عندما نسمع كلمة كوليسترول تذهب أذهاننا سريعًا إلى ذلك المرض الذي يصيب الإنسان ويسبب له متاعب كثيرة.
لكن في الحقيقة هو مركب طبيعي موجود بخلايا الجسم بنسب معينة، وعند زيادتها عن الحد الطبيعي يسبب بعض الأمراض.
ومن الاعتقادات الخاطئة أن نسبته في الدم تزداد فقط مع كبار السن أو مع من لديهم سمنة مفرطة.
فقد أثبتت الدراسات أن نسبته بالدم تزداد أيضًا لدى الشباب وأحيانًا الأطفال، إذ يمكن أن يحدث تصلب وضيق في الشرايين لدى الأطفال في سن صغير بدءًا من ثمان سنوات.
لذلك يجب أن نتعرف إلى الكوليسترول وأضراره.
ما هو الكوليسترول؟
هو مادة شمعية تدخل في التكوين الأساسي لغشاء الخلية في جميع أنسجة الجسم. ويصنع الكبد أغلب كميات الكوليسترول التي يحتاج إليها الجسم من الغذاء.
كما يحصل الجسم على كميات أخرى موجودة في أنواع عدة من الأغذية المختلفة مثل:-
صفار البيض والجمبري والصدفيات.
ويُنتج بشكل رئيسي في الكبد بنسبة ٨٠٪، والأمعاء، ويُنقل في بلازما الدم محمولًا على جزيئات البروتينات الدهنية إلى الأوعية الدموية.
أنواع الكوليسترول
هناك ثلاثة أنواع من الكوليسترول المحمول على البروتين الدهني lipoprotein.
- بروتين دهني منخفض الكثافة (الكوليسترول الضار – LDL)
حيث ينقل جزيئات الكوليسترول في جميع أجزاء الجسم، كذلك يتراكم البروتين الدهني منخفض الكثافة على جدار الشرايين ويجعلها أكثر صلابة.
- بروتين دهني منخفض الكثافة جدًا (VLDL)
هذا النوع يحتوي على أكبر قدر من الدهون الثلاثية (ثلاثي الغليسيريد)، كذلك هو نوع من الدهون يرتبط بالبروتينات في الدَّم.
- بروتين دهني مرتفع الكثافة (الكوليسترول الجيد – HDL)
يُجمع كميات الكوليسترول التي تزيد عن حاجة الجسم من الدَّم، وجدران الشرايين بعد أن تأخذ الخلايا جميع احتياجاتها ويعيدها إلى الكبد.
تتخلص منها الغدة الصفراء، أو تدخل في تركيب البروتين الدهني منخفض الكثافة مرة أخرى.
يسمى هذا بالنوع الجيد بسبب أنه يقي الجسم من حدوث تصلب بالشرايين.
فوائد الكوليسترول
يلعب دور أساسي في عملية التمثيل الغذائي التي تحافظ على حياة الكائن الحي بالاستمرار.
كما أنه هام لغلاف الخلية لكى يمنحها المسامية،كذلك يسمح لها بالقيام بوظائفها كما أنه يدخل في تكوين كل من:
- فيتامين د.
- هرمون البروچيسترون.
- هرمونات الأنوثة (الاستروجين).
- هرمونات الذكورة (الآندروچين).
- أحماض عصارة المرارة.
- هرمونات الجلو كورتيكويد.
النسبة الطبيعية للكوليسترول بالدم
النسبة الطبيعية بالدم تختلف من إنسان لآخر حسب العمر، ويقاس على نحو ثلاث مجموعات وهي:-
- الكوليسترول الكلي:
- الطبيعي: أقل من 200 مجم \ ديسى.
- المرتفع: أكثر من 240 مجم \ ديسى.
- بروتين دهني منخفض الكثافة (LDL):
- الطبيعي: أقل من 129 مجم \ ديسى.
- المرتفع: أكثر من 160-189 مجم \ ديسى.
- بروتين دهني مرتفع الكثافة (HDL):
- الطبيعي: أكثر من 60 مجم \ ديسى.
- المرتفع: أقل من 40 مجم \ ديسى.
- بروتين دهني منخفض الكثافة جدًا(VLDL):
- الطبيعي: أقل من 30 مجم \ ديسى.
الأمراض التي تتعلق بارتفاع الكوليسترول
يُسبب ارتفاع الكوليسترول في الدم الكثير من الأمراض التي تعكر صفو حياة الإنسان مثل:
- النوبة القلبية
لا يحصل القلب على الكمية المناسبة من الدم الغني بالأكسجين ؛ كذلك تزداد احتمالية الإصابة بنوبة قلبية.
- السكتة الدماغية
تحدث نتيجة صعوبة وصول الدم إلى المخ مما يؤدي إلى الإصابة بالسكتة الدماغية.
- التصلب العصيدي
تؤدي تلك المستويات المرتفعة إلى الإصابة بمرض التصلب العصيدي، وهو تراكم الكوليسترول على جدران الشرايين، وتلك التراكمات قد تقلل كمية الدم المتدفق في الشرايين.
- الذبحة الصدرية
يشعر المريض بألم في الصدر عندما يزداد تراكم الدهون على جدران الشرايين التاجية؛ التي توصل الدم إلى القلب و يصعب تدفق الدم.
- الجلطة دموية
تحدث نتيجة تمزق الجزيئات المترسبة من الدهون على جدران الشرايين، مما يؤدي ذلك إلى جلطة دموية في المكان الذي حدث به التمزق، مما يُعيق تدفق الدم.
وقد تنتقل تلك الجلطة إلى شريان مختلف عن السابق وتؤدي إلى ضيق وتصلب الشريان الآخر مسببة أمراض أخرى.
عوامل الخطر
- الوزن الزائد
إذا زاد معدل كتلة الجسم BMI عن ٢٥ فهذا يعني أن الشخص مصاب بالسمنة، التي تؤدي إلى الكثير من الأمراض في المستقبل أهمها مرض القلب.
- عوامل وراثية
قد يُحدث الجين المُسبب للمرض خلل في مقدرة الكبد على التخلص من كمية البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) الزائدة بالجسم، مما يؤدي إلى زيادة نسبته بالدم و تراكمه على جدار الشرايين.
- الضغط النفسي
عندما يتعرض جسم الإنسان للضغط النفسي قد يؤثر ذلك على الجسم، كذلك يؤدي إلى تراكم مصادر الطاقة وبما فيها الجلوكوز، ويؤدي ذلك إلى ارتفاع نسبة الكوليسترول بالدم.
- مرضى السكري
قد يؤدي ارتفاع معدلات السكر بالدم إلى تلف الطلاء الداخلي للشريان، كذلك يسبب انخفاضًا في نسبة البروتين الدهني مرتفع الكثافة (HDL) النوع الجيد من الدهون، كذلك ارتفاع نسبة البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) النوع الضار من الدهون.
- قلة النشاط الرياضي
يسبب قلة النشاط الرياضي في رفع نسبة البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) وخفض نسبة البروتين الدهني مرتفع الكثافة (HDL)، ولذلك ينُصح بالمشي يوميا لمدة ٣٠ دقيقة.
- التدخين
يؤثر التدخين على جدار الأوعية الدموية، ويجعل لها قابلية أكثر على تراكم الجزيئات الدهنية بداخلها.
- ضغط الدم المرتفع
يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى تلف الشرايين، ويساعد ذلك على سرعة تراكم الجزيئات الدهنية داخل الشريان.
- التغذية غير سليمة
يؤدي تناول الأغذية الغنية بالدهون بكثرة إلى ارتفاع نسبته بالدم ومن تلك الأغذية:
- اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة.
- الوجبات السريعة.
- الزبدة والسمنة.
- الجمبري والكابوريا.
- منتجات الحليب الغنية بالدهون.
- الأطعمة المقلية.
طرق الوقاية
يجب على كل من يعاني ارتفاع مستوى الكوليسترول بالدم أن يغير من نمط وأسلوب حياته حتى يحسن من نسبة الدهون بالدم وذلك عن طريق:-
- التخلص من الوزن الزائد.
- الإقلاع عن التدخين.
- ممارسة الرياضة يوميًا.
- تناول الكثير من الخضراوات والفواكه.
- الإكثار من تناول أنواع مختلفة من الأسماك (السلمون – التونة – السردين) الغنية بالأوميجا ٣، وذلك لاحتوائها على نسبة منخفضة من الدهون والدهون المشبعة.
- تناول الأغذية الصحية وذلك بالابتعاد عن الأطعمة الجاهزة والمقليات وغيرها من الأغذية غير الصحية.
- الإكثار من الأطعمة غنية بالألياف وأغذية مكونة من القمح الكامل.
- تناول الشعير والشوفان.
- استخدام زيت الزيتون وزيت الكتان.
علاج الكوليسترول
للحد من ارتفاع نسبة الكوليسترول بالدم، ينصح الأطباء بتناول الأدوية الآتية:
- الستاتين
هو أكثر الأدوية انتشارًا لعلاج وخفض نسبة الكوليسترول بالدم، إذ يعيق إفراز المادة اللازمة لإنتاجه بالكبد.
- أدوية مثبطة لامتصاص الكوليسترول
أما إذا كنت تعاني ارتفاع الدهون الثلاثية فقد يكون العلاج المفضل هو:-
- الفايبرات
تخفض من مستوى ثلاثي الغليسيريد وذلك عن طريق تقليل إنتاج البروتين الدهني (VLDL) والتخلص السريع من ثلاثي الغليسيريد من الدم.
- النياسين
يخفض مستوى ثلاثي الغليسيريد بتقليص دور الكبد في إنتاج LDL و VLDL
- الدمج بين النياسين و الستانين
ولكن احذر من تناول هذه الأدوية دون استشارة الطبيب.
الآثار الجانبية لبعض الأدوية
بعض الآثار الشائعة هي :
- إمساك.
- غثيان.
- إسهال.
- ألم في البطن.
- ألم في العضلات.
إذا كنت ممن يتناول علاجًا لارتفاع الكوليسترول، فيجب أن تلجأ إلى الاختبارات الدورية لفحص الكبد وذلك للتأكد من عدم تأثير هذه الأدوية عليه.
في نهاية المقال، عزيزي القارئ يجب أن تعرف أن الشكل الخارجي لا يعكس صحتك الداخلية. فكونك نحيفًا ليس معناه أن نظامك الغذائي سليم، بل من الممكن أن تكون معرضًا أكثر لارتفاع مستوى الكوليسترول بسبب نظامك الغذائي الخاطئ واعتقادك بأنك تتمتع بصحة جيدة.
مقال مفيد ومبسط