الجلدية والتجميلتقنيات طبيةطبي

زراعة الشعر | الأمل لاستعادة جمال شعري.

كعادتي كل صباح، استيقظت لتمشيط شعري، ولكنني لاحظت في الآونة الأخيرة أن شعري يتساقط بغزارة، حتى أنّ بعض الفراغات بدأت بالظهور في فروة رأسي، وفقدت ثقتي بنفسي، وأصبحت لا أُحب النظر في المرآة.

حاولت استخدام الوصفات التقليدية وغير التقليدية، فتارة استخدم الزيوت الطبيعية، وتارة أخرى استخدم المستحضرات الدوائية، ولكن بدون جدوى، فمازال شعري يتساقط كأوراق الخريف الجافة!

 وعندما توجهت لطبيبتي نصحتني بعملية زراعة الشعر وأنها الأنسب لي لاستعادة جمال شعري وكثافته.

فهيا لنتعرف أكثر على عملية زراعة الشعر وتكلفتها ومدى كفاءتها.

ولكن بدايةً دعونا نتعرف على تركيب الشعرة

تتكون الشعرة من بروتين المعروف ب الكيراتين وهو البروتين الذي تتكون منه الأظافر وطبقة الجلد الخارجية.

تتكون الشعرة من جزئين أساسيين وهما:

١- بُصيلة الشعر (وهي المسؤولة عن نمو الشعرة وإمدادها بالفيتامينات).

٢- ساق الشعرة (تنمو خارج فروة الرأس).

كما يوجد بعض الغدد الدهنية (المسؤولة عن ترطيب الشعر ولمعانه).

تَمُر الشعرة بثلاث مراحل خلال نموها ( دورة حياة الشعرة) وهي:

  • مرحلة النمو (تستغرق من ٢ إلى ٦ سنوات وتختلف بين الرجال والسيدات).
  • مرحلة السكون (وفيها تتوقف الشعرة عن النمو وتستغرق من ٢-٣ أشهر).
  • السقوط (تسقط فيها الشعرة تاركةً بصيلة الشعر، لتنمو مكانها شعرة جديدة).

أسباب تساقط الشعر

إن مشكلة تساقط الشعر ليست حكرًا على النساء فقط، فهي مشكلة تصيب الرجال والنساء على حدٍ سواء.

حالات الصلع الوراثي تزداد عند الرجال منها عن النساء، أما تساقط الشعر لأسباب غير وراثية فإن نسبته أعلى عند السيدات بسبب تغير الهرمونات.

تتعدد أسباب تساقط الشعر فمنها:

  •  أسباب وراثية.
  •  نتيجة مشاكل صحية يعاني منها (مثل مشكلات الغدة الدرقية وفقر الدم وبعض الأمراض الجلدية مثل الذئبة الحمراء وغيرها).
  • التوتر والضغط النفسي الشديد.
  • العلاج بالمستحضرات الكيميائية.
  • التعرض للحروق أو الجروح أو الخضوع للعمليات الجراحية.

ولذلك يجب إجراء الفحوص والتحاليل اللازمة لمعرفة أسباب تساقط الشعر أولا، قبل اختيار عملية زراعة الشعر كحل نهائي لهذه المشكلة.

ما هي عملية زراعة الشعر؟

هي عملية جراحية يُنقل فيها الشعر من فروة رأس المريض (غالبا من مؤخرة الرأس) إلى المنطقة المراد زرعها.

 بدأت هذه العمليات في الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1950 ولكن مع الوقت تعددت الوسائل واُستخدمت أحدث التقنيات لعملية زرع الشعر.

كيفية زراعة الشعر

1- يبدأ الطبيب بإعداد المريض لإجراء العملية الجراحية بعمل الفحوص الطبية الشاملة له، للتأكد من عدم وجود أي أمراض أو حساسية ضد أي مستحضر طبي يُستخدم في هذه العملية.

2- تنظيف فروة الرأس جيداً وتعقيمها.

3- يأخذ المريض بعض الأدوية المهدئة ليسترخي، ثم تُحقن المنطقة التي سوف يُؤخذ منها الشعر في فروة الرأس (المنطقة المانحة) بمخدر موضعي.

4- يبدأ الطبيب في اقتطاف بصيلات الشعر من المنطقة المانحة (وغالبا تكون في المنطقة الخلفية لفروة الرأس).

5- زراعة بصيلات الشعر في المنطقة المطلوبة في فروة الرأس. 

أنواع زراعة الشعر

تتعدد التقنيات المستخدمة في عمليات زراعة الشعر حسب الطريقة التي تُستخلص بها بصيلات الشعر من فروة الرأس، وتنقسم إلى نوعين:

1. زراعة الشعر بتقنية الشريحة (Follicular unit transplantation (FUT

  1. وفيها يقتطع الطبيب شريحة من فروة الرأس (غالبا من مؤخرة الرأس)، وتتراوح طول الشريحة الواحدة من 6 – 10 إنشات.
  1.  إغلاق الجرح مكان قطع الشريحة.
  1. تقطيع الشريحة المُستخلصة إلى قطع صغيرة جدًا تحتوي كل قطعة منها على شعرة واحدة أو شعرتين على الأكثر.
  1. باستخدام إبرة يبدأ الطبيب بعمل ثقوب كثيرة (تصل لآلاف الثقوب) في المكان المراد زراعة الشعر فيه.
  1. زراعة بُصيلات الشعر المُستخلصة سابقا في هذه الثقوب.
  1. تغطية مكان العملية الجراحية بالشاش الطبي.

2. زراعة الشعر بالاقتطاف (Follicular unit extraction (FUE

وهي التقنية الأحدث في زراعة الشعر والأقل ألمًا للمريض، كما أنها لا تترك أثرًا في فروة الرأس مثلما قد يَحدث في الطريقة السابقة.

  1. يحلق المريض شعر الرأس في المنطقة المراد أخذ الشعر منها.
  1. يَستخلص الطبيب بُصيلات الشعر واحدة تلو الأخرى من فروة الرأس.
  1. تزُرع كل بُصيلة على حده في الثقوب المُعدَّة سابقًا بفروة الرأس.
  1. تغطية مكان العملية بشاش طبي.

يمكن للمريض الخروج من المستشفى في نفس اليوم بعد إجراء العملية، ولكن التعافي وممارسة الحياة الطبيعية قد تأخذ وقتا، قد يتراوح بين عدة ساعات أو أيام حسب حجم المنطقة المزروعة بالرأس.

قد يشعر المريض ببعض الألم أو الوخز في مكان العملية وقد يصاحبه تورم في فروة الرأس، ولذلك يصف الطبيب بعض الأدوية المسكنة للألم والمضادة للالتهاب للتخفيف من هذه الأعراض.

يصف الطبيب بعض الأدوية المحفزة لنمو الشعر (مثل المينوكسيديل والفيناستيرايد)، كما ينصح الطبيب بتناول أحد المضادات الحيوية، لتجنب العدوى في المنطقة المزروعة بالشعر.

تعليمات ما بعد زراعة الشعر

هناك بعض الإرشادات التي يجب على المريض اتباعها بعد إجراء العملية لتؤتي بالنتائج المرغوبة، وهي:

  • يجب زيارة الطبيب بعد يومين من الزراعة لفك الضمادات والاطمئنان على مكان العملية.
  • يجب عدم غسل الشعر إلا بعد مرور عدة أيام على العملية، وبعد زيارة الطبيب أولا.
  • عند غسل الشعر يجب استخدام شامبو طبي وماء بارد وعدم تدليك فروة الرأس، وتجنب ملامسة الشعر المزروع في أول أسبوع.
  • يجب عدم التعرض المباشر لأشعة الشمس حتى لا تتورم فروة الرأس وتحدث مضاعفات.
  • عدم تمشيط الشعر الجديد أو الضغط عليه بالفرشاة عند تمشيطه ويستمر ذلك لمدة 3 أسابيع بعد العملية.
  • لا يفضل ارتداء أي قبعات أو أغطية للرأس إلا بعد سماح الطبيب بذلك.
  • عدم استخدام مجففات الشعر أو المكواة وذلك في الأسابيع الأولى بعد العملية.
  • عدم ممارسة التمرينات الرياضية أو التدريبات المرهقة لمدة أسبوع.
  • لا يجب الانزعاج إذا تساقط الشعر المزروع بعد العملية بعدة أيام، فهذا أمر طبيعي حتى ينمو مكانه شعر جديد في البصيلات المزروعة بفروة الرأس.

تكلفة زراعة الشعر:

إن عملية زراعة الشعر من العمليات عالية التكلفة، ولكن هذه التكلفة قد تزيد أو تنقص اعتمادا على عدة عوامل، منها:

  • مساحة الجزء المطلوب زراعته وعدد بصيلات الشعر التي سوف تُزرع:

كلما زادت عدد بصيلات الشعر المطلوب زرعها، زادت تكلفة العملية.

  • الطريقة المستخدمة للزراعة:

استخدام تقنية الاقتطاف يزيد من التكلفة عن استخدام تقنية الشريحة لأنه يحتاج لدقة شديدة ووقت أطول خلال العملية.

وتتراوح تكلفة الاقتطاف 3,000 إلى 8,000 دولار بينما تكلفة تقنية الشريحة يتراوح بين 2,000 إلى 6,000 دولار.

  • المنطقة المراد زرع الشعر فيها :

فزراعة الشعر بمنطقة الذقن مثلًا تكون تكلفته أعلى من زراعته بمنطقة الرأس نظرًا لاختلاف طبيعة البشرة في هذه المنطقة.

  • المركز الطبي الذي ستُجرى فيه العملية:

إذ تختلف أسعار كل مركز عن الأخر حسب جودة العناية ومستوى التعقيم ومهارة الطبيب والطاقم الطبي والأدوات المستخدمة في العملية.

مميزات العملية

  • تتميز هذه العملية بأنها موضعية ولا تحتاج إلى تخدير كلي.
  • لا يصاحبها مضاعفات خطيرة.

قد يشعر المريض ببعض الحكة والألم في فروة الرأس ومن الممكن حدوث نزف، ولكن كل هذه المضاعفات ليست بالخطيرة ويمكن السيطرة عليها بالأدوية والمضادات الحيوية التي توصف بعد العملية.

  • الشعر المزروع يبدو طبيعيا ولا يتساقط مرة أخرى.
  • يمكن زرع الشعر في الرأس والذقن والشارب والحاجب أيضا.

عيوب العملية:

  • ارتفاع التكلفة وطول مدة العملية (قد تصل إلى ست ساعات).
  • صعوبة العثور على الأماكن الموثوقة لإجراء العملية.
  • عند التقدم في العمر وسقوط الشعر الطبيعي، يبقى الشعر المزروع دون تساقط، مما يعطي مظهرا غير طبيعي.

ختامًا، فإن الشعر هو تاج الجمال، واهتمامنا بالغذاء المفيد ونمط الحياة الصحي قد يجنبنا الكثير من المشكلات التي تؤدي لتساقطه.

لكن إذا تساقط شعرك فلا يجب عليك القلق بعد الآن، لأن زراعة الشعر يمكن أن تعيد إلى شعرك مظهره الجذاب.

المصدر
www.webmd.comwww.healthline.comhair-transplant

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى