ارتفعت درجة حرارة صغيري منذ أسبوع مضى، وشُخص بالتهاب البلعوم!
ظهرت الأعراض متتالية، في البداية أصابته كحة شديدة ثم ارتفعت حرارة الجسم، وبعد تناول أدوية الحرارة والكحة اشتد عليه التعب وبدأ التهاب الحلق يزداد إلى أن أخذ المضاد الحيوي المدة الموصى بها.
فجأة ازداد الصراخ، وظهرت بثور في الفم والقدم واليد وشُخِّص أن سبب الإصابة عدوى فيروسية.
أظن أن الأمر کان یحتاج إلی تدخل الطبيب منذ البداية حتى لا تتفاقم الأعراض.
يبدو أن سبب إصابة طفلي مختلف تمامًا عن إصابتي به منذ مدة، فأنا قد شفیت من التهاب الحلق دون استخدام أدوية، ولکن احتاج طفلي إلی تدخل الطبیب!
ماهو التهاب البلعوم”pharyngitis”؟
قد يشعر المريض بالألم، وجفاف في الحلق نتيجة الالتهابات، أو العوامل البيئية المسببة للمرض، وتزداد الإصابة في خلال فصل الشتاء، فيضطر المريض إلی البقاء في المنزل للراحة والعلاج.
قد يحدث نتيجة عدوى فيروسية أو بكتيرية.
أسباب التهاب البلعوم”pharyngitis”؟
قد یصاحب العدید من الأمراض، منها :
- مرض الحصبة.
- الفيروس الغدي (Adenovirus)، وهو أحد أسباب نزلات البرد
- جدري الماء.
- الخُنَّاق، وهو مرض يصيب الأطفال ويتميز بسعال نباحي.
- السعال الديكي.
- المجموعة أ العقدية”group A streptococcus”.
وهناک أسباب فیروسیة وبکتیریة تسبب الالتهاب
- الفيروسات هي السبب الأكثر شيوعًا
تحدث الإصابة بسبب الالتهابات الفيروسية مثل نزلات البرد أو الإنفلونزا أو مرض كثرة الوحيدات “داء التقبيل“.
لا تستجيب العدوى الفيروسية للمضادات الحيوية، لكن قد یساعد العلاج علی تخفيف حدة الأعراض.
- العدوى البكتيرية
أكثر أنواع العدوى البكتيرية شيوعًا هو التهاب البلعوم الناتج عن البكتيريا العقدية (Streptococcus pyogenes).
يتطلب علاج الالتهابات البكتيرية استخدام المضادات الحيوية.
يمكن أن يٶدي التعرض المتكرر لنزلات البرد والإنفلونزا إلی الإصابة بالتهاب البلعوم.
قد تتكرر الإصابة لدى موظفي مجال الرعاية الصحية، ومرضى الحساسية، والتهابات الجيوب الأنفية المتكررة، كما يؤدي التعرض للتدخين السلبي إلى زيادة خطر الإصابة بالتهاب البلعوم.
الأعراض
تستمر فترة الحضانة من 2-5 أيام، وتختلف الأعراض اعتمادًا على مسبب المرض.
أعراض عامة مثل التهاب الحلق وجفافه أو حدوث حكة في الحلق.
- أعراض تترافق مع نزلات البرد أو الإنفلونزا
- العطس، وسيلان الأنف، والسعال.
- صداع الرأس، وآلام الجسم.
- قشعريرة، وإعياء.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- أعراض تترافق مع داء كثرة الوحيدات
- تورم الغدد الليمفاوية، والتعب الشديد.
- آلام العضلات.
- فقدان الشهية.
- بالإضافة إلی التهاب الحلق تظهر الأعراض الآتیة
- صعوبة البلع
- احمرار الحلق مع وجود بقع بيضاء، أو بنية
- تورم الغدد الليمفاوية
- تغير الطعم في الفم
تختلف طرق انتقال العدوى باختلاف سبب الإصابة، ففي حالة الإصابة الفيروسية یمکن أن تنتقل العدوى من المريض حتى زوال الحمى، وفي حالة التهاب الحلق البکتیري یمکن أن تنتقل العدوى من بدايتها حتی مرور 24 ساعة على إعطاء المضادات الحيوية.
قد تتساءل كم تستمر مدة ارتفاع الحرارة المصاحبة لالتهاب الحلق؟
في الحقيقة تصل الأعراض وارتفاع الحرارة إلى ذروتها خلال 3-5 أيام في الحالات الشديدة.
التشخيص
يوجد طرق عديدة لتشخيص التهاب البلعوم طبقًا لنوع الإصابة.
- الفحص الطبي السريري
- الفحص الطبي للحلق للتحقق من وجود أورام، أو بقع بيضاء أو بنية.
- فحص الأذن والأنف للتحقق من احتمالية تورم الغدد الليمفاوية.
- مزرعة حلقية
نستخدم قطعة قطنية لأخذ عينة من إفرازات الحلق، وإجراء اختبار سريع للبكتيريا، قد يتوفر الاختبار غالبًا في عيادة الطبيب.
في حالة إيجابية المكورات العقدية يجب إرسال مسحة إلى المختبر لإجراء المزيد من الاختبارات وتظهر النتائج خلال 24 ساعة.
- التحاليل المعملية للدم
يحدث في حالة الاشتباه بوجود سبب آخر للإصابة، ويحدد اختبار الدم الإصابة بداء كثرة الوحيدات.
يمكن إجراء تحليل صورة الدم الكاملة في حالة احتمالية الإصابة بعدوى أخرى.
التهاب البلعوم العقدي
عدوى بكتيرية تحدث نتيجة الإصابة غالبًا بالبكتيريا العقدية (streptococcus pyogenes).
تُعد عدوى شائعة وهى أحد أسباب الإصابة بالتهاب اللوزتين.
علاج التهاب البلعوم واللوزتين
- الرعاية المنزلية
تساعد على تخفيف حدة الأعراض مثل:
- الإكثار من السوائل والمرق الدافئ لمنع الجفاف.
- الغرغرة بالماء الدافئ والملح.
- الراحة حتى التحسن.
- تناول الأعشاب مثل العرق سوس، وزهر العسل.
- علاج التهاب البلعوم
في حالة العدوى البكتيرية يُعد التدخل الطبي هو الحل الأمثل، قد يصف الطبيب المضادات الحيوية وتستغرق مدة العلاج من 7-10 أيام.
- علاج التهاب اللوزتين
يصف الطبيب المضادات الحيوية لعلاج العدوى.
في الحالات الأكثر خطورة الناتجة عن تورم اللوزتين وصعوبة التنفس يوصي الأطباء بعملية جراحية لاستئصال اللوزتين.
التهاب البلعوم والأذن
آلام الأذن المصاحبة لالتهاب الحلق تدل على التهاب اللوزتين، أو مرض كثرة الوحيدات.
يمكن أن يصاحبهما الصداع، والحمى، وشعور عام بالتعب.
الأسباب
- مثيرات الحساسية مثل الغبار، أو حبوب اللقاح، الذي يؤدي إلى رد فعل تحسسي يسبب التهاب الأغشية المخاطية المبطنة لتجويف الأنف، والأذن.
- قد يسبب التهاب اللوزتين آلامًا في الأذن عند البلع.
- قد يسبب مرض كثرة الوحيدات امتلاء الأذن.
- يمكن انتقال البكتريا المسببة لالتهاب الحلق إلى قناة استاكيوس التي تربط بين الأذن الوسطى والبلعوم الأنفي، مسببةً التهاب الأذن.
- قد يسبب الارتجاع المعدي المريئي التهاب الجيوب الأنفية، إذ يتداخل الالتهاب مع تصريف المخاط فيؤدي إلى آلام الأذن وتورم الوجه.
- استنشاق الدخان والمواد الكيميائية التي تسبب التهاب الأغشية المخاطية وتؤثر في الأذن.
علاج التهاب البلعوم والأذن
يصف الطبيب المضادات الحيوية في حالة الإصابة بالعدوى البكتيرية المتكررة، أو ضعف جهاز المناعة.
التهاب البلعوم عند الأطفال
أسباب التهاب البلعوم عند الأطفال
تختلف أسباب إصابة الأطفال، فقد تكون:
- عدوى فيروسية مثل التعرض لنزلات البرد، أو التهاب اللوزتين، أو مرض اليد والقدم والفم وهو مرض شديد العدوى وقد يسبب صعوبة البلع أيضًا.
- التهاب اللوزتين الناجم عن عدوى بكتيرية.
متى يجب استشارة طبيب الأطفال
- إذا كان عمر طفلك أقل من 3 أشهر، اتصل بالطبيب فور ظهور العلامات الأولى لالتهاب الحلق مثل رفض الأكل، وصعوبة البلع.
- إذا كان عمر طفلك أكثر من 3 أشهر، وتظهر عليه أعراض ارتفاع درجة الحرارة، وسعال مستمر، وصرخة غير عادية، وآلام الأذن، وطفح جلدي على اليد والفم والقدم والأرداف.
العلاج
الراحة مهمة جدًا لكي يتحسن الطفل.
يحتاج طفلك إلى المضادات الحيوية في حالات الإصابة البكتيرية، ولا ينصح باستخدام أدوية البرد أو السعال دون وصفة طبية من طبيب الأطفال.
قد يتعافى في خلال 7-10 أيام، وفي حالة الالتهاب الناتج عن مرض اليد والقدم والفم، أو التهاب اللوزتين قد يستغرق وقتًا أطول.
كيفية الوقاية من التهاب البلعوم
- تجنب مشاركة الطعام والشراب وأدوات الأكل.
- تجنب الاختلاط بالشخص المصاب.
- غسل اليدين كثيرًا وخاصًا قبل الأكل، وبعد السعال أو العطس.
- استخدام مطهرات الأيدي التي تحتوي على الكحول في حالة عدم توفر الماء والصابون.
- تجنب التدخين والتدخين السلبي.
ثق تمامًا أن الوقاية خير من العلاج، وأولى خطوات علاج التهاب البلعوم هي الراحة.
أقرأ أيضًا
- مكافحة العدوى | وأهميتها في تقليل انتشار الأمراض
- الفيروسات|كيفية التشخيص والعلاج
- أسباب ضعف المناعة وكيف نقويها
المراجعة والتدقيق: د/بسمة عبدالله
المراجعة الطبية: د/أسماء يونس