اكتشف فريق من الباحثين بجامعة شاندونغ الطبية الأولى وأكاديمية شاندونغ للعلوم الطبية في مدينة “تايان” الصينية، فيروسًا جديدًا. أسموه RpYN06، وقالوا أنه يشبه فيروس SARS-CoV-2 الذي يسبب مرض الكورونا.
وُجد الفيروس الجديد أيضًا في الخفافيش. إذ درسوا 411 عينة من الخفافيش من 23 نوعًا مختلفًا جمعت بين عامي 2019 و2020 في مقاطعة يونان. وقالوا أن الحياة البرية بجنوب شرق آسيا تساهم بشكل كبير في العدوى بفيروسات سارس.
اكتشف العلماء أربعة فيروسات جديدة مرتبطة بـفيروس (SARS-CoV-2)، بما في ذلك فيروس (RpYN06)،.وقالوا إن جميع الفيروسات الأربعة لها تسلسل الشريط الوراثي (جينوم) مشابه لفيروس (COVID-19). لكنهم شبَّهوا (RpYN06) بأنه الأقرب إلى (SARS-CoV-2) بسبب بروتين S متشابه على سطح كلا الفيروسين.
ماهو بروتين S وما دوره؟
يعد بروتين S أو بروتين شائك (Spike protein)، هو واحد من ثلاث بروتينات على سطح غلاف فيروسات الكورونا، إذ يتكون الغلاف الفيروسي من:
- بروتين الغشاء (Membrane protein) واختصاره M.
- بروتين الغلاف (Envelope protein) واختصاره E.
- البروتين الشائك (Spike protein) واختصاره S.
يلعب بروتين S دورًا محوريًا في اختراق خلايا الكائن المضيف وإحداث العدوى، ودونه لن تتمكن الفيروسات مثل (SARS-CoV-2) من التفاعل مع خلايا الحيوانات والبشر لإحداث العدوى، لذلك يُعد بروتين S هو الهدف الرئيسي للقاحات ومضادات الفيروسات التي تُعد لمحاربة فيروس الكورونا.
هل عدوى الإنسان بفيروس RpYN06 الجديد مؤكدة؟
كما ذكرنا سابقًا، وجد علماء جامعة شاندونغ تشابهًا كبيرًا في تكوين الفيروس الجديد وفيروس كورونا المسبب للجائحة الحالية.
لكن على الجانب الآخر قال علماء من جامعة شولالونغكورن في بانكوك إنه لا يُعتقد أن الفيروسات قادرة على إصابة البشر لأنها غير قادرة على الارتباط بالخلايا بسبب اختلافاتها في بروتين S، وما زالت الأبحاث جارية.
دور الخفافيش في نقل الأمراض للإنسان
أدت الخفافيش دورًا كبيرًا في نقل أمراض مختلفة، مثل الإيبولا(Ebola Virus)، وفيروس هيندرا (Hendra virus)، وفيروسات كورونا، ويحتاج البشر لبذل المزيد من الجهد لمراقبة نطاق أوسع من الحيوانات البرية للسيطرة على الكثير من الأمراض المشتركة بين الحيوان والإنسان.
فيروسات كورونا عائلة من الفيروسات، ثلاثة منها أتت من الحيوانات والمعروفة باسم أمراض حيوانية المنشأ.
ومن الأمراض التي تنقلها الخفافيش:
- فيروس الخفافيش الأسترالي “Australian Bat lyssa virus”
ينتقل عن طريق ملامسة لعاب الخفاش الحامل للمرض لجرح أو غشاء مخاطي للإنسان، أو عن طريق العض أو الخدش، ويسبب أعراض تشبه السعار ويؤدي للوفاة.
- داء النوسجات “Histoplasmosis”
عدوى رئوية نادرة تصيب عدة حيوانات ومنها الخفافيش، وتخرج الخفافيش الأجسام المعدية في فضلاتها، وتنتقل العدوى للأشخاص الذين يتعاملون مع كهوف الخفافيش أو يتعرضون لأتربتها.
- داء البريميات “Leptospirosis”
مرض بكتيري ينتقل للإنسان من خلال بول الحيوانات المصابة ومنها الخفافيش، وينبغي تجنب ملامسة البول للعين والأنف والفم والجروح، والاهتمام بغسل الأيدي جيدًا بعد التعامل مع الخفافيش أو فضلاتها.
- فيروس هيندرا “Hendra virus”
يصيب هذا الفيروس خفافيش الفاكهة الكبيرة المسماة بالثعالب الطائرة، وربما ينتقل منها للخيول التي تنقل العدوى للإنسان بدورها.
- فيروسات إيبولا و ماربورغ “Ebola & Marburg virus”
تنشر الخفافيش هذه العدوى للأشخاص الذين يتعاملون معها عن قرب، أو بتناول الفاكهة الملوثة بفضلات الخفافيش الحاملة للفيروس.
- فيروسات كورونا “Coronavirus”
تسببت الخفافيش في الجائحة العالمية (Covid-19) التي بدأت العام الماضي، إذ نقلت فيروس SARS-CoV-2 للإنسان مما أدي للكثير من الوفيات، والمفارقة أن الفيروسات لا تسبب المرض للخفافيش نفسها، حيث يُحيّد الخفاش الحامل للفيروس جهازه المناعي فلا يسبب له المرض.
هل نحن بصدد جائحة جديدة؟
وَفْقًا لـِمنظمة الصحة العالمية (WHO) فإن العالم ربما يواجه جائحة كل خمس سنوات تسببها أمراض “حيوانية المنشأ”، وقالت المنظمة أننا في انتظار وباء محتمل أسمته (Disease X)، وتوقعت أن مسبباته ستكون جديدة على البشرية مثل جائحة Covid-19 تمامًا.
حتى الآن سبب وباء الكورونا أكثر من 119 مليون إصابة، وحوالي 2.56 مليون حالة وفاة على مستوى العالم، وجاري نشر برامج التطعيم للسيطرة على المرض.
كما حذر عالم الفيروسات “كريس فان تولكين” في حديث إذاعي لبرنامج Today على BBC Radio، أننا بانتظار وباء فيروسي آخر قد يكون أشد فتكًا من (Covid-19).
إذ قال: ليس السؤال هل هناك وباء قادم أم لا؟ إنما السؤال “متى؟”.
ولا تزال الأبحاث جارية.
اقرأ أيضًا
عقار الإيفرمكتين | من الطفيليات إلى كورونا!
لقاح كورونا | هل ينقذ العالم من الفيروس القاتل؟
جزاكي الله خيرا…. الموضوع مفيد و طريقة عرضك مبسطه .