طب عامطبي

السكتة القلبية | أسبابها وأعراضها وكيفية علاجها

كنت أسير في إحدى الشوارع الهادئة، وفجأةً وجدت ازدحامًا على غير العادة، فإذا بمجموعة من الأشخاص ملتفين حول رجل ملقى على الأرض ويصرخ أحدهم لا بدٌ أنه أُصيب بالسكتة القلبية.

كان الرجل فاقدًا للوعى لا يبدو أنه يتنفس ولا يستجيب لأصواتنا العالية، ولا يستجيب عند لمسه، فاقترح أحدهم أن نُجرى له الإنعاش القلبي والرئوي.

فعلًا استفاق الرجل بعد خمس عشرة دقيقة متواصلة من الإنعاش القلبي الرئوي، وبعدها تنفسنا الصعداء جميعًا.

 ما السكتة القلبية المفاجئة (Cardiac arrest)؟

هي حالة طبية خطيرة، يتوقف فيها القلب عن النبض. وتعرف أيضًا باسم الموت القلبي المفاجئ أو توقف القلب.

تتحكم النبضات الكهربائية في نبضات القلب، وعندما يتغير نمط هذه النبضات تصبح ضربات القلب غير منتظمة. تعرف هذه الحالة باسم “عدم انتظام ضربات القلب”.

تكون بعض حالات عدم انتظام ضربات القلب ذات إيقاع بطئ وبعضها الآخر  سريعًا،  ولكن تحدث السكتة عندما يتوقف إيقاع القلب تمامًا.

أفاد معهد الطب أن أكثر من نصف مليون شخص يعانون السكتة القلبية كل عام في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي حالة قاتلة تستوجب العلاج الفوري.

أسباب السكتة القلبية

أكثر الأسباب شيوعًا للسكتة القلبية هو عدم انتظام ضربات القلب الذي يهدد الحياة، ويُسمى الرجفان البطيني (VF).

يحدث الرجفان البطيني عندما يصبح النشاط الكهربائي للقلب فوضويًا لدرجة أن القلب يتوقف عن ضخ الدم وبدلًا من ذلك فإنه يرتجف.

الأسباب الرئيسة للسكتة القلبية المفاجئة هي: 

  • النوبة القلبية (ناجمة عن مرض الشريان التاجي)
  • اعتلال عضلة القلب وبعض أمراض القلب الموروثة.
  • عيوب القلب الخلقية.
  • التهاب عضلة القلب الحاد.
  • الصعق الكهربائي.
  • تناول جرعة مخدرات زائدة.
  • النزيف الحاد.
  • نقص الأكسجين.

عوامل الخطر

قد تزيد بعض أمراض القلب والعوامل الصحية فرصة الإصابة بالسكتة القلبية.  وتشمل العوامل الصحية ما يلي:

  • مرض الشرايين التاجية.
  • تضخم القلب
  • صمامات القلب غير المنتظمة.
  • العيوب الخلقية في القلب.
  • مشكلات في النبضات الكهربائية.

تشمل عوامل الخطر الأخرى للسكتة القلبية ما يلي:

  • التدخين.
  • ضغط الدم المرتفع.
  • السمنة.
  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بأمراض القلب.
  • الرجال فوق 45 عامًا، والنساء فوق 55 عامًا.
  • تعاطي المخدرات.
  • انخفاض البوتاسيوم والمغنيسيوم.

علامات السكتة القلبية

تحدث عادةً دون سابق إنذار، وتشمل العلامات التي تشير إلى إصابة الشخص بالسكتة القلبية ما يلي:

  • فقدان الوعي
  • لا يتنفس أو يصدر أصواتًا لاهثة. 
  • عدم القدرة على الحركة.
  • لا يستجيب لأية منبهات مثل لمسه أو التحدث إليه.

إذا رأيت شخصًا يعاني هذه الأعراض، فاتصل على الفور بالإسعاف وابدأ بالإنعاش القلبي الرئوي.

 إذ أنه إذا لم يتلق الرعاية الفورية سيموت على الفور.

تشخيص السكتة القلبية المفاجئة

لأن السكتة القلبية تحدث بسرعة، ودون سابق إنذار، فعادةً يصعب تشخيصها عند الحدوث.

ولكن هناك اختبارات يستخدمها الأطباء لمعرفة هل المرضى معرضين للإصابة بتوقف القلب المفاجئ أم لا، ومنها:

رسم القلب الكهربائي (ECG)

يستخدم لفحص النشاط الكهربائي للقلب، ويساعد هذا الاختبار الأطباء على معرفة المزيد عن إيقاع القلب وحجمه، ووظائف عضلة القلب وغرفه.

تخطيط صدى القلب

 تُستخدم الموجات الصوتية لإنتاج صورة للقلب، ومعرفة كيف يعمل.

قسطرة القلب

 تتضمن إدخال أنبوب رفيع طويل يُسمى “القسطرة” إلى شريان أو وريد في الساق أو الذراع ليصل للقلب.

دراسة الفيزيولوجيا الكهربية(EPS) 

تستخدم تقنيات القسطرة لدراسة المرضى الذين يعانون ضربات القلب غير المنتظمة.

التصوير بالرنين المغناطيسي(MRI) 

يُظهر صورًا مفصلة للقلب.

علاج السكتة القلبية

يُعد الإجراء الفوري للإنعاش القلبي الرئوي أمرًا حيويًا؛ لأنه يحافظ على تدفق الدم والأكسجين إلى الدماغ وبقية أجزاء الجسم.

ثم يوصّل جهاز إزالة الرجفان بعد ذلك صدمة كهربية محسوبة؛ لمحاولة إعادة ضربات القلب إلى طبيعتها مرة أخرى. 

الإنعاش القلبي الرئوي(CPR)

إذا كنت تعتقد أن شخصًا ما تعرض لسكتة قلبية، ولا يمكنك الوصول لمزيل الرجفان الآلي (AED)، فيجب عليك إجراء الإنعاش القلبي الرئوي.

لإجراء الإنعاش القلبي الرئوي لشخص بالغ:

  • ضع يدك على منتصف صدر الشخص المصاب.
  • ضع يدك الأخرى فوق الأولى، وشبّك أصابعك.
  • استخدم وزن جسمك كاملًا في الضغط، وليس وزن ذراعيك فقط.
  • اضغط على الصدر لأسفل بمقدار 5 إلى 6 سم.
  • قم ب100 إلى 120 ضغطة في الدقيقة.
  • كرر هذا حتى وصول سيارة الإسعاف.

مزيل الرجفان الخارجي الآلي(AED)

إذا توفر لديك الجهاز المزيل للرجفان، فيجب عليك استخدامه، وهو جهاز كهربائي آمن ومحمول تحتفظ به معظم المؤسسات الكبيرة كجزء من عدة الإسعافات الأولية.

التعافي بعد توقف القلب

  1. التعافي الفوري: بعد التعافي من السكتة القلبية ستدخل وحدة العناية المركزة، وربما تدخل في غيبوبة مستحثة للسماح لجسمك بالتعافي.

2. التعافي على المدى القريب 

سيرغب الطبيب في معرفة سبب التوقف المفاجئ للقلب.

بعد ذلك سيوصي بالأدوية والعلاجات المناسبة مثل: جهاز تنظيم ضربات القلب، أو مزيل الرجفان القابل للزرع (ICD)؛ لتقليل خطر حدوثه مرةً أخرى.

قد تُحوّل إلى إعادة تأهيل القلب للمساعدة في إعادة بناء الثقة واللياقة البدنية.

التعافي على المدى البعيد: سيستغرق التعافي بعد السكتة القلبية بعض الوقت، لكن طبيبك سيدعمك خلال هذا الوقت.

ربما يقترح عليك إجراء تغيرات في نمط الحياة لتقليل خطر الإصابة مرةً أخرى، وقد يشمل ذلك ما يلي:

  • اتباع نظام غذائي صحي.
  • الإقلاع عن التدخين.
  • ممارسة الرياضة 

يمكن أن تواجه تأثيرات طويلة المدى في عقلك، بسبب نقص وصول الأكسجين إلى المخ في أثناء السكتة القلبية، ومنها:

  • تغيرات الشخصية.
  • مشكلات الذاكرة.
  • الإعياء.
  • الدوخة وعدم التوازن.
  • فقدان القدرة على الكلام/ عسر الكلام.
  • رمع عضلي (حركات لاإرادية)
  • إصابة دائمة في الدماغ.

من الطبيعي ألا تتذكر السكتة القلبية، ولكن قد يكون ذلك مزعجًا لك أو لأفراد عائلتك الذين رأوا الحادث.

هل السكتة القلبية هي نفسها النوبة القلبية؟

لا، ولكن غالبًا ما يستخدم مصطلح النوبة القلبية (Heart attack) عن طريق الخطأ لوصف السكتة القلبية (Cardiac arrest).

في حين أن النوبة القلبية قد تسبب السكتة القلبية، ولكن الاثنان ليستا متشابهان.

تحدث النوبة القلبية بسبب انسداد الأوعية الدموية الذي يوقف تدفق الدم إلى القلب.

تشير النوبة القلبية إلى موت أنسجة عضلة القلب بسبب توقف الإمدادات الدموية.

وعلى النقيض من ذلك، فإن السكتة القلبية تحدث عندما يحدث خلل في النظام الكهربائي للقلب، وتحدث الوفاة على الفور إذا لم تُتخذ الإجراءات المناسبة.

أسباب النوبة القلبية

السبب الرئيس للإصابة بالنوبات القلبية هو مرض الشرايين التاجية (CHD)، وتحدث هذه الحالة  بسبب انسداد الأوعية الدموية -التي تغذي القلب- برواسب الكوليسترول التي تُسمى اللّويحَات (Plaques).

تتمزق إحدى هذه اللويحات قبل الإصابة بالنوبة القلبية؛ مما يتسبب في تكوين جلطة دموية في موقع التمزق.

ربما تمنع الجلطة وصول الدم إلى القلب؛ مما يسبب النوبة القلبية.

أعراض النوبة القلبية

تشمل أعراض النوبة القلبية ما يلي:

  • ألم الصدر (ينتشر من الصدر إلى الفك والرقبة والذراعين والظهر)
  • ضيق التنفس.
  • الشعور بالضعف أو الدوار أو كليهما.
  • شعور غامر بالقلق (يشبه نوبة الهلع).
  • الشعور بالغثيان.
  • السعال.

من المهم أن تعرف أنه ليس من الضروري أن يشعر الجميع بألم شديد في الصدر، خاصةً عند النساء وكبار السن والأشخاص المصابين بمرض السكري، فإن الألم يكون خفيفًا لدرجة أن يُخلط بينه وبين عسر الهضم.

لذلك فمزيج من الأعراض هو ما يحدد إذا ما كان الشخص يعاني نوبة قلبية، وليس ألم الصدر الشديد وحده. 

ختامًا -عزيزي القارئ- فإن السكتة القلبية قاتلة، ومع ذلك فإن العلاج الفوري يزيد احتمالات بقائك على قيد الحياة. 

ويكون العلاج أكثر فاعلية في غضون بضع دقائق من التوقف المفاجئ للقلب.

اقرأ أيضًا

علاج احتشاء عضلة القلب وطرق الوقاية منه

الذبحة الصدرية | أهم الأعراض وطرق الوقاية والعلاج

السكتة الدماغية | هل مات دماغي حقًا أم يمكنني النجاة؟!

المراجعة والتدقيق: د.بسمة عبد المنعم 

مراجع طبي د. احمد فوزي

تحرير د. أحمد فوزي

المصدر
www.bhf.org.ukwww.webmd.comwww.heart.org/en/health-topicswww.healthline.comwww.texasheart.org/

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى