طب الأطفالطبي

متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع | أسبابها وكيفية تجنبها

سمعت مؤخرًا عن متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع، وانتابني القلق منذ ولادة طفلي. يا ترى ما أسبابها وهل يمكنني تجنب حدوثها لرضيعي؟

كل ذلك وأكثر سوف نتعرف إليه في هذا المقال. 

ما متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع؟

هي موت الأطفال الرضع الذين يبدون بصحة جيدة بشكل غير متوقع ومفاجئ، وتحدث عادةً في أثناء نومهم. وتعد متلازمة موت الرضيع الفجائي من أشهر أسباب موت الرضع الذين يتراوح أعمارهم ما بين شهر إلى عام واحد، وتسمى أيضًا بموت المهد أو موت الرضيع خلال النوم (Sudden Infant Death Syndrom).

أسباب متلازمة موت الرضيع الفجائي

توصل الباحثون إلى أن متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع مرتبطة بوجود اضطرابات في جزء من دماغ الرضيع الذي يتحكم في التنفس والاستيقاظ من النوم. 

 ما زالت الأبحاث مستمرة في ذلك، لكن يوجد عِدة عوامل تزيد احتمالية حدوث المتلازمة، منها ما يلي:

العوامل الجسدية

نسرد منها ما يلي:

عيوب في المخ

 وجد العلماء أن جزء الدماغ الذي يتحكم في التنفس والاستيقاظ من النوم لم يكتمل نضوجه، لذا لا يؤدي مهامه على أكمل وجه. 

انخفاض الوزن عند الولادة

تؤدي الولادة المبكرة إلى مضاعفات كثيرة وتزيد من احتمالية عدم نضج دماغ الرضيع تمامًا. وجد أن هؤلاء الرضع أقل تحكما في العمليات التلقائية مثل: التنفس ومعدل ضربات القلب. 

العدوى التنفسية

وُجد أن الرضع الذين ماتوا كانوا يعانون الزكام مؤخرًا، مما قد يساهم في مشكلات التنفس في  أثناء النوم. 

العوامل البيئية الخاصة بالنوم 

تساهم  العوامل الخاصة  بسرير الرضيع  ووضعية نومه في زيادة خطر الإصابة، 

منها ما يلي:

النوم على البطن أو الجانب 

يواجه الأطفال الذين ينامون في هذه الأوضاع صعوبة التنفس -ربما تصل للاختناق- أكثر من هؤلاء الأطفال الذين ينامون على ظهورهم. 

النوم على سطح ناعم

ربما ينسد مجرى الهواء للرضيع إذا استلقى  ببطنه على فراش ناعم أو غير صلب. 

تقاسم السرير

يزداد خطر الإصابة إذا كان الرضيع ينام في نفس السرير مع الوالدين أو أشقائه. 

ارتفاع درجة الحرارة في أثناء النوم

يؤدي الشعور بالدفء الشديد في أثناء النوم إلى زيادة خطر الإصابة بمتلازمة الموت المفاجئ عند الرضع. 

عوامل الخطر لدى الرضيع

علي الرغم من متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع يمكن أن تحدث في أي طفل إلا أن هناك عوامل تزيد من خطر الإصابة، منها ما يلي:

  • الجنس: الذكور أكثر عرضة للوفاة
  • السن: يعد الرضع الذين يتراوح أعمارهم بين 2 – 4 أشهر أكثر عرضة. 
  • العرق: يُعد الرضع أصحاب البشرة الداكنة أكثر عرضة للإصابة. 
  • التاريخ العائلي: إذا كان هناك تاريخ عائلي بحدوث تلك المتلازمة؛ فإن احتمالية حدوثها في رضيعك تزداد. 
  • التدخين السلبي: وجد أن الرضع الذين يعيشون مع مدخنين أكثر عرضة. 
  • الولادة المبكرة: تُزيد ولادة الرضيع قبل ميعاده، كذلك انخفاض وزنه عند الولادة من خطر الإصابة. 

عوامل الخطر لدى الأم

عزيزتي الأم، قد تكونين السبب في حدوث تلك المتلازمة مع رضيعك خاصةً:

  • إذا كان عمرك أقل من 20 عامًا. 
  • تتناولين الكحول والأدوية المخدرة. 
  • تدخنين السجائر. 
  • تهملين في الرعاية الطبية في أثناء الحمل. 

أعراض متلازمة الموت المفاجئ للرضع

لا توجد أعراض إذ تُفاجيء الأم بموت رضيعها -إذ لا يوجد نفس ولا حركة- عندما توقظه من نومه. 

تشخيص متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع 

لا يمكن تشخيص المتلازمة إلا بعد التشريح الكامل للجثة بواسطة الطب الشرعي. 

أيضًا معاينة مكان الوفاة خاصةً إذا كان الرضيع المتوفى خارج الفئة العمرية الأكثر عرضة (2 – 4 شهور). 

 لا يمكن التشخيص أيضًا إلا بعد استبعاد الأسباب الأخرى للموت المفاجئ عند الرضع على سبيل المثال نزيف المخ والالتهاب السحائي والتهاب عضلة القلب. 

تُشرح الجثة أيضًا لأسباب جنائية مثل احتمالية اختناق الرضيع بالتعمد، أو حدوث إصابات في أماكن متفرقة أودت بحياته. 

هل يمكن التفرقة بين متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع والموت بالاختناق نتيجة سوء معاملة الطفل(Child abuse)؟ 

استطاع الطب الشرعي أن يجيب عن هذا السؤال فهناك عدة علامات تشير إلى سبب الوفاة. 

في حالة متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع نجد هذه العلامات:

  • إفرازات شفافة أو مخاطية معرقة بالدم من الأنف أو الفم. 
  • بقع حمراء تميل إلى الزرقة في الوجه. 
  • علامات على نقاط الضغط بالجسم. 
  • عدم وجود أي جروح على الجلد. 
  • يشير مظهر الرضيع إلى أنه يُعتني به جيدًا. 
  • لا توجد أي عوامل بيئية تشير إلي حدوث الوفاة مثل البيئة غير الآمنة للنوم. 

هناك علامات تثير الشكوك حول سوء معاملة الرضيع:

  • سوء التغذية والإهمال. 
  • إصابات جلدية وكدمات، وتشوهات في الرأس والجسم. 
  • توزيع الوذمة (Hypostasis) في أماكن متفرقة من الجسم يشير إلى أن الرضيع كان في وضعية مختلفة عند موته. 
  • علامات ضغط ونقص التروية على الأنف والفم تشير إلي كتم أنفاسه. 
  • وجود عضة بشرية في جسم الرضيع. 
  • جروح متفرقة في الجسم وفي مراحل مختلفة من الشفاء. 
  • حروق في الجلد. 
  • كسور. 

في مثل هذه الحالات تُبَلغ الشرطة والتقصي لمعرفة سبب الوفاة والقبض على الجاني. 

كيفية تجنب حدوث متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع 

الموت المفاجئ للرضع

مع الأسف الشديد لا يمكن تجنب حدوثها، لكن إليكِ عزيزتي الأم بعض الإرشادات:

  • احرصي على أن ينام رضيعك على ظهره. 
  • ابقي رضيعك معك في نفس الغرفة عندما ينام، لكن ليس على نفس السرير. 
  • لا تسمحي بنوم رضيعك مع أطفال آخرين. 
  • أزيلي جميع الألعاب والوسائد من أماكن نومه. 
  • احرصي على أن ينام رضيعك على فراش متين ومرتبة صلبة. 
  • تجنبي لف طفلك عند وضعه للنوم كي لا تزداد درجة حرارته. 
  • استخدمي اللهاة وضعيها في فم رضيعك عندما يريد أن ينام، لكن لا تعيديها إلي فمه بعد أن ينام واحرصي على نظافتها. 
  • يجب ألا تكون اللهاة متصلة بحبل حول رقبة طفلك أو متصلة بملابسه أو فراشه. 
  • لا تقدمي العسل لرضيعك وعمره أقل من عام. 
  • حصني رضيعك بالتطعيمات إذ وُجد أنها تقلل من خطر حدوث متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع إلى 50٪.
  • تقلل الرضاعة الطبيعية من خطر الإصابة بنسبة 50٪ فاحرصي عليها قدر استطاعتك. 
  • لا تدخني حول طفلك ولا تسمحي لأحد بالتدخين داخل المنزل. 
  • تجنبي الكحول والأدوية المخدرة في أثناء الحمل. 
  • احرصي على متابعة حملك بانتظام. 

وأخيرًا لا تستخدمي أجهزة مراقبة تنفس الأطفال والأجهزة التجارية التي يدعي صنّاعها أنها تقلل من خطر متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع. 

وجد أنهم لا يعملون جيدًا، وربما يكون لديهم مشكلات تتعلق بسلامة رضيعك. 

ما الذي يجب على الطبيب فعله؟

في حالة حدوث وفاة الرضيع المفاجئة

يجب  على الطبيب ما يلي:

  • التواصل مع الأسرة وإبلاغها الخبر برحمة وتعاطف. 
  • لا تُوجه اتهامات للأم والأب. 
  • تقديم دعم نفسي للأبوين. 
  • إجري تحقيق شامل للوفاة واستدعاء أطباء الطب الشرعي لمعاينة الجثة وبموافقة الأبوين. 
  • تقديم المساعدة لأفراد الاسرة ليس فقط في الأيام الأولى لموت رضيعهم، لكن لعدة أشهر لتبديد شعورهم الذنب. 

أخيرًا، لا يمكن التنبؤ بحدوث متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع ولم يتوصل الباحثون إلى أسبابها القاطعة. 

لذا التزمي فقط عزيزتي الأم بالإرشادات التي ذكرناها سابقًا ونسأل الله السلامة لأطفالنا. 

اقرأ أيضًا 

الأطفال الخدج | لماذا دخل طفلي الحضانة؟ 

الإسعافات الأولية لحالات اختناق الأطفال

المصدر
www.healthline.comwww.mayoclinic.orgwww.webmd.comhttps://emedicine.medscape.com/

د. أسماء العزازي

طبيبة - باحثة- كاتبة محتوى طبي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى