الصحة النفسيةطب الأطفالطبي

احذر من النوموفوبيا إذا كان لديك مراهقًا في منزلك

أسامة مراهق يبلغ من العمر 16 عامًا، يعشق كرة القدم منذ طفولته وأحرز جوائز وبطولات عديدة، وفي البطولة الأخيرة التي فاز بها أهداه والده هاتفًا محمولًا تشجيعًا له، ولم يكن يعلم أنها بداية اللعنة إذ ترك أسامة كرة القدم ولم يذهب إلى النادي لأداء التمرينات، وتأثر مستواه الدراسي كذلك كما بدأت تظهر عليه بعض الأعراض الغريبة فاستشار والده أحد الأطباء النفسيين فشخص حالته بالنوموفوبيا؛ لذا عزيزي القارئ سنتناول في هذا المقال كل ما يخص النوموفوبيا.. 

ما هي النوموفوبيا (nomophobia)؟

النوموفوبيا أو ما يُعرف برهاب فقدان الهاتف المحمول هو اختصار للمصطلح (No Mobile Phone Phobia)، وهو الخوف المرضي من فقدان الهاتف المحمول أو تعذر الاتصال بمن حولك مما يسبب شعورًا بالقلق والتوتر، وذلك يختلف عن الشعور الذي ينتابك عندما تفقد هاتفك فتقلق من فقدان البيانات الهامة، والصور وغيرها؛ إذ يُعد شعورًا ملازمًا لك مما يؤثر على الحياة اليومية.

أسباب النوموفوبيا

لم يستطع الخبراء وضع تفسير واضح للنوموفوبيا ولكن ربما يكون السبب الرئيسي هو اعتمادنا بشكل كبير على التكنولوجيا الحديثة في حياتنا، وتظهر تلك الظاهرة لدى المراهقين والبالغين، كما أن الخوف من الوحدة والعزلة وعدم الاتصال مع من حولنا يجعلنا عرضة لها.

إصابتك بالقلق والتوتر طيلة الوقت، ومعاناة أحد أفراد عائلتك من أي أشكال التوتر والقلق يزيد من احتمالية إصابتك برهاب فقدان الهاتف المحمول.

أعراض النوموفوبيا 

لم يضع خبراء الصحة النفسية مقياسًا لتقييم أعراض النوموفوبيا ومعرفة حدتها كما هو معتاد في الأمراض النفسية الأخرى، فوصفه الأطباء بأنه نوع من أنواع إدمان الهاتف المحمول، وتنقسم تلك الأعراض إلى نفسية وجسدية وسلوكية.

الأعراض النفسية مثل:

  • الخوف والقلق من مجرد فكرة عدم استخدام الهاتف أو فقدانه.
  • الغضب والإثارة والانفعال.
  • التوتر الزائد عند فقدان الهاتف ولو للحظات قليلة.

الأعراض الجسدية مثل:

الأعراض السلوكية مثل:

  • عدم القدرة على غلق الهاتف. 
  • شحن البطارية حتى وإن كانت ممتلئة.
  • مراقبة الهاتف طيلة الوقت لتفادي الاتصالات، والرسائل، والاشعارات الفائتة.
  • اصطحاب الهاتف في كل مكان حتى المرحاض.
  • الخوف الدائم من فقد الاتصال بالشبكة الخلوية والإنترنت.
  • إلغاء كل الخطط والأنشطة لقضاء الوقت على الهاتف.

التشخيص

استشر طبيبك النفسي إذا استمرت هذه الأعراض السابقة لمدة 6 أشهر أو أكثر وتسببت في التالي:

  • عدم الحصول على القدر الكاف من النوم.
  • تأثر العمل والعلاقات الاجتماعية.
  • التأثير السلبي على الصحة الجسدية والنفسية.
  • اضطرابات في الأنشطة اليومية المعتادة.

فلا يوجد مقياس محدد لوضع التشخيص والاعتماد الأساسي على الأعراض وما تسببه من أضرار على الصحة النفسية والجسدية.

علاج النوموفوبيا

يلجأ الأطباء دائمًا في علاج رهاب فقدان الهاتف المحمول إلى العلاج السلوكي الإدراكي (Cognitive behavioral therapy)، والعلاج بالتعرض (Exposure Thearpy) وفي بعض الأحيان إلى بعض الأدوية لعلاج أعراض القلق والتوتر، وسنوضح بالتفصيل تلك الأساليب فيما يلي:

العلاج السلوكي الإدراكي (cognitive behavioral Therapy)

يساعد هذا النوع من العلاج على التخلص من الشعور السلبي والأفكار السيئة التي تنتاب مريض النوموفوبيا عند تفكيره بفقد هاتفه المحمول وضياعه؛ إذ يساعدك الطبيب في طرد تلك الأفكار واستبدالها بأفكار أكثر واقعية وعقلانية.

على سبيل المثال، بدلًا من التفكير بفقدانه شيئًا حيويًا إذا لم يتابع الرسائل كل بضعة دقائق، فالعلاج السلوكي الإدراكي يذكره بأنه لا يفقد شيئًا مهمًا لأنه يتابع هاتفه باستمرار.

وإذا فقد هاتفه فليذكر نفسه بأن جميع أرقامه يمكن استرجاعها من النسخة الاحتياطية ويمكنه شراء هاتف جديد وستكون الأيام الأولى صعبة فقط حتى يعتاد هاتفه الجديد وأنها ليست نهاية العالم.

العلاج بالتعرض (Exposure Therapy)

يعلمك هذا العلاج السلوكي كيف تواجه مخاوفك بالتعرض التدريجي لها، على سبيل المثل يمكنك ترك هاتفك في غرفة أخرى وتحاول الابتعاد عنه لفترة قصيرة من الوقت، ثم تحاول زيادة هذه المدة لتنفصل عنه وقتًا أطول بتركه في المنزل والخروج بدونه، أو إغلاقه حال إنك مشغول بشيء آخر. 

الأدوية

لا يوجد أدوية معتمدة من منظمة الغذاء والدواء لعلاج الخوف من فقدان الهاتف المحمول، ولكن يصف الأطباء بعض الأدوية لعلاج الأعراض مثل القلق والاكتئاب والأعراض الجسدية، وهذه الأدوية مثل:

  • غالقات مستقبلات بيتا (B-Blockers)

تقلل من الأعراض الجسدية المصاحبة للمريض مثل اضطراب نظم القلب، وصعوبة التنفس، والدوار ويفضل تناولها قبل التعرض لأي خوف مثل الذهاب إلى أي مكان بعيد لا يوجد فيه تواصل عبر الهاتف.

  • البنزوديازبين (Benzodiazpines)

يعد لها أثرًا مهدئاً للقلق والخوف الناتج من فقد المحمول ولكن تُستخدم لمدة قصيرة؛ لتجنب التعود عليه وعدم التحسن بدونه.

  • مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (Selective Seritonin Reuptake Inhibitor)

تعتبر الاختيار الأول في علاج القلق والاكتئاب الناتج عن النوموفوبيا مثل:

Prozac 

Zoloft 

Cipralex

أساليب التأقلم والتغلب على النوموفوبيا

يوجد عدة طرق يمكن للشخص اتباعها لمساعدة نفسه للتأقلم على الخوف من فقدان الهاتف المحمول مثل:

  • إغلاق الهاتف المحمول ليلاً للحصول على القسط الكاف من النوم والراحة والابتعاد عنه.
  • محاولة إبعاد الهاتف أطول مدّة ممكنة خاصًة عند الانشغال بشيء ما كالتسوق أو ممارسة الرياضة أو إعداد الطعام.
  • قضاء معظم الوقت بعيدًا عن وسائل التواصل الاجتماعي ومحاولة اكتشاف أماكن جديدة للتنزه أو قراءة كتاب مفيد.
  • تشجيع الأصدقاء على تقوية الروابط الاجتماعية والمشاركة في الأنشطة المختلفة كممارسة الرياضة والسفر.

وختامًا يجب على كل أم وأب مراقبة أولادهم في سن المراهقة ومحاولة تنظيم وقتهم بين استخدام الهاتف المحمول وبين ملء وقت فراغهم بالأنشطة الرياضية، والهوايات كالقراءة والرسم والتجمع مع العائلة والأصدقاء لمنع حدوث رهاب فقدان الهاتف المحمول.

اقرأ أيضًا

الأطفال في سن المراهقة كيف أتعامل معهم؟

8 وسائل للتعامل مع الغضب عند المراهقين

القلق النفسي عند المراهقين | ابني المراهق لا تقلق!

مراجعة وتدقيق: د.دينا حجازي

مراجعة طبية/ سمر البدري

التحرير: أحمد فوزي

المصدر
www.verywellmind.com/nomophobiawww.ncbi.nlm.nih.gov/pmcwww.healthline.com/health

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى