تأهيل أصحاب الهممطب عامطبي

الشلل الدماغي | أسبابه وتشخيصه وكيفية التعامل مع المصابين به

الدماغ هو الجزء الأكثر تعقيدًا في جسم الإنسان، فهو مقر الذكاء، ومترجم الحواس، وبداخله مفاتيح الحركة والإحساس لكامل أجهزة الجسم، والتحكم في السلوك، وهو مصدر كل الصفات التي تحدد إنسانيتنا. ولكن ماذا إن حدث أي خلل بهذا المركز الحيوي بالجسم؟ 

في هذا المقال سنتعرض إلى الشلل الدماغي وأسبابه وأعراضه وكيفية التعامل معه.

ما هو الشلل الدماغي؟ 

الشلل الدماغي هو مجموعة من الاضطرابات العصبية التي تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة نتيجة نمو غير طبيعي للدماغ أو تلف في الدماغ النامي قبل الولادة مما يؤثر على قدرة الطفل على التحكم في عضلاته، وتؤثر بشكل دائم على حركة الجسم وتنسيق العضلات، والحفاظ على التوازن والوضعية.

الشلل الدماغي هو السبب في أكثر أنواع الإعاقة الحركية انتشارًا بين الأطفال، فهناك طفل من كل 345 طفلًا يعانيه.

تتضمن بعض المشكلات المحتملة التي قد يواجهها الطفل المصاب:

  • إعاقات الحركة والمشي.
  • صعوبات النطق والتعلم.
  • السمع أو فقدان البصر. 
  • الصرع.
  • تشوهات العمود الفقري.
  • مشاكل المفاصل.

ما هي أسباب الشلل الدماغي؟ 

تلف الدماغ هو السبب الأساسي له، ولكن هناك العديد من الأشياء المختلفة التي يمكن أن تسبب الضرر، لهذا السبب لا يمكن دائمًا تحديد السبب الدقيق له. 

تلف الدماغ يحدث نتيجة عدة أسباب، منها:

  • عدم نمو الدماغ بشكل كامل للجنين قبل الولادة.
  • تعطل تدفق الدم إلى الدماغ النامي.
  • العامل الوراثي.
  • تناول السموم أو الأدوية أثناء الحمل.
  • الضرر الذي قد يلحق بالرأس أثناء الولادة.
  • المضاعفات المتعلقة بالولادة المبكرة.

هناك أنواع عديدة تختلف باختلاف الأعراض الظاهرة على الطفل المصاب:

  • الشلل الدماغي التشنجي:

يسبب هذا النوع زيادة في توتر العضلات وتصلبها، وتأخر الحركة، مع صعوبة بالغة في السيطرة على حركة العضلات وصعوبة الانتقال من وضع لآخر.

  • الشلل الدماغي غير الحركي:

هو ثاني أكثر الأنواع  شيوعًا وفيه تكون الأعراض أخف، وهي توتر عضلي بسيط مع حركات مهتزة، وصعوبة في البلع والكلام.

  • الشلل الدماغي الرنحي:

هو الأقل شيوعًا، يسبب ضعف التوازن، ومحدودية التنسيق بين العضلات، والحركات المهتزة التي يصعب السيطرة عليها. 

كيف تعرف ما إذا كان طفلك مصابًا؟

لا يوجد اختبار واحد أو بسيط للشلل الدماغي. يستغرق الأمر وقتًا واختبارات وملاحظات متعددة للحصول على تشخيص دقيق واستبعاد الحالات الأخرى. 

 يمكن لطبيب الأطفال الخاص بك إما إجراء التشخيص أو التوصية بزيارة اختصاصي إذا كنت تشك في أن طفلك يعاني أية مشكلات تتعلق بالنمو الحركي أو توتر العضلات أو التنسيق والتوازن. 

 عند تشخيصه، يبحث الأطباء عن حركات تشنجية وحركات عضلية غير طبيعية وتأخر في النمو وضعف التنسيق.

هناك بعض العلامات التي تدل على إصابة الرضيع أو الطفل الصغير أهمها:

  • التأخُّر في المهارات الحركية، مثل رفع الرأس، والتقلُّب، والجلوس، والزحف، والمشي. 
  • تفضيل جانب واحد من الجسم في الحركات. 
  • عدم القدرة على الوقوف حتى مع وجود الدعم. 

هل يواجه البالغون المصابون تحديات خاصة؟

هناك الكثير من التحديات التي سيقف أمامها البالغون المصابون، منها:

الشيخوخة المبكرة

يعاني غالبية الأفراد المصابين بالشلل الدماغي شكلًا من أشكال الشيخوخة المبكرة عند بلوغهم الأربعينيات من العمر بسبب الإجهاد الإضافي والضغط الذي يفرضه المرض على أجسامهم. إن التأخير في التعامل مع الأعراض التي تصاحب هذا المرض منذ الطفولة غالبًا تمنع بعض أنظمة الأعضاء من التطور إلى قدرتها الكاملة ومستوى أدائها. نتيجة لذلك، يجب أن تعمل الأجهزة مثل نظام القلب والأوعية الدموية والجهاز الرئوي بجهد أكبر فتتقدم في العمر قبل الأوان.

المشكلات الوظيفية في العمل

من المرجح أن تزداد التحديات اليومية في مكان العمل مع الفرد العامل من ذوي الهمم المصابين ، البعض سيتمكن من مواصلة العمل مع وسائل الراحة مثل جدول العمل المعدل أو المعدات المساعدة أو فترات الراحة المتكررة.

الاكتئاب

يمكن أن تكون مشكلات الصحة العقلية أيضًا مصدر قلق حين يكبر الشخص المصاب بالشلل الدماغي، فمعدل الاكتئاب يكون ثلاث إلى أربع مرات أعلى لدى الأشخاص ذوي الإعاقة مثل الشلل الدماغي. يبدو أنه لا يرتبط كثيرًا بخطورة إعاقتهم، ولكن بمدى تأقلمهم معها، إن مقدار الدعم العاطفي الذي يتمتع به الشخص المصاب ومدى نجاحه في التعامل مع ظروفه الحياتية، وما إذا كانت لديه نظرة متفائلة بشأن المستقبل أم لا، كلها عوامل لها تأثير كبير على الصحة العقلية.

كيف يمكننا التعامل مع الشلل الدماغي؟ 

العلاج يمكن أن يحسن حياة أولئك الذين يعانون هذه الحالة، لكن من المهم أن تبدأ برنامج العلاج في أقرب وقت ممكن.

بعد التشخيص يجب أن يعمل فريق من المهنيين الصحيين مع الطفل والعائلة لوضع خطة لمساعدة الطفل على تحسين حالته الصحية. 

هناك عدة طرق لتحسين حالة الطفل المصاب، منها:

  • الأدوية: تساعد الأدوية المختلفة في التحكم في الحركات التشنجية والنوبات وتخفيف الألم وإدارة الأعراض الأخرى المصاحبة للشلل الدماغي. 
  • الجراحة: تُعد الجراحة جزءًا مهمًا من العلاج للعديد من الأطفال المصابين بالشلل الدماغي، قد تؤدي الإجراءات الجراحية كتحرير الأوتار أو العضلات إلى تحسين الحركة أو التحكم في الألم.
  • علاجات أخرى: تستخدم أنواع مختلفة من العلاجات للأطفال والرضع المصابين بالشلل الدماغي، يمكنها تحسين الحالة الجسدية والعقلية والاجتماعية والتعليمية، ومنها التدريب على الكلام، وبرامج التدريب السلوكي، والتدرب على ركوب الخيل.

في النهاية عزيزي القارئ استشر طبيب الأطفال دائمًا إذا لاحظت أعراضًا غير طبيعية، حتى إذا لم تكن متأكدًا من أنها ناجمة عن الشلل الدماغي. يعد التدخل المبكر أمرًا بالغ الأهمية في مساعدة الأطفال المصابين. 

اقرأ أيضًا

التهاب السحايا | الأسباب والأعراض والعلاج

نوبات الشرود التفارقي | وعلاقته بفقدان الذاكرة المؤقت

المصدر
Cerebral-Palsy-Hopcdc.govcerebralpalsyguidance

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى