إقفار الكلية | حالة تهدد بقصور الكلية

يعد إقفار الكلية من أخطر الحالات المرضية التي تصيب الكلية، والكلية من أكثر أعضاء جسم الإنسان أهمية.

تُغَذي الكلية بالدم عن طريق شريان كلوي واحد، وعلى حسب درجة إصابته بأي ضرر،  تتأثر الكلية تأثرًا كبيرًا ينتج عنه مجموعة مختلفة من الأمراض، منها: إقفار الكلية.

وهي حالة تحدث بسبب ضيق الشريان الكلوي، وهي حالة شائعة وغالبًا ما يُهمل تشخيصها.

يتسبب هذا المرض في صورته المزمنة في 14% من حالات الفشل الكلوي في مراحله النهائية.

وفي هذا المقال نتعرف على المزيد عن حالة إقفار الكلية.

فما أسباب نقص تروية الكلية؟

نقص تروية الكلية هو تضرر جزء من نسيج الكلية ونقصان معدل الترشيح الكبيبي الكلوي؛ نتيجة لضيق الشريان الكلوي.

ونقص تروية الكلية يُنَشِّط نظام الرينين أنجيوتنسين ألدوستيرون Renin Angiotensin Aldosteron System RAAS، والتحفيز الأدريني، والذي ينتج عنه مركبات الأكسجين التفاعلية ويزيد من الإجهاد التأكسدي.

وكلما تقدم المرض، يتفاقم الوضع أكثر، محفزًا سبل الالتهاب والتليف، وفقدان وظائف الكلية. 

الآن ما أسباب ضيق الشريان الكلوي؟

 يتسبب ضيق الشريان الكلوي في منع وصول الدم المحمل بالأكسجين للكلية، ومن ثم لا تستطيع الكلية القيام بوظائفها، وتتضرر.

 ويرتفع ضغط الدم في البدن كله، وهذا الارتفاع إما أن يكون فجأة وتسوء حالة ضغط الدم بعدها دون تفسير واضح؛ و يكون ارتفاع ضغط الدم إما قبل سن الثلاثين، أو بعد سن الخمسين.

وكلما أصبح الشريان الكلوي أكثر ضيقًا، أصبحت أعراضه أكثر خطورة، إذ تنعدم السيطرة على ارتفاع ضغط الدم، وتزداد نسبة البروتينات في البول وغيرها من علامات اختلال وظائف الكلى.

يوجد سببان رئيسيان لضيق الشريان الكلوي وهما:

الأول: تصلب الشريان الكلوي:

      تتراكم الدهون والكوليسترول في جدار الشريان، ومع زيادة حجمها تصبح أكثر صلابةً؛ فيقل سريان الدم في الشريان، ويضيق الشريان في النهاية.

ويعد تصلب الشريان الكلوي أكثر شيوعًا بين مرضى تصلب شرايين القلب ومرضى تصلب الشرايين الطرفية.

ويعكس ضيق الشريان الكلوي مدى خطورة تصلب الشرايين في باقي الدورة الدموية.  

وهو مرض تقدمي، ويتسبب تقدمه في فقدان كتلة الكلية واختلال وظائفها، وهو أحد أسباب انسداد الكلى في حالة انسداده كُلِّيَةً.

ويمثل هذا السبب 90% من أسباب ضيق الشريان الكلوي في المرضى الذين تزيد أعمارهم عن 40 سنة.

الثاني: خلل التنسج العضلي الليفي:

      تنمو عضلات جدار الشريان في هذا المرض على نحو غير مألوف، وغالبًا ما تبدأ هذه الحالة منذ الصغر.

       نتيجة لهذا الخلل، يتكون جدار الشريان من مناطق واسعة تتبادل مع أخرى ضيقة، تظهر بالتصوير في شكل سبحي.

       يضيق الشريان بدرجة لا تسمح بوصول الدم المؤكسج للكلية، والضروري لصحة الكلية، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم في سن صغيرة.

      يصيب هذا الخلل كلية واحدة أو الكليتين معًا، وحتى الآن سببه مجهول، لكنه غالبًا ما يصيب النساء، وقد يظهر عند حديثي الولادة كعيب خلقي.

ما العوامل المسببة لخطر ضيق الشريان الكلوي؟

يتسبب عدد من العوامل في ضيق شرايين البدن عمومًا، والشريان الكلوي خصوصًا، منها:

قد لا يسبب ضيق الشريان الكلوي تأثيرًا واضحًا على وظائف الكلى، حيث أن الكلى تكتفي بأقل من 10% من معدل جريان الدم فيه لتقوم بوظائفها. 

 وعندما يقل ضغط تروية الكلى إلى معدل يصل إلى 40%، فإن التنظيم الذاتي بداخل الكلية يحافظ على معدل جريان الدم ومعدل الترشيح الكبيبي الكلوي. 

وحين يقل ضغط تروية الكلية أكثر فأكثر عن 40%، حينها يتأثر كل من معدل جريان الدم ومعدل الترشيح الكبيبي الكلوي.

ويصل ضغط تروية الكلى إلى 40% حين يصل نسبة ضيق الشريان الكلوي من 70 إلى 80%، وهذه النسبة تسمى بنقطة الضيق الحرج. 

كيفية تشخيص إقفار الكلية؟

 يجب على الطبيب أن ينتبه، خصوصًا وأن أعراض إقفار الكلية لا تظهر بصورة جلية، ولا يمكن تشخيصه بسهولة.

فاختلال وظائف الكلى مع وجود ضيق في الشريان الكلوي لا يعني بالضرورة حدوث نقص في تروية الكلية. 

وفي حين أن نسبة كبيرة من مرضى الداء الكلوي في مراحله النهائية يعانون ارتفاع ضغط الدم، فإن هناك نسبة كبيرة منهم لديهم إقفار كلية غير مشخص، يكون هو في الحقيقة السبب في الداء الكلوي بمراحله الأخيرة.

وذلك لكون إقفار الكلية في الخلفية وغير ظاهر ضمن نطاق حالات أخرى مشخصة وظاهرة، منها:

ويحتاج المريض إلى تقييم لتحديد إذا ما كان المرض أصاب كلية واحدة؟ أو الكليتين معًا؟ ومن الضروري قياس حجم الكليتين، مع رسم دقيق للأوعية الدموية تشريحيًا.

وظهور أي آفة في الأوعية الدموية، لا يتطلب بالضرورة إثبات تضرر وظيفة الكلية.

لذا من الأفضل إجراء عدد من الاختبارات لإثبات أن تصلب الشريان الكلوي مؤثر بطريقة مباشرة على معدل الترشيح الحبيبي الكلوي، ووظائف الكلى عمومًا. 

وعلى الرغم من عوامل الشبه بين تشخيص المرضى المصابين بإقفار الكلية والمرضى المشتبه بإصابتهم بارتفاع ضغط الدم الناجم عن الأوعية الكلوية، إلا أنه توجد فروقات أساسية بين التشخيصين.

فمن الشائع ارتباط ارتفاع ضغط الدم الناجم عن الأوعية الكلوية بكلية واحدة على الأقل تعمل بشكل طبيعي، في حين أنه تتضرر الكليتان في حالة إقفار الكلية.

ويوجد عدد من الاختبارات للتشخيص، منها ما يتعلق بالبحث عن عيوب في تكوين الشرايين الكلوية وأهمها: 

ومنها ما يفحص العيوب الوظيفية الناتجة عن ضيق الشريان الكلوي مثل:

هل يمكن علاج نقص تروية الكلية؟ 

من الجميل أن هذه الحالة قابلة للعلاج، إذا شُخصت مبكرًا، حيث تعود الكلية بعدها لحالتها الأصلية كما كانت قبل المرض.

ومن ضمن طرق العلاج ما يلي:

وينجح العلاج في الحفاظ على وظائف الكلى واستقرارها بل وتحسنها في نسبة مطردة من الحالات.

وبذلك يتضح مدى خطورة هذا المرض، وضرورة الكشف المبكر عنه حتى لا يتطور المرض إلى قصور الكلى وتليفها، وحينها لن تجدي وسائل العلاج وسيضطر المريض إلى الغسيل الكلوي تجنبًا للمضاعفات.

اقرأ أيضا

ضغط الدم المرتفع | القاتل الصامت

حصوات الكلى | الرمال المؤلمة

المغص الكلوي | أسبابه وكيفية الوقاية وطرق علاجه

المصادر

مراجعة عامة د/ مي دياب

مراجعة طبية د/ياسمين حسن

المصدر
pubmedjournals.physiologyasnjournalshealthlinemayoclinic
Exit mobile version