طبي

القولون العصبي | هل من علاج؟

ربما مرت عليك أيامًا عصيبة، راودك فيها القلق ليلًا، ثم استيقظت في الصباح بصعوبة بالغة تعاني الصداع والمزاج السيئ، وبعد تناول قهوتك الصباحية شعرت بآلام شديدة استمرت معك طوال اليوم، إذًا عليك أن تنتبه، وإذا تكررت تلك الأعراض، عليك استشارة طبيبك فقد تكون من أصحاب متلازمة القولون العصبي.

ماهو القولون العصبي

هو اضطراب في الجهاز الهضمي، يسبب آلامًا شديدة في البطن، ويُعد من الحالات المزمنة. وتختلف أعراضه من شخص لآخر، وكذلك قد تتغير الأعراض لنفس الشخص من فترة لأخرى.

أعراض القولون العصبي

  • آلام البطن

من أهم الأعراض المصاحبة للقولون العصبي. إذ يتحكم في عملية الهضم اتصال عصبي بين المخ والجهاز الهضمي، في حالة اضطرابات القولون، يحدث خلل في هذا الاتصال يؤدي إلى شد مؤلم في عضلات البطن.

  • الإسهال

يعاني ما يقارب من ثلث مرضى القولون العصبي عبورًا سريعًا للطعام المهضوم خلال الأمعاء. مما ينتج عنه رغبة مفاجئة وفورية للتبرز، ويكون البراز رخوًا ومائيًا وقد يحتوي على مخاط.

في دراسة أجريت على 200 شخص من البالغين، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون الإسهال المصاحب للقولون العصبي، تكون حركة الأمعاء لديهم أكثر من ضِعف الحركة الطبيعية.

  • الإمساك

أثبتت الدراسات أن نصف المصابين بهذه المتلازمة، يعانون الإمساك، فقد يؤدي الاتصال المتغير بين المخ والجهاز الهضمي، إلى إبطاء عبور الطعام المهضوم خلال الأمعاء، مما يؤدي إلى امتصاص الأمعاء لمزيد من الماء من البراز، ليصبح أكثر صلابة ويصعب خروجه.

  • تناوب الإمساك والإسهال

20% من مرضى القولون العصبي يصيبهم الإسهال في بعض الأوقات، بينما يصابون بالإمساك في أوقاتٍ أخرى. ويصاحب كلا النوبتين آلامًا بالبطن تزول بعد عملية الإخراج. 

  • الإجهاد وصعوبة النوم

يعاني 50% من مرضى القولون العصبي الشعور بالإجهاد وعدم القدرة على تحمل المجهود البدني.

وكذلك نجد أن من أعراض اضطرابات الجهاز الهضمي، الأرق وعدم القدرة على النوم.

  • القلق والاكتئاب

يرتبط دائمًا القولون العصبي بالقلق والاكتئاب، واختلف العلماء إذا كان الاكتئاب من أعراضه أم أن المرضى يصيبهم القلق والاكتئاب نتيجة تعايشهم مع الاضطرابات الدائمة للقولون.

وسواءً كان الاكتئاب هو السبب أو النتيجة، فإن أعراضه تسلم بعضها بعضًا في حلقة مفرغة.

أسباب القولون العصبي

تُعد أسبابه غير معروفة، ولكن يعتقد العلماء أن بعض الميكروبات تصيب الجهاز الهضمي وتؤدي إلى اضطرابات طويلة الأمد.

ولكن هناك بعض العوامل تؤدي إلى تهيج القولون، منها:

  • الأطعمة الغذائية

تُعد الأطعمة اليومية من أهم العوامل التي تؤثر على صحة الجهاز الهضمي، هناك بعض الأطعمة المسببة لتهيج القولون العصبي مثل:

  • البقوليات.
  • البصل.
  • السكر.
  • المعجنات.
  • منتجات الألبان.
  • المشروبات الغازية.
  • بعض الفاكهة مثل الخوخ والموز.
  • الأطعمة والمشروبات المحتوية على الكافيين.
  • عوامل نفسية

مثل القلق والضغط النفسي.

  • عوامل وراثية

إذا كان أحد أفراد أسرتك يعاني القولون العصبي، فقد تعاني أنت أيضًا.

  • الهرمونات

تزيد حدة الأعراض لدى النساء، عند اقتراب موعد الدورة الشهرية.

التشخيص

  • التشخيص بالأعراض.

يعتمد الأطباء في التشخيص على الأعراض.

هناك ثلاثة أنواع للقولون العصبي حسب الأعراض المصاحبة لها:

فقد يصاحبها الإسهال فقط، أو تكون مصحوبة بالإمساك فقط، أو تناوب الأعراض بين الإمساك والإسهال،ويوجّه الطبيب بعض الأسئلة للمرضى يستطيع من خلالها التشخيص، مثل:

السؤال حول عدد مرات الإخراج. 

هل يوجد آلام في أسفل البطن، تزداد مع بعض الأطعمة وتقل بعد عملية الإخراج؟

هل تشعر بانتفاخ دائم أو مع أنواع معينة من الطعام؟

ويمكن أن يطلب الطبيب إجراء بعض الاختبارات المعملية؛ لاستبعاد الأمراض المتشابهة في الأعراض.

  • التشخيص بالأشعة. 

يطلب الطبيب فحص بالأشعة السينية أو المقطعية، لاستبعاد أي أسباب مرضية أخرى، خاصةً إذا كانت آلام البطن مستمرة. 

  • التشخيص بالمنظار. 

المنظار هو أنبوب طويل مرن يحتوي على كاميرا مثبتة بنهاية الأنبوب، إذ يمرر الطبيب المنظار من فم المريض؛ ليصل إلى الجهاز الهضمي، ويستطيع بالكاميرا رؤية كافة أجزاء الجهاز الهضمي.

 وكذلك يمكن أيضًا أخذ مسحة من خلايا الأمعاء لفحص فرط نمو البكتيريا بها.

آلية العلاج

نتيجة لاختلاف الأعراض، لا يوجد علاج موحد؛ لذلك يتجه الأطباء إلى علاج كل عرض على حِدَة.

بعض النصائح للتخفيف من أعراض اضطراب القولون:

  • الأطعمة والمشروبات
  • تجنب الأطعمة المسببة لتهيج القولون العصبي، مثل السكريات والمواد الغازية.
  • تناول الأطعمة المحتوية على الشوفان؛ لتقليل الغازات والانتفاخ.
  • تثبيت موعد الوجبات اليومي.
  • الأكل ببطء.
  • شرب 8 أكواب من المياه يوميا.
  • تناول الأطعمة الخالية من الجلوتين.
  • تناول مشروب النعناع يساعد على تهدئة عضلات الجهاز الهضمي.

وتختلف الأطعمة الموصى بتناولها أو تجنبها في حالات الإسهال وحالات الإمساك.

 في حالات الإسهال:

عليك الاهتمام بتناول الأطعمة المحتوية على الألياف القابلة للذوبان.، إذ تبقى هذه الأطعمة لفترة أطول في الأمعاء فتوازن حركة الأمعاء وتقلل الإسهال، مثل:

  • الشوفان.
  • التفاح.
  • الحمضيات.
  • الجزر.

تجنب الأطعمة المحتوية على ألياف غير قابلة للذوبان، مثل:

  • المكسرات.
  • الفاصوليا.
  • القرنبيط.
  • البطاطا.

في حالات الإمساك:

تجنب الأطعمة الحارة والمقلية والدقيق الأبيض، لذلك عليك بالاهتمام بتناول كثير من الألياف؛ وذلك لتسهيل عملية الإخراج، مثل:

  • خبز الحبوب الكاملة.
  • الفاكهة.
  • الخضروات.
  • التمارين الرياضية

تساعد ممارسة التمارين الرياضية لمدة 30 دقيقة، ثلاث مرات أسبوعيًا على تقليل انقباضات الأمعاء.

  • أدوية لعلاج القولون العصبي

يلجأ الأطباء إلى العلاج الدوائي في حالة عدم جدوى النظام الغذائي، مثل:

  • الملينات مثل دواء أميتيزا : في حالة الإصابة بالإمساك ويجب استخدامها بحذر.
  • أدوية تقلل من حركة الأمعاء مثل دواء لوترونكس : تقلل من الإسهال.

يجب استشارة الطبيب قبل تناول الأدوية، والالتزام بالجرعة الموصوفة من الطبيب.

في نهاية الحديث، اعلم عزيزي القارئ، أن القولون العصبي من الأمراض المزمنة، التي تلازمك مدى الحياة بأعراضه المتغيرة؛ لذا استشر طبيبك لتكون على دراية بالنظام الغذائي المناسب لك، والدواء المناسب للتخفيف من حدة الأعراض.

المصدر
diagnosissymptom solution of diarrheadiet-solution-IBSsymptoms-types

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى