بعد انتهائي من أعمالي المنزلية، وخلود أطفالي إلى النوم، دخلت إلى الشرفة لأشرب قهوتي المفضلة كعادتي اليومية، ولكن ما هذا؟! هناك شخص يجلس في الشارع، متحدثًا إلى نفسه ويصدر سلوكيات غير طبيعية، أيضًا غير قادر على السيطرة على انفعالاته كأنّ أمامه شخص آخر، هل هذا الشخص مصاب بالفصام؟!
في هذا المقال سنتحدث عن الفصام وأنواعه المختلفة، أيضًا سوف نتحدث عن عقار كلوربروثيكسين، واستخداماته، وأعراضه الجانبية، وكل ما تود معرفته عنه.
ما هو الفصام؟
- يُعد الفصام اضطرابًا عقليًا خطيرًا، يجعل الشخص يواجه هلاوس وأوهام تعيقه عن ممارسة حياته اليومية بصورة طبيعية.
- يحتاج إلى علاج دائم مدى الحياة، وقد يساعد الاكتشاف المبكر السيطرة على الحالة وتحسنها بالعلاج ومنعها من الوصول لمراحل متأخرة.
أعراض مرض الفصام
- الأوهام: وهو عرض شائع في كل أنواع الفصام إذ يشعر الشخص بأنه مُراقب، وأنّ شخص وهمي يحبه، أو انتظار حدوث كارثة مما يجعله يميل للعزلة والبعد الاجتماعي.
- الهلوسة: مثل رؤية أو سماع أشياء غير موجودة تمامًا في الواقع.
- الكلام المتلعثم.
- التفكير المشوش.
- النمط الحركي غير المنتظم.
- المشاعر السلبية الدائمة وفي الحالات المتأخرة الميول إلى الانتحار.
لنتعرف على بعض أنواع الفصام
- الفصام الزوراني (paranoid) أو فيما يُسمى الفصام الظناني أو الفصام التشككي.
أعراض الفصام الباروني:
- يُطلق عليه الأطباء الآن جنون العظمة حيث يشعر الشخص بأنه دائمًا مراقب ومحط الأنظار وهو من أكثر الأنواع شيوعًا وعادةً ما تظهر أعراضه في نهاية فترة البلوغ.
- يصعب على الشخص تكوين علاقات اجتماعية وتكوين صداقات.
- الفصام غير المنظم (disorganized):
- يعاني الشخص في هذا النوع من الفصام، الارتباك والقلق ومشاكل في التواصل.
- أيضًا يعاني الكلام المتلعثم غير الواضح.
- يعاني سلوكيات كثيرة مضطربة تعيقه عن ممارسة مهامه اليومية بصورة طبيعية.
- الفصام الجامودي (catatonic):
- الأشخاص المصابون بهذا النوع من الفصام لديهم أعراض جسدية واضحة، فمن الممكن أن يصبح صلبًا أو متحجرًا دون الاستجابة لأي حركة أو مؤثر خارجي.
- أيضًا يظهر الشخص نمطًا حركيًا مميزًا، أو الراحة في وضعية حركية معينة، أو تكرار كلمة معينة أو حتى جملة، ويميلون دائمًا لإيذاء أنفسهم.
- الفصام غير المتميز (undifferentiated):
- هذا النوع من الفصام يتم تشخيصه عند عدم وجود أعراض مميزة مثل الجامودي أو الباروني أو الغير المنظم.
- فصام متبقي (Residual Schizophrenia):
- في هذا النوع تكون شدة الأعراض قلت بنسبة كبيرة لكنها ما زلت موجودة مثل الهلوسة، الأوهام، والأعراض الأخرى.
ما هو دواء كلوربروثيكسين (chlorprothixene)؟
يُعد كلوربروثيكسين أحد الأدوية النفسية، التي تستخدم لعلاج الاضطرابات الذهنية والعقلية والعاطفية، وتساهم بشكل فعال في تخفيف الأعراض، والوصول بالمريض إلى بر آمن.
الحالات التي يستخدم فيها كلوربروثيكسين
- يستخدم دواء كلوربروثيكسين في علاج الحالات النفسية والعصبية الشديدة التي تسبب القلق والتوتر.
- يستخدم في حالات أمراض الجهاز العصبي ومضاد للتشنجات والعلاج بالصدمة الكهربية.
- يساعد أيضًا على السيطرة على الأعراض الأولية والثانوية للاضطرابات النفسية.
الشكل الدوائي والتركيز:
تناول كلوربروثيكسين عن طريق الفم:
- البالغون والمراهقون 25مجم ثلاث مرات يوميا، أو 50مجم مرتين في اليوم.
- الأطفال حتى سن 12 عامًا: فقط الطبيب هو من يحدد الجرعة.
الحقن:
- البالغون والمراهقون: 25-50مجم مرتين إلى أربع مرات في اليوم.
- الأطفال حتى سن 12 عامًا: فقط الطبيب هو من يحدد الجرعة.
الآثار الجانبية للكلوربروثيكسين:
- انخفاض ضغط الدم.
- التعرق الشديد.
- تسارع نبضات القلب.
- زيادة الشهية وزيادة الوزن.
- الدوار.
- اضطرابات المعدة.
- جفاف الحلق.
- صداع.
التداخلات الدوائية:
- يؤثر على مستويات الليثيوم؛ لذلك لابد من مراقبة مستوى الليثيوم خلال مدّة العلاج.
- يزيد من الأعراض الجانبية للأفيون؛ لذلك يجب تخفيض جرعة الأفيون 50%.
- يجب تخفيض جرعات العلاج النفسي والمهدئات إذ إن الكلوربروثيكسين له خصائص مهدئة.
التحذيرات:
كلوربروثيكسين والحمل:
- يقلل دواء كلوربروثيكسين من الخصوبة في الحيوانات.
- لم يُدرس على البشر لمعرفة تأثيره.
الرضاعة:
- ليس معروفًا حتى الآن مدى تأثير عقار كلوربروثيكسين على الرضاعة ووصوله إلى الرضيع لكن يجب توخي الحذر لأنه يؤثر عادةً على النشاط والنوم.
الأطفال والمراهقين:
- الأطفال أكثر عرضة للتغيرات العصبية والتداخلات الدوائية، لذلك يجب مراقبتهم بحرص.
- أمّا في المراهقين والبالغين: لابد من ملاحظتهم بعناية شديدة خاصة في العلاج بالحقن لاحتمالية حدوث انخفاض شديد في الضغط.
كبار السن:
- يُعد كبار السن أكثر عرضةً للأعراض الجانبية مثل: انخفاض ضغط الدم، والشلل الرعاش التي يصعب السيطرة عليها.
- لا يوجد علاج لهذه الأعراض الجانبية، فقط متابعة المريض وتعديل الجرعة لتلائم وضع المريض.
الأسنان:
- يقلل كلوربروثيكسين من تدفق اللعاب وقد يمنعه في الشباب وكبار السن، ما يؤدي إلى تسوس الأسنان وعدم الراحة.
- زيادة في نشاط حركة الرقبة والرأس مما يقلل من فعالية علاج صرير الأسنان.
- زيادة العدوى البكتيرية ونزيف اللثة، لذا يجب عمل صورة دم أولًا لمراقبة عدد كرات الدم البيضاء قبل العلاج، والمحافظة الدائمة على نظافة الفم والأسنان لتجنب العدوى.
تعليمات استخدام عقار كلوربروثيكسين:
- في حالة نسيان جرعة كلوربروثيكسين يجب تناولها في أسرع وقت، ولكن في حالة قرب موعد الجرعة التالية، تناول فقط جرعة واحدة ولا تضاعف الجرعات.
- لا تنس! الاتصال بطبيبك دائما وسؤاله عن كل ما يخص أدويتك.
المرض النفسي ليس عيبًا أو مدعاة للخجل والخوف، مثله مثل أي مرض عضوي يحتاج إلى طبيب وإلى العلاج، فإذا كنت تعاني مشكلة ما، لا تتردد في اللجوء إلى الطبيب وطلب المساعدة.
تذكر دائما أن التشخيص المبكر لأي مرض يسهم بنسبة كبيرة في التماثل للشفاء التام.