طب النساء والولادةطبي

سرطان الثدي | أعراضه وأسبابه وطرق علاجه

فتاة في العشرينيات من عمرها، تقف أمام المرآة متأملة حسن الوجه وكمال الجسد، ثم تفكر في تلك الأمراض التي كثيرًا ما تسمع عنها تصيب هذا الجسد وتقضي على ريعان شبابه، ويظل تفكيرها الدائم في كيفية الحفاظ على صحتها وكيف تحافظ على نفسها من هذه الأمراض، وأولها ذلك الكابوس الذي يراود الكثيرات وهو “سرطان الثدي”.

أعراض سرطان الثدي

تختلف أعراض سرطان الثدي حسب أنواعه، ولكن هناك أعراض مشتركة علينا معرفتها:

  • الشعور بكتلة غريبة تختلف عن باقي نسيج الثدي تختلف في حجمها وملمسها.
  • تغير واضح في حجم الثدي وشكله، وحجمه بالنسبة للثدي الآخر.
  • تغير في لون حلمة الثدي.
  • انقلاب حلمة الثدي، وهي من الأعراض الأولى للمرض.
  • ظهور تنقير غريب الشكل في جلد الثدي، ويشبه قشرة البرتقال.
  • احمرار جلد الثدي الخارجي.

أسبابه

ترجع الإصابة بسرطان الثدي لعوامل كثيرةٍ، منها عوامل هرمونية وعوامل وراثية وأخرى بيئية. ولكن برغم ذلك فقد تصاب السيدة به دون أسباب واضحة وتبقي إصابة سرطان الثدي من المواضيع المحيّرة للعلماء وتستمر الجهود والأبحاث لمعرفة أسباب إصابة سيدة دون الأخرى.

هناك عوامل تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، ونذكر منها:

  • النوع: النساء أكثر عرضة للإصابة عن الرجال.
  • السن: تزيد احتمالية الإصابة مع تقدم عمر السيدة.
  • التاريخ المرضي: إذا أُصيبتِ بهذا المرض في أحد الثديين، فهناك احتمالية للإصابة مرة أخرى.
  • السمنة: زيادة الوزن أحد عوامل الإصابة بالمرض.
  • تأخر الزواج والحمل: كلما تأخر سن الزواج والإنجاب زادت احتمالية الإصابة.
  • وجود تاريخ عائلي بإصابة أحد أفراد العائلة من الدرجة الأولى بهذا المرض.
  • التعرض لعوامل خارجية: مثل الإشعاع وتناول الكحوليات والأدوية الهرمونية.
  • سن البلوغ المبكر يزيد فرص الإصابة بالمرض.

الكشف المبكر لسرطان الثدي

كل سيدة لديها طبيعة ثدي خاصة بها، وتستطيع تمييز نسيج ثديها والشعور بأي تغير غير طبيعي.

قد تشعر أحيانًا بثقلٍ في ثديها أو ألم الثدي، وهذا الشعور طبيعيًا مع اقتراب موعد الدورة الشهرية؛ لذا يفضل الانتظار بعد انتهاء الدورة الشهرية، وبدء دورة جديدة وهو الوقت المناسب لفحص الثدي.

إليكِ أهم طرق الفحص المبكر:

  1. طريقة الفحص الذاتي:

من الأمور المهمة التي ينبغي لكل سيدة الاعتياد عليها؛ وهي إجراء الفحص الذاتي لثديها بعد انتهاء الدورة الشهرية، والتأكد من اختفاء أعراض الثقل والألم وعدم وجود أي كتل غير طبيعية. ويساعد ذلك على زيادة الوعي والإحساس بطبيعة ثديها.

  1. الفحص الإكلينيكي لدى الطبيب:

ينبغي للسيدة التي تتجاوز سن الثلاثين إجراء فحص طبي مرة سنويًا، وقد يطلب الطبيب فحصًا روتينيًا كل ستة أشهر إذا كان هناك أيًا من عوامل الخطر التي تزيد من فرص الإصابة بسرطان الثدي.

  1. الموجات فوق الصوتية على الثدي:

يطلب الطبيب إجراء هذه الأشعة على الثدي عند وجود أي كتل غير طبيعية، وتستخدم هذه الأشعة لمعرفة طبيعة الكتل في الثدي وتشخيص الأورام، ويمكن أخذ عينة من النسيج المراد تشخيصه بسهولة عن طريق استخدام إبرة موجهة.

والجدير بالذكر أنه يمكن أيضًا تشخيص حالاتٍ أخرى غير سرطانية مثل وجود أكياس داخل الثدي ومعرفة ما بداخلها من سوائل وسحب عينة منها وتحليلها.

  1. التصوير الإشعاعي للثدي (Mammography):

تستخدم الموجات فوق الصوتية على الثدي لدى السيدات تحت سن الأربعين؛ يرجع ذلك لطبيعة اقتراب الأنسجة الغدية التي يتناسب معاها إجراء هذا النوع من الأشعة. بعد سن الأربعين يوصى بإجراء التصوير الشعاعي للثديين مرة سنويًا، أو كما يوصي به طبيبك المعالج.

