التهاب المثانة من الأمراض الشائعة التي تصيب النساء في الغالب، ففي أحد الأيام جاءتني إحدى صديقاتي تشكو من أنها لا تستطيع التحكم في البول في بعض الأوقات، وهذا الأمر يسبب لها حرجًا بالغًا، ولا تدري ما السبب؟ أو ماذا تفعل بهذا الشأن؟
تحدثت معها قليلًا لأعرف منها هل تشتكي من أعراض أخرى؟ وطمأنتها لأن كل الأعراض عندها تشير إلى التهاب في المثانة وهو مرض يسير علاجه ولا يستدعي قلقًا.
وها أنا ذا أنقل إليكم اليوم طرفًا من كلامنا عن هذا المرض؛ ليستفيد منه كل من يحتاج إليه، فهيا بنا!
ما أسباب التهاب المثانة؟
تتعدد الأسباب، وبما أن الجهاز البولي يتكون من الكليتين والحالبين والإحليل بالإضافة إلى المثانة، فإن أي عدوى تصيب أي مكون منهم، قد تؤدي في النهاية إلى التهاب في المثانة.
بالإضافة إلى ذلك، يرجع الالتهاب إلى عدة أسباب أخرى منها:
- تناول بعض أنواع الأدوية.
- التعرض للإشعاع.
- استخدام القسطرة البولية.
- استخدام بعض منتجات النظافة الشخصية.
وعلى حسب السبب الذي ينتج عنه هذا المرض تتعدد أنواع الالتهاب.
ما أنواع التهاب المثانة؟
يتراوح الالتهاب بين أن يكون حادًا ويحدث فجأةً، أو أن يكون مزمنًا فيأخذ وقتًا طويلًا حتى يظهر بصورة واضحة.
وفي كلتا الحالتين، تتعدد الأسباب، ففي بعض الحالات قد يكون السبب كالتالي:
- التهاب المثانة الجرثومي:
من مسماه يتبين لك سببه، فعندما تدخل البكتيريا عن طريق الإحليل داخل المثانة تسبب التهابًا.
هذه البكتيريا قد تأتي من خارج الجسم، أو تكون نتيجة تحور البكتيريا الطفيلية الموجودة داخل الجسم بصورة طبيعية.
تحور البكتيريا الطفيلية يحدث نتيجة استخدام منتجات النظافة الشخصية التي تغير من درجة الحموضة اللازمة لنمو البكتيريا بصورة طبيعية، خاصةً في النساء.
فالنساء أكثر عرضة في الغالب لحدوث التهاب في المثانة وذلك بسبب قصر طول الإحليل عن الرجال.
ويجب علاج هذا الالتهاب مبكرًا قبل أن ينتقل إلى الكلى ويسبب مشاكلات صحية جمة.
- التهاب المثانة الناجم عن الأدوية:
بعض أنواع الأدوية تخرج من الجسم عن طريق الجهاز البولي بعد أن تقوم بوظيفتها.
هذه الأدوية قد تسبب التهابًا عند مرورها خلال المثانة، من هذه الأدوية أدوية العلاج الكيماوي مثل سايكلوفوسفاميد وإيفوسفاميد.
- التهاب المثانة الإشعاعي:
يُستخدم العلاج الإشعاعي لعلاج بعض أنواع السرطانات، أو لتقليل حجم الورم السرطاني قبل إزالته جراحيًا.
وحين تتعرض منطقة الحوض للعلاج الإشعاعي تلتهب المثانة.
- الالتهاب لوجود جسم غريب في المثانة:
تتعدد الحالات التي يضطر فيها المريض إلى استخدام القسطرة البولية، ومع اختلاف هذه الحالات إلا إن الرابط بينها هو حدوث التهاب في المثانة بعد استخدام القسطرة البولية لمدة طويلة.
ويحدث الالتهاب بسبب تلف بعض الخلايا في أثناء تركيب القسطرة البولية أو نتيجة ضغط القسطرة البولية على الأنسجة حولها، كما أن وجود القسطرة البولية يسهل على البكتيريا الدخول إلى المثانة باعتبار القسطرة البولية جسرًا تعبر عليه البكتيريا من خارج الجسم إلى المثانة.
- التهاب في المثانة بسبب استخدام مواد كيميائية:
تسبب بعض منتجات النظافة الشخصية هذا الالتهاب، ومن هذه المنتجات:
- المواد القاتلة للحيوانات المنوية.
- بخاخات النظافة الشخصية النسائية.
- بعض المواد المستخدمة في صنع فقاقيع في أثناء الاستحمام.
- التهاب المثانة والجماع:
يتسبب هذا الالتهاب في حدوث ألم في أثناء الجماع، كما أن الجماع قد يكون سببًا في حدوثه.
- الالتهاب المرتبط بحالات مرضية أخرى:
تلتهب المثانة في بعض الأحيان كعرض لحالات مرضية عديدة منها:
- داء السكري.
- حصوات الكلى.
- الإيدز.
- تضخم البروستاتا.
- إصابات العمود الفقري.
ما أعراض التهاب المثانة؟
يوجد عددٌ من الأعراض التي قد لا تكون خطيرة في ذاتها، ولكنها تسبب إزعاجًا لصاحبها، منها على سبيل المثال:
- رغبة عارمة وملحة للتبول.
- الشعور بالحرقة في أثناء التبول.
- كثرة التردد على دورة المياه، مع خروج كمية قليلة من البول في كل مرة.
- وجود دم في البول.
- تغير البول ليكون بلون أغبش ورائحة نفاذة.
- شعور مزعج في الحوض وأسفل البطن.
- ارتفاع طفيف في درجة الحرارة الجسم.
- ألم في أثناء الجماع.
غير أنه يوجد بعض الأعراض الخطيرة التي تحتم عليك التوجه فورًا للطبيب متى ما اشتكيت من أحدها، من هذه الأعراض:
- حُمَّى مصاحب لها ارتعاشات.
- غثيان وقيء.
- ألم بالظهر أو الجانبين.
كيفية تشخيص التهاب المثانة؟
تتعدد طرق تشخيص هذا المرض، فقد يطلب الطبيب منك التالي:
- إجراء فحص لعينة من البول لتحديد سبب الالتهاب.
- إجراء منظار للمثانة: لينظر الطبيب عن كثب داخل المثانة، وقد يأخذ عينة من نسيج المثانة لفحصها إذا لزم الأمر.
- التصوير بالأشعة السينية: لاستبعاد وجود ورم أو عيب خلقي مسبب للالتهاب.
الآن ماذا عن علاج التهاب المثانة؟
بعد أن يشخص الطبيب الالتهاب، ويطلب إجراء بعض الفحوصات، وخصوصًا مزرعة للبول، لتحديد المضاد الحيوي المناسب لك، ليكون علاج نهائي في حال كان سبب الالتهاب جرثوميًا.
كما يصف بعض أنواع المسكنات في حال كان الألم شديدًا.
قد لا يضطر الطبيب إلى الجراحة إلا في بعض الحالات القليلة كإصلاح عيب خلقي أو وجود ورم يكونوا سببًا للالتهاب.
ولأن الوقاية خير من العلاج، عليك اتباع الآتي حتى تتجنب هذا المرض:
- شرب كميات كبيرة من السوائل.
- تجنب المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين؛ لأنها تؤثر على المثانة ولأنها مدرة للبول.
- الذهاب للتبول بمجرد الشعور بالرغبة وعدم التأجيل.
- ارتداء ملابس داخلية قطنية.
- تجنب الملابس الضيقة وارتداء ملابس فضفاضة مناسبة.
- للنساء: المسح من الأمام للخلف بعد الانتهاء من عملية الإخراج، حتى لا تنتقل البكتيريا من البراز إلى مدخل الإحليل.
ختامًا: يُعد هذا المرض من الأمراض القابلة للشفاء ولكن ينبغي الانتباه جيدًا عند ظهور أي عرض من الأعراض السابقة حتى لا يتفاقم المرض، كما أن استخدام أي منتج كيميائي ينبغي أن يكون تحت إشراف الطبيب المختص.
اقرأ أيضًا
مرض سلس البول | الأسباب والتشخيص والعلاج
سرطان المثانة | أسبابه وأعراضه وعلاجه
مراجعة عامة وتدقيق: غادة هيكل
مراجعة طبية: د/ أحمد فوزي