الطيور من الكائنات الحية الفقـّارية ذات الدم الحار. وتتعدد أنواعها وأشكالها وألوانها وأحجامها.
يوجد حوالي 100 ألف نوع منها حول العالم، منها ما يستوطن المناطق الحارة ومنها ما يعيش في المناطق الباردة.
يمكن تقسيمها إلى عدة أنواع؛ فمنها الأليف الذي يمكن تربيته في المنزل وتسمى طيور داجنة، ومنها المفترس الذي يتغذى على لحوم غيره وتسمى طيور جارحة.
هناك ما يستطيع الطيران مثل الحمام والعصافير بأنواعها، ومنها ما لا يستطيع الطيران مثل البطريق والنعام وطائر الكيوي.
لكن بشكل عام لها صفات وخصائص مشتركة سنذكرها في الفقرة التالية.
صفات الطيور
تتميز بوجه عام بعدة خصائص منها:
- يغطي جسمها الريش.
- لها جناحين.
- لديها منقار يخلو من الأسنان.
- تتكاثر بوضع البيض.
- لا تتبول مثل الثدييات ولكن تفرز مادة بيضاء مع البراز بديلًا عن البول.
- أغلبها عظامها مجوفة لتخفف من وزنها وتجعل الطيران أكثر سهولة.
- لها رجلين تنتهي بأصابع قد تكون على شكل مخالب مثل النسر أو بينها غشاء جلدي يُمَكِنها من السباحة مثل البط.
دور الطيور في نقل الأمراض
تلعب دورًا هامًا في نقل العديد من الأمراض للإنسان، سواء كانت مصابة وتظهر عليها أعراض المرض بوضوح، أو غير مصابة ولا يظهر عليها أي أعراض ولكنها تحمل مسبباته وهنا تسمى (carrier) أي ناقل للمرض.
كذلك تلعب الطيور المهاجرة دورًا هامًا في نقل الأمراض. إذ تهاجر بعضها من بيئتها الأصلية شديدة البرودة إلى مناطق أكثر دفئًا في وقت محدد كل عام، وتنقل العديد من الأمراض مختلفة الأسباب كالتالي:
- بكتيرية: مثل السالمونيلا والليستيريا.
- فيروسية: مثل الإنفلونزا والنيوكاسل.
- فطرية مثل: الكانديدا.
- الطفيليات الخارجية: مثل البق وحشرة الفاش والقراد.
هذه الأمراض بعضها ينتقل للإنسان عن طريق تناول لحومها المصابة أو بيضها، وبعضها عن طريق الاتصال المباشر بالطيور المصابة ومخلفاتها وإفرازاتها وريشها دون أخذ الاحتياطات اللازمة التي سنعرفها لاحقًا.
ماذا تعرف عن إنفلونزا الطيور؟
يعد هذا المرض من الأمراض المعدية المشتركة بين الإنسان والحيوان.
يصاب الإنسان بالمرض نتيجة الإصابة بفيروس الإنفلونزا، إذ يوجد منه أكثر من 12 سلالة.
ثَبُتَ حديثًا أن أكثر سلالتين تصيبا الإنسان هما H7N9, H5N1.
أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن المرض عرف أول مرة في هونج كونج عام 1997، وتفشى في آسيا وأفريقيا وأمريكا الشمالية وبعض أجزاء من أوروبا.
سنتعرف أكثر في السطور التالية عن أعراض هذا المرض وكيفية انتقاله للإنسان.
تحمل الطيور المائية البرية هذا الفيروس دون ظهور أي أعراض للمرض عليها، ولكنها تنقله للطيور الداجنة مثل الدجاج والبط والإوز والديوك الرومي.
وجد أن أغلب الأشخاص الذين أصيبوا بالمرض، كان لهم اتصال مباشر بالطيور أو الحيوانات المصابة مثل (الخيول والخنازير).
ينتقل الفيروس عن طريق الهواء والاحتكاك المباشر بإفرازات الحيوانات المصابة بالمرض الناتجة في أثناء العطس أو الكحة، كذلك إفرازات العين والفضلات.
لم يثبت إلى الآن أن الفيروس ينتقل من شخص إلى شخص آخر.
الأعراض في الإنسان
هناك عدة أعراض للإنفلونزا منها:
- الكحة.
- التهاب في الحلق.
- الرشح.
- صعوبة في التنفس.
- الحمّى (أعلى من 38 ْ).
- الصداع.
- آلام في العضلات.
- الإسهال.
التشخيص
يجرى التشخيص على يد الطبيب المختص بطرق الفحص المختلفة مثل:
- تحليل كرات الدم البيضاء في الدم.
- مسحة البلعوم الأنفي.
- أشعة اكس على الصدر.
علاج إنفلونزا الطيور
يصف الطبيب المختص العلاج طبقًا لأعراض المريض، ويجب أن يكون العلاج خلال 48 ساعة من ظهور أعراض المرض دون تأخير.
- يتمثل العلاج في إعطاء بعض مضادات الفيروسات مثل التاميفلو، التي بدورها تقلل من حدة ونشاط الفيروس.
- إعطاء بعض الأدوية للتغلب على أعراض المرض المختلفة مثل خافض الحرارة ومضادات الالتهاب وأدوية الإسهال.
- في حالة تطور الأعراض وحدوث صعوبة في التنفس قد يحتاج المريض لأجهزة التنفس الصناعي.
لحوم الدواجن (اللحوم البيضاء)
تشمل لحوم الدجاج والبط والإوز والحمام والرومي والسمان والنعام. إذ تعد مصدرًا جيدًا للبروتين الحيواني بدلًا من اللحوم الحمراء، لذا فهي لها قيمة غذائية عالية.
نجد أنها أيضًا غنية بالعديد من الفيتامينات مثل فيتامين ب6 وب12، والمعادن مثل الزنك والماغنسيوم والفوسفور. كما أنها قليلة الدهون، لذلك يُنصح بها لمرضى الكوليسترول والسكر والضغط.
يجب أن نحصل على اللحوم البيضاء من مصادر موثوق بها، ومذبوحة بطرق سليمة في مجازر متخصصة تحت إشراف بيطري؛ للتأكد من سلامتها وخلوها من الأمراض أو أي تلوث يضر بصحة الإنسان.
أنواع التلوث الذي يسبب فساد اللحوم البيضاء
- التلوث البيوكيميائي
بسبب احتوائها على:
- المضادات الحيوية.
- منشطات النمو مثل الهرمونات.
- المعادن الثقيلة مثل الرصاص.
- التلوث البيولوجي
بسبب احتوائها على:
- السموم الفطرية.
- البكتريا والجراثيم المختلفة.
لذلك يجب فحص الحيوان الحي جيدًا قبل ذبحه، وأيضًا فحص اللحوم جيدًا بعد الذبح من حيث الملمس واللون والرائحة، وقبل تقديمها للاستهلاك.
لا ينقل استهلاك لحوم الدواجن أو البيض من الطيور المصابة بالإنفلونزا المرض للإنسان، بشرط طهيها جيدًا عند درجات حرارة عالية.
يجب طهي اللحوم الداجنة عند درجة حرارة لا تقل عن 74 درجة مئوية، للتأكد من خلوها من أي جراثيم.
خفاش كورونا
يوجد اعتقاد سائد أن الخفاش طائر، بسبب قدرته على الطيران. لكن يصنف الخفاش في الأصل من الثدييات، تطورت أطرافه الأمامية لتصبح على شكل جناحين، لذلك له قدرة على الطيران، لكنه يلد وجسمه مغطى بالشعر أو الفرو وليس الريش مثل الطيور.
يوجد نوع من الخفافيش يسمى خفاش حدوة الحصان ينتشر في جنوب شرق آسيا وجنوب ووسط الصين.
يعتقد العلماء أن له علاقة بمرض الكورونا إذ وُجد الفيروس المسبب له في عينات من البراز أُخذت من أحد الكهوف في الصين عام 2013.
يعتقد الكثيرون أن استهلاك لحوم الخفاش أو حسائها السبب الرئيسي في انتشار مرض الكورونا، لكن إلى الآن لا توجد معلومات مؤكدة عن المصدر الأساسي لفيروس كوفيد-19.
لكن يمكن للخفافيش نقل أمراض أخرى للإنسان منها:
- السّعار.
- متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد (سارس).
- متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS).
- الإيبولا.
كيف نتجنب انتقال الأمراض من الطيور للإنسان؟
يجب اتباع التعليمات الآتية للوقاية من الكثير من الأمراض:
- تجنب الاحتكاك المباشر ومخالطة الطيور المصابة.
- تجنب لمس الريش أو المخلفات دون قفازات.
- غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون.
- تطهير الحظائر والمزارع جيدًا بالمطهرات مثل الكلور.
- التخلص من مخلفات الدواجن بحرقها أولًا بأول.
- طهي اللحوم والبيض جيدًا عند درجات حرارة عالية للتخلص من أي جراثيم بها.
- الحرص على إعطاء التحصينات المناسبة للطيور في أوقاتها.
- غسل الأيدي جيدًا لربة المنزل بعد التعامل مع اللحوم أو البيض، وغسل وتعقيم كل الأدوات المستعملة جيدًا بالصابون والخل.
أخيرًا هذه الكائنات الجميلة ذات الألوان الجذابة، التي يعشق الكثيرون تربيتها، يجب التعامل معها بحرص حتى لا تكون سببًا في نقل وانتشار الكثير من الأمراض.
مجهود كبير يحترم من أختى العزيزة د/ مروة عبدالجيد
مقال مميز بالتوفيق إن شاء الله د.مروة