طب العظامطبيقصص تمكين

صراعي مع الفيبروميالجيا | هل أصل إلى الحل؟

جلستٌ في العيادة مع صديقتي نادية التي كانت تنظر في ساعة يدها للمرة التي نسيت عددها خلال الساعة والنصف المنصرمة. لم تكن نادية مطلقًا من الشخصيات القلقة، لكن اليوم تمني نفسها بالوصول إلى نهاية لكل الآمها منذ ُ أن شك أحدى الطبيبات في كونها قد تكون مصابة بما يُدعى الفيبروميالجيا.

أخيرًا جاء دور نادية لتدخل إلى غرفة الكشف وتقص على الطبيبة رحلة آلامها منذُ البداية، وقد كنتُ حاضرة معها لمؤاذرتها.

بداية الألم

نادية: “منذُ ثلاث سنوات انتشرت أوجاع شديدة بالرقبة، والظهر، والكتف وأنحاء متفرقة من جسدي. أجريتُ عدة أشعة منها التلفزيونية والمقطعية، وأيضًا أجريتُ عدة تحاليل للتأكد من عدم الإصابة بأمراض مثل نقص فيتامين D أو الروماتويد، وجاءت تحاليلي سليمة وكذلك الأشعة، إلا أن الألم لم ينتهي.

ذهبت إلى عدة أطباء ولم أحصل على التشخيص المناسب، إلى أن شك أحد الأطباء مؤخرًا بإصابتي بالفيبروميالجيا، ونصحني بالحصول على استشارة طبية متخصصة، لكني لا أعرف ما هو هذا المرض؟ وهل هو مرض خطير؟

الفيبروميالجيا “متلازمة الألم العضلي الليفي”

الطبيبة “اهدئي، لنجري أولًا فحصًا شاملًا لكِ ثم أخبركِ بكل ما تريدين سماعه”.

بعد إجراء الفحص أخبرتنا الطبيبة “الفيبروميالجيا أو ما يُعرف بمتلازمة الألم العضلي الليفي هي حالة طبية تتسم بالشعور بألم مزمن في المفاصل والعضلات، إضافة إلى الإرهاق المستمر واضطرابات النوم”.

نادية “نعم، أنا أعاني آلام العضلات والمفاصل حتى في أثناء نومي، أحيانًا أصل إلى مرحلة البكاء من شدة الألم”.

الطبيبة “لا تقلقي هذا طبيعي إلى درجة كبيرة مع مرض مثل الفيبروميالجيا، بل إن شدة الألم وتكرره يدفع بعضنا نحو الأزمات النفسية. ويمكن القول أن الأعراض النفسية المتمثلة في كثرة البكاء، واضطرابات النوم هي من الأعراض الجانبية للمرض العضوي”.

نادية “لقد أرحتني كثيرًا بقولك هذا، فأنا أشعر بالآلام الشديدة منذُ مدة ولا يصدقني أحد، ولا يأخذوا آلامي على محمل الجد، خاصةً أن التحاليل التي سبق وأجريتها بالإضافة إلى الأشعة جاءت سليمة”.

الطبيبة “هذا خطأ فادح، بل قد يؤدي ارتياب من حولك في شدة الأعراض إلى ازدياد حدة النوبات. لذا يجب توعية عائلتك حول المرض وكيفية التعايش معه”.

تشخيص الفيبروميالجيا

نادية “لكني أشعر بالحيرة، لماذا لم أحصل على تشخيص مناسب لحالتي سريعًا؟”.

 الطبيبة “على الرغم من أن الفيبروميالجيا مرض معروف طبيًا منذُ القدم، إلا إنه يصعب تشخيصه لتشابه أعراض الإصابة مع عديد من الأمراض الأخرى، وعدم وجود اختبارات معملية أو أشعة تؤكد الإصابة”.

أسباب الإصابة

نادية “إذن ما هو سبب إصابتي بهذا المرض؟”.

الطبيبة “لا يوجد سبب محدد للإصابة بهذا المرض، لكن قد يلعب العامل الوراثي دورًا في الإصابة. أيضًا يُصيب هذا المرض السيدات أكثر من الرجال، وتلعب التغيرات الهرمونية والتوتر المستمر ونمط الحياة غير الصحي دورًا كذلك”.

علاج الفيبروميالجيا الجديد

نادية “هل يوجد علاج لهذا المرض؟ أم سأظل أعاني الألم طوال الوقت؟”

الطبيبة “بالطبع يوجد أكثر من علاج، إذ يتمثل العلاج المعتاد في مزيج من مسكنات الألم، ومضادات الاكتئاب، ومضادات التشنج. لكن منذُ فترة بسيطة ظهر علاج جديد وهو العلاج العصبي”.

نادية “هل هو آمن؟ وما هي مدة العلاج المتوقعة؟”

الطبيبة “نعم هو آمن، ويعتمد على حقن مخدر موضعي في نقاط الألم، مما يؤدي إلى تنشيط الخلايا العصبية وإعادتها إلى طبيعتها. لا تقلقي تتراوح مدة العلاج من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع”.

الطبيبة “لكن هناك بعض النصائح التي سوف تلتزمين بها مثل: ممارسة الرياضة، والبعد عن الضغوط النفسية. قد تساعدك أيضًا تمارين التنفس“.

نادية “بالطبع سوف ألتزم بدقة بكل التعليمات، فالألم الذي أشعر به سوف يجعلني أفعل أي شيء كي أتخلص منه”. 

الطبيب “إذن سوف نرتب مواعيد بدء العلاج العصبي، ولا تقلقي، مرض الفيبروميالجيا ليس خطيرًا ويُمكن التعايش معه”. 

لمزيد من المعلومات اقرأ

الألم العضلي الليفي | لم أعد استطيع تحمل الألم!

علاج الفيبروميالجيا الجديد | د فهد قسيس يكشف عن طريقته

اقرأ أيضًا في القسم القصصي

تمارين اليقظة الذهنية التي غيرت حياتي

مريض متلازمة توريت | ماذا حلَّ بصغيري؟!

مراجعة د.إيمان بقلاوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى