحمل

كما ذكرنا من قبل، يمكن أن تحدث مشكلات في الحمل إذا كان العامل الريسوسي للأم سلبيًا، وكان عامل الجنين إيجابيًا. 

عادة لا يختلط دم الأم بدم الجنين في أثناء مدة الحمل، وعلى الرغم من ذلك يمكن أن تتلامس كمية من دماء الأم مع دماء الجنين في عديد من المواقف، منها:

  1. الإجهاض.
  1. الحمل خارج الرحم.
  1. إزالة الحمل العنقودي.
  1. بزل الحبل السري.
  1. حدوث نزيف في أثناء الحمل.
  1. تعرض البطن لصدمة في أثناء الحمل.
  1. في أثناء الولادة.
  1. الدوران الخارجي اليدوي  للجنين في وضع المقعد. 

بعد التعرض لخلايا دم الجنين، قد ينتج جسم الأم بروتينات تسمى “الأجسام المضادة للعامل RH”، التي تنتقل من جسم الأم إلى طفلها عبر المشيمة إذ تدمر خلايا الدم الحمراء؛ مما يؤدي إلى فقر الدم لدى الجنين.

في الحمل الأول -عادة- لا يُنتج جسم الأم ما يكفي من الأجسام المضادة لإلحاق الضرر بالجنين ومن ثَم لا يسبب ذلك خطرًا كبيرًا، ولكن بعد ذلك يُنتج الجسم مزيدًا من البروتينات المضادة التي قد تهدد حياة الأجنة وتؤثر في الحمل مستقبَلًا. 

تحليل RH للحامل 

اختبار عامل الريزوس: 

هو أحد أهم الاختبارات الأساسية التي يُجرى في أثناء مدة الحمل حيث تُؤخذ عينة من دم الأم خلال الزيارة الأولى للطبيب المختص وترسل إلى المختبر لمعرفة إذا ما كانت خلايا الدم الحمراء تحمل بروتين عامل الريزوس أم لا.

كيفية علاج عدم توافق عامل ريسس؟

في حال عدم توافق عامل ريسس بين الأم والجنين يُعطي الطبيب المختص الأم حقنتين من الجلوبيولين المناعي للعامل الريسوسي في أثناء الحمل. 

سوف تتلقى الأم سوف تتلقى الأم تحت إشراف الطبيب المختص حقنتين من الجلوبيولين

حيث يعمل الجلوبيولين المناعي كلقاح يمنع جسم الأم من تكوين الأجسام المضادة للعامل الريسوسي التي تسبب مشكلات خطيرة للمواليد.

إذا أجهضت السيدة الحامل أو خضعت لبزل السلى “Amniocentesis” أو أصيبت بأي نزيف، فيمكنها تلقي جرعة من الجلوبيولين المناعي تحت إشراف طبيب مختص.

أما إذا كوَّن جسم الأم أجسامًا مضادة بالفعل، فإن الطبيب المختص يراقب الحمل عن كثب؛ للتأكد أن مستوى مضادات RH ليس مرتفعًا.

يوجد حالات نادرة يكون فيها عدم التوافق شديدًا أو يمثل خطرًا على الجنين،
وحينها يحتاج الجنين إلى عمليات نقل دم تسمى “عمليات نقل الدم التبادلي”. 

تزود هذه العمليات الجنين بدم يحتوي على خلايا دم حمراء سالبة عامل ريسس. 

يعمل هذا على استقرار مستوى خلايا الدم الحمراء وتقليل الضرر الموجود في مجرى الدم، الذي تسببه الأجسام المضادة لـ RH.

في النهاية، نؤكد على ضرورة إجراء تحليل العامل الريسوسي في الأشهر الأولى من الحمل؛ للتأكد من توافق الأم والجنين في العامل الريسوسي، وأخذ الاحتياطات اللازمة في حال عدم التوافق. 

اقرأ أيضًا 

سماكة بطانة الرحم | خطورتها وطرق علاجها

الحمل الغزلاني | هل يستمر حملي أم أفقده؟

مراجعة/ عام د.نسيبة تركي – طبي د.شيماء مصباح

المصدر
kidshealthmayoclinic/emedicinedrugsmarchofdimes
Exit mobile version