الصحة النفسيةطب الأطفالطبي

النمو العقلي للطفل | من فضلك اهتمي بطفلك!

يتساءل البعض… المستوى الدراسي لابني متأخر عن أقرانه… لماذا؟ هل النمو العقلي للطفل بطئ؟

ابني يعاني اضطراب القلق… لماذا؟

ابني قليل الانتباه، كثير النسيان… ما السبب في ذلك؟

كل هذه الأسئلة وأكثر تدور في أذهان الكثير من الآباء والأمهات، وللإجابة على هذه الأسئلة لابد من التعرف على طبيعة النمو العقلي للطفل.

سنتعرف في هذا المقال علي مفهوم النمو العقلي للطفل، وخصائصه، وكيفية تطويره، وكل ما يتعلق به من أمور فتابعوا معنا. 

مفهوم النمو العقلي للطفل

النمو العقلي للطفل هو تطور الدماغ  منذ الولادة حتى سن الخامسة أكثر من أي وقت آخر في الحياة، ولهذا التطور المبكر للدماغ تأثير دائم على قدرة الطفل على التعلم والنجاح في الحياة؛ لذا تعد السنوات الأولى من حياة الطفل مهمة جدََا لنمو وصحة عقله. 

يشمل النمو العقلي للطفل قدرات مثل الحضور، والإدراك، والمراقبة، والتذكر، والتخيل، وحل المشكلات، ونمو الذكاء، بالإضافة إلى اللغة. 

تعتمد جودة النمو العقلي للطفل على العديد من العوامل وهي:

  • الجينات الوراثية.
  • التغذية السليمة ابتداء من فترة الحمل.
  • التعرض للسموم أو الالتهابات.
  • تجارب الطفل مع الآخرين والعالم المحيط.
  • الرعاية والاستجابة لعقل الطفل وجسمه.

حاجات النمو العقلي للطفل

يبدأ تعزيز النمو العقلي للطفل قبل الحمل، وأثناء الحمل، وبعد الولادة.

قبل الحمل:

اتباع نظام غذائي صحي، بتوفير العناصر الغذائية مثل حمض الفوليك؛ المهم جدََا للحمل الصحي، والنظام العصبي الصحي للطفل، ويمنع حدوث تشوهات الأطفال.

أثناء الحمل:

  • التزام الأم الحامل بالتطعيمات يحميها من الالتهابات التي يمكن أن تؤذي دماغ الطفل.
  • تساعد الرعاية الصحية المنتظمة للأم الحامل على منع المضاعفات والمخاطر، مثل الأمراض المعدية، أو التعرض للسموم؛ التي تؤدي إلى الولادة المبكرة، وتؤثر على دماغ الطفل.

بعد الولادة:

  • فحص حديثي الولادة يؤدي إلى الاكتشاف المبكر للاضطرابات الجينية، والغدد الصماء، والتمثيل الغذائي.
  • تحمي لقاحات الطفولة مثل لقاح الحصبة من المضاعفات الخطيرة مثل تورم الدماغ.
  • توفر الأغذية الصحية وأماكن العيش واللعب، البيئة الآمنة للنمو العقلي للطفل.

أساسيات لصحة الطفل العقلية

يحتاج طفلك إلى العديد من الأشياء لصحته العقلية ومنها:

  • حب غير مشروط من العائلة.
  • تعزيز الثقة بالنفس واحترام الذات.
  • اللعب مع الأطفال الآخرين.
  • توفير بيئة آمنة لمعيشة الطفل.
  • التوجيه والانضباط المناسبين.

أفكار لتشجيع النمو العقلي للطفل

هناك العديد من الأفكار لتحفيز عقل طفلك على النمو ومنها:

  • اللعب: وسيلة رائعة لمساعدة الطفل على التطور، وتعزز مهارتي الخيال والإبداع.
  • الراحة: عندما يشعر طفلك بالتوتر، فعليك أن تحتضنه وتشعره بالراحة؛ فالحب والدعم المعنوي يساعد الطفل على التعامل مع التوتر.
  • القراءة: اقرأ لطفلك فالقراءة من أفضل الطرق لتعزيز النمو العقلي للطفل.

خصائص النمو العقلي للطفل

يحدث النمو العقلي للطفل على عدة مراحل، وكل منها له خصائصه ويبنى على ما تم تعلمه في المراحل السابقة، وفيما يلي خصائص كل مرحلة:

المرحلة الحسية يظهر:

  • الذكاء من خلال النشاط الحركي دون استخدام الرموز.
  • المعرفة بالعالم المحيط محدودة لكنها تتطور.
  • تكون ذاكرة لدى الطفل عن الأشياء.
  • تطور القدرات الفكرية.
  • تطور القدرات اللغوية.

مرحلة الطفولة المبكرة:

  • يظهر الذكاء عن طريق استخدام الرموز.
  • تطور استخدام اللغة، والذاكرة والخيال.
  • يسود التفكير الأناني للطفل في تملك الأشياء.

مرحلة الابتدائية والمراهقة المبكرة:

تتميز هذه المرحلة بسبعة أنواع من الحفظ، (العدد والطول والسائل والكتلة والوزن والمساحة والحجم)، يتطور الذكاء، ويتضاءل الشعور بالأنانية.

مرحلة المراهقة والبلوغ:

يصل النمو العقلي إلى ذروته، وتصل الملاحظة والإدراك والانتباه والذاكرة والتفكير والاستدلال والذكاء إلى مرحلة النضج.

 النمو العقلي للطفل له عدة جوانب:

  • الإحساس والإدراك: وهو الخطوة الأولى للمعرفة، وترتبط أحاسيس الطفل بالذوق واللون والصوت واللمس والضغط تدريجيََا، ويبدأ الطفل بمعرفة الفروق بين الأشياء، ويفهم المعاني.
  • تشكيل المفهوم: المفهوم هو المعنى العام المرتبط بشيء ما نتيجة للتجارب الإدراكية، ويعد خطوة كبيرة إلى الأمام في النمو العقلي، وهذه المرحلة تتضمن التمييز والتعميم بين الأشياء.
  • تطوير اللغة: اللغة هي أداة للتفكير والتواصل، ويجب أن يتقن الطفل عدة مهام لتعلم الكلام وهي:
  1. فهم كلام الآخرين.
  2. بناء المفردات.
  3. الجمع بين الكلمات في جملة. 
  4. النطق.
  • النمو في التفكير وحل المشكلات: بعد أن تكونت المفاهيم وتطورت اللغة، يصبح الطفل قادر على التفكير والتعامل مع المواقف، وحل المشكلات.
  • نمو الذكاء أو التطور الفكري: يرتبط التطور الفكري بالتطور الجسدي، والتطور اللغوي، والتطور العاطفي للطفل. 

اضطرابات النمو العقلي للطفل

تعد اضطرابات النمو العقلي للطفل، تغييرات خطرة في الطريقة التي يتعلم بها الطفل، أو يتعامل بها مع الآخرين، ومن هذه الاضطرابات:

  • القلق.
  • الاكتئاب.
  • اضطرابات التحدي المعارض (ODD).
  • الاضطراب السلوكي(CD).
  • اضطرابات فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD).
  • الوسواس القهري.

النمو الانفعالي للطفل

هو القدرة على التعرف على المشاعر والتعبير عنها وإدارتها، والتعاطف مع مشاعر الآخرين، وتشمل المشاعر السلبية والإيجابية.

  • يبدأ الطفل في إظهار المشاعر بابتسامة مصحوبة بأصوات وأفعال تمثل المتعة، ثم تتطور الابتسامة ويبدأ الطفل في الضحك من ثلاثة إلى أربعة أشهر.
  • ويبدأ الطفل من ستة إلى اثنى عشر شهرََا بالتعبير عن المشاعر مثل الخوف، والاشمئزاز، والغضب، والحزن.
  • في الثانية من العمر يعبر الطفل عن مشاعر الخجل والإحراج والفخر.
  • في سن الثالثة يبدأ الطفل في فهم ما يتعلق بالتعبير المناسب عن المشاعر.
  • أما سن الرابعة يكتسب الطفل القدرة على تغيير تعبيراته العاطفية.
  • من سن السابعة حتى الحادية عشر يعرض الأطفال مجموعة من مهارات التنظيم الذاتي لمشاعرهم.
  • في سن المدرسة يتطور لديهم نوعان من المشاعر، إما الشعور بالثقة والنجاح، أو الشعور بالدونية والفشل، وذلك حسب ما يتلقاه الطفل من مشاعر إيجابية أو سلبية.
  • أثناء اللعب يزيد النضج العاطفي للطفل، وتزيد كفاءته الاجتماعية في التفاعل مع الأطفال الآخرين.

دور الأسرة لدعم النمو الانفعالي للطفل:

  • تقديم الحنان والرعاية للطفل.
  • ساعد طفلك على الاستمتاع  بعلاقات الأخذ والعطاء.
  • التحدث والاستماع والغناء مع طفلك.

النمو الاجتماعي للطفل

هو تطور طريقة التفاعل، ومهارة التواصل للطفل مع الآخرين من حوله، ويشير النمو الاجتماعي إلى كيفية تطوير الطفل للصداقات والعلاقات الأخرى.

أهمية النمو الاجتماعي للطفل

تكمن أهمية النمو الاجتماعي للطفل في أمور عدة منها: 

  • تطوير المهارات اللغوية: 

قدرة الطفل على التفاعل مع الآخرين؛ تمنحه الفرصة لممارسة وتعلم مهارات الكلام واللغة.

  • بناء احترام الذات:

تعزز الدائرة الصحية للطفل من الأصدقاء مستوى تقدير الطفل لشخصيته، واحترامه لذاته.

  • تقوية مهارات التعلم:

وجود علاقات صحية للطفل مع أقرانه، تسمح له بالتكيف مع التحديات المدرسية المختلفة.

  • حل المشكلات:

يؤدي تعزيز احترام الذات، وتنمية المهارات اللغوية لدى الطفل إلى قدرة أكبر على حل الخلافات مع أقرانه.

  • تكون سلوك إيجابي للطفل:

تبني العلاقات الاجتماعية الصحية للطفل مع الآخرين، مستويات أعلى من الثقة بالنفس والسلوك الإيجابي.

واجب الأسرة لتطوير النمو الاجتماعي للطفل:

  • الاستجابة لاحتياجات طفلك.
  • التواصل بالعينين مع طفلك.
  • التحدث واللعب معه.
  • إظهار الحب للطفل سواء بالكلمات أو الاحتضان.
  • التحدث معه عن العلاقات والقيم الاجتماعية.
  • السماح للطفل بمناقشة المشكلات الاجتماعية وطرح طرق لحلها.
  • حافظ على خطوط الاتصال مفتوحة بينك وبين طفلك.
  • تشجيع الطفل على الانخراط مع الأطفال، والتواصل مع الآخرين بطرق إيجابية ومفيدة.

وأخيرََا

تعد السنوات الأولى لحياة الطفل مهمة جدََا لصحته العقلية والعاطفية والاجتماعية؛ فإذا كنت أحد الوالدين فعليك تقديم الرعاية والحب والحنان لطفلك، حتى ينتج لنا جيلا سويََا. 

المصدر
healthlinebritannicahealthychildrenchildrensmentalhealthrasmussen

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى