الربو عند الأطفال | أسبابه ومحفزاته وطرق علاجه

د/ أميرة إبراهيم

من أكثر الأمراض المزعجة عند الأطفال هو مرض الربو، نطلب من الطفل ألا يلعب مثل أقرانه وألا يبذل مجهود بدني كبير، كيف يمكن للطفل أن يطيع هذا الأمر الغريب عن طبيعته.

ما هو مرض الربو؟ وماهي مسبباته؟ وكيف يمكن علاج الربو عند الأطفال؟ تعرف معنا في هذا المقال.

الربو هو مرض مزمن يصيب الشعب الهوائية، أي الممرات التي تحمل الهواء إلى داخل الرئة وخارجها.

يمتلك الأطفال شعب هوائية أصغر من البالغين؛ مما يجعل مرض الربو شديد الخطورة بالنسبة للأطفال.

أسباب مرض الربو عند الأطفال

غالبا ما يبدأ مرض الربو في الطفولة نتيجة لعدة أسباب، منها:

أسباب وراثية

تزداد احتمالية الإصابة بمرض الربو عند وجود تاريخ عائلي للإصابة بالربو أو الحساسية.

الحساسية

يمكن الخلط بين أعراض الحساسية والربو نظرًا للتشابه الشديد بينهما، وربما تؤدي الإصابة بالحساسية إلى زيادة احتمالية الإصابة بمرض الربو.

الإصابة بالالتهابات

ربما تؤدي الإصابة المتكررة بالتهابات الجهاز التنفسي إلى تطور الإصابة بمرض الربو، خاصةً في الأطفال حتى سن الخامسة.

محفزات مرض الربو

تتعدد محفزات مرض الربو عند الأطفال والبالغين، نذكر منها ما يلي:

الأعراض

يصعب تمييز أعراض مرض الربو عند الأطفال عن أعراض أي مرض تنفسي، لكن غالبًا ما تكون أعراض الربو مزمنة.

من الأعراض الأكثر شيوعًا في الأطفال ما يلي:

يمكن أن تختلف الأعراض في الأطفال الصغار عن الأطفال الأكبر سنًا.

الأطفال الصغار

(حتى 3 سنوات)

لا يستطيع الصغار التعبير عندما يعانون أي مرض، لذلك يجب على البالغين الانتباه إلى ظهور أي أعراض جديدة لدى الصغار، يمكن أن تشمل:

الأطفال الأكبر سنًا

يستطيع الأطفال الأكبر سنًا التعبير أفضل من الصغار، بالإضافة إلى الأعراض السابقة يمكن أن يعانوا أيضًا:

تختلف أعراض الربو عند الأطفال من طفل إلى آخر، ويمكن أن تتفاقم الأعراض وتؤدي إلى نوبات الربو.

نوبات الربو

تظهر نوبة الربو في صورة تفاقم الأعراض، قد تبدو كما يلي:

ينبغي الحصول على الرعاية الطبية الفورية عند ظهور أيًا من هذه الأعراض.

كيف نستطيع تشخيص مرض الربو عند الأطفال؟

يمكن أن يكون تشخيص مرض الربو عند الأطفال صعبًا، لكن يمكن الاعتماد على بعض النِّقَاط التالية:

التاريخ الطبي لطفلك

إذا عانى الطفل أعراض مماثلة لمرض الربو من قبل ومدة استمرار تلك الأعراض، أو أصيب بالتهابات متكررة بالجهاز التنفسي. 

تكرار إصابة الطفل بالأعراض السابق ذكرها، كذلك حدوثها عند التعرض لأي من المحفزات السابق ذكرها. 

اختبارات الدَّم والحساسية

يوصي الطبيب بوخز الجلد بمستخلصات مسببات الحساسية مثل فراء الحيوانات أو العفن أو الغبار، ويُلاحظ أي رد فعل تحسسي لدى الطفل مثل الحكة، أو الطفح الجلدي أو التورم.

الأشعة السينية للصدر

يمكن أن يعتمد الطبيب على فحص الأشعة السينية للصدر؛ التي يمكنها أن تُظهر التغيرات في الشعب الهوائية.

اختبارات التنفس

يقيس مدى كمية الهواء التي يستطيع الطفل إخراجها في أثناء الزفير ومدي سرعته.

يخضع الطفل لهذا الاختبار في أثناء فترات الراحة، وبعد بذل مجهود بدني، وبعد تناول أدوية الربو، وتُقارن نتيجة الاختبارات ببعضها البعض. 

هو أحد أكثر الاختبارات شيوعًا في البالغين لاختبار وظائف الرئة، لكن قد يصعب إجراء هذا الاختبار للأطفال دون سن الخامسة.

علاج الربو عند الأطفال

علاج الربو عند الأطفال

يشمل علاج الربو كل من علاج نوبة الربو الموجودة حاليًا عند الطفل والوقاية من الأعراض على المدى البعيد.

يعتمد نوع العلاج على عمر الطفل، وشدة الأعراض التي يعانيها، ومسببات الربو لديه.

بالنسبة للأطفال دون سن الثالثة ويعانون أعراض ربو خفيفة، عادةً ما يعالج الطبيب الأعراض الظاهرة فقط، إذ أن التأثيرات طويلة المدى لأدوية الربو على الأطفال الصغار والرضع ما زالت غير واضحة بعد.

العلاج الدوائي لمرض الربو عند الأطفال

بالرغم من تغيير نمط حياة الطفل؛ لابد من تناول بعض الأدوية للسيطرة على مرض الربو عند الأطفال على المدى القصير والبعيد.

السيطرة على المدى القصير

يتناول الطفل بعض العلاجات التي تساعد في السيطرة على أزمة الربو الحادة، أو تستخدم قبل ممارسة الرياضة إذا أوصى الطبيب بذلك، ومنها:

تساعد على توسيع الشعب الهوائية في غضون عدة دقائق، ويستمر مفعولها عدة ساعات، مثل ألبوتيرول (Albuterol) وليفالبوتيرول (Levalbuterol).

تخفف من التهاب مجرى التنفس في أثناء أزمة الربو الحادة، تؤخذ عن طريق الفم أو الوريد، مثل بريدنيزون (Prednisone) وميثيل بريدنيزولون (Methylprednisolone). 

لا يجب استخدامها لفترات طويلة نظرًا لآثارها الجانبية الخطيرة على المدى البعيد.

السيطرة على المدى الطويل

عادةً تستخدم هذه الأدوية يوميًا للوقاية من أزمات الربو عند الأطفال، وتقليل التهاب الشعب الهوائية الذي يؤدي إلى ظهور الأعراض.

يحتاج الطفل إلى استخدام هذه الأدوية من عدة أيام إلى أسابيع للحصول على الفعالية المطلوبة، مثل فلوتيكاسون (Fluticasone)، بوديزونيد (Budesonide)، موميتازون (Mometasone)، بيكلوميثاسون (Beclomethasone) وغيرها.

يرتبط تناول الكورتيكوستيرويدات على المدى الطويل في الأذهان بالنمو البطيء للأطفال، لكن تشير بعض الدراسات إلى أن تأثيرها على النمو طفيف.

كذلك فإن الفوائد الناجمة عن استخدامها أكبر من المخاطر المحتملة.

تساهم في منع أعراض مرض الربو لمدة تصل إلى 24 ساعة، وتؤخذ عن طريق الفم، مثل مونتيلوكاست (Montelukast) وزيليوتون (Zileuton) وزافيرلوكاست (Zafirlukast). 

تحتوي على كورتيكوستيرويد مستنشق وناهض بيتا طويل المفعول، مثل فلوتيكاسون وسالميتيرول (Fluticasone and Salmeterol)، موميتازون وفورموتيرول (Mometasone and Formoterol)، بوديزونيد وفورموتيرول (Budesonide and Formoterol)، فلوتيكاسون وفيلانتيرول (Fluticasone and Vilanterol).

تستخدم للتحكم في أزمات الربو التي لا تستجيب جيدًا للأدوية الأخرى.

قد يصفها الطبيب إذا كان الربو ناجمًا عن الحساسية.

مخصص للأشخاص الذين يعانون الحساسية والربو الشديد. يقلل من رد فعل الجهاز المناعي تجاه المواد المسببة للحساسية، يؤخذ عن طريق الحقن كل أسبوعين إلى أربعة أسابيع.

نظرًا لصعوبة استخدام البخاخات بالنسبة للرضع والأطفال الصغار، ربما يحتاج الصغار إلى استخدام جهاز الاستنشاق بجرعات محددة للحصول على الكمية الصحيحة من الدواء.

علاج طبيعي للربو

بالتزامن مع استخدام الأدوية المخصصة يمكن استخدام بعض المواد والطرق الطبيعية لعلاج مرض الربو عند الأطفال، مثل:

تقنيات التنفس

تتعدد تقنيات التنفس التي يمكن استخدامها عند ظهور أعراض مرض الربو عند الأطفال، مثل تقنية بوتيكو، وبابوورث.

يجب أن يتدرب طفلك على هذه التقنيات من خلال الطبيب المختص أو الممرض.

العلاجات المنزلية

عادةً يستخدم الناس بعض العلاجات المنزلية للسيطرة على أعراض مرض الربو عند الأطفال، مثل:

لا يوجد دليل علمي يشير إلى التأثير الفعلي لهذه المواد على مرض الربو.

لا ينبغي استخدام هذه العلاجات بدون استشارة الصيدلي والطبيب المختص.

ينبغي تغيير نمط حياة الطفل

عند تحديد محفزات مرض الربو لدى طفلك ينبغي تجنبها، كذلك يمكن تغيير نمط حياة طفلك بما يتناسب مع حالته، كما يلي:

أخيرًا، يجب استشارة الطبيب المختص والحصول على الرعاية الطبية المناسبة لطفلك، إذ إن الربو عند الأطفال يختلف من طفل إلى آخر.

اقرأ أيضًا 

الإنفلونزا وأنواعها المختلفة وكيفية الوقاية منها

حساسية الصدر | مرض مُزمن يعانيه الكثير

التدخين: القاتل الصامت| أفضل ١٠ طرق للنجاة!

مراجعة عامة: غادة هيكل

مراجعة طبية: دينا حجازي

المصدر
TreatmentsChildhood asthmawebmdHome remedies for asthma: 6 natural ways to help combat the symptoms
Exit mobile version