المغص الكلوي | أسبابه وكيفية الوقاية وطرق علاجه

في نهار يوم الجمعة الماضية، شعرت بألم شديد في الجانب الأيمن من البطن مع ألم وصعوبة في أثناء التبول، ذهبت إلى الطبيب وأخبرني بمعانتي من المغص الكلوي الحاد.

في هذا المقال سنتعرف سوياً إلى أعراض المغْص الكلوي وأسبابه وعلاجه.

ما المغص الكلوي؟

يعد المغص الكلوي واحدًا من أشهر آلام البطن الحادة والشديدة، التي تحدث فجأة نتيجة انسداد في المسالك البولية، ويستدعي الذهاب فورًا إلى قسم الطوارئ لتلقي العلاج المناسب.

تشمل المسالك البولية: الكليتين والحالبين، والمثانة البولية والإحليل.

أسباب المغص الكلوي

تعد حصوات المسالك البولية من أشهر أسباب المغص الكلوي بنسبة ٩٠٪.

تعتمد شدة الألم على درجة انسداد المسالك البولية من الكلى إلى المثانة، وليس على حجم الحصوة.

في ١٠٪ من حالات المغص الكلوي، يحدث الألم بسبب انسداد المسالك البولية لأسباب أخرى مثل:

متلازمة الوصل الحويصلي (pyeloureteral junction syndrome).
تجلطات في المسالك البولية بسبب حدوث نزيف من ورم في الحالب أو الكلية.
انسداد الحالب بسبب ورم في الحالب أو أورام في الأعضاء التناسلية المجاورة أو في الأمعاء.

هناك عِدة عوامل تزيد من خطر الإصابة بحصوات المسالك البولية منها ما يلي:

الجفاف بسبب عدم شرب كميات كافية من الماء فيؤدي ذلك إلى تركيز البول وتكون الحصوات.
التهاب المسالك البولية.
وجود تاريخ عائلي أو شخصي لتكون الحصوات.
بعض الأمراض مثل: زيادة إفراز الغدد الجارات الدرقية.
النقرس: يعني زيادة حمض اليوريك ( uric acid) عن الحد الطبيعي.
البيلة السيستانية (cystinuria): مرض وراثي يتميز بزيادة تركيز الحمض الأميني (السيستين) في البول مما يؤدي إلى تكون حصوات السيستين في الكلية والحالب والمثانة.
اتباع نظام غذائي غني بالمواد التي تسبب الحصوات مثل: أملاح الأوكسالات أو البروتين.
مرض السمنة والوزن الزائد.
بعض الأدوية مثل مدرات البول.
أمراض الجهاز الهضمي مثل مرض كرون والتهاب القولون التقرحي.
زيادة الكالسيوم في البول.

أعراض نوبة المغص الكلوي

عزيزي القارئ يظهر ألم المغص الكلوي نتيجة تمدد أو تقلصات في المسالك البولية (الكليتين – الحالب).

يحدث المغص الكلوي عادةً نتيجة وجود حصوة في إحدى الكليتين أو كلاهما أو في الحالب (أنبوب عضلي ينتقل بواسطته خلاله البول إلي المثانة البولية).

تعد الشكوى الرئيسية: ألم شديد في خاصرة أو جانب البطن (flank) يمتد من أسفل الضلع الأخير إلى منطقة الورك.

يحدد موقع انسداد المسالك البولية طبيعة الأعراض إلى حد كبير فنجد ما يلي:

إذا كانت الحصوة تسد نقطة اتصال الحالب بالكلية: تكون حدة الألم من خفيفة إلى شديدة ويكون الألم في أحد جانبي البطن، ولا ينتقل الألم إلى منطقة الفخذ أو في الأعضاء التناسلية.

وجود الحصوة في منتصف الحالب: يحدث مغص شديد ومفاجئ في خاصرة البطن وأسفل البطن، وينتقل الألم إلى منطقة الفخذ أو في الأعضاء التناسلية ويصاحب الألم غثيان أو قيء.

وجود الحصوة في أعلى الحالب: يكون الألم في الخاصرة أو منطقة أسفل الظهر.

بينما، إذا كانت أسفل الحالب: الألم ينتقل إلى الخصيتين والمنطقة الأربية في الرجال أو الشفرتين الكبيرتين في النساء.

قد يشكو المريض أعراضََا أخرى منها ما يلي:

ألم وصعوبة في أثناء التبول.
وجود دم في البول.
رائحة البول غير معتادة.
غثيان أو قيء.
التبول المتكرر.
تقطيع في جريان البول.
ألم أسفل البطن.
ارتفاع في درجة حرارة الجسم.
رعشة.

ما الفرق بين المغص الكلوي والتهاب الزائدة الدودية؟

تشبه أعراض المغص الكلوي الأيمن أعراض التهاب الزائدة الدودية في حدوث ألم حاد في الجانب الأيمن من منطقة البطن.

لكن إليك عزيزي القارئ بعض الاختلافات:

في حالة التهاب الزائدة الدودية يشكو المريض من غثيان وقيء وارتفاع في درجة حرارة الجسم وألم يتمركز في نقطة ماكبيرني (McBurney)

وفي حالة التهاب الزائدة الدودية يلجأ المريض إلى السكون والراحة، لأن أي حركة بسيطة تزيد من حدة الألم.

أما في حالة المغص الكلوي يكون المريض يتلوى من شدة الألم.

بالفحوصات المعملية يكون هناك ارتفاعَا حادًا في خلايا الدم البيضاء في حالة التهاب الزائدة الدودية فقط.

تحليل البول يكون طبيعيًا في التهاب الزائدة الدودية، أما في حالة المغص الكلوي يمكن أن يكون طبيعيًا أو قد يوجد خلايا صديدية أو أملاح.

تشخيص المغص الكلوي

عند ذهابك إلي قسم الطوارئ بالمستشفى يجري الطبيب عدة فحوصات للتأكد من التشخيص، ومنها ما يلي:

الفحوصات المعملية

تحليل بول: للتأكد من عدم وجود عدوى بالمسالك البولية أو أملاح أو خلايا صديدية أو خلايا الدم الحمراء.
قياس نسبة الكرياتينين في الدم: لقياس وظائف الكلى.
قياس نسبة الإلكتروليت في الدم ( serum electrolytes) مثل: الصوديوم والبوتاسيوم لتقييم حالة المريض في حالة فقده للسوائل في القيء.
صورة دم كاملة: يشير ارتفاع خلايا الدم البيضاء إلى وجود عدوى بكتيرية.
قياس نسبة حموضة وغازات الدم: لقياس وظائف الكلى وتحديد نوع حصوة المسالك البولية (أوكسالات الكالسيوم، أو السيستين أو أحماض اليوريك).

التشخيص بالتصوير

أشعة الموجات فوق الصوتية (السونار) على البطن والحوض: لتحديد وجود حصوات في الكلى أو الحالب.
الأشعة المقطعية على الكلى والحالب: تعد الأشعة الأفضل التي توضح حصوات الحالب بدقة مميزة وتحدد حجمها وكثافتها.
أشعة عادية على البطن والحوض ( KUP): تحدد موقع حصوات المسالك البولية وعددها وحجمها.
أشعة بالصبغة على المسالك البولية ( IVP): كانت تستخدم قديمًا لتحديد عدد الحصوات ووظائف الكلى.
المسح الذري للكلى: لقياس وظائف الكلى وتعد الطريقة الآمنة لتشخيص أسباب المغص الكلوي عند الحامل.

علاج المغص الكلوي

يجب عليك الذهاب إلى قسم الطوارئ والاستقبال وتلقي العلاج المناسب، ومن العلاجات ما يلي:

السوائل الوريدية عبر المحلول.
المسكنات الوريدية غير المخدرة مثل: ديكلوفيناك بوتاسيوم (Diclphenac potassium) (كيتولاك).
المسكنات الوريدة المخدرة مثل المورفين (Morphine) وتستخدم تحت إشراف الطبيب في الحالات الشديدة التي لا تستجب للمسكنات العادية.
مضادات القيء مثل ميتوكلوبراميد (Metoclopramide)
المضادات الحيوية المناسبة مثل المبيسلين ( Ampicillin) والسيبروفلوكساسين (Ciprofloxacin).
شرب كمية كافية من السوائل.

يجب استشارة الطبيب قبل تناول هذه الأدوية.

علاج حصوات المسالك البولية

الأدوية: مثل مدرات البول لعلاج زيادة الكالسيوم في البول، وأدوية تطرد حمض اليوريك في البول، مثل ألوبيورينول (Allopurinol).
تفتيت الحصوات دون جراحة بموجات الصدمة من خارج الجسم (ESWL) إذ يستخدم الموجات فوق الصوتية لتفتيت الحصوات.