طب العيونطبي

ذبابة العين | مشكلة بصرية أم خيالات وهمية؟

هل رأيت أجسام سابحة من قبل؟ تتراءى لي بعض الأجسام تسبح في مدى النظر، وكثيرًا ما تسبب لي التشوش والارتباك؛ فذهبت لطبيب العيون وبعد الفحص أخبرني الطبيب أن ما أراه يطلق عليه “ذبابة العين” أو “عوامات العين”.

كل التفاصيل عن ذبابة العين في المقال التالي.

ما ذبابة العين “عوامات العين”؟

هي أجسام صغيرة سابحة في مدى النظر، يمكن أن تبدو مثل: البقع، أو الخيوط الصغيرة، أو الخيوط المتعرجة، وهي ترسبات سائلة في الجسم الزجاجي لكرة العين، وتخلف ظلًا على الشبكية عند مرور الضوء إليها. 

تُعد الذبابة الطائرة مشكلة بصرية تنتقل مع حركة العين، يمكن ملاحظتها أكثر من المعتاد عند النظر إلى السماء أو إلى سطح ما أبيض اللون.

أسباب ذبابة العين

تنتج الشوائب في العين عن طريق بقع صغيرة من البروتين المسمى كولاجين، وفي الجزء الخلفي من العين هناك مادة مشابهة للجل تسمى (السائل الزجاجي).

مع التقدم في العمر يتقلص السائل الزجاجي وألياف البروتين (الكولاجين)، فتتراكم أجزاء صغيرة من الألياف في السائل الزجاجي، ويؤدي إلى تغيير في كمية الضوء على الشبكية، ويؤدي هذا التغيير لظهور ظلال على شكل عوامات. 

وغالبًا ما تحدث ذبابة العين بعد الخمسين، بالإضافة لحالات شاذة تعاني هذه الظاهرة في سن مبكر، ويمكن أن يكون السبب في ذلك أي من الأسباب التالية:

  • الصداع النصفي.
  • استبدال عدسة العين.
  • إجراء عملية جراحية بالعين.
  • تعرض العين للإرهاق بشكل متكرر.
  • استخدام جراحة الليزر للتخلص من قصر النظر الشديد.
  • حدوث خلل في شبكية العين (تحدث عادة مع مرضى السكري، أو المصابين بسرطان الغدد اللمفاوية).

أعراض الذبابة الطائرة

قد ترافق ذبابة العين عدة أعراض، فهي تطفو أمام عينيك، وحينما تحرك عينيك وتنظر إلى هذه الخيوط فإنها تتحرك معك في مدى نظرك.

تجد الخيوط واضحة عند النظر إلى مسطح خلفيته موحدة اللون مثل: جدار أبيض، أو إلى السماء الزرقاء، قد تكون هذه الخيوط في عين واحدة أو كلتيهما، وقد تظهر على شكل:

  • خيوط شفافة.
  • متعرجة.
  • خيوط رمادية أو سوداء.
  • بقع صغيرة على شكل دوائر.

متى يجب التوجه للطبيب للعلاج من ذبابة العين؟

لا تتطلب معظم حالات ذبابة العين للعلاج، مع أنها قد تسبب التشويش للمصاب ومعيقة للنظر السليم، إلا أنها مع الوقت قد يعتادها ويتأقلم معها، ولا تعود معيقة له.

قد تقل وتختفي مع مرور الوقت، ولكن يُعد ظهورها مؤشرًا خطرًا، وهذا الأمر قد يستلزم التوجه للطبيب المختص لإجراء الفحص اللازم لقاع العين.

توجد بعض الحالات التي تصبح فيها ذبابة العين معيقة للنظر، وتسبب إزعاج للمصاب في مجال رؤيته، ويجب التوجه إلى الطبيب لاستشارته إذا ظهرت أي من الأعراض التالية:

  • وجود أجسام متطايرة أكثر من المعتاد مع مرور الوقت.
  • فقدان الرؤية، أو رؤية ظلام في الرؤية الجانبية من طرف العين مع وجود ألم.
  • ظهور بقع أو خيوط بصورة مفاجئة خاصة إثر إجراء عملية بالعين، أو ضربة تصيب العين.
  • رؤية ضباب أو وميض مع ذبابة العين، ويُعد هذا الوميض مؤشر غاية في الخطورة، وعليك التوجه للطبيب فورًا؛ إذ يمكن أن يكون السبب انفصال الشبكية، أو نزيف داخل العين.

 علاج ذبابة العين

يعتمد العلاج على السبب؛ فإذا كانت ناتجة عن التقدم في العمر ولا تسبب الإزعاج، فمن المحتمل أنك لن تحتاج إلى علاج.

أما إذا كانت تسبب لك الإزعاج ويصعب عليك الرؤية بوضوح فقد يلجأ الطبيب المختص إلى أي من التالي:

  • الليزك

يستخدم الطبيب المختص نوع محدد من الليزر يُطلق عليه (ياج ليزر)، ويسلطه على هذه البقع ويفتتها ويجعلها أقل وضوحًا.

أفاد بعض المرضى الذين خضعوا للعلاج بالليزر بتحسن في مجال الرؤية، وقد لا يشعر البعض الآخر بأي اختلاف.

تتضمن مخاطر العلاج بالليزر تلف شبكية العين إذ وُجه الليزر بشكل غير صحيح.

  • الجراحة

تستخدم الجراحة لاستئصال الجسم الزجاجي من العين، إذ يقوم الطبيب المختص بإزالة الجسم الزجاجي بواسطة شق صغير (استئصال الزجاجية)، واستبداله بسائل يساعد العين على المحافظة على شكلها.

قد لا تزيل الجراحة كل العوامات، ويمكن أن تسبب الجراحة عوامات جديدة. وتتضمن مخاطر استئصال الزجاجية النزيف وتمزق الشبكية.

أما إذا كانت ذبابة العين ناتجة عن مشكلة بصرية فيجب علاج المسبب.

نصائح للحفاظ على عينيك وتجنب ذبابة العين

يُجري الطبيب المختص الفحص اللازم لفحص الشبكية ورؤية العين من الخلف.

لا يوجد طريقة محددة للوقاية المباشرة من ذبابة العين ولكن يمكن تجنب المسببات لها، ثم أن هناك بعض النصائح العامة للحفاظ على صحة العينين:

1.فحص دوري للعين.

ينتظر بعض الناس ظهور مشكلة في الرؤية للحصول على فحص العين. من الضروري لصحة العينين زيارة الطبيب المختص بصورة دورية، ولا سيما بداية من سن الأربعين لاستبعاد أو تحديد العلامات المبكرة لأمراض العيون.

2.إنقاص الوزن الزائد، والمحافظة على نظام غذائي صحي.

النظام الغذائي الصحي ضروري لصحة العين، ويمكن أن تساعد العناصر الغذائية الموجودة في الخضروات والبروتينات على منع مشكلات الرؤية.

كما تساعد على تقليل خطر الإصابة بالتنكس البقعي المرتبط بالسن (وهي حالة طبية عادة ما تصيب كبار السن وتؤدي إلى فقدان البصر بسبب التلف الذي يلحق بالشبكية).

يساعد دمج الخضروات الورقية والفواكه الحمضية والسلمون في نظامك الغذائي على تحسين الرؤية كما يساعد على التقليل من خطر الإصابة باضطرابات الرؤية.

3.ضبط مستوى الكوليسترول في الجسم، وضبط ضغط الدم.

4.الإقلاع عن التدخين.

5.ارتداء النظارات الشمسية، والنظارات الواقية.

تجنب إصابات العين بارتداء النظارات الواقية خاصة عند ممارسة بعض أنواع الرياضة.

كما يمكن ارتداء النظارات الشمسية لحماية العين من أشعة الشمس.

6.شرب الكثير من الماء.

زيادة شرب الماء تساعد على التخلص من السموم الضارة في الجسم، كما تساعد في تحسين صحة العينين.

7.الحفاظ على مستوى السكر في الدم لمرضى السكري.

الحفاظ على مستوى السكر في الدم ضمن المعدل الطبيعي، والفحص الدوري للشبكية بالنسبة لمرضى السكري.

8.إعطاء العينين فترات للراحة بانتظام.

لابد أن نعي جيدًا ضرورة حماية العين من الأضرار المحتملة بسبب الانخراط في بيئة عمل غير صحية، أو التحديق في شاشة الحاسوب ذات الإضاءة العالية لساعات متتالية.

ينبغي أخذ فترات راحة منتظمة، ومن أفضل الطرق التي ينصح باتباعها هي: تركيز النظر لمدة لا تتعدى 20 ثانية ثم تحويل النظر في مسافة لا تقل 20 متر لمدة 20 ثانية؛ إذ يريح ذلك عضلات العين ويمنع جفاف العينين كما يسهم في الحفاظ على صحة العينين.

وأخيرا، قد تكون ذبابة العين مصدر إزعاج، ولكنها غالبًا ما تزول من تلقاء نفسها، أو تعتاد تجاهلها، استشر طبيبك المختص إذا بدأت تسبب لك اضطراب في مجال رؤيتك.

فالعين كنز لا يقدر بثمن، ولا يستحق منا إجهادها.

المصدر
healthlinewebmdmayoclinicnhsmy.clevelandclinic

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى