ارتفاع إنزيمات الكبد | الأسباب والعلاج

إنزيمات الكبد هي مواد كيميائية يُفرزها الكبد، والكبد هو أكبر عضو في أعضاء الجسم الداخلية، يقع أسفل الحجاب الحاجز على الجانب الأيمن من البطن، للكبد وظائف عدة قد تصل إلى 500 وظيفة، منها إنتاج معظم بروتينات الجسم، وتكسير العناصر الغذائية من الطعام، وتخزين بعض الفيتامينات والمعادن، وإنتاج مواد تساعد على تخثر الدَّم والعديد من الوظائف الأخرى، ارتفاع إنزيمات الكبد في الدَّم قد يَعني أنك مصاب بالتهاب الكبد أو تلف الكبد.

في هذا المقال سنأخذكم في جولة قصيرة للتعرف على أسباب ارتفاع الإنزيمات الكبدية وطرق العلاج المختلفة.

إنزيمات الكبد

الإنزيم هو مادة كيميائية تساعد على تسريع التفاعلات الكيميائية التي تحدث في الجسم، يفرز الكبد العديد من الإنزيمات منها:

• إنزيمات ناقلة الألانين (Alanine transaminase -ALT)

توجد إنزيمات الكبد ALT في الكبد والكلية بشكل رئيسي. وتوجد كذلك في العضلات والقلب ولكن بكميات أقل بكثير.

وظيفتها هي تحويل الألانين (حمض أميني يوجد في البروتينات) إلى البيروفات (تعد وسيطًا مهمًا في إنتاج الطاقة الخلوية)، توجد في الدَّم بنسبة قليلة تتراوح بين 7 إلى 50 وحدة لكل لتر، وترتفع نتيجة تعرض الكبد للالتهاب أو التلف.

• إنزيمات ناقلة أمين الأسبارتات (Aspartate transaminase -AST)

توجد في الكبد، وخلايا الدَّم الحمراء، والقلب، والبنكرياس، ونسيج العضلات. تتراوح نسبتها الطبيعية بين 10 إلى 40 وحدة لكل لتر. يرتبط ارتفاع نسبتها بتلف أنسجة الجسم أو أحد الأعضاء مثل الكبد أو القلب.

• إنزيم الفوسفاتيز القلوي (Alkaline phosphatase)

هو إنزيم يوجد في الخلايا الكبدية والقنوات الصفراوية والعظام. يشير ارتفاعه إلى تلف في الكبد أو انسداد في القناة الصفراوية أو مرض عظمي.

• إنزيمات جاما جلوتامايل ترانسفيراز (Gamma glutamyltransferase -GGT)

توجد في الكبد، والكلية، والبنكرياس بشكل رئيسي. وترتفع في وجود أيّ من أمراض الكبد، كما قد ترتفع أيضًا بسبب الإصابة بالسكري أو قصور القلب الاحتقاني.

أسباب ارتفاع إنزيمات الكبد

ارتفاع إنزيمات الكبد غالبًا ما يكون دون أعراض، مما يدفع الطبيب المعالج لإجراء بعض الفحوص للبحث عن السبب وراء ارتفاع الإنزيمات. ومن هذه الأسباب:

الأسباب الأكثر شيوعًا:

• الكبد الدهني.
• متلازمة الأيض.
• التهاب الكبد الفيروسي (فيروس الكبد الوبائي أ، وب، وج).
• تعاطي الكحوليات والمخدرات.
• تليف الكبد.

الأسباب الأقل شيوعًا:

• مرض الاضطرابات الهضمية.
• فيروس إيبشتاين بار.
• سرطان الكبد.
• تعفن الدَّم أو تسمم الدَّم.
• مرض ويلسون.
• داء ترسب الأصبغة.
• التهاب الكبد المناعي الذاتي.
• بعض الأدوية مثل: 

1. بعض المسكنات مثل النابروكسين والديكلوفيناك.
2. الستاتينات (الأدوية التي تُخفض مستوى الكوليسترول).

أمراض ترتبط بارتفاع إنزيمات الكبد

كما ذكرنا سابقا، ارتفاع إنزيمات الكبد غالبًا ما يكون دون أعراض؛ ولذلك تختلف الأعراض باختلاف السبب المؤدي إلى ارتفاع إنزيمات الكبد.

مرض الكبد الدهني

هو تراكم الدهون على الكبد وهو نوعان:

• مرض الكبد الدهني الكحولي: يكون الكحول هو السبب في تراكم الدهون على الكبد.
• مرض الكبد الدهني غير الكحولي: وفيه لا يكون الكحول هو السبب في تراكم الدهون، الأشخاص المصابون بمرض متلازمة التمثيل الغذائي هم الأكثر عرضة للإصابة به.

أعراضه

غالبًا لا يسبب أعراض، وفي بعض الأحيان قد يسبب بعض الألم في الجانب الأيمن من البطن مع بعض التعب والإعياء.

متلازمة الأيض

متلازمة الأيض هي مجموعة من الأعراض التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، وهذه الأعراض تشمل:

• زيادة نسبة السكر في الدَّم.
• ارتفاع ضغط الدَّم.
• زيادة الوزن.
• ارتفاع نسبة الدهون في الدَّم.

التهاب الكبد 

هو التهاب فيروسي، له عدة سلالات مختلفة منها التهاب الكبد الفيروسي أ (Hepatitis A)، التهاب الكبد الفيروسي ب (Hepatitis B)، والتهاب الكبد الفيروسي ج (Hepatitis C). 

تتشابه أعراض التهاب الكبد الفيروسي في البداية، ولكن تختلف في النهاية مع التهاب الكبد الفيروسي ج. 

أعراضه

• الإعياء.
• آلام العضلات.
• آلام المفاصل.
• الغثيان.
• فُقدان الشهية.
• آلام المعدة.
• الحُمى.
• حكة في الجلد.
• اليرقان (اصفرار العين والجلد).

اضطراب تعاطي الكحول أو المخدرات

• قد يؤدي الإفراط في تناول الكحوليات أو تعاطي المخدرات (العقاقير غير المشروعة) إلى تلف الكبد أو التهابه.
• يُسمى التهاب الكبد الناتج عن تعاطي العقاقير التهاب الكبد السام، أما الناتج عن تناول الكحول يُسمى التهاب الكبد الكحولي.
• تتشابه أعراض اضطراب الكبد الكحولي مع أعراض التهاب الكبد الفيروسي.

تليف الكبد

تليف الكبد أو تشمع الكبد هو تلف دائم في أنسجة الكبد، يُعد الكبد هو العضو الوحيد في الجسم الذي يستطيع تجديد خلاياه، ولكن مع استمرار مُسبب التلف دون علاج يحدث ما يسمى تندب الخلايا.

الخلايا المُتندبة (المُتشمعة) لا تتجدد مرة أخرى، ولكن يستطيع الطبيب بالعلاج وقف التليف والحفاظ على الخلايا الكبدية السليمة. ولكن من المحتمل أن يؤدي تليف الكبد في النهاية إلى فشل الكبد.

تشمل أعراض تليف الكبد الإرهاق وحكة الجلد.

يؤدي عدم علاج التهاب الكبد الفيروسي أو الكبد الدهني إلى تليف الكبد.

تشخيص ارتفاع إنزيمات الكبد

• الفحص السريري: يفحصك الطبيب ويسألك عن الأعراض التي لديك.
• فحص الدَّم: يُجري الطبيب فحصًا للإنزيمات الكبدية ليتأكد من ارتفاع إنزيمات الكبد. كذلك يُجري فحصًا لوظائف الكبد الأخرى مثل نسبة البروتين الإجمالي (الألبيومين والجلوبيولين)، وزمن البروثرومبين، ونسبة البيليروبين. من خلال الفحص يُقٓيِّم الطبيب حالة الكبد ونوع ومستوى تقدم المرض.
• الفحوص التكميلية: قد يطلب الطبيب بعض الفحوص التكميلية للكشف عن السبب الرئيسي لارتفاع إنزيمات الكبد.

علاج ارتفاع إنزيمات الكبد

يعتمد علاج ارتفاع إنزيمات الكبد على علاج المُسبب لهذا الارتفاع، وفيما يلي نُبذة مختصرة عن علاج أكثر المسببات شيوعًا.

علاج مرض الكبد الدهني

• ينصح الطبيب مرضى الكبد الدهني الغير كحولي بتغيير نمط حياتهم إلى نمط أكثر صحية، وبذلك يساعدهم على إنقاص الوزن الزائد مثل:

• تناول غذاء صحي ومتكامل.
• ممارسة الرياضة.
• مراعاة أن يكون معدل الحرق أعلى من معدل الاستهلاك.
• يُفضل المتابعة الدورية مع اختصاصي تغذية.

• أما في حالة الكبد الدهني الكحولي، فيوصي الطبيب بالتوقف عن تناول الكحوليات.

علاج متلازمة الأيض

• إنقاص الوزن الزائد.
• ممارسة الرياضة.
• تناول غذاء صحي ومتوازن.
• السيطرة على مستويات السكر في الدَّم.
• التقليل من التوتر.

علاج التهاب الكبد الوبائي

التهاب الكبد الوبائي أ

 عادة ما يُشفى المريض بهذا النوع دون اللجوء للعلاجات الدوائية، كذلك ينصح الطبيب المريض بالراحة التامة مع تحذيره من تناول أدوية دون استشارة طبية.

التهاب الكبد الوبائي ب

يعتمد علاج هذا الفيروس على مضادات الفيروسات مثل الإنترفيرون إلى جانب الراحة على قدر المستطاع.

التهاب الكبد الوبائي ج

وجب التنويه أن معدل التعافي من فيروس ج مرتفع للغاية، وقد يصف الطبيب لعلاج هذا النوع مضادًا للفيروسات إلى جانب ريبافيرين.

اضطراب تعاطي الكحوليات والمخدرات

يعتمد علاج اضطراب تعاطي الكحول والمخدرات على:

• العلاجات السلوكية.
• الأدوية.
• مجموعات الدعم.

تليف الكبد

• تليف الكبد تلف تام في الأنسجة -كما ذكرنا سابقًا- لا علاج له، ولكن السبب الرئيسي للتليف غالبًا ما يستجيب للعلاج.
• يساعد التشخيص المبكر وبدء العلاج على الوقاية من تليف الكبد أو السيطرة عليه، كما أن النظام الغذائي الصحي وفقدان الوزن الزائد مع التقليل من استهلاك الكحول يساعد على وقف التليف والحفاظ على الخلايا السليمة.

وفي الختام عزيزي القارئ، ارتفاع إنزيمات الكبد غالبًا ما يكون عرض مؤقت يزول بزوال السبب؛ لذا حافظ دائمًا على غذائك الصحي مع ممارسة الرياضة ولا تنسى الفحص الدوري.