طب عامطبيمكافحة العدوى

أسباب ضعف المناعة وكيف نقويها

جهاز المناعة هو جيشك أمام الغزاة من فيروسات وبكتيريا وغيرها، ولكن هل فكرت يومًا في أسباب ضعف المناعة، ولماذا يستسلم هذا الجيش ويدعك فريسة لهؤلاء الغزاة.

تابع معنا هذا المقال للإجابة عن تساؤلاتك.

ما هي اضطرابات نقص المناعة؟

هي حالة تمنع جسمك من محاربة العدوى والأمراض، وتجعل الإصابة بالفيروسات والبكتيريا أمرًا سهلًا.

تكون اضطرابات نقص المناعة إما خلقية أو مكتسبة.

الاضطرابات الخلقية: هي الاضطراب الذي ولدت به.

الاضطرابات المكتسبة أو الثانوية: هي التي تحصل لاحقًا مع مرور الوقت وهي أكثر شيوعًا من الخلقية.

ما هي الأنواع المختلفة لأمراض نقص المناعة؟

تنقسم أمراض نقص المناعة إلى:

  • مرض نقص المناعة الأولي. 
  • مرض نقص المناعة الثانوي.

أسباب نقص المناعة 

نقص المناعة الأولي 

ربما تحدث اضطرابات نقص المناعة الأولي بسبب الطفرات (أحيانًا في جين معين) ويوجد أكثر من 300 نوع.

 إذا كان الجين المتحور موجودًا على كروموسوم X (الجنس)، فإن الاضطراب الناتج يسمى اضطراب مرتبط بـ X. 

تحدث الاضطرابات المرتبطة بالصبغي X في كثير من الأحيان عند الذكور، حيث يبلغ عدد المصابين باضطرابات نقص المناعة الأولي من الذكور نحو 60٪ من إجمالي عدد المصابين.

تُصنَّف اضطرابات العَوَز المَناعيّ (نقص المناعة) الأولي حَسَبَ الجزء المصاب من الجهاز المناعي:

  • المناعة الخلطية (Humoral immunity)

 تشمل الخلايا البائية B cells (الخلايا الليمفاوية)، وهي نوع من خلايا الدَّم البيضاء التي تنتج الأجسام المضادة (الجلوبولين المناعي).

  • المناعة الخلوية (Cellular immunity)

تشمل الخلايا التائية T cells (الخلايا الليمفاوية)، وهي نوع من خلايا الدَّم البيضاء التي تساعد في تحديد وتدمير الخلايا الغريبة أو غير الطبيعية.

  • كل من المناعة الخلطية والخلوية: الخلايا البائية والخلايا التائية.
  • الخلايا البلعمية: الخلايا التي تبتلع وتقتل الكائنات الحية الدقيقة.
  • البروتينات المكملة: البروتينات التي تساعد الخلايا المناعية على قتل البكتيريا وتحديد الخلايا الغريبة لتدميرها.

ربما يكون الجزء المصاب من الجهاز المناعي مفقودًا أو قليل العدد أو غير طبيعي أو معطل.

تعد مشاكل الخلايا البائية أكثر اضطرابات نقص المناعة الأولية شيوعًا، حيث تمثل أكثر من نصف الحالات.

نقص المناعة الثانوي

تحدث اضطرابات نقص المناعة الثانوي عندما يهاجم جسمك مصدر خارجي، مثل: مادة كيميائية سامة أو عدوى. 

ترجع أسباب ضعف المناعة الثانوي إلى ما يلي:

  • الاضطرابات المزمنة، مثل: مرض السكري أو السرطان.
  • المخدرات.
  • العلاج الإشعاعي.
  • الحروق الشديدة.
  • العلاج الكيميائي.
  • سوء التغذية، عندما يتسبب نقص التغذية في انخفاض الوزن إلى أقل من 80٪ من الوزن الموصى به، فغالبًا ما يضعف الجهاز المناعي.
  • الإيدز، وهو اضطراب نقص المناعة المكتسب الأكثر شيوعًا.
  • سرطانات الجهاز المناعي، مثل: اللوكيميا.
  • الأمراض المناعية المعقدة، مثل: التهاب الكبد الفيروسي.

هل نقص المناعة طبيعي في مراحل معينة؟

يُعَد نقص المناعة عند حديثي الولادة وكبار السن (العجزة) أمر شائع الحدوث وطبيعي.

أسباب ضعف المناعة عند حديثي الولادة

عند الولادة، لا تتطور المناعة المكتسبة بشكل كامل.

لدى الأطفال حديثي الولادة بعض الأجسام المضادة التي عبرت المشيمة من الأم في أثناء الحمل.

تحمي هذه الأجسام المضادة حديثي الولادة من العدوى حتى يتطور جهاز المناعة لديهم بشكل كامل.

كما يتلقى الأطفال الذين يرضعون طبيعيًا أجسامًا مضادة من لبن الأم.

أسباب ضعف المناعة عند كبار السن 

مع التقدم في السن، يصبح الجهاز المناعي أقل فاعلية بعدة طرق:

  • الخلايا التائية

مع التقدم في العمر، ينتج الجسم عددًا أقل من الخلايا التائية التي تساعد على التعرف على الخلايا غير الطبيعية ومهاجمتها.

  • الخلايا البلعمية

تعمل الخلايا البلعمية (التي تبتلع البكتيريا والخلايا الغريبة الأخرى) على تدمير البكتيريا والخلايا السرطانية بشكل أبطأ.

 ربما يكون هذا التباطؤ أحد أسباب انتشار السرطان بين كبار السن.

  • سوء التغذية 

هو أمر شائع بين كبار السن ويضعف جهاز المناعة.

عادة ما يُعتقد أن نقص التغذية هو نقص في السعرات الحرارية، ولكنه أيضًا نقصًا في عنصر أو أكثر من العناصر الغذائية الأساسية.

ربما يكون هناك نقص في عنصرين مغذيين لهما أهمية خاصة للمناعة -الكالسيوم والزنك- لدى كبار السن.

يُعَد نقص الكالسيوم أكثر شيوعًا بين كبار السن، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أنه مع تقدم الناس في السن، تصبح الأمعاء أقل قدرة على امتصاص الكالسيوم.

 أيضًا، ربما لا يحصل كبار السن على ما يكفي من الكالسيوم في نظامهم الغذائي.

 يُعد نقص الزنك شائعًا جدًا بين كبار السن أيضًا.

  • بعض الاضطرابات، مثل: مرض السكري وأمراض الكلى المزمنة.
  • بعض العلاجات، مثل: مثبطات المناعة.

عوامل الخطورة للإصابة باضطرابات نقص المناعة

  • الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من الإصابة بأمراض نقص المناعة لديهم مخاطر أعلى من المعتاد.
  • كل ما يتسبب في ضعف جهز المناعة يؤدي إلى اضطراب نقص المناعة الثانوي، مثل: استئصال الطحال.
  • يؤدي التقدم في السن أيضًا إلى ضعف جهاز المناعة.
  • عدم كفاية البروتين في نظامك الغذائي يضعف جهاز المناعة أيضًا. 

أعراض نقص المناعة 

لكل اضطراب أعراض فريدة يمكن أن تكون متكررة أو مزمنة وتشمل بعض هذه الأعراض:

  • مرض العين.
  • التهابات الجيوب الأنفية.
  • نزلات البرد.
  • الإسهال.
  • الالتهاب الرئوي.
  • الالتهابات الفطرية.

إذا لم تستجب هذه المشكلات للعلاج أو لم تتحسن تمامًا بمرور الوقت، فسيفحصك طبيبك لتشخيص اضطراب نقص المناعة.

مضاعفات أمراض نقص المناعة

تختلف المضاعفات الناتجة عن مرض نقص المناعة الأولي اعتمادًا على النوع الذي تعانيه، وتشمل المضاعفات ما يلي:

  • عدوى متكررة.
  • اضطرابات المناعة الذاتية.
  • ضرر القلب أو الرئتين أو الجهاز الهضمي أو العصبي.
  • بطء النمو.
  • زيادة خطر الإصابة بالسرطان.
  • الموت نتيجة عدوى شديدة الْخَطَر.

هل نقص المناعة يسبب السرطان؟

تُضعف اضطرابات نقص المناعة قدرة الجهاز المناعي على الدفاع عن الجسم ضد الخلايا الغريبة أو غير الطبيعية التي تغزوه أو تهاجمه (مثل البكتيريا والفيروسات والفطريات والخلايا السرطانية). 

نتيجة لذلك، ربما تتطور عدوى بكتيرية أو فيروسية أو فطرية غير عادية أو أورام لمفاوية أو سرطانات أخرى.

على الجانب الآخر، يمكن أن تسبب العديد من أنواع السرطان اضطراب نقص المناعة. 

إذ يمكن لأي سرطان يؤثر على نخاع العظام (مثل سرطان الدَّم والأورام اللمفاوية) أن يمنع نخاع العظم من إنتاج خلايا الدَّم البيضاء الطبيعية (الخلايا البائية والخلايا التائية)، التي تعد جزءًا من جهاز المناعة.

تشخيص اضطرابات نقص المناعة 

  • تحاليل الدَّم.
  • اختبارات الجلد.
  • خزعة (فحص النسيج).
  • الاختبارات الجينية في بعض الأحيان.

يشك الطبيب أولًا في وجود نقص في المناعة ومن ثم يطلب التحاليل للتأكد وتحديد نوع الخلل.

يشتبه الطبيب في وجود نقص في جهاز المناعة عند توافر سبب أو أكثر مما يلي:

  • يصاب الشخص بعدوى متكررة (التهاب الجيوب الأنفية أو الالتهاب الرئوي أو التهاب الشعب الهوائية أو التهاب الأذن الوسطى).
  • وجود عدوى شديدة او غير معتادة.
  • تكون العدوى الشديدة بسبب كائن لا يسبب عدوى شديدة في المعتاد، مثل: الفطريات.
  • لا تستجيب العدوى المتكررة للعلاج.
  • يعاني باقي أفراد الأسرة أيضا عدوى حادة ومتكررة.

علاج نقص المناعة 

مع العلاج المناسب، يتمتع عديد من الأشخاص المصابين باضطراب نقص المناعة بعمر طبيعي. 

بالرغم من ذلك، يتطلب البعض علاجات مكثفة ومتكررة طوال الحياة، وآخرون، مثل: الذين يعانون نقص المناعة المشترك الشديد، يموتون في أثناء الرضاعة ما لم يتم زرع الخلايا الجذعية لهم.

يتضمن العلاج ما يلي:

  • لقاحات معينة للوقاية من العدوى.
  • المضادات الحيوية ومضادات الفيروسات عند الحاجة.
  • في بعض الأحيان الجلوبيولين المناعي.
  • زرع الخلايا الجذعية في بعض الأحيان.

عادةً ما يتضمن علاج اضطرابات نقص المناعة الوقاية من العدوى، وعلاج العدوى عند حدوثها، واستبدال أجزاء الجهاز المناعي المفقودة إن أمكن.

الوقاية من العدوى 

تعتمد استراتيجيات الوقاية من العدوى وعلاجها على نوع اضطراب نقص المناعة، فالأشخاص الذين يعانون اضطراب نقص المناعة بسبب نقص الأجسام المضادة معرضون لخطر العدوى البكتيرية. 

يمكن أن يساعد ما يلي في تقليل المخاطر:

  • العلاج بشكل دوري بالجلوبيولين المناعي (الأجسام المضادة المأخوذة من دَم الأشخاص الذين لديهم جهاز مناعي طبيعي) يتم إعطاؤهم عن طريق الوريد أو تحت الجلد.
  • ممارسة النظافة الشخصية الجيدة (بما في ذلك العناية بالأسنان).
  • عدم تناول الطعام غير المطبوخ جيدًا.
  • تناول الأطعمة المقوية للمناعة.
  • لا تشرب المياه الملوثة.
  • تجنب الاتصال مع الأشخاص المصابين بعدوى.

تُعطى اللقاحات إذا كان اضطراب نقص المناعة لا يؤثر على إنتاج الأجسام المضادة؛ لتحفيز الجسم على إنتاج أجسام مضادة تتعرف على بكتيريا أو فيروسات معينة وتهاجمها.

 إذا كان الجهاز المناعي للشخص لا يستطيع صنع الأجسام المضادة، فإن إعطاء اللِّقاح لا يؤدي إلى إنتاج الأجسام المضادة بل يمكن أن يؤدي إلى المرض.

على سبيل المثال، إذا لم يؤثر الاضطراب على إنتاج الأجسام المضادة، فيُعطى الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب لِقاح الإنفلونزا مرة واحدة سنويًا. 

يعطي الأطباء أيضًا هذا اللِّقاح لأفراد أسرة الشخص المباشرين والأشخاص الذين لديهم اتصال وثيق مع الشخص.

عمومًا، لا تُعطى اللقاحات التي تحتوي على كائنات حية ضعيفة (فيروسات أو بكتيريا) للأشخاص الذين يعانون خلل في الخلايا البائية أو التائية (T & B)؛ لأن هذه اللقاحات ربما تسبب عدوى لدى هؤلاء الأشخاص، مثل:

  • لِقاح الحصبة
  • النكاف.
  • الحصبة الألمانية.
  • لِقاح جدري الماء.

علاج العدوى

يشمل علاج العدوى ما يلي:

المضادات الحيوية

تعطى بمجرد ظهور الحمى أو أي علامة أخرى للعدوى، وغالبًا قبل الإجراءات الجراحية وعلاج الأسنان، التي قد تُدخِل البكتيريا في مجرى الدَّم. 

إذا كان الاضطراب (مثل: نقص المناعة المشترك الشديد) يزيد من خطر الإصابة بعدوى شديدة الْخَطَر أو عدوى معينة، فتُعطى المضادات الحيوية؛ للوقاية من هذه العدوى.

مضادات الفيروسات

تُعطى عند ظهور أول علامة للعدوى إذا كان لدى الأشخاص اضطراب نقص المناعة الذي يزيد من خطر الإصابة بعدوى فيروسية (مثل نقص المناعة بسبب خلل في الخلايا التائية).

تشمل هذه الأدوية: أوسيلتاميفير (Oseltamivir) أو زاناميفير (Zanamivir) للإنفلونزا، وأسيكلوفير (Acyclovir) للهربس أو جدري الماء.

استبدال الأجزاء المفقودة من جهاز المناعة

يشمل استبدال الأجزاء المفقودة ما يلي:

الجلوبيولين المناعي (Immunoglobulin)

يمكن أن يحل الجلوبين المناعي بطريقة فعالة محل الأجسام المضادة المفقودة لدى الأشخاص الذين يعانون نقص المناعة الذي يؤثر في إنتاج الأجسام المضادة بواسطة الخلايا البائية.

 يُحقن الجلوبيولين المناعي في الوريد مرة واحدة في الشهر أو تحت الجلد مرة واحدة في الأسبوع أو مرة في الشهر. 

يُعطى الجلوبيولين المناعي تحت الجلد في المنزل.

زراعة الخلايا الجذعية

يمكن أن تصحح بعض اضطرابات نقص المناعة، وخاصةً نقص المناعة المشترك الشديد. 

يمكن الحصول على الخلايا الجذعية من نخاع العظام أو الدَّم (بما في ذلك دَم الحبل السري). 

عادة ما يكون زرع الخلايا الجذعية، الذي يتوفر في بعض المراكز الطبية الكبرى، محجوزًا للاضطرابات الشديدة.

العلاج الجيني

 هو تدخل يمكن أن يعالج الأمراض الوراثية إلى جانب زرع الخلايا الجذعية.

في العلاج الجيني، يتم إدخال جين طبيعي في خلايا شخص ما لتصحيح خلل وراثي يسبب اضطرابًا. 

اُستخدِم العلاج الجيني بنجاح في العديد من اضطرابات نقص المناعة الأولية، مثل: نقص المناعة المشترك الشديد، وغيرها. 

بالرغم من وجود عديد من القيود والعقبات في هذا الإجراء، إلا أن العلاج الجيني يوفر أملًا بعلاجات محتملة في المستقبل.

الوقاية من ضعف المناعة الثانوي

يمكن السيطرة على أسباب ضعف المناعة الأولي وعلاجها، ولكن لا يمكن الوقاية منها.

يمكن منع وعلاج بعض أسباب ضعف المناعة الثانوي؛ مما يساعد على منع الإصابة بنقص المناعة، فيما يلي أمثلة:

  • عدوى فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)

 يمكن أن تقلل التدابير الوقائية من الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، مثل: اتباع إرشادات الجنس الآمن وعدم مشاركة الإبر لحقن الأدوية.

 يمكن للأدوية المضادة للفيروسات القهقرية (Retroviruses) علاج عدوى فيروس نقص المناعة البشرية بشكل فعال.

  • السرطان

عادةً ما يعيد العلاج الناجح وظيفة الجهاز المناعي، ما لم يحتج المرضى إلى الاستمرار في تناول مثبطات المناعة.

  • داء السكري

يمكن أن يساعد التحكم الجيد في مستويات السكر في الدَّم في تحسين عمل خلايا الدَّم البيضاء، وبالتالي منع العدوى.

النوم كذلك مهم جدًا لنظام المناعة الصحي، حيث يحتاج البالغون إلى ثماني ساعات من النوم كل ليلة. 

من المهم أيضًا أن تبتعد عن المرضى إذا كان جهازك المناعي لا يعمل بشكل صحيح.

في النهاية، أسباب ضعف المناعة كثيرة وهو أمر شديد الخطورة، ولكن يمكنك السيطرة على تلك الخطورة والحد منها عند معرفة السبب والسير في الاتجاه الصحيح الذي يحدده طبيبك.

اقرأ أيضًا

العدوى المحملة بالهواء | كورونا وأمراض أخرى

مكافحة العدوى | وأهميتها في تقليل انتشار الأمراض

الفقاعة الطبية | فقاعة الحجر الصحي لمكافحة العدوى

المصدر
merckmanualsncbimayoclinichealthline

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى