داء الرتوج | أسبابه وعلاجه

د. هويدا يوسف

كان داء الرتوج نادر الحدوث قبل القرن العشرين، أما الآن هو أحد المشكلات الصحية الأكثر انتشارًا، وهو داء يصيب الأمعاء الغليظة (القولون).

أخطر أنواع أمراض الرتج هو التهاب الرتج، التي تُسبب أعراضًا جسيمة، وفي بعض الحالات، تؤدي إلى مضاعفات شديدة الخطر إذا لم تعالج.

هيا بنا في جولة لمعرفة المزيد حول داء الرتوج، بما في ذلك أسبابه وأعراضه وخيارات العلاج وكيف يمكن أن يؤثر نظامك الغذائي على خطر الإصابة به.

ماهو داء الرتوج (divertculosis)؟

داء الرتوج ويسمى أيضًا (الرداب القولوني) هو وجود رتوج بالأمعاء الغليظة.

الرتوج: تكيسات القولون أو جيوب صغيرة منتفخة تتكون في بطانة الأمعاء مع تقدم العمر.

يصيب في أغلب الأحيان الجزء السفلي من الأمعاء الغليظة (القولون)، وتحدث خاصة بعد سن الأربعين، ونادرًا ما تسبب مشكلات.

لا تظهر أي أعراض على معظم المصابين بالرتوج، ومن الممكن اكتشافها صدفة عند إجراء الفحص لسبب آخر.

عندما تسبب الرتوج أعراضًا، مثل ألم أسفل البطن، يُسمى مرض الرتوج.

عند تطور حالة الرتج ويصبح ملتهبًا أو مصابًا، يتسبب في أعراض أكثر حدة، ويسمى التهاب الرتج.

التهاب الرتج (divertculitis): يحدث هذا عندما تصبح الجيوب أو التكيسات ملتهبة أو مصابة. وممكن أن تسبب الألم وأعراضًا أخرى. وقد تتطلب الحالات شديدة الْخَطَر التوجه إلى المستشفى.

نزيف الرتج: يحدث نزيف الرتج عندما ينفجر أحد الأوعية الدموية الموجودة في الجيب، وهو ليس شائعًا مثل التهاب الرتج.

في حالة التهاب الرتوج يحدث ألمًا شديدًا في البطن وحمى وغثيانًا وتغيرًا ملحوظًا في عادات الأمعاء.

أسباب مرض الرتج

لم يحدد الأطباء بالضبط أسباب مرض الرتج. 

يُعتقد أن عدم تناول ما يكفي من الألياف، يسبب الإمساك. 

 يؤدي الإمساك والبراز الصلب إلى زيادة الضغط في جدران الأمعاء، ويتسبب هذا الضغط في تكوين أكياس الرتج.

ومن العوامل الأخري التي تساعد على حدوث داء الرتوج ما يلي:

تبدأ احتمالات الإصابة في الزيادة بعد سن الأربعين، يصاب به معظم الناس ببلوغهم سن الثمانين.

عوامل الخطر

هناك عدة عوامل قد تزيد من خطر الإصابة بالتهاب الرتج:

أعراض مرض الرتج والتهاب الرتج

تشمل أعراض مرض الرتج ما يلي:

المضاعفات

يأتي هنا السؤال هل داء الرتوج خطير؟

أكثر من 75 % من حالات التهاب الرتج غير معقدة، وحوالي 25 % تُصاب بمضاعفات.

تشمل هذه المضاعفات الآتي:

تشخيص داء الرتوج

يتصف داء الرتوج بعدم وجود أعراض مميزة، ولكن تظهر الأعراض عند حدوث التهاب للرتوج.

وقد تتشابه هذه الأعراض مع أعراض بعض الأمراض مثل متلازمة القولون العصبي (IBS)، أو الداء البطني، أو سرطان الأمعاء.

وللتحقق من علامات التهاب الرتج، قد يطلب الطبيب اختبارًا واحدًا أو أكثر.

ومن هذه الاختبارات:

علاج داء الرتوج

يكمن علاج داء الرتوج في العمل على عدم تطوره إلى التهاب الرتوج بتغيير النظام الغذائي وممارسة الرياضة المنتظمة.

وفي حالة تطوره إلى التهاب الرتوج يكون العلاج بالطرق الآتية:

1- نظام غذائي غني بالألياف

 يساعد النظام الغذائي الغني بالألياف على تخفيف أو منع أعراض التهاب الرتج.

 تسبب الأطعمة الغنية بالألياف الغازات والألم، لذا من المهم زيادة تناول الألياف تدريجيًا. 

تعد النسبة 14 جرامًا من الألياف الغذائية لكل 1000 سعرة حرارية مستهلكة هي النسبة المناسبة للألياف اليومية. 

الأطعمة الغنية بالألياف

2-العلاج باستخدام البروبيوتيك

البروبيوتيك هي بكتيريا “جيدة” مماثلة للبكتريا الموجودة بالجهاز الهضمي، 

مثل (Lactobacillus casei).

وهي متوفرة في بعض الأدوية مثل لاكتيول فورت (lacteol fort) أقراص وأكياس، وتوجد أيضًا في بعض الأطعمة مثل الزبادي.

3-الإنزيمات الهاضمة

إنزيمات الجهاز الهضمي هي بروتينات تفرزها المعدة والأمعاء الدقيقة والغدد اللعابية والبنكرياس، تعمل على تكسير الطعام خلال الهضم وقتل السموم.

 يُعتقد أن الإنزيمات الموجودة في البابايا والكمثرى تساعد في تقليل التهاب الأمعاء وتسريع الشفاء.

4-العلاج بالأعشاب

وجد أن علاج جيوب القولون بالأعشاب فعال في تقليل الالتهاب ومكافحة العدوى

وتشمل ما يلي:

5-العلاج بالإبر الصينية

الوخز بالإبر هو علاج صيني يعتمد على إدخال إبر رفيعة في نقط خاصة في الجسم. ويستخدم لعلاج الألم والتوتر، وقد يعالج الإمساك أيضًا.

6- العلاج باستخدام الزيوت 

لا يوجد دليل بأن الزيوت لها أي تأثير على التهاب الرتج، إلا أنها يمكن أن تعزز الاسترخاء وتخفف التوتر والألم.

على سبيل المثال: يوفر زيت اللافندر المخفف تخفيفًا للألم شبيهًا بالترامادول (Tramadol)، وهو دواء مسكن للألم. 

لا تؤخذ الزيوت بالفم، ولكن تستخدم موضعيًا.

7- العلاج بالأدوية

يحذر استعمال أي من الأدوية المذكورة إلا بعد استشارة الطبيب.

8- العلاج بالجراجة

في حالات نادرة، قد تكون هناك حاجة لعملية جراحية لعلاج المضاعفات شديدة الْخَطَر لالتهاب الرتوج.

تتضمن الجراحة عادةً إزالة الجزء المصاب من الأمعاء الغليظة.

يُعرف هذا باسم استئصال القولون. 

الوقاية من داء الرتوج 

للمساعدة في تجنب الإصابة بداء الرتوج:

مما سبق نجد أن اتباع نظام غذائي جيد يحتوي على العناصر الغذائية الصحية والألياف، مع ممارسة الرياضة بانتظام، يحافظ على صحتنا من كثير من الأمراض.

اقرأ أيضًا

داء الورم الحبيبي المزمن | أعراضه وطرق علاجه

مرض كرون | التهاب الأمعاء الناحي

الجهاز البولي | أعضاؤه وأهم الأمراض التي تصيبه

المصدر
nhsmayoclinicmedlineplus
Exit mobile version