أول علامات سرطان الثدي

هذه العلامات إذا لاحظتي ظهورها على ثديك، يجب عليك زيارة طبيبك:

  • نزول إفرازات تشبه الدَّم من الثدي.
  • تضخم حجم الثدي بصورة غير طبيعية.
  • الشعور بألم في الثدي ولا يرتبط بموعد الدورة الشهرية.
  • احمرار في جلد الثدي غير مستجيب للعلاج.
  • الشعور بكتل صلبة في الثدي وتحت الإبط.
  • تغير طبيعة جلد الثدي ويصبح مثل قشرة البرتقال.

شهر التوعية بسرطان الثدي

تخصص منظمة الصحة العالمية شهر أكتوبر كل عام للتوعية بسرطان الثدي، وتقديم الدعم للسيدات والمساعدة على نشر الوعي الصحي، والأساليب الصحية الواجب اتباعها للوقاية منه.

 كما تتضمن فعاليات هذا الاحتفال الحث على ضرورة إجراء الفحص الروتيني للثدي شهريًا بعد انتهاء الدورة الشهرية الذي يساعد على الاكتشاف المبكر للمرض مما يزيد من نسبة الشفاء.

سرطان الثدي لدى الرجال

على الرغْم أن هذا السرطان من الأمراض الشائعة لدى السيدات؛ فإنه يصيب الرجال أيضًا. ورغم كونه مرضًا نادرًا لدى الرجال، فإنه يمكن الإصابة به في أي سن.

 إن اكتشاف سرطان الثدي لدى الرجال في مراحله الأولى يزيد من فرص الشفاء بشكل كبير.

ومن العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالمرض:

  • العوامل الوراثية: قد يرث الرجال جينات وراثية من آبائهم تزيد من فرص الإصابة لديهم، مثل جين BRCA2 الذي يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي وسرطان البروستاتا لدى الرجال.
  •   السن: تزيد فرصة الإصابة مع تقدم السن لدى الرجال.
  • الأدوية الهرمونية: مثل الإستروجين والأدوية المستخدمة لعلاج سرطان البروستاتا.
  • زيادة الوزن: يرتبط زيادة الوزن بزيادة نسبة الإصابة.
  • أمراض الكبد: تسبب أمراض الكبد مثل تليف الكبد اضطرابًا في الهرمونات؛ مما يؤدي إلى الإصابة بسرطان الثدي.
  • أمراض جينية: مثل متلازمة كلاينفلتر، وتنشأ من وجود أكثر من كروموسوم X الذي بدوره يساعد على إفراز هرمونات الأنوثة وتزيد احتمالية الإصابة بالمرض لدى المصابين بهذا المرض.

علاج سرطان الثدي

تُكتَب مجلّداتٌ علميةٌ في علاج هذا السرطان، ويستمر الباحثون في إيجاد أفضل طرق العلاج له. والجدير بالذكر أن العلاج يعتمد على نوع المرض ومرحلته، ونذكر هنا بعض النِّقَاط الهامة المتعلقة بالطرق المختلفة في علاج سرطان الثدي:

  • العلاج الجراحي:

العلاج الأول للمرض، حيث يعتمد الأطباء على استئصال الورم الخبيث جراحيًا. قد يكون الاستئصال جزئيا أو يضطر الطبيب إلى الاستئصال الكامل للثدي وثم العلاج التجميلي بإعادة بناء الثدي بعد إزالته.

  • العلاج الكيمياوي:

تُستخدم بعض العقاقير لقتل الخلايا السرطانية، وتُعطى عن طريق الوريد أو الفم على هيئة جرعات يتراوح عددها من 4 إلى 6 جرعات بفرق ثلاث أسابيع بين الجرعة والأخرى.

هناك نوعان من العلاج الكيمياوي:

  1. العلاج الكيمياوي المساند

يُعطى هذا النوع من علاج سرطان الثدي بعد استئصال الورم جراحيًا كإجراء وقائي للتأكد من القضاء على كل الخلايا السرطانية في الجسم.

  1. العلاج الكيمياوي المستحدث 

يُستخدم في الأورام من المرحلة الثالثة ويُعطى قبل الجراحة لتقليص حجم الورم.

  • العلاج بالإشعاع

من أكثر طرق العلاج شيوعًا، ويستخدم بعد العلاج الجراحي، وعادةً يستمر لمدة تتراوح من 4 إلى 6 أسابيع.

  • العلاج الهرموني

تستخدم مضادات الإستروجين لمنع استقبال الخلايا لهذا الهرمون الذي يعمل على زيادة وتضخم الخلايا السرطانية.

فتاتي الصغيرة

بعد أن قرأتي هذه المعلومات المفيدة وتعرفتي على أهم ما يخص سرطان الثدي، رسالتنا في تمكين أن ابدئي الآن بالاهتمام السليم بالثديين واحرصي على الفحص الدوري لهما بعد نهاية كل دورة شهرية، ولا تشعري بالزعر من أعراض قد تكون طبيعية في حدوثها، وأيضًا انتبهي لكل تغيير في جسدك. كوني معتدلة ومنتبهة لتنعمي بحياةٍ صحيةٍ سعيدةٍ.

المصدر
medicalnewstodayhealthline.commayoclinic.org

د.إسراء طلعت توفيق

طبيبة بشرية، تخصص النساء والتوليد، شغوفة بكتابة المحتوى الطبي والترجمة الطبية، لمساعدة القراء على فهم المعلومة الطبية الصحيحة بإسلوب مبسط سعيًا في بناء مجتمع مثقف صحي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى