طب بيطري وأمراض مشتركةطبي

الإنفلونزا وأنواعها المختلفة وكيفية الوقاية منها

تعد الإنفلونزا عدوى فيروسية يسببها فيروس الإنفلونزا، الذي ينتقل من شخص إلى آخر بواسطة الجهاز التنفسي في أثناء السعال أو العطس، لكن قد تنتقل العدوى كذلك من الحيوان إلى الإنسان، وهذا ما يطلق عليه الإنفلونزا حيوانية المنشأ.

الإنفلونزا حيوانية المنشأ

هي الإنفلونزا التي تصيب الإنسان بسبب فيروسات حيوانية، مثل:

  • بعض الأنواع الفرعية لفيروس إنفلونزا الطيور (H5N1)، و(H7N9).
  • بعض الأنواع الفرعية لفيروس إنفلونزا الخنازير (H1N1)، و(H3N2).
  • فيروسات عائلة كورونا كاملةً، مثل:

متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS-COV)،

 متلازمة الجهاز التنفسي الحادة الوخيمة (SARS-COV)، 

وفيروس كورونا الجديد (nCOV) الذي يعد سلالة جديدة لم تعرف من قبل لدى البشر.

تنقسم فيروسات إنفلونزا إلى:

  • أي (A) يصيب البشر والعديد من الحيوانات المختلفة.
  • بي (B) ينتشر بين البشر ويسبب أوبئة موسمية.
  • سي (C) يصيب البشر والخنازير والعدوى تكون خفيفة بشكل عام.
  • دي (D) يصيب الماشية ولا يعرف أنه يسبب مرض.

تُعد السمة المشتركة لهذه الفيروسات الحيوانية المصدر، هي أن معظم الناس ليس لديهم أجسام مضادة أو مناعة ضدها.

لذلك إذا اكتسبت هذه الفيروسات القدرة على الانتشار بكفاءة بين البشر، قد يتسبب ذلك في تفشي مرض عالمي (جائحة).

تتغير وتتحرر هذه الفيروسات باستمرار، وقد تؤدي هذه التغييرات في بعض الأحيان إلى ظهور فيروس جديد.

إنفلونزا الطيور (Avian Influnza)

يشير هذا المصطلح إلى المرض الناجم عن إصابة الطيور بالفيروسات من النوع “أي”. 

تصيب هذه الفيروسات الطيور المائية البرية في جميع أنحاء العالم، ويمكن أن تصيب أيضًا الطيور الداجنة وأنواع الطيور والحيوانات الأخرى.

غالبًا ما تكون غير ممرضة في حالة إصابتها للطيور المائية البرية.

تعد مُعدية للغاية بين الطيور، ويمكن لبعض هذه الفيروسات أن تمرض بل تقتل بعض أنواع الطيور المستأنسة بما في ذلك الدجاج، والبط، والديك الرومي.

طرق انتقال العدوى بين الطيور

يمكن للطيور المصابة أن تفرز الفيروسات في لعابها، وإفرازات أنفها، وبرازها.

تُصاب الطيور المعرضة للإصابة بالعدوى، عند ملامستها للفيروس الذي تطرحه الطيور المصابة مع إفرازاتها.

ويمكن أن تصاب الطيور بالعدوى أيضًا من خلال ملامسة الأسطح الملوثة بالفيروس من الطيور المصابة.

تصنف فيروسات إنفلونزا الطيور “أي” إلى الفئتين التاليتين:

  •  فئة إنفلونزا الطيور منخفضة الإمراض (LPAI). 
  •  إنفلونزا الطيور عالية الإمراض (HPAI).

قد لا تسبب إصابة الدواجن بفيروسات LPAI أي مرض أو مرض خفيف، مثل: الريش المتطاير وانخفاض إنتاج البيض، وقد لا تكتشف أيضًا.

يمكن أن تسبب إصابة الدواجن بالفيروسات عالية الإمراض (HPAI) مرضًا شديدًا مع ارتفاع معدل الوفيات.

يمكن أن ينتشر كل من فيروسات (HPAI) ، (LPAI) بسرعة عبر قطعان الدجاج، ويمكن أن يُصاب بعض البط لكن دون أي علامات للمرض.

إنفلونزا الطيور في البشر

على الرغم من أن فيروسات إنفلونزا الطيور (A) لا تصيب البشر عادةً، إلا أن الإصابة بها قد تكون مهددة للحياة، وهي تُعد من الأمراض حيوانية المنشأ.

تطرح الطيور المُصابة الفيروسات في لعابها، ومخاطها، وبرازها.

تحدث الإصابة عندما يصل عدد كافٍ من الفيروسات إلى عين الشخص أو أنفه أو فمه أو عند استنشاقه.

يحدث هذا عندما يستنشق الشخص الفيروس في الهواء أو عندما يلمس شيئًا به فيروس ثم يلمس فمه أو عينه أو أنفه.

بالرغم أنه من النادر انتقال العدوى من شخص مريض إلى آخر، إلا أنه بسبب احتمال تغير فيروس A الذي يصيب الطيور وتطويره من نفسه، قد يكسبه ذلك القدرة على الانتشار بسهولة بين الناس.

إنفلونزا الخنازير (Swine flu)

هي مرض تنفسي شديد العدوى، يصيب الجهاز التنفسي للخنازير يسببه فيروس النوع أ، ويمكن أن تسبب مستويات عالية من المرض بين قطعان الخنازير، ولكنها تسبب القليل من الوفيات.

تنتشر هذه الفيروسات على مدار العام، إلا أن معظم حالات تفشي المرض تحدث في أثناء أواخر فصلي الخريف والشتاء.

عندما تصاب الخنازير بأنواع مختلفة من فيروسات الإنفلونزا (الخنازير، والطيور، والبشر)، يمكن أن يؤدي ذلك إلى ظهور فيروسات جديدة من الإنفلونزا.

 الآن يوجد ثلاثة أنواع فرعية من الفيروس “أ” H1N1, H1N2, H3N2.

تنتشر هذه الفيروسات بين الخنازير عن طريق الاتصال الوثيق ويمكن أيضًا من الأشياء الملوثة التي تنتقل بين الخنازير المصابة وغير المصابة.

أعراض إنفلونزا الخنازير 

قد لا تظهر على الخنازير المصابة أي أعراض وقد تظهر بعض الأعراض، مثل:

  • الحمى والاكتئاب والسُعال (نباح).
  • إفرازات من الأنف أو العين.
  • عطس وصعوبة تنفس. 
  • نقص في الشهية.

إنفلونزا الخنازير في البشر

يُعد انتقال هذا النوع من الفيروسات إلى البشر أمر غير شائع، ومع ذلك يمكن أن تنتقل إلى البشر من خلال الاتصال بالخنازير المُصابة أو البيئات الملوثة بالفيروس.

بمجرد أن يُصاب الإنسان بالعدوى يمكنه بعد ذلك نقل الفيروس إلى أي إنسان آخر، من خلال السُعال أو العطس.

أعراض الإنفلونزا حيوانية المنشأ على الإنسان

تُسبب الإنفلونزا حيوانية المنشأ مرضًا خفيفًا إلى شديدًا لدى الأفراد الذين يُصابون بها، ولا يمكن التمييز بين العلامات والأعراض للإنفلونزا الموسمية والإنفلونزا حيوانية المنشأ.

تتمثل الأعراض في الآتي:

  • عدوى العين (التهاب الملتحمة).
  • حُمى وسعال والتهاب الحلق 
  • صُداع وآلام بالعضلات.
  • أعراض الجهاز الهضمي، مثل: إسهال، وقئ، ومغص).
  • التهاب الدماغ.

قد تتطور الأعراض في بعض الحالات حتى تصل إلى أمراض الجهاز التنفسي الشديدة، مثل:

  • متلازمة الضائقة التنفسية الحادة (Acute respiratory distress syndrome).
  •  الالتهاب الرئوي الفيروسي.
  • الصدمة الإنتانية (septic shock).

تشخيص الإنفلونزا حيوانية المنشأ

يوجد عدة اختبارات لتشخيص العدوى البشرية بالإنفلونزا حيوانية المنشأ، مثل:

  • اختبار الجزيئات (RT-PCR)
  • اختبارات تشخيص الإنفلونزا السريعة (RIDTs)، وتعد حساسيتها أقل مقارنةً باختبار (PCR).

علاج الإنفلونزا 

يجب وصف مثبطات النورامينيداز (Oseltamivir, Zanamivir) في الحالات المشتبه بها والمؤكدة، في أسرع وقت ممكن أي في غضون 48 ساعة بعد ظهور الأعراض.

ذلك لأن مثبطات النورامينيداز تقلل مدة تكاثر الفيروس وتحسن فرص البقاء على قيد الحياة، و

يوصى بالعلاج مدة لا تقل عن 5 أيام، ولكن يمكن تمديدها حتى تتحسن الحالة.

لا ينبغي استخدام الكورتيكوستيرويدات روتينياً، ما لم توصف لأسباب أخرى مثل الربو، وبعض الحالات المرضية الأخرى.

الوقاية من الإنفلونزا 

تُعد أفضل طريقة للوقاية من الإنفلونزا هي التطعيم كل عام، لكن تظل العادات الصحية الجيدة هي العامل الأساسي في الوقاية.

تطعيم الفئات المعرضة للإصابة، أمر هام لتقليل خطر الإصابة بالمرض.

يشمل الأشخاص المعرضون لخطر الإصابة بالمضاعفات الخطيرة، الآتي:

  • الأطفال والحوامل
  • كبار السن (ممن تجاوزوا 65 عامًا).
  • العاملين بالقطاع الطبي.
  • الأشخاص الذين يعانون بعض الحالات الصحية المزمنة، مثل: الربو والسكري، وأمراض القلب والضغط، ومرضى الفشل الكلوي والسرطان.

تتمثل العادات الصحية الجيدة اللازم اتباعها، للوقاية في الآتي:

غسل اليدين جيدًا بانتظام 

  • يمكن للفيروس أن يعيش على الأسطح الصلبة، لذلك حافظ على غسل يديك بانتظام قبل تحضير الطعام وتناوله.
  • يجب غسل اليدين أيضًا بعد استخدام الحمام، لذلك يفضل حمل زجاجة جل معقم لليدين لتعقم به يديك عندما لا يتوفر الماء والصابون.
  • يجب أيضًا تعقيم اليدين بعد ملامسة الأسطح التي لُمست، بما في ذلك مقابض الأبواب، ومفاتيح الإضاءة.
  • تُغسل اليدين بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل.
  • تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس واستخدام المناديل الورقية، والتخلص منها بطريقة صحيحة.
  • تطبيق العزل الذاتي المبكر حال ظهور أي أعراض للإنفلونزا، مثل ارتفاع درجة الحرارة أو ضيق التنفس.
  • يجب على المقيمين في بلدان يُعرف عنها تفشي إنفلونزا الطيور تجنب مزارع الدواجن الحية، أو دخول أسواق بيع الدواجن، أو أماكن ذبح الدواجن.
  • يجب تجنب التلامس مع أي أسطح تبدو ملوثة ببراز الدواجن أو الحيوانات الأخرى.

تنظيف الأسطح وتعقيمها 

يجب تنظيف وتعقيم الأسطح المعرضة للتلامس في المنزل أو العمل أو المدرسة، خاصةً عند وجود شخص مريض.

تقوية جهاز المناعة 

يساعد جهاز المناعة القوي جسمك على مقاومة العدوى، وحتى إذا مرضت فأنه يساعد في تقليل حدة الأعراض.

لتقوية جهاز المناعة يجب اتباع الآتي:

  • عدد ساعات كافي من النوم (7 إلى 9 ساعات)
  • ممارسة أي نشاط بدني لمدة 30 دقيقة، ثلاث مرات في الأسبوع.
  • تناول الأغذية الغنية بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة، مثل الخضراوات والفواكه، والتقليل من السكريات والأطعمة السريعة.
  • شرب كمية كافية من المياه.

في النهاية عزيزي القارئ لا داعي للقلق لأن الإنفلونزا تزول من تلقاء نفسها في معظم الأشخاص، لكن أحيانًا يمكن أن تكون مضاعفاتها خطرة خاصةً مع الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالمضاعفات.

اقرأ أيضًا

أمراض الأسماك التي قد تصيب الإنسان

الأمراض المدارية المهملة 

مرض حمى الضنك | الأعراض والوقاية والعلاج

المصدر
cdc.medicalnewstodaywhozoonotic-influenza

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى