هل لديك مرض الصدفية وأنت لا تعرف؟ هل تشكو من بقع حمراء مغطاة بطبقة قشرية بيضاء وتنتشر على الذراعين أو الساقين؟
سنصحبك في هذا المقال في جولة تعريفية تتناول كل جوانب المرض بدايةً من الأسباب حتى العلاج، ستجد فيها إجابة لكل الأسئلة التي تدور في ذهنك.
ما الصدفية؟
هي مرض جلدي مزمن من أمراض المناعة الذاتية، يسبب تسارع إنتاج خلايا الجلد بمعدل 10 مرات أسرع من المعتاد، يؤدي هذا الإنتاج المفرط السريع إلى تراكم خلايا الجلد مما يسبب ظهور بقع حمراء مغطاة بقشور فضية.
قد تظهر على أي جزء من الجسم، ولكن الأماكن الأكثر شيوعًا هي فروة الرأس، والمرفقين والركبتين وأسفل الظهر، وتظهر على الرجال والنساء على حد سواء.
تؤثر بعض الأنواع غير الشائعة في الأظافر والفم، والمناطق المحيطة بالأعضاء التناسلية. تختلف شدتها من شخص لآخر، وكذلك تتفاوت شدة المرض زمنيًا إذ تحتد الأعراض مدة زمنية محددة، تليها فترات يهدأ فيها المرض وتنعدم ظهور الأعراض.
الأنواع
هناك خمسة أنواع وهي:
الصدفية اللويحية (Plaque Psoriasis)
هي أكثر الأنواع شيوعًا، إذ تُقدر الجمعية الأمريكية للأمراض الجلدية أن حوالى 80% من الأشخاص المصابين بالصدفية يعانون الصدفية اللويحية، تُسبب ظهور بقع حمراء مغطاة بقشور فضية تنتشر على المرفقين والركبتين، وفروة الرأس.
الصدفية البثرية (Pustular Psoriasis)
تصيب حوالي 3% من الأشخاص المصابين بالصدفية، تسبب ظهور بثور مليئة بالصديد في مناطق محددة من الجسم أو في مناطق أصغر مثل باطن القدم وراحة اليد.
الصدفية النقطية (Guttate Psoriasis)
يشيع هذا النوع في مرحلة الطفولة، ويُسيب ظهور بقع حمراء صغيرة ناتجة عن الالتهاب، وغالبًا ما تظهر على الذراعين والساقين والجذع.
هناك علاقة بينها وبين عدوى المكورات العقدية التي تسبب التهاب الحلق، فغالبًا ما تتسبب في ظهور الصدفية النقطية عند الأطفال.
صدفية الثنيات (Inverse Psoriasis)
يصيب هذا النوع ربع الأشخاص المصابين بالصدفية، ويؤثر في المناطق التي تحتوي على ثنيات مثل تحت الإبطين أو الثديين أو بين الفخذين أو حول ثنيات الأعضاء التناسلية.
يظهر الجلد في المناطق المصابة باللون الأحمر الملتهب، وقد يتفاقم الأمر بسبب التعرق أو كثرة الاحتكاك في هذه المناطق.
الصدفية المُحمِرة للجلد (Erythrodermic Psoriasis)
هي نوع نادر، ولكنها حادة الأعراض إذ تسبب احمرارًا ناريًا للجلد، وتسبب تساقط طبقات الجلد، وغالبًا ما تصيب الجسم كله.
قد تشتمل على أعراض أخرى مثل الحكة الشديدة، وتغير معدل ضربات القلب، ودرجة الحرارة، وكذلك الجفاف، يُعد هذا النوع مهدد للحياة، لذا يجب زيارة مقدم الرعاية الصحية على الفور عند حدوث الأعراض.
الأسباب
حتى الآن لا يعرف العلماء ما السبب الدقيق لحدوث الصدفية، ولكن بفضل عقود من البحث، أصبح لديهم فكرة عامة عن عوامل تلعب دورًا في الحدوث وهما: الأسباب الوراثية، والجهاز المناعي.
الجهاز المناعي
الصدفية هي مرض من أمراض المناعة الذاتية -تحدث هذه الأمراض نتيجة مهاجمة الجسم لنفسه- إذ تهاجم خلايا الدم البيضاء المعروفة باسم الخلايا التائية خلايا الجلد عن طريق الخطأ.
يتسبب هذا الهجوم الخاطئ في زيادة سرعة إنتاج خلايا الجلد، لتنمو الخلايا الجديدة كل 3 إلى 4 أيام بدلاً من 10 إلى 30 يومًا في الحالة الطبيعية. تتراكم خلايا الجلد فتسبب ظهور مناطق حمراء ملتهبة في الجلد.
الأسباب الوراثية
يرث بعض الأشخاص الجينات التي تجعلهم أكثر عرضة للإصابة، فإذا كان لديك أحد أفراد الأسرة مصابًا، فتصبح أكثر عرضة للإصابة.
وفقًا للمؤسسة الوطنية للصدفية، فإن 2% إلى 3% فقط من الأشخاص الذين لديهم الجين هم الذين يصابون بالمرض.
تزداد الأعراض سوءًا بسبب حدث معين يُعرف باسم المحفز، وقد يكون المحفز إصابة الجلد أو التهابات الحلق أو استخدام بعض الأدوية.
الصدفية في الشعر
تظهر في الشعر على هيئة بقع حمراء قشرية، قد تكون بقعة واحدة كبيرة أو عدة بقع صغيرة، وقد تؤثر في فروة الرأس كاملةً، أو تمتد لتصل إلى الجبهة أو مؤخرة العنق أو خلف الأذن.
تختلف حدتها فقد تكون خفيفة وغير ملحوظة، أو تشتد لتسبب تقرحات قشرية سمكية، أو تسبب حكة شديدة ينتج عنها اضطرابات النوم أو تؤدي إلى التهابات الجلد وتساقط الشعر.
لا تسبب صدفية فروة الرأس وحدها تساقط الشعر، ولكن قد تؤدي الحكة الشديدة والعلاجات القاسية والتوتر المصاحب للحالة إلى تساقط الشعر مؤقتًا، وعادةً ما يعود الشعر للنمو مرة أخرى.
الأعراض
تختلف الأعراض من شخص لآخر، كذلك تعتمد على نوع الصدفية إذ تتراوح الأعراض من قشور قليلة على فروة الرأس أو المرفق إلى قشور تمتد لتغطي غالبية الجسم.
تشمل أعراض الصدفية اللويحية -وهي النوع الأكثر شيوعًا- ما يلي:
- بقع حمراء ملتهبة.
- قشور فضية فوق البقع الحمراء.
- حكة شديدة وألم في فروة الرأس.
- جفاف الجلد وتشققه مما قد يؤدي لحدوث نزيف.
- اضطرابات في أظافر اليدين أو القدمين.
وتظهر الأعراض على هيئة دورات متفاوتة، إذ تتفاقم في أشهر الشتاء الباردة عند كثير من المصابين.
مضاعفات الصدفية
قد يؤدي الالتهاب الذي يسبب الصدفية إلى مضاعفات أخرى في النهاية وخاصةً إذا تُركت دون علاج، ومنها:
التهاب المفاصل الصدفي
30% من المصابين بالصدفية يعانون التهاب المفاصل الصدفي، ويسبب هذا النوع من التهاب المفاصل تورمًا وألمًا في المفاصل المصابة، ويقلل التشخيص المبكر احتمالات حدوث مضاعفات خيرة.
يشيع الخلط بينه وبين التهاب المفاصل الروماتويدي أو النقرس، ولكن يميز هذا النوع عن سابقيه وجود مناطق حمراء قشرية ملتهبة من الجلد.
هو مرض مزمن تظهر أعراضه على هيئة نوبات، يؤثر عادة في مفاصل اليدين والقدمين، وقد يؤثر في الرسغين أو الركبتين أو الكاحلين.
قد ينجح العلاج في تخفيف الألم والأعراض، وتحسين حركة المفاصل، وكما هو الحال مع الصدفية فإن إنقاص الوزن والحفاظ على نظام غذائي صحي قد يساعد على تقليل نوبات التهاب المفاصل الصدفي.
القلق
قد تؤثر الإصابة بحالة مزمنة مثل الصدفية في صحتك النفسية، فينتابك شعور بالقلق حيال المرة القادمة التي ستأتيك فيها النوبة، أو تشعر بالخجل الشديد من التواصل الاجتماعي.
إذا واجهت مثل هذه المشاعر، حاول تهدئة عقلك عن طريق ممارسة أنشطة بسيطة مثل القراءة أو اليوجا والتأمل.
أما إذا أصبح القلق يسيطر على حياتك، فتحدث إلى طبيبك.
الاكتئاب
يسير القلق والاكتئاب جنبًا إلى جنب، لذلك إذا كان القلق الاجتماعي يبقيك منعزلاً، فقد تشعر بالحزن لعدم ممارسة الأنشطة مع الآخرين.
وتكون تلك إشارة مبكرة على الاكتئاب، وإذا استمر هذا الشعور لأكثر من أسبوعين. فتحدث إلى طبيبك حول طرق إدارة صحتك العقلية.
وقد يكون للصدفية مضاعفات أخرى تتمثل في:
- مرض الشلل الرعاش (الباركنسون).
- ارتفاع ضغط الدم.
- أمراض القلب والأوعية الدموية.
- مرض السكري من النوع الثاني.
- السمنة.
- أمراض الكلى.
التشخيص
عادةً ما يكون من السهل على الطبيب التشخيص خلال الفحص البدني. خاصةً إذا كان لديك بقع حمراء مغطاة بقشور فضية في مناطق مثل:
- فروة الرأس.
- المرفقين.
- الركبتين.
- الأظافر.
سيفحص الطبيب بدنك كاملاً، ويسألك عن وجود أفراد مصابين في عائلتك.
أما إذا كانت الأعراض غير واضحة، فقد يأخذ الطبيب عينة صغيرة من الجلد التي تُعرف باسم الخزعة ويرسلها إلى المختبر للتأكد من التشخيص.
العلاج
لا يوجد علاج نهائي لها حاليًا، ولكن تهدف العلاجات الحالية إلى إبطاء نمو خلايا الجلد الجديدة، وتقليل الالتهاب وإزالة القشور، تنقسم العلاجات إلى ثلاث فئات وهي:
العلاجات الموضعية
قد تساعد الكريمات والمراهم التي تُوضع مباشرةً على الجلد على تقليل أعراض الحالات الخفيفة والمتوسطة، ومنها ما يلي:
- الكورتيكوستيرويدات الموضعية.
- الرتينويدات الموضعية.
- انثرالين.
- نظائر فيتامين “د”.
- حمض الساليسيليك.
الأدوية التي تؤخذ بالفم
قد يلجأ الأشخاص المصابون بالصدفية المتوسطة إلى الشديدة، والذين لا يستجيبون لأنواع العلاج الأخرى إلى الأدوية الفموية أو الحقن. والعديد منها لها آثار جانبية خطرة لذلك يصفها الأطباء مدة زمنية قصيرة.
تشمل هذه الأدوية:
- الميثوتركسيت (Methotrexate).
- السيكلوسبورين (Cyclosporin).
- الأدوية البيولوجية (Biologics).
- الريتينويد (Retinoids).
لا تتناول أيًا من هذه الأدوية دون استشارة الطبيب.
العلاج الضوئي
تُستخدم الأشعة فوق البنفسجية أو الضوء الطبيعي في قتل خلايا الدم البيضاء التي تهاجم خلايا الجسم السليمة. وتسبب النمو السريع لخلايا الجلد.
الفرق بين الإكزيما والصدفية
قد يكون من الصعب التفريق بين التهاب الجلد (الإكزيما) والصدفية في بعض الأحيان، وتكون الخزعة في هذه الحالة مهمة للتفرقة بين المرضين.
من الجدير بالذكر أن الإكزيما تستجيب غالبًا لعلاج الصدفية، في حين لا يحدث العكس.
هل الصدفية معدية؟
لا إنها غير معدية، ولا يمكن لأي شخص التقاطها من شخص آخر، ولا يمكن أن تنتقل إلى شخص لآخر عن طريق ملامسة الجلد. إن اللمس المباشر لشخص مصاب بالصدفية كل يوم لن ينقل الحالة أبدًا.
وختامًا عزيزي القارئ، فإن الصدفية مرض مزمن غير معدي، ليس له علاج حتى الآن، وعليك أن تعرف ما الذي يحفز المرض لديك وتتجنبه. مازال البحث مستمرًا عن علاج نهائي يخلصك من المعاناة.
اقرأ أيضًا
البهاق | أسبابه وأعراضه وهل هو معدي؟