طب عامطبي

الدليل الشامل لأمراض القولون المختلفة والعلاج

 ينظر إلى مائدة الطعام وما تحتويه من لذائذ الأصناف، وقبل أن يبدأ في تناول الطعام يفكر في العواقب والألم الذي سيلازمه بعدها، ويسأل نفسه هل تناولت علاج القولون الخاص بي؟ أم أني نسيته كعادتي دائمًا، الآن عليه الاختيار بين المجازفة، لعل الليلة تمر دون تقلصات وآلام أمراض القولون المزعجة، أو الامتناع عن الأكل وإيثار السلامة.

ينطبق المثال السابق -وهو موضوعنا في هذا المقال- على داء شائع عند الكثير وهو متلازمة القولون العصبي، ونوسع الدائرة قليلًا للحديث عن باقي الأمراض التي تصيبه، مثل: التهاب القولون التقرحي، وسرطان القولون، الأسباب وطرق العلاج المختلفة، فتابعونا.

ما هو القولون؟

 هو عضو أنبوبي طويل ملفوف، يمتص الماء والفيتامينات من الطعام المهضوم، وتبقى النفايات الصلبة -البراز- التي تنتقل من خلاله إلى المستقيم، لتغادر الجسم عن طريق فتحة الشرج.

وهو جزء من الأمعاء الغليظة التي تضم أيضًا المستقيم والقناة الشرجية.

أسباب التهاب القولون

في الأحوال العادية، يؤدي وظيفته المتمثلة في إزالة الفضلات من الجسم على أكمل وجه، ولكن قد تحدث بعض الاضطرابات لأسباب منها:

  • الحمية أو اتباع أنظمة غذائية قاسية.
  • الضغط العصبي.
  • نمط الحياة.
  • تناول بعض الأدوية.

أعراض آلام القولون

تتفاوت الأعراض في شدتها طبقًا لطبيعة العطب المصيب للقولون، وأبرز الأعراض هي:

  • آلام البطن.
  • الإمساك.
  • الإسهال.
  • غازات وانتفاخ.
  • تشنج.
  • إعياء.

أنواع أمراض القولون

 1. متلازمة القولون العصبي

يُعرف أيضًا بالتشنجي، وهي مجموعة من الأعراض المعوية تحدث معًا، أبرزها كما ذكرنا آلام البطن، والتشنج، ونوبات من الإمساك والإسهال يصحبها تغيرات في شكل البراز.

التشخيص

 يستطيع الأطباء تشخيص القولون العصبي استنادًا إلى الأعراض السابقة، وقد يلجأون إلى بعض الإجراءات الإضافية، لتحديد أسباب تلك الأعراض منها على سبيل المثال:

  • تتبع النظام الغذائي في الفترة السابقة لظهور الأعراض، لاستبعاد كون حساسية الطعام هي السبب.
  • فحص البراز لاستبعاد وجود عدوى بالجهاز الهضمي.
  • فحص الدَّم للتحقق من وجود أنيميا أو أمراض اضطرابات هضمية.
  • إجراء منظار للتأكد من وجود التهاب، أو الإصابة بداء التهاب الأمعاء (كرون) أو السرطان.

 2. التهاب القولون التقرحي 

أحد أمراض التهاب الأمعاء الذي يسبب تهيجًا وتقرحات في بطانة الأمعاء الغليظة، واستخدام العلاج يجعله فقط تحت السيطرة، إذ لا يحدث التعافي بشكل كلًي.

أسبابه

 خلل في الجهاز المناعي، ينتج عنه مهاجمة خلايا الدَّم البيضاء لبكتريا الأمعاء النافعة، والخلايا المبطنة للقولون مُسببة الالتهابات والتقرحات.

يصيب الاتهاب التقرحي الفئة العمرية من خمسة عشر إلى ثلاثين عامًا، ومن هم فوق الستين.

ويلعب التاريخ المرضي للعائلة دورًا في زيادة الإصابة، إذ تزيد احتمالية الإصابة بنسبة 30% إذا كان هناك أحد الأقارب مصاب بنفس الحالة.

3. رتج القولون (فتق القولون)

 أكياس صغيرة خارجية تبرز من خلال النقاط الضعيفة في جدار القولون، وينتشر في المجتمعات الغربية التي تتبنى أنظمة غذائية منخفضة الألياف، وهو نادرًا ما يسبب أعراض إلا في حالة انسداد أحد الأكياس وإصابته بالعدوى مع احتمالية حدوث نزيف، ويحدث ذلك بنسبة 10% من مرضى الرتج.

4. كانسر القولون

 النوع الأشد خطورة من أمراض القولون، إذ تتشكل زوائد لحمية تسمى الأورام الحميدة ومع مرور الوقت تتحول إلى سرطان، وتجدر الإشارة بأنه ثالث أكثر السرطانات شيوعًا في الولايات المتحدة الأمريكية، ولذلك يُوصي اختصاصيو الرعاية الصحية هناك بإجراء فحوص منتظمة من عمر خمسين عامًا.

منظار القولون

هو اختبار لاكتشاف التغيرات والتشوهات في (الأمعاء الغليظة) والمستقيم، كما يفيد في استكشاف الأسباب المحتملة لألم البطن، ونزيف المستقيم والإسهال، أو الإمساك المزمن والمشاكل المعوية الأخرى.

طريقة عمله

 يٌدخل أنبوب طويل مرن من خلال المستقيم، يحمل في طرفه كاميرا فيديو دقيقة، تسمح للطبيب بمشاهدة الجزء الداخلي من القولون، ويمكن استخدامه لغرض الفحص، أو لإزالة الأورام الحميدة والزوائد غير الطبيعية، وأيضًا لأخد عينات من الأنسجة للكشف عن وجود سرطانات.

استعدادات منظار القولون

لا بد من إفراغ القولون قبل إجراء المنظار، إذ تحجب أي بقايا داخله أو داخل المستقيم الرؤية وتعيق الفحص، لذلك لا بد من اتباع الإرشادات التالية: 

  • تجنب الأطعمة الصلبة والاكتفاء بالمشروبات الصافية، مثل: الماء أو الشاي دون حليب أو قشدة، وتجنب المشروبات الغازية، ويفضل عدم تناول أو شرب شيء الليلة السابقة للفحص.
  • تناول ملينات في شكل حبوب أو شراب في الليلة السابقة أو صباح يوم الفحص.
  • إخبار الطبيب بالأدوية المستخدمة خصوصًا لمرض السكري وارتفاع ضغط الدم، وأيضًا المكملات التي تحتوي على الحديد ومضادات التخثر والجلطات، وذلك لتعديل الجرعات أو التوقف عنها مؤقتًا حسبما يراه الطبيب.
  • استخدام الحقنة الشرجية في بعض الحالات لتنظيف الجزء الأسفل من القولون.

علاج القولون

يرتكز العلاج على تخفيف الأعراض -لاسيما إذا كانت خفيفة- من خلال تخفيف التوتر، وتعديل العادات الغذائية ونمط الحياة، مثل:

  • تجنب الأطعمة التي تزيد من حدة الأعراض (المقليات والدهون).
  • تناول الأطعمة الغنية بالألياف.
  • شرب الكثير من السوائل.
  • ممارسة الرياضة بانتظام.
  • الحصول على قسط كاف من النوم.

أدوية لعلاج القولون العصبي

تستخدم في حالة اشتداد الأعراض، أو في حالة وجود اكتئاب، وإذا كان التوتر والضغط العصبي يزيدا المشكلة تفاقمًا:

  1. مكملات الألياف: مثل المحتوية على مادة السيليوم للمساعدة على علاج الإمساك.
  1. الملينات: تستخدم إذا لم تفي الألياف بالغرض، مثل: الأدوية المحتوية على هيدروكسيد الماغنسيوم أو مادة البولي ايثيلين جلايكول.
  1. مضادات الإسهال: التي لا تحتاج إلى وصفة طبية مثل لوبراميد. بالإضافة إلى كوليسترامين أو كوليستيبول التي ترتبط بالأحماض الصفراوية، وتزيد من حجم البراز مما يعطي تأثير مضاد للإسهال.
  1. مسكنات الآلام: البريجابالين والجابابنتين لتخفيف الآلام القوية والانتفاخ.
  1. مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات: أمثلة إيميبرامين و ديسيبرامين و نورتريبتيلين؛ لتخفيف الاكتئاب وتثبيط نشاط الخلايا العصبية المتحكمة في الأمعاء لتقليل الألم.
  1. مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية: مثل فلوكستين وباروكستين، للاكتئاب وتخفيف الألم والإمساك.
  1. مضادات الكولين: تساعد على تخفيف تقلصات الأمعاء المؤلمة، مثل ديسيكلومين، مع مراعاة أعراضها الجانبية كالإمساك، وجفاف الفم، وعدم وضوح الرؤية.

علاج القولون بالأعشاب

تٌفيد بعض أنواع الأعشاب في تخفيف أعراض القولون لما لها من تأثير مهدئ، وذلك بتقليل التوتر والقلق، وارتخاء عضلات البطن وتخفيف التقلصات.

يزيد أيضًا شرب شاي الأعشاب من كم السوائل داخل الجسم، مما يساعد على الهضم، وتلك أبرز الأنواع ذات التأثير:

  • النعناع: يمتاز بفاعليته في التخفيف من مشكلات الجهاز الهضمي، وتهدئة الأمعاء وتقليل الانتفاخ.
  • الينسون: ينظم عملية الهضم، ومفيد لعلاج الإمساك، وله أيضا خواص مسكنة ومضادة للالتهابات.
  • الشمر: يُستخدم لتخفيف الغازات والانتفاخات والتقلصات المعوية، لكن لا بد من الإشارة إلى وجود الشمر على قائمة أطعمة تسمى (الكربوهيدرات الجزيئية الصغيرة) المسببة لتهييج الأمعاء، مما يستلزم الحذر خلال استخدامه.
  • البابونج: مضاد للالتهاب يساعد على تخفيف التشنجات العضلية المرتبطة بالاضطرابات المعوية، وإرخاء عضلات المعدة؛ مما يجعله مناسبًا لمرضى متلازمة القولون العصبي.
  • الكركم: يشتهر بخصائصه العلاجية للجهاز الهضمي، ويخفف آلام البطن ويوفر شعورًا بالراحة.

يمكن اللجوء أيضا للرياضة كوسيلة مساعدة لمرضى القولون العصبي، فيُنصح بممارسة الأنشطة الخفيفة مثل:

  •  المشي.
  •  اليوجا.
  •  السباحة على مهل.
  • تمارين التنفس للمساعدة على الاسترخاء.

 مع تجنب الأنشطة التي تحتاج إلى جهد بدني عالِ مثل: الجري وركوب الدراجات، التي قد تأتي بنتائج عكسية.

أخيرًا الفحوص الدورية مثل: تحاليل الدم والبول والبراز، قد تكون كلمة السر في الكشف عن الكثير من أمراض الجهاز الهضمي، لذلك يُوصي الأطباء بإجراء تلك الفحوص مرة كل ثلاث سنوات للأعمار أقل من خمسين عامًا وبصحة جيدة، ومرة كل عام عند بلوغ الخمسين .. ودمتم بصحة.

المصدر
healthlineverywellhealthmayoclinicirritable bowel syndromecolonoscopy preparation

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى